النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي تحدد بداية يوليوز 2008 موعدا لعقد مؤتمرها الأول.
الدعوة إلى إضراب وطني يومي 14 و 15 ماي
خلاصة لقاء تواصلي نظمه فرع النقابة بسدي قاسم حضره المسؤولان النقابيان
محمد بلبهلول الكاتب العام الوطني للنقابة المستقلة للتعليم الابتدائي يقول:
ـ نتائج الحوار الاجتماعي شجرة تخفي الغابة
ـ أستنكر ما يروج الآن حول حرب المواقع التي بدأت.
حسن مكتفي عضو المكتب الوطني للنقابة المستقلة للتعليم الابتدائي:
ـ نتائج الحوار الاجتماعي لا تعنينا.
نظم فرع النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي (ن.م.ت.ا) بسيدي قاسم لقاء تواصليا يوم الأحد 4 ماي بقاعة الخزانة البلدية أطره الكاتب العام للنقابة محمد بلبهلول وحسن مكتفي عضو المكتب الوطني لنفس النقابة، وقد تبادلا إلقاء الكلمات فيما بينهما حول عدد من المواضيع منها “نتائج الحوار الاجتماعي”، ودواعي تأسيس نقابة قطاعية في التعليم الابتدائي.
الحاضرون في اللقاء التواصلي
اعتبرا في كلمتيهما أن ” النقابات التقليدية” تعمل وفق أجندة حزبية، وبعضها “يمثل الحكومة”، كما توقف الكاتب الوطني عند “الزيادات الوهمية” التي تمنح لرجال ونساء التعليم، ويُطبل رسميا لذلك حتى يعتقد الرأي العام أن نساء ورجال التعليم هم من يستنزفون خزينة الدولة، وقد تحدث عن نفسه عندما تسلم في وقت سابق “310 ريال” كما قال كزيادة حيث شعر بالإهانة (=15.50درهم)، بينما تُعطى لآخرين(لم يحددهم) زيادات خيالية… وأضاف قائلا أن النقابات الأخرى ” أصبحت فارغة من محتواها”، و”كان لابد من وجود النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي من طرف مناضلين شرفاء ضحوا بالكثير في ظروف صعبة جدا” على حد قوله، “بأن نسحب البساط من تحت من يُعطاهم الدعم والمنح، هذا ليس بالشيء الهين”، وقد دعا إلى القيام بوقفة إجلال تحية لكل من ساهم في إيجاد “هذا المولود الجديد” حسب قوله.
محمد بلبهلول الكاتب العام للنقابة المستقلة للتعليم الابتدائي
ابتدأ حسن مكتفي مداخلته بملاحظة قائلا: ” لا يجب أن يُفهم من كلام الكاتب أنه كمن ينهى عن شيء ويأتي بمثله، فنحن ـ يقول ـ لا نؤسس على أنقاض أحد، ولا نؤسس على أنقاض نقابات تقليدية”(…)”لقد وقفنا وقفة نقدية لعمل النقابات في المغرب، واتضح لنا أن هذه الكائنات النقابية لا تساير المرحلة، فأسسنا (ن.م.ت.ا) إسوة بما يوجد في عدد من الدول، وأعطى أمثلة ببعض النقابات كالنقابة المستقلة للأطباء.
حسن مكتفي عضو الكتب الوطني للنقابة المستقلة للتعليم الابتدائي
لخص محمد بلبهلول نتائج الحوار الاجتماعي فيما قررته الحكومة من جانب واحد كما ذكر، مثل تخصيص 16 مليار درهم قصد زيادة 10%في الأجور بمختلف السلاليم على سنوات، وقد استنكر بقاء العمل بسلاليم دنيا، ورفع نسبة الترقي بالاختيار إلى 14% و 11% عن طريق الاختبار، وزيادة 100 درهم للأطفال الثالثة الأوائل، والتعويض عن المناطق النائية… وأضاف أنه أعطيت لهذه ” النتائج” هالة إعلامية، “ولكن هذا ما هو إلا شجرة تخفي الغابة، والغابة هي ما كان يناقش تحت الطاولة” كما قال، “وما لم يتم الحديث عنه يجب أن يعرفه الجميع”، وقد حدد ذلك في التقليص من كلفة العمل، وتفكيك المكتسبات، والتوظيف بالعقدة، وفرض إعادة الانتشار، وتحديد الأجر على أساس العمل الفعلي دون وضع آليات ديمقراطية وواضحة كما وقع بالنسبة لتنقيط رجال ونساء التعليم، تقليص العطلة السنوية إلى 22 يوما، وأكد على ذلك بقوله، “هذا ما كان يتم التحاور فيه، وبيننا التاريخ”، واعتبر “السلم الاجتماعي توقيع شيك على بياض”، منتقدا النقابات الموقعة عليه، وما نتج عن ذلك من حيف مثل شروط الترقي، حيث رأى أنه”من المجحف أن يبقى المدرس(ة) أكثر من عقدين في نفس السلم.”
وذكر أن تخصيص تعويض للعالم القروي الذي تفرضه طبيعة الواقع ليس بالجديد كما يقول البعض، فقد “أجهض المشروع من طرف النقابات في وقت سابق لدواع غير مقنعة” وتوقف حول الميزانية التي تخصص للتعليم دون أن ينعكس ذلك إيجابيا على القطاع منتقدا في ذلك المسؤولين عن التدبير وداعيا رجال ونساء التعليم إلى وقفة لممارسة النقد الذاتي والدفاع عن المدرسة العمومية وأداء الواجب والنضال المستمر واختيار الإطار النقابي المناسب كما جاء على لسانه.
من جانبه اعتبر حسن مكتفي الحوار الاجتماعي الأخير “نتيجة لنضالات قوى مستقلة كالنقابة (م.ت.ا) والنقابة المستقلة للأطباء والمالية ونضالات الأطر المعطلة وأطر التعليم غير النظامي”…”وليس من نضالات نقابات تقليدية” حسب قوله، وعلق على ذلك قائلا: ” هناك من يناضل في الشارع وهناك من يحاور”، وأعتبر 16 مليار كزيادة في الأجور لجميع الموظفين لا تصل إلى مستوى إعفاءات شركة واحدة هي “فوس بوكراع” والتي وصلت إلى 34 مليار على حد قوله، منتقدا مبرر ادعاء ” الحفاظ على الاستثمار” متسائلا عمن يستفيد منه، لماذا لا تخصص هذه الاستثمارات للأطر العليا المعطلة حسب قوله، إن الاستثمار مخصص لطبقة معينة، ويحصل أفراد منها على هكتارات من الأراضي بدرهم رمزي، في الوقت الذي لا يستطيع فيه رجل التعليم اقتناء بقعة لبناء مسكن. مفضيا إلى القول: “إن نتائج الحوار الاجتماعي لا تعنينا ونحن غير معنيين بها، وسنقوم بإضراب وطني يومي 14 و15 ماي الحالي. متوقفا عند الاقتطاعات التي يتعرض لها المضربون من رجال ونساء التعليم المنتمين ل (ن.م.ت.ا) فقط، بعد المشاركة في الإضرابات، واستثناء أخرى حسب ما قال، منتقدا إجراءات بعض النواب في الأقاليم ” الذين يجتهدون أكثر” ويعتبرون الإضراب ” تغيبا غير مبرر عن العمل” دون احترام المسطرة الجاري بها العمل، “والغرض من ذلك هو إحراجنا مع القواعد، لكن ذلك لن يثني الكثيرين عن المشاركة في الإضراب، فما وقع من اقتطاعات عبر سنوات نتيجة عدم الترقي أكثر من ذلك”، مذكرا أن (ن.م.ت.ا) تناضل على واجهتين، الأولى تنظيمية هدفها القطع مع الماضي في سلوكنا، معلنا عن مكان وتاريخ عقد المؤتمر الأول في مكناس بحلول شهر يوليوز القادم، والواجهة الثانية هي النضال من أجل مطالبنا، واعتبر (ن.م.ت.ا) تستقطب ثلثي نساء ورجال التعليم الابتدائي كما ذكر.
أخبار وقضايا
ـ المؤتمر الوطني الأول:
من المرتقب أن ينعقد في مكناس بتاريخ 1 ـ 2 ـ 3ـ يوليوز 2008، بعدما لم تنجح محاولة انعقاده بفاس في شهر أبريل، وبالهرهورة في شهر يونيو رغم توفر التراخيص التي جاءت متأخرة بسبب بطء العمل البيروقراطي للإدارة كما ذكر لنا محمد بلبهلول عند نهاية العرض في إجابة عن سؤال في نفس الموضوع.
ـ مشكل الأكثر تمثيلية: المقصود بها النقابات التي تحضر الحوار الاجتماعي مع الحكومة، وقد انطلقت هذه ” البدعة” سنة 1997 كمبرر لإقصاء نقابات أخرى كما قال الكاتب العام ل (ن.م.ت.ا)، وقد اعترض على ذلك بالاستناد على أحكام المادة 425 من الباب الخامس لمدونة الشغل، حيث لا يسري ما ذكر سابقا على الوظيفة العمومية والجماعات المحلية.
ـ الاقتطاعات:
رفعت (ن.م.ت.ا) دعوى قضائية لدى المجلس الأعلى ضد الاقتطاعات التي نفذتها الحكومة من أجور المضربين، وقد كلفت النقابة في ذلك محاميا سبق أن حصل ابتدائيا واستئنافا على حكم قضائي في قضية مماثلة رفعها الأطباء بإرجاع الأجور المقتطعة، وذكر حسن مكتفي الذي أورد الخبر أنهم راسلوا جميع الجهات المعنية من قريب أو بعيد، بما فيها الوزير الأول والبرلمان بغرفتيه وعدد من الهيئات… معتمدين في ذلك على منطوق الفصل 14 من الدستور الذي يقر بمشروعية ممارسة الإضراب.
ـ المدرسة العمومية:
اُعتبر وضعها “كارثيا” من طرف مختلف المتدخلين، كما وجهت انتقادات للمقررات والمناهج، وقيل أن كثرة الكتب المدرسية وثقل المحفظة وراءه أغراض تجارية.
ـ “الإصلاح”:
وجهت انتقادات شديدة إلى ” الحملة الوطنية للإصلاح”، واعتبرت أنها تعتمد “العجلة” دون تحديد “مكامن الخلل” وتحديد المسؤوليات والمحاسبة عليها… مع استحضار ” منظومة شمولية بمشاركة الجميع بما فيهم رجال التعليم، فنحن من يعرف مواطن الخلل ـ يقول الكاتب العام محمد بلبهلول ـ وأين تكمن المشاكل والاختلالات”، بينما ذكر حسن مكتفي في نفس الصدد أن من يدعون الآن إلى ” الإصلاح” يتحملون مسؤولية الترويج إلى ” الميثاق الوطني للتربية والتكوين” الذي أبان عن فشله، عوض إقالتهم أو محاكمتهم كما يقع في دول أخرى يضيف نفس المتحدث.
ـ المشاركة في المؤسسات:
يُقصد بها بالنسبة للنقابة التواجد في اللجان الثنائية جهويا ووطنيا، وفي أقصى حد مجلس المستشارين (الغرفة الثانية بمجلس النواب)، رهَن حسن مكتفي ذلك بمشاركة القواعد بعدماتحدث أحد المتدخلين عن الجدوى من المشاركة، واعتبر محمد بلبهلول ذلك تحصيل حاصل، غير أن ذلك يقتضي حسبه التنسيق مع بعض النقابات التي ستدخل في الانتخابات، وخص بها أساسا نقابات ” مستقلة”، قائلا “حتى لو وقع اكتساح للمقاعد الخاصة بالابتدائي وطنيا التي تنحصر في أربعة، ماذا سيكون تأثير ذلك داخل 23 فئة”، مضيفا ” نحن نبحث عن تنسيق، والآن الكل يتهافت على (ن.م.ت.ا) من أجل التنسيق معها في هذا الموضوع” كما ذكر.
ـ “تنسيقيات نقابية”:
ذكر محمد بلبهلول أن نقابته عقدت عدة جلسات مع “نقابات مستقلة”، وتم تأسيس “تنسيقية” من أجل الانتخابات المقبلة، كما تم إعداد قانون أساسي ينتظر موافقة أجهزة هذه النقابات دون أن يحددها بالاسم.
ـ مخاوف وهواجس: في ختام الجلسة حرص الكاتب الوطني ل (ن.م.ت.ا) على “توجيه رسالة” ذكرها وهو منفعل حول ما اعتبره “التكتيك الذي سيقتل النقابة”، وما سماه “حرب المواقع التي بدأت الآن”، معبرا عن استنكاره الشديد لما يروج في مكاتب (ن.م.ت.ا)، مضيفا “وهو ما لا أرضاه، وسأندد به شخصيا، وسأسمي الأشياء بمسمياتها” ربما في إشارة إلى تحركات البعض من أجل استقطابات وتقاطبات في انتظار المؤتمر المقبل.
ـ كانت تتخل عرض المسؤوليْن النقابين شعرات ترفع من طرف الحاضرين، تسير في نفس سياق العرض.
ـ وجهت الدعوات قصد الحضور على الساعة 11 صباحا من يوم الأحد، وبدأ العرض نصف ساعة بعد ذلك، وقد برر أعضاء من المكتب المحلي ذلك بقضاء أغلب المدرسين لبعض أغراضهم صبيحة هذا اليوم من العطلة الأسبوعية. لكن أغلبهم غادر القاعة قبل الاستماع لردود المسؤولين النقابيين عن أسئلة ومداخلة الحاضرين حينما كان الوقت قد تجاوز الثانية بعد الزوال، وهو ما يتطلب الحرص على اختيار التوقيت المناسب للأغلبية.
ـ على العموم كان الحضور لا بأس به في وقت يعرف فيه العمل النقابي انحصارا شديدا، وترجعا على مستوى “الانخراط الفعلي” في النقابة، كما أن استجابة المسؤوليْن النقابين لتأطير مثل هذه اللقاءات وتحمل عدد من الأعباء يحسب لهم، رغم أن ذلك يدخل في صميم مهامهم النضالية. ولا يفوتنا أن نسجل التدخل الملتف للكاتب العام ل (ن.م.ت.ا) في ختام عرضه، وكما يقال لا دخان بدون نار، لكن النقاشات داخل أي إطار ديمقراطي شيء محبذ، إنما في إطار ما يخدم التنظيم ويحافظ على تماسكه، كما أن اللجوء إلى الآليات الديمقراطية ونكران الذات وحدهما كفيلان بتجنيب هذه النقابة الفتية أية هزة أو رجة هي في غنى عنها، بعدما بدأت تمثل الأمل لعدد من رجال ونساء التعليم، وعدد من مسؤوليها يقولون بأنفسهم أنهم يؤسسون لتجربة جديدة، لكن رغم كل ما يقال فالمنخرطون عامة هم الدرع الواقي لأي تنظيم يحميه من النزوعات الفردية والأطماع الشخصية، من جنوح أناس قد تصيبهم الأنانية، وممن لم يعودوا يؤمنون بالعمل الجماعي المنظم، نقول هذا من باب الحفاظ على ” التنوع” النقابي وتجنب “الانتكاسات التنظيمية”، وتكريس مقولة فقدان الثقة في مؤسسات المجتمع، ولذلك عواقب وخيمة على المناخ الديمقراطي بالبلد عموما.
وتجدر الإشارة أن الساحة النقابيةتعرف غليانا لا أحد يتنبأ بنتائجه ومآله، فقد دعت بعض النقابات كالمنظمة الديموقراطيةللشغل والفدرالية الديموقراطية للشغل إلى إضراب في الوظيفة العمومية يوم الثلاثاء 13 أبريل،تنخرط فيه كذلك نقابة الاتحاد المغربي للشغل والاتحاد الوطني للشغل، بينما دعت الكنفدرالية الديموقراطية للشغل إلى إضراب عام يوم الأربعاء 21 ماي 2008 في تصعيد واضح خاصة بعد انسحاب ممثليها من مجلس المستشارين
مصطفى لمودن