السبت، 29 مايو 2010

الحلزون يساهم في إنعاش الاقتصاد


الحلزون يساهم في إنعاش الاقتصاد  !
حلزون من منطقة الغرب نجا من الفيضانات لكنه لن ينجو من الطنجرة
اقتصاد البابوش/الحلزون: في هذه الأيام يلعب البابوش دورا حيويا في اقتصاد منطقة  الغرب بعدما اكتسحت مياه الفيضانات أغلب المزروعات، فترى عددا من النساء والأطفال يجوبون  الحقول المعشوشبة لجمع الحلزون، يباع لدى من يجمعه ب3 دراهم للكيلو كمعدل، منه ما يخزن بطرق خاصة، ومنه ما يحول إلى مدن مختلفة، ليتحول إلى وجبة عليها إقبال كبير، وتقتنيه حتى بعض الفنادق الكبرى، ويقال أنه يصدر كذلك إلى الخارج، وهكذا تحول هذا الكائن الوديع إلى مصدر رزق وإلى جالب للعملة الصعبة، وإلى أكلة لذيذة خاصة لما تخلط بعطور ونباتات مختلفة، بل حتى بلولو (البلول=الماء الذي يطبخ فيه) تجد عليه إقبالا كبيرا، فترى الرجل أو المرأة عندما يكمل الحصة القليلة التي اقتناها بثمن مرتفع، يطلب من البائع "شوية ديال البلول !"، قد يتغيب التلاميذ في العالم القروي ولما يسأل عنه الأستاذ، يقال:"مشى يلقط البابوش"، ولا عجب في ذلك، فأمام قلة الموارد، قد يجمع طفل أو بنت ما بين 15 و30 درهم من خلال جمع البابوش في صبحية واحدة، وقد تجمع سيدة مقدارا من النقود خلال أيام من "العمل"، ما يجعلها تقتني بعض الحاجيات الضرورة، ككسوة بسيطة من السوق الأسبوعي لها أو لأحد أولادها أو بناتها… وهكذا تتحقق المقولة المأثورة" إن باستهلاككم للمنتوجات الوطنية تساهمون في اقتصاد البلاد"… لكن لا أحد يهمه ما قد يكون في خلايا هذه "الضحية" من سموم، خاصة عندما تلتقط أعشابا من حقول أو ضيعات بها مبيدات فلاحية، بل ولم نسمع أن جهازا رسميا يفترض أنه يهتم بصحة المواطنين، أجرى بحوثا علمية عن الترسبات التي يمكن أن تكون قد وقعت بجينات شعب الحلزون جراء تعرضه للسموم السالف ذكرها…
ورغم كل ما قد يقال إنه تخويف من أكلة تجد إقبالا منقطعا، وبالتالي ضرب "الاقتصاد الوطني"، لا يسعنا سوى أن ننوه بكل حلزون، فهو على الأقل قد أوجد فرصا كثيرة للشغل.  

الجمعة، 28 مايو 2010

هل هي بداية انطلاق التأطير الافتراضي دعوة لإقفال الهاتف النقال


هل هي بداية انطلاق التأطير الافتراضي
دعوة لإقفال الهاتف النقال

مصطفى لمودن
 تروج في الانترنيت على نطاق واسع وفي بعض الصحف دعوة لإغلاق الهواتف النقالة يوم الأحد 30 ماي احتجاجا على غلاء التسعيرة وبث الإشهارات بدون إذن، والمطالبة بحق استبدال الشركة مع الاحتفاظ بالرقم، وقد أطلق هذه الحملة شباب على الفايس بوك، وبدأ تطبيقها يوم الأحد الماضي 23 ماي، وذكرت بعض وسائل الإعلام أن الاستجابة بلغت 30 ألف… فإلى ماذا يرمز ذلك؟ وإلى ماذا يمكن أن يؤدي في خطوة قادمة؟ 
يبدو أن الشبكة العنكبوتية أصبحت أداة تواصل فعالة، سواء لنقل المعلومات والبحث عنها، أو للتواصل الاجتماعي بين الأفراد من مختلف الأعمار والفئات… ولم تعد تجدي المراقبة والحد من تدفق الأخبار شيئا، بل أصبحت الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل التقليدية متجاوزة، فهذه الصحف الورقية التي توزع عبر الحافلات أو القطار… ثم توضع في الأكشاك انتظارا لزبون محتمل، أصبحت تحمل أخبارا أكل عليها الدهر، وأغلبها وقع قبل ثلاثة أيام، وقد اطلع عليها (الأخبار) مستعملو الانترنيت قبل ذلك، ولا يصمد غير المقالات التحليلية التي تحافظ على جديتها وفعاليتها الإعلامية في حالة التزامها بعمق التحليل والمصداقية… أما التلفزة (الرسمية بقنواتها) التي كانت أداة السلطة الضاربة، عبرها تبث الدعاية وليس الأخبار الحقيقية التي تهم كل مناحي الحياة وتلمس قضايا الناس، فهي بدورها لم تعد تجد كبير إقبال أمام تعدد القنوات التلفزية الملتقطة عبر الأقمار الصناعية، ومزاحمتها من قبل وسائل الإعلام البديلة، وعلى رأسها الانترنيت بتعدد خدماته، بما في ذلك عرض برامج تلفزية بشكل مباشر من مختلف دول المعمور…
أصبح الانترنيت محج المبشرين بغد أفضل، ومكان الدجالين بمختلف أصنافهم، ومربط الصداقات والتعارف والتواصل الفوري وتبادل الرأي والمشورة في الحين، بل وأداة تأطير وتحفيز قوية… لقد شاهدنا قبل أسبوع كيف استجاب عشرات الآلاف لنداء بث عبر الانترنيت لشباب فرنسا كي يتجمعوا بساحة الشانزيلزي، وتحول بذلك اللقاء الافتراضي للشباب عبر الشبكة العنكبوتية إلى لقاء واقعي، بدون هدف محدد وواضح غير التعبير عن الحضور والتواجد والاستجابة لقوة ذات سحر أخاذ هو الانترنيت على أرض حدائق باريس، بدون أن يكون ذلك بدعوة من طرف "جهة" مسؤولة تحدد السلطة عناصرها بالضبط، وبالتالي تعتبرها مخاطبا قادرا على تحديد الهدف من هكذا تجمع. ولم تجد السلطة الفرنسية بدا من التعامل الإيجابي مع الوضع، والاكتفاء بمراقبته عن بعد أو عن قرب (الأمر ليس مهما في دولة ديمقراطية)، رغم ما سببه لها من حرج، خاصة على المستوى الأمني، وصعوبة حصر المدة الزمنية للتجمع، كما ذكر ذلك أحد أعضاء مجلس المدينة بقناة تلفزية فرنسية..
لقد أصبحت المجتمعات أمام معطيات جديدة سواء على مستوى التواصل السريع والفعال، أو على مستوى التأطير "الإيديولوجي" الجديد، وطبعا حتى الدعاية لسلوك اجتماعي وفردي معين لا يخلو من بعد إيديولوجي، ما يحتم تغييرا في عدد من السلوكات التي تهم الجماعات والدول، يقوم على حتمية الانفتاح، والانصات لمختلف الشرائح الاجتماعية، وخلق مؤسسات وسيطة بديلة، تعتمد على تمثيلية من نوع جديد، بحيث لم تعد البرلمانات التقليدية ذات جدوى وفعالية في إسماع كافة الأصوات أمام أصحاب القرار الأخير(خاصة بالنسبة للتجربة المغربية)،  بل يمكن أن نصبح قريبا أمام معطى آخر يتم فيه تجاوز حدود الدول بكل ما تعنيه من حصار ومراقبة وضبط، ولا أدل على ذلك من متابعة الشباب والأطفال لبطولة الكرة الإسبانية على سبيل المثال، والارتباط الوجداني العميق بفرق معينه لدى جارتنا الشمالية، وما يعنيه ذلك من التأثر ببقية القيم الحياتية الأخرى التي أنتجت تلك البطولة، سواء النظم القانونية والسياسية والاجتماعية والثقافية… ويمكن أن ننتقل من الدعوة إلى إغلاق الهواتف كاحتجاج على شركات معينة إلى مرحلة ثانية تكون فيها المطالب أعم وأشمل.

الثلاثاء، 25 مايو 2010

في حوار مع د. المهدي لحلو كي يكون الماء ملكا عموميا مشتركا


في حوار مع د. المهدي لحلو     
كي يكون الماء ملكا عموميا مشتركا  

Anne LESTRAT  نائبة عمدة باريس  ود. المهدي لحلو رئيس جمعية العقد العالمي للماء 
********** 
مصطفى لمودن
بمناسبة الاحتفال السنوي لجمعية العقد العالمي للماء باليوم الوطني للماء للمرة الرابعة منذ تأسيسها في ماي 2006، أجرينا حوارا مع الدكتور المهدي لحلو رئيس هذه الجمعية التي تعنى بالبيئة والماء في المغرب، وقد تطرق فيه لاستراتيجة الجمعية كي يتم الحفاظ على الماء وعدم تلويثه وتبذيره، وكي لا يتحول إلى مصدر ربح لشركات خاصة، وقد أكد على الجوانب القانونية والنضالية والتربوية من أجل ذلك، كما تحدث عن العلاقات الدولية التي أصبح يفرضها كل توجه في هذا الاتجاه أمام عولمة الاستهلاك والخوصصة والتلويث… فكان الحوار التالي مع د.المهدي لحلو وهو أستاذ الاقتصاد بالمعهد العالي للإحصاء والاقتصاد التطبيقي بالرباط ،عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد: 

سؤال:الدكتور المهدي لحلو، ما هي إستراتيجية جمعية العقد العالمي للماء من أجل الدفاع عن هذه المادة الحيوية أمام كل المخاطر التي تهددها؟  
د. المهدي لحلو: هي في الحقيقية إستراتجيتنا عندها مستويين اثنين، أولا على المستوى الداخلي، ثانيا على المستوى الخارجي والدولي.
فيما يتعلق بالمستوى الأول، ونحن نعتقد أنه مهم جدا، على اعتبار أن الشركات الكبرى والتي تأتي لتسيير الماء في المغرب عن طريق التسيير المفوض شركات أجنبية، خصوصا شركات فرنسية، وهناك زحف بشكل عام على المستوى الدولي على الماء هو زحف الشركات الكبرى، بدون مساندة جمعيات من قبيل جمعيتنا المتواجدة بأوربا وكندا وفي أمريكا اللاتينية وغير ذلك من مناطق العالم، وفي هذا المستوى نحاول الآن التواجد على اتجاهين، الاتجاه الأول نحو الأمم المتحدة، لاعتبار الماء كحق من حقوق الإنسان، وتسجيل هذا الحق في العقد العالمي لحقوق الإنسان الصادر سنة 1948، ثم المستوى الثاني هو المطالبة بأن يكون المنتدى العالمي للماء تحت تسيير وإشراف الأمم المتحدة، وليس تحت إشراف الشركات العالمية الكبرى أو صندوق النقد الدولي والبنك العالمي، كما هو الحال حاليا… وهنا عندنا تنسيق كبير مع مجموعة من المنظمات الدولية.
في المستوى الثاني، وهو مستوى وطني، نبني على مجموعة من المحاور، المحور الأول هو بالنسبة إلينا محور مستقبلي، وهو الدخول إلى المنظومة المدرسية، وإدخال التربية على الحفاظ على الماء واعتبار الماء كملك مشترك داخل منظومة التربية والمدرسة، وفي هذا الإطار عقدنا مجموعة من الشراكات؛ مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الغرب الشراردة بني احسن، ومع مندوبية التعليم بسيدي قاسم، وسيدي سليمان، وكذلك عقد شراكات مع مجموعة من الثانويات من منطقة مندوبية التعليم الصخيرات تمارة، ثم نحن في اتجاه عقد شراكات أخرى في مناطق أخرى، إما على مستوى النظام المدرسي أو على مستوى جمعيات التنمية المحلية، مثل ما قمنا به مؤخرا في منطقة سوس ومدينة أكادير وتارودانت.
ونطالب أن يكون الاعتراف بالحق في الماء في القانون المغربي، وأن يدخل هذا الحق في الدستور، ويعتبر كحق دستوري مضمون من طرف الدولة ومن طرف المؤسسات التابعة لها.
على المستوى الثالث، وهو أننا في عراك شديد من أجل الحفاظ على الماء في القطاع الفلاحي ضد التلوث وضد الهدر الذي يمس الماء في القطاع الفلاحي. ونحن في عراك شديد كذلك من أجل الحفاظ على الماء ضد التلوثات التي تلحقه في القطاع الصناعي. ونفس الشيء كي يحتسب الماء فعلا على مستوى كلفة إنتاجه وتوزيعه في القطاع السياحي، على اعتبار أنه اليوم في مجال السياحة يمكن أن يكون الماء كمادة غير ذات قيمة وبالتالي لا يؤدي عليه السائح القيمة اللازمة نظرا لأهميته بالنسبة لنا، ونظرا لنذرته.
ثم مستوى آخر، والذي يهمنا في مجال التسيير المحلي، في مجال ما نسميه بالماء الصالح للشرب، وهنا لنا عراك شديد، أولا ضد هذا التوجه نحو خوصصة الماء، وهذا الذي وقع إما في الدار البيضاء - المحمدية أو الرباط - سلا أو في طنجة – تطوان. أو فيما يتعلق بالتسيير المفوض أو المطالبة بإصلاح وكالات توزيع الماء أو الكهرباء في المدن التي لازالت هذه الوكالات تابعة للبلديات وللجماعات المحلية.  

ـ سؤال: يلاحظ على أن جمعية العقد العالمي للماء منذ تأسيسها وهي عازمة على مواجهة ما يسمى"التدبير المفوض"، ونلاحظ مؤخرا على أنكم قد استقدمتم نائبة عمدة باريسANNE LE STRAT، لماذا بالضبط تريدون أن تذكّــروا الفاعل المغربي، خاصة على مستوى الجماعات المحلية بالتجربة الجديدة الآن بفرنسا، حيث يتم استعادة تدبير الماء لصالح الجماعات المنتخبة؟  
د.المهدي لحلو: هذا هو الربط بين ما هو دولي ومحلي، بين ما هو دولي ووطني، والفكرة أننا استدعينا نائبة عمدة باريس   Anne LE STRAT، والتي هي كذلك مسؤولة عن قطاع الماء في العاصمة الفرنسية، وإظهار أنه في فرنسا وفي العاصمة الفرنسية، وبالتالي في الدول التي هي مصدر هذه الشركات الكبرى التي تستحوذ الآن على تسير الماء والكهرباء في بلدنا تدريجيا، ظهر أنه في هذا البلد (فرنسا) أن التسيير الخاص ليس تسييرا مريحا، وليس تسييرا ذا فائدة بالنسبة للسكان، وأن الهدف الأساسي وراء هذا التسيير هو الربح، في حين أنه بالنسبة إلينا، نعتبر الماء ملكا عموميا، فيجب أن يكون تسيير الماء تابعا للجماعات المحلية والمؤسسات العمومية… كما قلت أظهرت تجربة باريس أن الخواص ليسوا أحسن تسييرا، وليسوا أحسن فائدة للمجتمع، بل في الحقيقية ظهر كذلك أن رجوع تسيير الماء إلى وكالة عمومية بباريس سيربح المستهلك في العاصمة الفرنسية سنويا ما يقارب 40 مليون أورو، أي ما يفوق 400 مليون درهم، وهو شيء مهم بالنسبة للعاصمة الفرنسية، نحن نعرف أن سكان هذه العاصمة من أغنى سكان العالم، والحال أنه ربح كهذا في مدننا كالدار البيضاء أو الرباط  أو تطوان أو طنجة، إذا ما تحقق ربح من هذا النوع، معناه أنه ستكون فيه فائدة كبرى لهذه المدن، على اعتبار أن هذه الفوائد التي كانت تخرج لصالح شركات خاصة، وتخرج في هذه الحالة بالضبط إلى الخارج، على اعتبار أن هذه الشركات الخاصة هي شركات أجنبية، وأن فائض القيمة هذا سيستعمل من أجل تحسين الخدمات المرتبطة بالماء، وكذلك توسيع شبكات الربط بالماء الصالح للشرب لمجموعة من الأحياء الهامشية التي لازالت بدون ماء في هذه المدن كذلك.  

ـ سؤال: تدعو جمعيتكم إلى ترسيم 20 ماي كيوم وطني للماء، ما المغزى من ذلك؟  
ـ د.المهدي لحلو: المغزى منه هو فعلا تقريب هذه المادة وهذا الموضوع من المجتمع، على اعتبار أنه في المغرب، هناك بعض العزوف عن هذا المشكل، إما لاعتبارات طبيعية، أي أن الماء ظاهرة عادية، أو مرتبطة بالجفاف والفيضانات، أو ظاهرة خارجة عن التسيير وعن رغبة الأفراد. إما أن الدولة تسيره أو أن الشركات الخاصة هي التي تمتلك ذلك، والحال أنه بإعلاننا الاحتفال بهذا اليوم نقرب هذا الموضوع من كل مهتم ومعني، وخاصة التلاميذ والأساتذة والمؤسسات التعليمية.  
ــــــــــــــــــــــــ
  ـ نشر ب: