رسالة مفتوحة إلى وزير الداخلية حول إغراق اللوائح الانتخابية لجماعة قروية بوزان
محمد حمضي المناضل الوزاني المعروف تحركت غيرته لما علم بحدوث "الجريمة النكراء التي لحقت اللوائح الانتخابية لجماعة سيدي رضوان الواقعة بضواحي وزان والتابعة إداريا لإقليم سيدي"، وبالتالي فإن الانتخابات الجماعية المقبلة "لن تكون إلا مسرحية وضحكا على الذقون" لهذا ارتأى توجيه رسالة مفتوحة إلى وزير الداخلية.
———————————-
وزان: رسالة مفتوحة إلى وزير الداخلية
شكيب بنموسى وزير الداخلية
تحية واحتراما، وبعد
لا أشك قيد أنملة في إرادتكم الصلبة من أجل جعل الاستحقاقات الانتخابية المقبلة أكثر مصداقية من سابقاتها التي ترتبت عنها مؤسسات مشلولة، كان لها الأثر البليغ في نفور المواطنين من صناديق الاقتراع يوم 7شتنبر 2007، ودخول البلاد مرحلة سياسية حرجة، وتدحرج عجلة الوطن من الأمل إلى الألم الذي لم يكن من مخرج منه غير بعث أكثر من إشارة قوية تضع كل الفرقاء، والمواطنين أمام مسؤولياتهم التاريخية من أجل انخراط جديد في معركة الجهاد الأكبر لمواجهة تحديات القرن. ومن دون شك أن مختلف التعديلات التي لحقت مدونة الانتخابات، والميثاق الجماعي، وعملية التنقيح التي لحقت اللوائح الانتخابية، إلى غير ذلك من مسلسل الإعداد الذي من دون شك تعتريه العديد من النواقص سبق أن عبرت عنها القوى التواقة إلى مغرب الديمقراطية والحداثة قد فتح أكثر من كوة يتسرب منها نسيم الأمل والثقة في الإرادة السياسية لتجاوز أعطاب المرحلة السابقة.
السيد الزير المحترم، اسمحوا لي أن أقدم لكم نموذجا من التمرد على إرادة السلطة العليا في البلاد التي تكد من أجل جعل الوطن ينعم بمؤسسات ذات مصداقية، منخرطة بإيجابية وفعالية في المشروع الديمقراطي الحداثي.
فبمناسبة عملية تنقيح وترميم اللوائح الانتخابية التي تعتبر مقدمة مسلسل الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وحيث أن مدونة الانتخابات الجديدة لا تعتمد إلا شرط الإقامة الفعلية في الجماعة المعنية، فإنني ومن موقعي كمواطن مغربي متشبث بممارسة مواطنته كاملة، لا أخفيكم سرا بأنني قد ذهلت هذه الأيام لما علمت بالملموس بالجريمة النكراء التي لحقت اللوائح الانتخابية لجماعة سيدي رضوان الواقعة بضواحي وزان والتابعة إداريا لإقليم سيدي قاسم.
لقد اعتمد المسؤول على رأس الجماعة بدعم من رجل السلطة بعين المكان، وبتواطئ مكشوف لفروع بعض الأحزاب بعين المكان، قانونا خاصا به، بحيث أغرق اللائحة بالمآت من أسماء المواطنين الذين تتناثر إقامتهم الفعلية بين وزان، والرباط، وتطوان…وهو ما يعني أن يوم 12 يونيو المقبل بهذه الجماعة لن تكون إلا مسرحية وضحكا على الذقون، وطبعا نسفا لنسيم الأمل الذي بدأنا نستنشقه .
السيد الوزير المحترم، لاشك أنكم سوف تعاتبونني لعدم تقديمي الطعون في وقتها… أشاطركم الرأي، لكن عليكم أن تعلموا بأنه لا تربطني أية علاقة بهذه الجماعة القروية. ولكي لا يسرح خيالكم بعيدا فإنني لن أترشح بهذه الجماعة، والحزب الذي أتشرف بالانتماء إليه لن يتقدم بها إلا بترشيحات نضالية، لفضح من عاثوا في مرافقها فسادا، ولحقن المواطنين بجرعات من الأمل في المستقبل حتى ينخرطوا في معركة استراتيجية النضال الديمقراطي… إن مبادرتي لم أطلقها إلا بعد أن علمت هذه الأيام بتفاصيل عملية الإفساد، وأن ما حركني يتحكم فيه اعتبار واحد: حماية الوطن من المفسدين مسؤولية فوق حزبية، والسكوت على الفساد مؤامرة على الوطن.
فباسم المواطنة الحقة، أناشد فيكم نزاهتكم من أجل التدخل لإنقاذ هذه الجماعة ومتابعة كل من كان وراء نسف المجهودات التي تبدل من أعلى المستويات لتأهيل وطننا لمواجهة زحف العولمة في أبشع صورها. وأعدكم على أنني على استعداد لأقدم لكم العديد من الأسماء التي أقحمت بهذه اللوائح ضدا على القانون.
وتقبلوا السيد الوزير فائق التقدير والاحترام.
والسلام
محمد حمضي