باحث تربوي يدعو إلى مقاطعة التعليم الخاص… ويتهم الجمعيات ب"الاعتياش".
حميد هيمة
وجه الباحث التربوي "حسن اللحية"، أستاذ مؤطر بمركز التوجيه و التخطيط، "نداء" إلى الأسرة التعليمية يناشدها فيه بـ" الكف عن الاشتغال في المؤسسات الخصوصية"، كما يناشد الفئة المذكورة بمقاطعة تدريس أبنائها في التعليم الخاص باعتباره وجه للأزمة البنيوية للمسألة التعليمية في المغرب.
واتهم الباحث التربوي، المعروف بانتقاداته للارتجال التربوي الذي اعتمدته الوزارات الوصية على القطاع، على صفحته في الفايسبوك، ما سماها بالجمعيات المدنية بــ"الاعتياش" من التعليم عبر عقد مجموعة من الشراكات للحصول على التمويل. كما هاجم بحدة ازدواجية النخب السياسية، في التعاطي مع التعليم، لعدم امتلاكها تصورا تربويا واضحا قادرا على إنقاذ المدرسة العمومية. و لم يفوت الفرصة الاستاذ بمركز التوجيه و التخطيط لتعرية المسكوت عنه للنخب السياسية التي توجه أبناءها نحو المدارس الخاصة و البعثات الأجنبية على أن يقذف بأبناء الشعب المغربي في مدارس أريد لها أن تكون قناة لصناعة البطالة و للهدر الاجتماعي والنفسي، يعلق أحد المتفاعلين مع الموضوع في صفحته على الفايسبوك.
يأتي هذا "النداء" في سياق تنامي الانتقاذات الموجهة للدولة، بوصفها المسئولة عن القطاع، في تردي المستوى التعليمي بسبب اعتماد سياسة ممنهجة لإرهاق المدرسة العمومية و تقديم الامتيازات للتعليم الخاص، الذي لا يرى في التعليم إلا مصدرا للربح والاستثمار المالي على حساب الجودة و المردودية التربوية.
في سياق متصل، دعا العاهل المغربي، في خطاب ثورة الملك والشعب، الاثنين 20 غشت الجاري، إلى "إعادة النظر في …الطرق المتبعة في المدرسة٬ للانتقال من منطق تربوي يرتكز على المدرس وأدائه٬… إلى منطق آخر يقوم على تفاعل هؤلاء المتعلمين٬ وتنمية قدراتهم الذاتية٬ وإتاحة الفرص أمامهم في الإبداع والابتكار٬ فضلا عن تمكينهم من اكتساب المهارات٬ والتشبع بقواعد التعايش مع الآخرين٬ في التزام بقيم الحرية والمساواة٬ واحترام التنوع والاختلاف".
وتفاعلا مع الخطاب الملكي، الذي اعتبرته العديد من الفعاليات التربوية انه نعي ل" المخطط الاستعجالي" الذي صرفت من اجل بلورته و تصريفه ميزانية ضخمة دون أن تحاسب الجهات الوصية على هدر المال العام و الزمن المدرسي .