الأربعاء، 24 سبتمبر 2014

رسالة إلى السيد وزير التربية الوطنية. إنك تضيف اسمك إلى صاحب مذكرة 504 (حول المنع من متابعة الدراسة الجامعية للمدرسين)

رسالة إلى السيد وزير التربية الوطنية.
إنك تضيف اسمك إلى صاحب مذكرة 504


لما ولجت ميدان التعليم سنة 1984 من خلال سنة تكوين بأحد المراكز المتخصصة في ذلك، تصادف أن أصدر وزير التربية آنذاك عز الدين العراقي مذكرة 504 التي تمنع نساء ورجال التعليم من التدريس..
السيد الوزير، لقد كان تعييني بالعالم القروي، في بادية مهملة، وفرت الحكومة للمدرسة حجرات من البناء المفكك، دون أن تفكر في البشر.. فلم نجد لا مسكنا ولا ماء ولا طريقا ولا كهرباء.. وعملنا بجدية.. 
ورغم سريان المنع ضدنا، هناك من وجدوا الأبواب مفتوحة، وحصلوا على الشواهد، وذلك من حقهم، لكن، ما يحز في النفس أن المنع كان ضد الضعفاء، ضد من ليست لهم علاقات تفتح لهم الأبواب، ضد الذين ظلوا يثابرون في عملهم رغم كل الصعاب التي لا يمكن أن تخطر على بالك السيد الوزير، وليس الآن المجال للحديث عنها، وخاصة في التعليم الابتدائي بالعالم القروي..
السيد الوزير رغم المنع من التعليم العالي، هناك من المدرسين، من ثابر على المطالعة، لم يركن للخمول وللتجهيل.. لأتحدث عن نفسي مثلا، لم أتقاعس يوما عن مراكمة المعرفة، لم اتخل يوما عن الجريدة والكتاب.. ساهمت في تكوين نفسي بنفسي، ولم تكن للوزارة التي تشرف على القطاع أي فضل لها علي.. فلماذا لا يحق لي تتويج ذلك بشهادة جامعية مستحقة؟..
السيد الوزير، لقد دخلت من باب التطوع عالم الصحافة، وأصبحت على دراية بأجناس الكتابة في ذلك، وحصلت على تجربة في مجال الصورة، ولما حل الحاسوب والانترنيت، لم أستسلم وولجت المجال، وكنت سباقا لإصدار "موقع" أحدث مكانة له، إلى أن فضلت لظروف طارئة على أن أقلل من ذلك.. 
السيد الوزير، المعلم هذا الذي يخاطبكم، بسبب إيمانه بالعلم والمعرفة، أصبح ناجحا في مهنته، ويحفر بتواضع مكانة له في مجال الكتابة الأدبية، ومن ذلك نشر قصص للأطفال حيث الفراغ المجحف ضد هذه الفئة، ومساهما في بعض مجالات النقاش العمومي، وحضوره مرتين في برنامج تلفزي مباشر ترك صدى طيبا..
السيد الوزير، أقول لكم، إنني أجد نفسي الآن محاصرا في هذا القطاع الحيوي والمصيري الذي تسيرونه.. أجد نفسي مساهما ضد إرادتي في تعليم التفاهات، لأن مقرر التعليم الذي يُعمل به وُجد منذ زمن بعيد، وهو فقط نسخ مستنسخة من مقررات سابقة.. إن ما توفرتُ عليه من "مهارات" وخبرات بدافع شخصي واجتهاد ذاتي، لا أجد لها مجالا في المدرسة المغربية التي تتحملون مسؤولية تدبير شؤونها.. 
السيد الوزير، لتعلم أن عددا من المدرسين، يعملون بجد، وهم الغالبية الغالبة، واتهاماتكم المجانية لهم بالتهاون أمر لا أساس له. وإن منعكم عددا منهم من متابعة الدراسة الجامعية تجنّ عليهم لا مبرر له.. وستضيفون اسمكم إلى اسم الوزير الذي ارتبط بالمذكرة رقم 504..
وها أنت تقرن طلب العلم بالجريمة!!
 التوقيع: مصطفى لمودن