السبت، 2 يونيو 2012

نادي الطليعة السينمائي بسيدي سليمان : الغياب والمبررات



 نادي الطليعة السينمائي بسيدي سليمان

 الغياب والمبررات
مصطفى لمودن 

يلاحظ المتتبعون للشأن الثقافي والجمعوي الغياب الملحوظ لنادي الطليعة السينمائي، فهذه الجمعية المهتمة بالفن السابع، تجر وراءها تاريخا عريقا بسيدي سليمان، ولعله من أول الأندية التي تأسست في المغرب، وقد كان من ضمن أعضائه مقيمون أجانب… وقد ساهم النادي السينمائي في تأطير أنشطة فنية وعرض أشرطة سينمائية ومناقشتها كما كان عليه الحال في مختلف المناطق التي بها أندية سينمائية، وكان يشرف على ذلك وطنيا "الجامعة الوطنية للأندية السينمائية" (ما تزال هذه الجامعة قائمة لحد الآن)، وقد ساهم ذلك لدى الكثيرين في تشكيل وعي فني والتوفر على بعض آليات التحليل السينمائي، بل أكثر من ذلك كانت الأندية السينمائية وراء بروز كتاب سيناريو ومخرجين أصبح لهم فيما بعد باع في الأمر. غير أن المفارقة التي لا تفهم هو أنه في وقت يتضخم فيه صبيب الصورة والفيديو ويرتفع عدد الأفلام في المغرب وفي بقية العالم لكن تتناقص عدد قاعات العرض ويضعف تأثير الأندية السينمائية ويكاد ينعدم أي نقاش وتواصل حول ما يقع في مجال السينما والدراما عموما، خاصة مع تعدد الحوامل كالقنوات التلفزية والانترنيت.. دون أن يلتفت المربون والمهتمون بالثقافة والتواصل لكل هذه المعطيات "الخطيرة" على المجتمع بأسره، عندما تفتقد إمكانية الخيارات المناسبة والقدرة على التحليل وفرز الغث من السمين.. فعلا ما تزال بعض الأندية السينمائية متواجدة لكنها في الغالب تكتفي بالإشراف على "مهراجانات" سنوية تنظم خلال بضعة أيام وينتهي الأمر.
بدوره نادي الطليعة السينمائي بسيدي سليمان لا يخرج عن هذا المسار، من حيث قلة الأنشطة، وقد توقف قبل سنيتن عند الملتقى السينمائي السادس المنظم ما بين 7 و10 ماي 2010، ليدخل بعد ذلك النادي السينمائي في سبات غير مفهوم، فكان اللقاء مع الجيلالي حمقات رئيس نادي الطليعة السينمائي، وقد تحدث عن مبررات الغياب، وعن تجديد المكتب المسير..

 صورة
 الجيلالي حمقات رئيس نادي الطليعة السينمائي 
 حول عدم تنظيم ملتقيات سنوية كما كان سابقا، ذكر الجيلالي حمقات فقد "تم تأجيل الدورة السابعة لأسباب موضوعية، منها أولا غياب بنية الاستقبال، خصوصا أن المهرجان يعرف غقبالا كبيرا من طرف السينمائيين المغاربة وكذلك الأجانب، في إطار الشراكة التي تم توقيعها مع فيستماج/ Festimaj . ثانيا غياب قاعة سينمائية لعرض الأفلام في حجم المهرجان.
أجاب حول "الدعم" قائلا "إن الجهات المسؤولة ـ دون ان يحددهاـ  وعدتنا بدعم كبير، لكن ارتأينا عدم المغامرة في الانجاز بسبب غياب بنية الاستقبال بالأساس.
وفيما يخص المكتب المسير للنادي الذي تجدد في 24 نونبر 2007، ويبدو أنه تجاوز فترة انتدابه ويسجل غيابا ظاهرا على مستوى العطاء والتواصل، كان رد الرئيس بقوله "إن المكتب لديه فقط سنة إضافية وهي استثنائية، وننوي التجديد مستقبلا، في الموسم الثقافي المقبل"..

أعضاء مكتب نادي الطليعة السينمائي (الواقفون من اليمين): رضوان الخلفي، مصطفى الغفير، أعميار عبد المطلب، الجيلالي حمقات، أشرف الكدكاد. (الجالسون): أحمد المصمودي، نجاة جدني، علي البوخاري (مصدق علوي غير مصور)

وحرص الجيلالي حمقات أن يتحدث عن آخر نشاط أشرف عليه باسم "نادي الطليعة السينمائي"، وهو تقديم عروض سينمائية في ثلاث مؤسسات تعليمية أيام 28/29/30 ماي المنصرم في إطار شراكة معفيستماج/ Festimaj (جمعية فرنسية) التي تنظم مهرجانا سنويا في فرنسا ودول أخرى كالمغرب، وهكذا تابع التلاميذ أفلاما قصيرة وساهموا في التصويت عليها لتناول جوائز، مدرسة عبد الله الشفشاوني 19 فلما، إعدادية عمر بن الخطاب 17، ثانوية علال الفاسي 11..
ورغب رئيس النادي السينمائي في الأخير أن يبلغ رسالة تتحدث عن الصعوبات التي لاقاها في إنجاز أنشطته والإشراف عليها بالمؤسسات التعليمية، قائلا "عوض أن تطلب منا نيابة وزارة التربية الوطنية بسيدي سليمان أن نقدم أنشطة سينمائية في المؤسسات التعليمية، لما لذلك من أهمية ثقافية وتربوية، تصبح هي تطلب منا ترخيصا على الغياب ونحن من يؤطر هذه الأنشطة"..
 
من العروض التي تابعها التلاميذ (مصدر الصورة صفحةرئيس النادي بالفايسبوك

الجمعة، 1 يونيو 2012

أتلتيك مغرب تطوان وروح الرياضة التي لا تفنى إلى جانب كرة القدم حضور رهانات أخرى


 أتلتيك مغرب تطوان وروح الرياضة التي لا تفنى
إلى جانب كرة القدم حضور رهانات أخرى
مصطفى لمودن
إن فوز فريق المغرب التطواني ببطولة الدوري المغربي للمحترفين ليس قيمة معنية أو مادية فقط نالها الفريق من مسيرين ولاعبين ومحبين.. بل أكثر من ذلك، إن كرة القدم والرياضة عموما أكثر من مجرد بدل جهد بدني وتنافس على "شيء" وينتهي الأمر.. فوز  فريق الحمامة البيضاء المطلة على ضفة شمال البحر الأبيض المتوسط، وعلى إسبانيا خصوصا، حيث لعبة الكرة تسحر وتأخذ بالألباب والعقول والنفوس.. حدث يستحق الوقوف عنده.. إن ضفة الشمال المغربي تعرف جذبا لا يطاق نحو عوالم أخرى، وفي نفس الآن لا ننسى عملية التثاقف الطويلة التي وقعت عبر العصور بين الضفتين، وقع تبادل المعارف والهجرات البشرية المتبادلة، رغم اتسامها أحيانا بالعنف.. أقربه إلى زمننا حرب اسبانيا على تطوان في 1860، ثم استعمارها لمنطقة الشمال بأسرها إلى 1956، فلا غرو أن نجد المغرب التطواني ممارسا في البطولة الاسبانية منذ نشأته… إن الروح الوطنية الغامرة التي أطلقها  فوز الفريق بالبطولة، لا يقل شأنا عن خيار الوطنيين الشماليين الارتباط بالوطن بعد نيل الاستقلال، لقد كانت لنخبة تطوان ثقافة لا يستهان بها، وتقاليد عريقة تمتد إلى جذور أندلسية من أيام البذخ الارستقراطي الفاتن، في مستوى العيش الأنيق، والتعاطي لمتع الحياة بألفة ناذرة، والحفاظ على الموسيقى والكتابة والمكتبات ومختلف السلوكات المدينية التي لا تتوفر في بقية مناطق المغرب إلا في بعض الحواضر التي تعد على رؤوس الأصابع..
  يقال (وهذا كلام لا تنقصه مقومات الصدق) أنه لو كان عبد الخالق الطريس زعيم حزب "الاصلاح الوطني" في المنطقة الخليفية التي تحكمها إسبانيا بنفس عقلية المختار ولد دادة في موريتانيا، لما حل حزبه وانخرط في "حزب الاستقلال" الذي كان يجمع غالبية قادة الحركة الوطنية.. عبد الخالق الطريس لم يكن وحده ونحن نضرب به المثل، بل يمثل تيارا عاما يرتبط بالمغرب رغم كل الظروف التي كانت معاكسة حينذاك، بحيث الجينرال فرانكو في أوج قوته، وعمليات "التحرر" من ربقة الاستعمار وتشكيل دويلات عبر العالم جارية في كل اتجاه، لهذا تشكلت دولة موريتانيا لأول مرة جنوب المغرب، وكان يمكن أن يقع نفس الشيء في شماله.. إنها نفسها اللحظة التي يصنعها فريق الكرة الآن، مع وجود فارق بسيط يقتضيه الزمن، وهو أن المغرب مستقل الآن وله كامل السيادة.. لكن أن يتنقل فريق تطوان أو الحسيمة أو وجدة أو… إلى مختلف المدن الأخرى عبر ربوع الخريطة فذلك له عدة معاني، ترسخ مفهوم الوطن الواحد، والتنقل لا يكون بالجسد فقط، بل حتى على المستوى النفسي والعلائقي مع مختلف الوسائط.. فمن يتابع فريقه أو يتابع مقابلة منقولة على الشاشة، أو يستطلع الأخبار.. فذلك يعني تنقلا داخل جغرافية الوطن.. إن الشماليين يسمون بقية سكان المغرب بأبناء "الداخل"، ولا يضعون أنفسهم في خضم المرادف المقابل (أي الخارج)، بل يعنون أنهم في التخوم أو في المداخل.. إن ما يتم تحقيقه على مستوى المخيال الشعبي وتكريس قيم الوحدة والمواطنة، يحقق بقفزات كبيرة عبر الرياضة والثقافة والفن.. أكثر من أي تدخل آخر فيه القسري والعنيف والمرتجل… تجتزره الإدارة أو نخبة معزولة،  مما يخلق ردود فعل متشنجة، تكون عواقبها أوخم.. فهنيئا لفتية تطوان بالبطولة وبالبسالة الرياضية وروحها التي لا تفنى..  

"من أجل مدرسة مغربية مواطنة" نيابة وزارة التربية بسيدي قاسم تنظم يوما دراسيا حول المدرسة المغربية


"من أجل مدرسة مغربية مواطنة"
نيابة وزارة التربية بسيدي قاسم تنظم يوما دراسيا حول المدرسة المغربية
 
حديقة من وسط سيدي قاسم، قبل أن يطالها الاهمال حاليا
مصطفى لمودن
تنظم نيابة وزارة التربية الوطنية بسيدي قاسم يوما دراسيا حول المدرسة المغربية في موضوع  «من أجل مدرسة مغربية مواطنة» يوم الثلاثاء 5 يونيو 2012 بقاعة بلدية سيدي قاسم، ابتداء من التاسعة والنصف صباحا، ويتوزع اليوم الدراسي على ثلاث محاور:
المحور الأول في موضوع «المدرسة المواطنة والتنمية الاجتماعية»، من تنشيط ذ. عبد السلام الهليلي، وتقرير ذ. محمد بنعبو، يلقى المداخلة الأولى ذ. مصطفى حدية حول «التنشئة الاجتماعية للطفل  بين الأسرة والمدرسة في مجتمع العولمة»، والمداخلة الثانية من تقديم ذ. جمال خلاف يثير فيها «قراءة في المدخل التربوي لمراجعة المناهج التربوية».
المحور الثاني يتعلق ب «المدرسة المواطنة والتنمية» من تنشيط ذ. محمد رابح، وتقرير ذ. حميد هيمة، تتشكل ضمنه المداخلة الأولى من موضوع «Les politiques éducatives : l’école abandonnée» (السياسات التربوية: المدرسة المتخلى عنها) من تقديم ذ. عز الدين أقصبي، أما المداخلة الثانية فتثير الانتباه إلى«الانقطاع الدراسي: الأسباب، الكلفة، النتائج»، من اقتراح ذ. إبراهيم الشداتي.
المحور الثالث يدور حول «المدرسة المواطنة والمجتمع المدني»، من تنشيط ذ. محمد الطايع، وتقرير ذ. محمد الحاضي، يقدم المداخلة الأولى ذ. محمد امادي موضحا «دور المجتمع في ترسيخ الثقة في المدرسة العمومية»، ويقدم ذ. عبد العالي مستور المداخلة الثانية حول «المرتكزات الدستورية لهوية المدرسة العمومية ووظائفها».
 

احتجاج أعوان المؤسسات التعليمية بوزان


 احتجاج أعوان المؤسسات التعليمية بوزان
 وزان : محمد حمضي
يخوض أعوان الحراسة والنظافة والطبخ بالمؤسسات التعليمية بإقليم وزان،  بدعوة من مكتبهم النقابي العضو بالفيدرالية الديمقراطية للشغل إضرابا لمدة 48 ساعة يومي الثلاثاء والأربعاء 5 و6 يونيوه، مصحوبا بوقفة احتجاجية أمام مقر نيابة وزارة التربية الوطنية، وذلك ردا على ما أسماه البيان الصادر عن هذه النقابة في استمرار شركة المناولة الأولى اعتماد أسلوب التهديد بطرد فئة من العمال، وتمادي الثانية في التهرب من أداء الأجور الهزيلة للعمال في وقتها، علما يضيف البيان " عدم أداء أجور أعوان الطبخ منذ ثلاثة أشهر".
   يذكر بأن أعوان الحراسة والطبخ والنظافة الذين تشغلهم بعض شركات المناولة بالمؤسسات التعليمية بإقليم وزان محرومون من أبسط حقوقهم التي جاءت في مدونة الشغل. فلا وثيقة تثبت تعاقد هذه الشركات مع غالبيتهم، ولا تصريح بجلهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وورقة الأجرة منعدمة، والحد الأدنى للأجر، وتحديد ساعات العمل، والعطلة السنوية، وغير ذلك  من الحقوق لا تقر بها مثل هذه الشركات فبالأحرى توفيرها، ناهيك عن الخرق السافر لكناش التحملات حين لم يتم توفير الألبسة الواقية للعمال والعاملات، وحرمان مرافق المؤسسات التعليمية من مواد وأدوات النظافة التي لم تتسلمها إلا مع مطلع شهر ماي الأخير.

الخميس، 31 مايو 2012


 مدير نشر "أخبار اليوم" يوقف التعامل مع رسام بسبب كاريكاتور
 

م. لمودن
إنه الرسم الكاريكاتوري لخالد كدار الذي أغضب توفيق بوعشرين، ولم يسمح بنشره في "أخبار اليوم"، وهناك حديث عن توقيف التعامل معه، رغم أنه متعاون فقط كما ذكر مقرب من بوعشرين في الفايسبوك، الرسم يثير مسألة"حصانة العسكريين" التي تناقش في البرلمان المغربي، وقد وجد مشروع القانون ردود فعل مختلفة، فهناك من يعارض هذه الحصانة كالاتحاد الاشتراكي، ونسبيا حزب "الأصالة والمعاصرة"، حيث جاء في المقترح أنه لا يمكن مساءلة العسكريين إثر الأفعال التي يقومون بها تنفيذا لأوامر رؤساهم داخل المغرب… وهناك من لا يرى في ذلك مشكلة كحزب العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية والاتحاد الدستوري وآخرين، بينما جمعيات حقوقية اعترضت على ذلك، وتدعو لمقارنة المحاسبة بالمسؤولية..
ورغم أن الأمر مازال مجرد نقاش عادي في المؤسسة التشريعية، ويحق أن يكون محط أخذ ورد على الصعيد المجتمعي والرأي العام، رغم ذلك كان للمسؤول عن "أخبار اليوم" رأي غريب عن مجال الصحافة والإعلام، إذ من المفترض أن تحتضن مختلف الآراء المعبر عنها في المجتمع..
وتجد الإشارة أن الرسام الكاريكاتوري قضى يومين لدى شرطة القنيطرة نهاية الأسبوع المنصرم، وأطلق سراحه يوم الأحد 27 ماي، ومن المنتظر أن يعرض على المحاكمة في منتصف يونيو بتهمة السكر العلني وإهانة الشرطة، وهي التهم التي نفى خالد كدار أن يكون قد ارتكبها.

جمعية البديل الثقافي بالقنيطرة تنظم أياما ثقافية


 جمعية البديل الثقافي بالقنيطرة تنظم أياما ثقافية
 
تنظم جمعية البديل الثقافي بالقنيطرة أياما ثقافية بمناسبة الذكرى السابعة لتأسيسها، تحت شعار:
"لا مواطنة حقيقية بدون حرية التعبير"
، وذلك حسب البرنامج التالي:
الخميس 31 ماي 2012 بقاعة غرفة التجارة و الصناعة على الساعة السادسة و النصف مساءا ندوة فكرية بعنوان: "المواطنة وحرية التعبيرمن تأطير المؤرخ والصحفي الدكتور معطي منجدوالأستاذ أحمد الهايج والأستاذ رشيد بورقان
الجمعة 01 يونيو 2012 بقاعة العروض لبلدية القنيطرة على الساعة السادسة و لنصف مساءا
عرض مسرحي بعنوان: "خلي الجمل راقد"، تأليف و إخراج أناس عوينات.
السبت 02 يونيو 2012 بقاعة غرفة التجارة والصناعة على الساعة السادسة والنصف مساءا
حفل للأغنية الملتزمة بمساهمة:الشاعر محمد رحو والشاعرة زوليخة موساوي الأخضري
والفنان سعيد بنعلي، إضافة إلى فرقة الأغنية لجمعية البديل الثقافي برئاسة الفنان محمد القوليجة.
الأحد03 يونيو 2012 بدار الشباب رحال المسكيني على الساعة الثالثة زوالا "كيرمس" فضاء اللعب المفتوح لفائدة أطفال الخيرية الإسلامية وجمعية الدار الكبيرة إضافة إلى أطفال الجمعية المنظمة.(الدعوة عامة لجميع أنشطة الأيام الثقافية).
———–
 المدونة: متى ستعرف سيدي سليمان بدورها تنظيم أنشطة ثقافية هادفة؟

الأربعاء، 30 مايو 2012

الثانوية الإعدادية السمارة تعيش أجواء أسبوعها الثقافي


الثانوية الإعدادية السمارة تعيش أجواء أسبوعها الثقافي
 
المقرر:                                          
محمد الثاني إكزارن
التوثيق:
عائشة سجدي
    وبعد : أسدل الستار يوم السبت 26 مايو 2012 على فعاليات الأسبوع الثقافي الحادي عشر لثانوية السمارة  الإعدادية بسلا، المنظم تحت شعار" جميعا من أجل الاحتفاء بالطاقات التلاميذية المبدعة ".
  شاركت فيه تعبيرات المجتمع المدني وعدة فعاليات تربوية : انخرطت وساهمت في تأطير وتنشيط عدة ورشات طيلة أربعة أيام، استفاد منها أزيد من ألف تلميذة وتلميذ، وتمحورت هذه الأنشطة حول تيمات مختلفة
ومتنوعة وهادفة
-   ورشة " سلا تراث حي" نشطها الأستاذ السعديين وحضرها الأستاذ لحبيب بنمالك  نائب رئيس جمعية سلا المستقبل.
-  ورشة القيم والمواطنة، ثم ورشة البيئة، أشرف على تأطيرهما أطر الجمعية المغربية لتربية الشبيبة فرع سلا.
-   ورشة السينما عرض فيها فيلم مغربي تلته مناقشة تركزت على كتابة السيناريو وعملية  الإخراج… أشرف على تأطيرها الأستاذان جمال بوزوز رئيس جمعية ملتقى الصورة والناقد والصحافي محمد الخيتر. 
-   ورشة المجلس الوطني لحقوق الإنسان تناولت المنظومة الحقوقية وواقع حقوق الإنسان في بلادنا وكذا آفاق عمل المجلس ومهامه في ظل الدستور الجديد وقد أطرها الأستاذ بوشعيب دولكيفل عن المجلس. 
 - ورشة في الرسم أطرتها الفنانة التشكيلية شريفة الحيمري ،  انخرط فيها التلاميذ بفعالية كبيرة.
  - ورشة الأعمال اليدوية، أطرها الفنان التشكيلي الأستاذ المبدع محمد الحميدي، الذي خلق المفاجأة من خلال المنتوجات التي أنهى بها ورشته، والتي كانت غنية جدا، ونالت إعجاب كل المشاركين.
  -  ورشة نظم الشعر أطرها الشاعر محمد الخريف وشارك فيها عدد من التلميذات والتلاميذ الشعراء، وحرص الأستاذ خلالها على اختيار بعض النصوص التي تحترم الحد الأدنى من قواعد نظم الشعر للمشاركة في الأمسية الشعرية.
 -  ورشة نادي الصحة تناولت مواضيع مختلفة، السيدا، التدخين، المخدرات، كما هيأ النادي قرصا يسلط الضوء على مخاطر هذه الآفة.
-      ورشة يوم التسامح ( ذكرى أحداث 16 ماي ) أطرتها كل من  الأستاذة فتيحة أخضاري رئيسة جمعية ربيع الأسرة  للتنمية، والأستاذ محمد الطالبي رئيس شبكة إحياء العاصمة.
-      ورشة داء السيدا أطرتها الدكتورة فريدة أفكاري عن المنظمة الإفريقية لمحاربة داء السيدا.             
المسابقات :
-  مسابقة ثقافية خاصة بمستوى الأوليات، أشرفت عليها الجمعية المغربية لتربية الشبيبة فرع سلا.
 - مسابقة ثقافية خاصة بمستوى الثانيات أشرفت عليها أستاذة من المؤسسة
-  مسابقة في تجويد القرآن أشرف عليها أساتذة التربية الإسلامية والقيمة على المكتبة.  
 - أنشطة بيئية : الملاحظ أن أنشطة نادي البيئة تخضع لبرنامج مسطر، ويشمل كل أيام السنة الدراسية، وفق مشروع يروم  هيكلة كل فضاءات المؤسسة، بدءا من الاغراس، والتشذيب، واقتلاع النباتات الطفيلية، وإنجاز الشلال وغيرها من  الأنشطة البيئية الهادفة…
 -  نادي الصحافة لعب دورا محوريا في برنامج الأسبوع الثقافي، حيث قام بزيارة المديرين الذين تعاقبوا على تسيير المؤسسة منذ افتتاحها سنة 1987، وأجرى معهم حوارات حول مسار حياتهم وخاصة المسار المهني وتجربتهم

 في إدارتهم لثانوية السمارة الإعدادية بسلا، ولإجراء هذه الحوارات قام النادي بزيارة الأستاذ عبد الباقي بوشعراء في محل سكناه بحي الرياض بالرباط، ثم زيارة محمد بنقصو في منزل العائلة بسلا، أما الأستاذان محمد عليك وعبد العزيز الحنتمي،  فقد تم إجراء الحوار معهما  بثانوية الجاحظ الإعدادية بحي السلام، ثم الأستاذ محمد ميري المدير الحالي
للمؤسسة، وعلى ضوء هذه الحوارات أنجز نادي الصحافة قرصا مدمجا وشهادة تقدير وامتنان للمدرين وكذا مطوية تعرف بهم وبمسارهم المهني، سلمت لهم في حفل الاختتام، كما أدار نادي الصحافة لقاء مفتوحا مع الصحافة، انصبت 
محاوره على الأجناس الصحافية، ومسؤولية الصحافي،  ودوره في إنارة الرأي العام، ونقل الخبر بأمان، كما كان اللقاء فرصة لطرح عدة إشكالات تعاني منها الصحافة سواء الورقية أو الإلكترونية. ومن جانب آخر كان لنادي الصحافة لقاء مفتوح مع برلمانية – برلمان الطفل – التلميذة زينب الخباز، تناول اللقاء تجربتها كبرلمانية والتكوينات التي شاركت فيها محليا وجهويا ووطنيا ثم الآفاق المستقبلية لهذه المبادرة التي انخرط فيها المغرب.
كما قام النادي بزيارة للنيابة بغرض إنجاز حوار صحفي مع السيد النائب لكن التزاماته المهنية حالت دون ذلك، وأعضاء نادي الصحافة، لا زالوا يأملون في لقاء السيد النائب متى سنحت الفرصة بذلك، وبالمناسبة أجرى النادي حوارا مع الأستاذ فريد المسناوي، سلط فيه الضوء على تجربته في مجال التنشيط والتخييم والإدارة التربوية.
      مركز التكوين المهني وإنعاش الشغل، كان حاضرا في الأسبوع الثقافي للمؤسسة، حيث أشرف عدد من أساتذة المركز وطلبته على تأطير ورشة، قدمت فيها عدة وثائق تشرح وتعرف بمسالك التكوين المهني ودوره في تكوين الشباب وإعداده للاندماج في الحياة المهنية وسوق الشغل، وقد توافد على الورشة عدد من التلاميذ والتلميذات وكذا الزوار وضيوف المؤسسة.
  كما عرف الأسبوع الثقافي تنظيم معرض، واكب أيام الأسبوع الثقافي، عرضت فيه مجموعة  من المنتوجات التراثية،ألبسة تقليدية (جلباب، قفطان ،…) أواني نحاسية، فخارية، فضية، طرز، سيراميك ومنتوجات أخرى كثيرة.
  الأمسية الشعرية عرفت  حضورا وازنا للشاعرات والشعراء: الدكتور أحمد زنيبر، البشير بلفقيه، زهرة زريق،    فاطمة حيلوط، إيمان الونطادي، خديجة العلام، رشيد الياقوتي وآخرون، الشعراء التلاميذ اميمة بوبلي… ، حجوا 
جميعهم إلى المؤسسة للاحتفاء بالشعر والإبداع، ثم المشاركة في تكريم شاعرمهووس، بخدمة الطفولة والشباب، وخدمة الشعراء من خلال قراءاته لدواوينهم وإعداد ورقة نقدية عنها، إنه الشاعر والناقد الأستاذ محمد الخريف الذي أجمعت كل الشهادات على أخلاقه العالية وإخلاصه وتفانيه في تربية الأجيال وإعداد الناشئة.
     وكانت الأمسية مناسبة،  استمتع فيها الجمهور العريض - الذي امتلأت به  قاعة الحفل – بقرءات شعرية، بل
 بالمتخيل الشعري، بالكلمة التي تغازل الجراح، تغازل الحرية، وتلملم الأحلام الفردية والجماعية، قراءات شعرية تنتفض فيها الكلمة ضد الظلم، ضد القهر… كلمات،  لغة، صورة شعرية… تبحث عن شاعر يعشق إنسانيته، وآخر
ثمل بقصيدة هصرها القلق،  هصرها الحب، تخبط في عالم غامض يكسوه الظلام، قصائد قد اختلفت في عمقها وشمولها وطبيعة تناولها لمختلف القضايا،  وطريقة تناولها لهذا الموضوع أو ذاك، ولكنها في جملتها اتسمت بصدق العاطفة، وصيرورة الانفعال الواحد، واختلاط المشاعر، بجوانب الحياة والطبيعة والذكريات… في هذه الأجواء الإبداعية الجميلة تسلم الشاعر المحتفى به، هدية رمزية كعربون محبة واعتراف بالتميز والتألق، سلمها له مدير المؤسسة الأستاذ محمد ميري.
    وفي إطار أنشطة الأسبوع الثقافي الربيعي،  نظمت الجمعية الرياضية المدرسية دوريا في كرة القدم برسم بطولة  قدماء تلاميذ إعدادية السمارة، والتي آلت نتيجتها لصالح ثانوية الفقيه الحمداوي 4 أهداف مقابل01 لصالح ثانوية ابن الخطيب التأهيلية وقد أشرف على هذه البطولة أساتذة التربية البدنية.
وعرف الأسبوع الثقافي، إقامة حفلي الأفتتاح والاختتام، قدمت فيهما عروض فنية، أبدع التلميذات والتلاميذ في أدائها، تحت إشراف ثلة من الأستاذات والأساتذة: مسرح، غناء،  فكاهة، رقص، لوحات استعراضية، وشهد حفل الاختتام حضور الفنان محمد حسن الجندي والمخرجة ابنته - تلميذة سابقة بالمؤسسة  - هاجر الجندي،  والفنان عبد المنعم الجامعي، وضيوف كثر…


     وفي قاعة المعرض كان للضيوف والحضور جلسة ممتعة قدم خلالها الفنان القدير الأستاذ محمد الأشرقي وصلات موسيقية، وأداء الشابة الأزمي لمجموعة من المقاطع الغنائية تمتح من تراث الأغنية المغربية  الكلاسيكية، وكذا التلميذة أميمة الزعنوني التي أبت إلا أن تشارك بقطعة غنائية جميلة أدتها باقتدار كبير.
وتحفيزا للتلاميذ المشاركين في جميع الورشات والأنشطة المختلفة، فقد خصصت لهم المؤسسة مجموعة من الجوائز  والشواهد التقديرية والميداليات الرياضية والكؤوس.
وختم القول فإن ربيع السمارة الحادي عشر، كان ناجحا بامتياز وبشهادة الحضورالكريم، كما دون ذلك في السجل الذهبي
 للمؤسسة، برنامج الربيع الحادي عشر، تم تنفيذه بالكامل، و تبعا لما تم تسطيره والاتفاق عليه، وبالشكل المشرف والمطلوب ، حيث انخرط الجميع في أجراته بجدية وإخلاص وتفان وفي الأخير يأمل الجميع لربيع السمارة أن يزهر ويستمر وإلى لقاء آخر في ربيع آخر.



 

————–
المدونة: نضع الصور لصالحة للنشر تباعا. وننشر التغطية بطلب من معديها.. 

الاثنين، 28 مايو 2012

رشيد نيني في أول مقال له بعد خروجه من السجن: فترة من الراحة والتأمل أصبحت تفرض نفسها علي بإلحاح


 رشيد نيني في أول مقال له بعد خروجه من السجن:
 فترة من الراحة والتأمل أصبحت تفرض نفسها علي بإلحاح
 

رشيد نيني، محمد العوني، العربي المساري أثناء استقبال نيني المنظم من طرف "منظمة حريات الاعلام
والتعبير" بالرباط.
لعل السؤال الذي يطرحه كثيرون هو متى سأعود إلى كتابة عمود "شوف تشوف" في الصفحة الأخيرة من "المساء". سأجيب على هذا السؤال بسرعة حتى لا يطول التشويق بالنسبة للبعض، و"التشويك" بالنسبة للبعض الآخر.
قبل حوالي خمس سنوات، وضعت وصل إيداع تأسيس جريدة المساء لدى وكيل الملك. وبعد صدور الحكم النهائي في حقي بالحبس سنة نافذة قدمت استقالتي من إدارة تحرير "المساء"، تفاديا لاحتمال إغلاقها بحكم وجود مدير نشرها قيد الاعتقال. واليوم وبعد قضائي عقوبتي الحبسية كاملة، وهذه أول مرة يحدث فيها أن يقضي صحافي في المغرب عقوبته الحبسية كاملة، أعتقد أن فترة من الراحة والتأمل أصبحت تفرض نفسها علي بإلحاح. خصوصا أنه لم تعد لي علاقة مهنية بمؤسسة "المساء"، والتي أتمنى لها الاستمرارية والتألق والنجاح.
داخل زنزانتي الانفرادية، وبين عملية اغتيال صرصار وآخر، فكرت طويلا في قرار العودة إلى الصفحة الأخيرة من "المساء" لكتابة العمود الشهير، الذي بسببه أوجد في زنزانة رطبة أترصد جحافل الصراصير والعناكب وبقية الحشرات التي تقتحم علي عزلتي المحروسة والمراقبة على مدار اليوم والليلة.
وبعد تفكير طويل، وبعدما تعلمت التعايش مع الحشرات، الضارة منها والنافعة، (هذا لأن هناك حشرات نافعة للإنسان أكثر أحيانا مما يستطيع البشر أن يكون)، فهمت أخيرا عمق تلك الجملة التي تركها الكاتب الروسي الكبير "تولستوي" عندما قال ذات يوم "لا يجب أن تكتب إلا في اللحظة التي تشعر فيها أنك عندما تغطس ريشتك في المحبرة تترك طرفا من لحمك داخلها".
طبعا لا يجب أن ننسى ونحن نستحضر العظيم "تولستوي" ما قاله العبقري "بريخت" في إحدى قصائده عندما كتب "إنهم لن يقولوا كانت الأزمنة رديئة، وإنما سيقولون لماذا صمت الشعراء".
وطيلة كل هذا الوقت الذي قضيته في تأمل هذا البيت الشعري العميق الذي يتهم الشعراء باقتراف الصمت خلال الأزمنة الرديئة، ويشهد الله أن زمننا لا يقل رداءة عن الزمن الذي تحدث عنه "بريخت"، لم أعثر على تعليق أبلغ من ذلك الذي كتبه الروائي والمثقف الكبير الراحل عبد الرحمن منيف عندما قال "نعم سيسألون لماذا صمت الشعراء، ولماذا غاب المثقفون، ولماذا امتلأ الوطن بهذا المقدار الهائل من الصمت والسواد… إلا إذا تكلم المثقفون، وقالوا بصدق ما يجب أن يقال، عندئذ سيتغير السؤال".
أن تكتب لكي تقول ما يجب أن يقال، لا ما يحب البعض أن يسمع، هو ما قصده تحديدا "تولستوي" عندما تحدث عن ترك لحمك في المحبرة في كل مرة تغطس فيها ريشتك لكي تكتب.
هذا النوع من الكتابة في المغرب يقود صاحبها إلى ثلاث محطات، إما الصمت أو النفي الذاتي أو السجن. وهذا الأخير جربته في أسوأ صوره وأكثرها تعبيرا عن الحقد والضغينة. وفي غياب قانون يحمي حق الصحافي في الحصول على الخبر وحقه في حماية مصادره، وفي ظل قضاء فاسد وغير مستقل، يبقى "اقتراف" هذا النوع من الكتابة تحريضا لكل أعداء الكلمة الحرة على الأقلام التي ترفض الركوع والخنوع.
وإذا كان "جان جونيه"، دفين العرائش، قد علمنا أنه "ليس على الكاتب أن يطلب إذنا من أحد كي يكتب"، فإن أسد الريف المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي قد علمنا أنه "ليس في قضية الحرية حل وسط"، فإما أن نكتب بحرية، أي أن نقول ما يجب أن يقال، وإما أن نختار فضيلة الصمت.
سيقول قائل إنني عندما أنحاز لفضيلة الصمت، في الظروف الحالية، فإنما أعلن هزيمتي. ليس هناك من جواب أنسب لاتهام مماثل أعمق مما قاله الأمير الخطابي "ليس هناك نجاح أو فشل، انتصار أو هزيمة، بل هناك شيء اسمه الواجب، وأنا قمت به قدر استطاعتي". 
إن أحد أكبر أسباب تخلفنا وتراجعنا عالميا في سلم الحريات هو تراجع إحساسنا جميعا بالمسؤولية. ومرة أخرى نستحضر ما قاله الأمير الخطابي بهذا الصدد عندما كتب أن "عدم الإحساس بالمسؤولية هو السبب في الفشل، فكل واحد ينتظر أن يبدأ غيره".
ولعل أحسن من فهم عمق هذه المقولة النيرة هو الكاتب الكبير عبد الرحمان منيف الذي قال، وكأنما كان يقرأ في ذهن الأمير الريفي الثائر، "الرداءة هي حالة وليست طبيعة، وهي تحديات وصعوبات وليست قدرا، وبرغم الكثير من المرارة والسواد والتشاؤم أحيانا، فإن هناك نورا في نهاية الدهليز. قد لا أستطيع الوصول إليه أنا، ولكن المطلوب هو الوصول إليه، والجميع معنيون".
في مقابل صمت الجبناء والمنافقين والمداهنين، وصمت العملاء، وصمت المأجورين، وصمت حملة المسدسات الكاتمة للصوت الذين يطلقون رصاص غدرهم في الظهر، هناك صمت المحارب الجريح الذي يستريح فوق الربوة حيث يلعق جراحه ويلملم شظاياه بانتظار أن يعود إليه فرسه الذي فرقت بينه وبين صهوته النصال وسهام الغدر وسط غبار المعركة.
البعض يعتقد أن روح هذا المحارب المثخن بالجراح ماتت، لكن، وكما قالت الشاعرة الروسية "أنا أخماتوفا" لبوليس ستالين، "أنا مفعمة بالحياة داخل هذا التابوت"، يقول بدوره المحارب الجريح لبوليس الكلمة الحرة أن صوته سيظل مجلجلا رغم الصمت. فأحيانا يكون الصمت أبلغ من الكلام، خصوصا إذا عثر على أذان تصيخ السمع لوعود الربيع الذي وإن داسوا زهوره بأحذيتهم الثقيلة فإنه لا محالة آت.
لن تفوتني الفرصة في هذه العجالة أن أتقدم بشكري وامتناني لكل من رفع صوته في شارع أو ساحة أو محفل وطني أو دولي، أو رفع قلمه في صحيفة أو يافطة، أو رفع كفيه بدعاء في صلاة وآزرني في محنتي مستنكرا هذا الظلم المنكر الذي لحقني. شكرا من القلب.
وقد بحثت طويلا عن شيء أختم به الإعلان عن هذه الاستراحة، التي أعتبرها مستحقة بعد خمس سنوات متواصلة من الكتابة اليومية وسنة من الحبس الانفرادي والعزلة المحروسة، فلم أعثر على شيء أحسن من هذا الدعاء الذي كتبه القاضي أبي علي التنوخي، الذي عاش في عراق القرن الثالث الهجري، بسبب محنة لحقته، فقال مبتهلا "لا أحوجك الله إلى اقتضاء ثمن معروف أسديته، ولا ألجأك إلى قبض عوض عن جميل أوليته، ولا جعل يدك السفلى لمن كانت عليه هي العليا، وأعاذك من عز مفقود وعيش مجهود، وأحياك ما كانت الحياة أجمل بك، وتوفاك إذا كانت الوفاة أصلح لك، وختم بالحسنى عملك، وبلغك في الأولى أملك، وأحسن في الأخرى منقلبك، إنه سميع مجيب، جواد قريب".
دعونا نفترق على دعاء رفع المحنة هذا بانتظار أن تنفرج الأجواء لنلتقي مجددا فتصبح المحنة مجرد ذكرى لاستخلاص الدروس والعبر.
شكرا لمحبتكم، ودمتم أوفياء للكلمة الحرة رغم الكمامات، أوفياء لشارة النصر رغم الأصفاد.
افتتاحية صحيفة "المساء" عدد الاثنين 28 ماي 2012

الأحد، 27 مايو 2012

إطلالة على المشهد الحقوقي بوزان


               إطلالة على المشهد الحقوقي بوزان

 
 محمد حمضي
لا اهتمام هذه الأيام يشغل بال الرأي العام العالمي وضمنه المغربي، غير الصورة التي رسمتها التقارير التي حملتها معها مختلف الوفود الرسمية والمدنية إلى جنيف حيث يقرأ مجلس حقوق الإنسان الأممي أوضاع حقوق الإنسان بكل بلد، ومدى التزام هذا البلد أو ذاك بمختلف المواثيق الدولية المؤطرة لهذه الحقوق والحامية لها.
  في هذا السياق ارتأينا وضع هذا التقرير المتواضع حول حالة حقوق الإنسان بإقليم وزان في الفترة الأخيرة، معتمدين في ذلك على المتابعة والرصد والاستماع إلى مجموعة من الفاعلين الحقيقيين في هذا الحقل، وإلى مواطنين يدعون بأن حقوقهم قد انتهكت. وتجب الإشارة بأن هذا العمل من المفروض أن ينجزه الإطار الحقوقي الموجود بالمدينة منذ أزيد من 20 سنة، قبل أن تعتدي على حضوره النضالي ممارسات لا تمت لحقوق الإنسان بصلة.
  فكيف هو حال مختلف أجيال حقوق الإنسان بالإقليم؟ ذاك ما سنتعرف عليه في هذه الجولة.
  الحقوق المدنية والسياسية
     استفحال ظاهرة شراء أصوات المواطنين والمواطنات بمناسبة الانتخابات التشريعية الأخيرة وممارسة الجهاز الإداري الحياد السلبي.
     - الاستمرار في استغلال الأطفال في حملة الانتخابات التشريعية.
     - انتهاك حرية الرأي والتظاهر، وذلك بالاستنطاق والاستماع لبعض نشطاء حركة 20 فبراير بمناسبة حملة الاستفتاء على الدستور.
 عدم احترام رجال السلطة لقانون الحريات العامة بتعطيلها أو حرمانها لجمعيات المجتمع المدني من الوصلين المؤقت والنهائي مع إثقال عاتقها بوثائق غير منصوص عليها.    
- استفحال ظاهرة الرشوة في جل المؤسسات العمومية.
     - غياب الأمن في أكثر من مناسبة بالوسطين الحضري والقروي، ترتب عنه استفحال السرقة والجريمة بكل أنواعها، واعتراض سبيل المواطنين والمواطنات في الفضاء العام.
   - معاناة السجناء ( الاكتظاظ… ) رغم المجهودات المبذولة في الشهور الأخيرة.
الحقوق الاقتصادية والاجتماعية
   - استمرار الاحتكار بسوق الجملة، وسوق السمك، والنتيجة ارتفاع خيالي للأسعار في إقليم مصنف ضمن الأقاليم التي تخترقها الهشاشة الاجتماعية.
   - التلاعب في حصيص الإقليم من الدقيق المدعم.
   - معاناة المواطنين بالأحياء العليا من الانقطاعات المتكررة ولفترات طويلة للماء الشروب، واستفحال هذه المعاناة بجماعة سيدي رضوان مع تسجيل تلوث الماء بهذه الأخيرة.
   - التمادي في السطو على الأراضي الجماعية ( قرية الزواقين…)
    انتهاك حقوق المواطنين في الصحة وذلك بتسجيل خصاص مهول في الأطر الطبية في مختلف التخصصات، والتجهيزات الأساسية، واستفحال الرشوة بدواليب المستشفى الإقليمي وبعض المراكز الصحية، وعدم تشغيل بعض المستوصفات الصحية بالإقليم، واستمرار إغلاقها في وجه المواطنين، بسبب سوء توزيع الموارد البشرية ( مستوصف دوار الجحرة بجماعة زومي…)
  - تدهور فضيع في البنية التحتية لمدينة وزان، خاصة التدهور الذي لحق الطرق والإنارة العمومية ( الحالة المتردية لحي النهضة…)، والصرف الصحي، والساحات العمومية (الاستقلال، 3 مارس، حديقة للأمينة…). نفس التدهور يطال مراكز الجماعات القروية (زومي، سيدي رضوان، مقريصات، عين دريج…)        
 -  الاستمرار في انتهاك الحق في التعليم، وذلك بتقديم عرض تعليمي ضعيف ولا يضمن تكافؤ الفرص بين كل تلاميذ الإقليم ( منح قليلة مقارنة مع عدد مستحقيها، أقسام داخلية محدودة الطاقة الاستيعابية ورديئة الخدمات المقدمة، نقل مدرسي محدود جدا وغير مجدي، مؤسسات تعليمية كثيرة تعوزها شروط المؤسسة التعليمية النموذجية، اختراق المخدرات محيط المؤسسات التعليمية، استفحال ظاهرة الهذر المدرسي في صفوف النوع الاجتماعي، سوء توزيع الموارد البشرية مما يحرم مآت التلاميذ من الدراسة لشهور عدة…)
 - تشغيل غالبية مستخدمي المقاهي، والمطاعم، وحراس ومنظفي ومنظفات  المرافق العمومية والشبه عمومية والخاصة بأجور دون الحد الأدنى المنصوص عليه قانونيا، وحرمانهم من التسجيل بالضمان الاجتماعي، ومن الحصول على ورقة الأجرة، والتعويضات العائلية، والعطلة السنوية…)
  - توسع رقعة العطالة في أوساط الشباب حامل الشهادات الجامعية و المهنية، وانسداد كل الآفاق في وجهه مما يعتبر خرقا سافرا للحق في الشغل الحافظ للكرامة الذي تضمنه المواثيق الدولية والقوانين الوطنية (الدستور).
  - تشغيل الأطفال الذكور في المقاهي وورشات الصناعة التقليدية ، والبنات خادمات بالبيوت…
 - استمرار لوبيات العقار في مصادرة حق المواطنين في السكن بفرضها شروطا غير قانونية عليهم (المطالبة بالنوار).
  - غياب شبه تام لمراقبة المواد والسلع المروجة بأسواق ومتاجر الإقليم، والاكتفاء بحملات موسمية تتخللها ممارسات غير قانونية، مما يضع صحة المواطنين عرضة للتسمم.
 * الحقوق الفئوية 
    تعطيل حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة ( غياب الولوجيات، لغة الإشارة…)
    - تسجيل حالات الاعتداءات الجنسية على القاصرين.
    - انتهاك حقوق النساء السلاليات (جماعة مصمودة) مما يعتبر خرقا سافرا لمبدئي المساواة والمناصفة اللذين جاء بهما دستور فاتح يوليوز 2011.
    - غياب أندية وفضاءات خاصة بالمتقاعدين.
    - عدم توفر الإقليم على دور للرعاية الاجتماعية لحماية الأطفال المتخلى عنهم، والأمهات العازبات، والأيتام، وتسجيل تراجع مهول في الخدمات المتنوعة المقدمة لنزلاء دور الطالب والطالبة، والخيرية الاسلامية بوزان.
   - الاستمرار في إغلاق أبواب المسبح البلدي في وجه الساكنة، وخصوصا الأطفال والشباب، وتعطيل تأهيل حديقة الأطفال، والقاعة المغطاة، ونادي الموسيقى…
* الحق في البيئة السليمة
  -   - تدني خدمات شركة النظافة، وغياب مطرح عمومي للنفايات بالمواصفات والمعايير المطلوبة مما يسبب في تلويث المدينة.
   تمادي أصحاب وحدات إنتاج زيت الزيتون ضدا على القانون، تعريض البيئة للتلويث، وذلك بصرف نفايات هذه الوحدات (المرجان) في المجاري المائية لتقضي على الأشجار والبهيمة…
  - مصادرة حق المواطنين في التمتع بخدمات الحدائق العمومية بعد الردم الذي لحق الموجود منها على قلته بمناسبة تنزيل برنامج التأهيل الحضري للمدينة.
  أملنا أن تنتبه كل الجهات إلى هذه الوضعية، وتتدخل حسب الاختصاصات الموكولة إليها، من أجل حماية حقوق المواطنين والمواطنات، والنهوض بهذه الحقوق وتجويدها بما يعلي شأن المواطن، ويساهم في مزيد من التراكم الإيجابي في هذا المجال، مما يحسن صورة بلادنا بمختلف المحافل.