الجمعة، 27 فبراير 2009

قليل من أنين وزان


قليل من أنين وزان
وزان:محمد حمضي

*الضابطة القضائية بالمستشفى
          بلغ إلى علمنا من مصادر موثوقة بأن الضابطة القضائية قد فتحت تحقيقا بمستشفى أبي القاسم الزهراوي، حيث استمعت إلى أسر بعض المرضى الذين لقوا حتفهم في السنوات الأخيرة وهم في ضيافة قسم الجراحة، كما تم الاستماع إلى بعض الممرضين والممرضات الذين لهم علاقة بالقسم المذكور.
  وفي انتظار ما سوف يسفر عنه التحقيق، فإن الساكنة تعلق أمالا عريضة على هذه الالتفاتة التي يجب أن تطال كل المناطق المعتمة، وتسلط الضوء على كل النقط السوداء داخل هذا المرفق العمومي الذي “ترقى” في السنوات الأخيرة إلى مشتل للفساد على الصعيد الوطني.
   يذكر بأن المآت من المواطنين سبق لهم منذ أكثر من سنة أن نظموا وقفة احتجاجية أمام باب المستشفى للتنديد بالتجاوزات الخطيرة التي تجري بقلبه وفي أكثر من قسم حساس، كما كان لنا السبق في الكشف عن بقعه الآسنة، والإنفراد بالإشارة إلى لجنة التفتيش الوزارية التي حلت بعين المكان قبل نهاية السنة الماضية.

*شهود الزور في قبضة العدالة
           تمكنت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بوزان من وضع يدها على ملف خطير اكتوى بنيرانه العديد من المتقاضين منذ سنوات. فقد أفادتنا بعض المصادر بأنه قد تم اعتقال أحد الأشخاص من قرية سيدي رضوان، امتهن منذ مدة طويلة حرفة تقديم شهادة الزور أمام العدالة. وتضيف نفس المصادر بأن عملية استنطاق المتهم قد أفضت به إلى ذكر أسماء العديد من المتقاضين الذين قد يكونوا استفادوا من “خدماته” التي تنبذها الديانات السماوية والقوانين الوضعية في كل أرجاء المعمور. ولهذا السبب باشرت الجهة المختصة بالمحكمة يومي الخميس والجمعة26/27 فبراير الاستماع للأشخاص الذين وردت أسمائهم على لسان المتهم يذكر بأن جريدة “الإتحاد الاشتراكي” ومنذ قرابة عشر سنوات كانت المنبر الإعلامي الوحيد الذي أثار موضوع شهود الزور الذين يرابطون أمام باب محكمة وزان، وتتردد أسماؤهم في أكثر من ملف، وطالبت بفتح تحقيق في الموضوع، لكن مع الأسف تم القفز على الخبر إلى أن تفجرت الفضيحة اليوم.
*سكان حي بوزاكري يلتمسون
           وجه سكان الحي البئيس المجاور للسجن المدني والذي تقطنه 29 أسرة من أفراد القوات المساعدة رسالة إلى السيد وزير السكنى والتعمير يلتمسون منه قبول طلب تفويتهم الدور التابعة للأملاك المخزنية رسم عقارها 13158. وتقدم العريضة التي وقعها قاطنو هذه الدور(تتوفر الجريدة على نسخة منها) حيثيات هذا الملتمس كونهم يستغلونها منذ أزيد من 30سنة ويؤدون واجبات الكراء بانتظام، وأن هذه الدور أصبحت في وضعية سيئة (شقوق، تسرب المياه من السقوف…) ولكون زملاء لهم في مدن أخرى سبق لهم أن استفادوا من عملية تفويت الدور التي توجد في نفس الوضعية القانونية.
   فهل يتم التجاوب إيجابيا مع مطلب هذه الأسر التي توجد في وضعية اجتماعية صعبة؟ وتقطن حيا يقع في أطراف المدينة، وهو عبارة عن “كيتو” تنعدم فيه أبسط شروط الحياة الكريمة.
*شرود جمعية الأيتام.
        سارع باشا المدينة هذه الأيام إلى عقد لقاء طارئ مع مكتب جمعية الأمل للتنمية ورعاية الأيتام، لما تناهى إلى علمه بأن الجمعية قد أطلقت حملة لجمع الأموال بشكل مخالف للقانون وبدون أن تمكن المساهمين من وصولات تسمح للجهات الرسمية ولباقي المنخرطين بالمراقبة المالية.
      المواطنون تقززوا كذلك من سلوك مسؤولي الجمعية الذين قاموا بطبع المآت من نسخ يومية سنة2009 حاملة لآيات قرآنية وأحاديث نبوية، ومعززة بصور الأيتام التي لا يقر بها لا الشرع ولا القانون ولا الأخلاق لكسب حنان وعطف المحسنين والمتبرعين.
  قد لا نشك في النوايا الحسنة لأعضاء مكتب الجمعية، ولكن من غير المعقول السماح لأي كان ومهما كان أن يسوق صورته على حساب صور الأيتام، ومن غير المقبول القفز على القانون وإلا سنفتح باب الوطن على مصراعيه في وجه من يصطادون في الماء العكر.
لصوصية بمكتب الأعوان القضائيين
        لم نجانب الصواب عندما تعرضنا في مقالات سابقة إلى تزايد وتيرة إيقاع اللصوصية بالمدينة، واستفحالها بحي العدير الذي عاش هادئا ردحا من الزمن بحكم موقعه، والشريحة الاجتماعية التي اتخذته مرقدا لها، وبحكم أن أغلب المرافق العمومية تنبت به.
  فبعد السطو على الخزينة العامة للمملكة، والوكالة التجارية للماء الصالح للشرب، وبعد الاعتداء على بعض المتاجر، جاء دور مكتب الأعوان القضائيين الذي تعرض في الأسبوع الأخير لشهر فبراير لسرقة، حيث كسرت بابه بآلة حديدية صلبة.
  الخيط الرابط بين هذه السرقات والذي قد يقود لوضع اليد على الفاعل أو الفاعلين هو التشابه في نوع السرقات (مرافق عمومية ومكاتب توجد بها صناديق لحفظ الأموال؟)

*ظاهرة الانتحار تقلق
          في ظرف 48 ساعة من الأسبوع الثالث لشهر فبراير وضع مواطنان (ذكر وأنثى) يوجدان في خريف العمر حدا لحياتهما بعد أن قررا أن يظل سر هذا الاعتداء على حياتهما لغزا، وهما المعروفان باستقامتهما حسب جيران وأقارب وأصدقاء كل واحد منهما. لكن وحسب ما يتم تداوله هنا وهناك فإن الأسباب ذات طبيعة اجتماعية (العوزالإجتماعي )، وثقل التقاليد التي تكبل مجتمعنا إلى الماضي الغابر.
            المثير هو تحول موضوع الانتحار بالمدينة إلى ظاهرة مخيفة، فقد أفادتنا مصادر طبية بأن وتيرة الانتحار قد تزايدت بشكل مهول في السنة الأخيرة، مما يتطلب من المؤسسات الرسمية، وهيآت المجتمع المدني محليا الإنكباب على دراسة الظاهرة لمعرفة أسبابها(نفسية، اجتماعية، ثقافية….) والعمل على تقديم مقترحات لتطويقها حماية لأرواح المواطنين

سيدي سليمان: أخيرا أسقط الحل على المتضررين من الفيضانات



الحسين الإدريسي
الأربعاء 25 فبراير بدأت مجموعة من المتضررين تغادر كوريال(CORIAL) المركز الذي خصص لهم، لأنهم فقدوا كل شيء بما فيه السكن الطيني، أساسا بحي أولاد الغازي أو أولاد مالك وغيرهما. من أكثر من 1000 نسمة من مختلف الأعمار لم يبق من المقيمين إلا حوالي 500 الذين  تعايشوا مع أوضاع  أقل ما يمكن القول عنها أنها غريبة عنهم بدء بالفضاء الواسع مرورا بالتغذية والأغطية الجديدة وصولا إلى مساعدات المحسنين والمجتمع المدني من ملبس وعناية ومواساة. كل شيء يدعو إلى القبول أحيانا بدون سؤال أو تساؤل، حالة العوز والتضرر من فيضانات بهت تفرضان التدخل كواجب إنساني، ولو أن البعض بدون حشمة يغلف المساعدة بحسابات سخيفة ومقيتة في نهاية المطاف (كم من صورة التقطت لتخليد الفعل والجميل برهانا على الإيباء والتكهنات البئيسة)، ففي فضاء "كوريال" الفسيح تحركت طوابير الموزعين للمواد الغذائية بأمر من الممون المكلف رسميا بتزويد المركز بوجبات ثلاث يوميا، وهي وجبات غالبا ما تدعم بمساهمات المحسنين والمجتمع المدني. في هذا الجو عاشت عائلات وهي لم تتمكن من التخلص من مخلفات وهول الكارثة، رغم ما تقدمه الجمعيات الشبيبية (جمعية الأوراش ، البناة، الهلال الأحمرالمغربي ) من مساعدات وتأطير معنوي ونفساني خاصة في صفوف الأطفال، كلما استجوبت أما وإلا فاجأتك بدموعثائرة تنم عن حرقة اللحظة وقوة الفاجعة على الأنفس الضعيفة والمستضعفة، قلب الأحياء المهددة  بالزوال أمام المياه الجارفة وسيلان بهت المستيقظ من سريره في فزع  غريب، وتحكي لك بكلمات مرتعشة لحظة الانفلات من الموت المحقق وترك للماء كل شيء ما عدا الأبناء والعجزة، والالتحاق لحظته بالناجين في انتظار ظهور ملامح النهار وظهور الغوث.  
   ينتهي الاستماع للتصريح برفع اليدين نحو الأعلى ليس للتوسل ولكن للإعلان عن فقدان كل شيء،  حتى المسكن الطيني المتستر عن البؤس والشقاء، لذلك كان المطلب لدى المنكوبين هو الحصول أولا على مسكن يضمن السترة قبل العيش… ويظهر أن هذا المطلب هو الذي قاد المسؤولين إلى تقديم  بقعة أرضية ومساعدة مالية تقدر ب 30000 درهم للمنكوبين مقابل الإفراغ.
   الإفراغ من "كوريال" الوحدة الإنتاجية المعطلة منذ سنوات، والتي خصصت لاستقبال المنكوبين للعيش فيها مؤقتا في انتظار حل، وفي انتظار انفراج جوي وتراجع التهديد المائي و الفيضانات.
   و بعد أزيد من ثلاثة أسابيع من الانتظار في إطار شروط مادية ونفسية صعبة نزل القرار ليبدأ العد التنازلي والحسابات الضيقة والواسعة ما بين القبول والرفض، لكن المنكوبين الفعليين ارتضوا القرار ما دام لا يرجعهم إلى رقعة الخطر على ضفة الواد، حيث حشروا قبل الفيضانات.  
    أما البناء زمنا و فعلا فهذا رهان آخر يجب التغلب عليه، و كيف ما كان الحال فإن الإفراغ يعلن عن نهاية مرحلة والدخول في أخرى، مرحلة التفكير بجد في إعادة هيكلة المدينة وتأهيلها لتكون في مستوى العمالات تنظيميا واقتصاديا واجتماعيا ضمانا لحق المواطنين في العيش الكريم.

                      سيدي سليمان 26/02/09
——————
   المدونة: يحق للجميع التعليق وكتابة أراء مخالفة لما ينشر في المدونة، نشترط فقط توخي الاحترام المتبادل… وحول الإفراغ المشار إليه، فقد بلغ إلى علمنا ونحن خارج المدينة أن هناك من لم يتلق أية مساعدة، كمنتسبين لأولاد زيد، سنعود للموضوع حالة توفرنا على مزيد من المعطيات.

سلا: كلبان من نوع “بيتبول “ينهشان جسم امرأة ويرديانها قتيلة عبد الإله عسول


سلاكلبان من نوع “بيتبول “ينهشان جسم امرأة ويرديانها قتيلة
      عبد الإله عسول

صباح يوم الأربعاء 25/02/09، بحي الرشاد و تحديدا بالشارع المار إلى حي السلام، شرق سهب القائد، اجتمع حشد كبير من المارة والسكان حول رجال أمن وأفراد من السلطة المحلية وأعوان تابعين للجماعة الحضرية مختصين في محاربة الكلاب الضالة والمسعورة ( انظر الصورة) وذلك بهدف متابعة مشهد قتل كلبة من نوع بيتبول، (انظر الصورة )، والتي تسببت بمعية جروها في وفاة سيدة تقطن بأحد المنازل بالحي المذكور… مع العلم أن هذه السيدة التي افترسها الكلبان هي جدة المالك الفعلي لهما… - والذي صرح لنا مصدر من عين المكان – أنه (أي المالك) يتوفر على حق «الحيازة القانونية” لهذا النوع من الكلاب، ويتتبع حالتهما الصحية ويربيهما منذ مدة بمنزله… إلا أن المصدر أضاف أن هذا النوع من الكلاب لا ثقة فيه…(؟؟)
هذا الحادث المأساوي يضاف إلى أمثاله من الحوادث التي شهدتها العديد من المدن المغربية، والتي كان أبطالها “كلاب بيتبول”…ولا يتورع العديد من المجرمين في استعمالها في عمليات السرقة والاعتداء والاختطاف…
وأمام هذه الفظاعات التي تتسبب فيها هذه الفصيلة من الكلاب الخطيرة، بات من الضروري بل العاجل، قيام الحكومة والسلطات المعنية، بتجريم حيازة هذا النوع من الكلاب ومعاقبة كل من يقوم بامتلاكه، كما على وسائل الإعلام السمعية والبصرية، القيام بتناول هذا الموضوع وإعطائه ما يستحقه من عناية واهتمام، للتوعية بخطورة هذه الكلاب وحث الرأي العام على عدم تربيتها أو امتلاكها…
فهل من أذان صاغية؟؟؟؟

   
                  الكلبة القاتلة
                   ————–
   ملحوظة: سنضيف الصور في إحدى مقاهي الانترنيت، بسبب ضعف الصبيب لدينا،  رغم تقديم شكوى لسؤولين في الشركة الراعية (الاتصالات)  لم يستجيبوا لتحسين الخدمة، كما نعتذر للأخ عبد الإله عسول بسبب عدم نشر هذا الموضوع الذي توصلنا به قبل يومين

الخميس، 26 فبراير 2009

اقتحام مدرسة وبعثرة محتوياتها بإقليم تازة


         اقتحام مدرسة وبعثرة محتوياتها بإقليم تازة 
تعرضت مدرسة بوحلو المركزية التابعة لمجموعة مدارس بوحلو جماعة بوحلو دائرة واد أمليل، إقليم تازة لاقتحام من طرف أشخاص مجهولين ليلة21/22فبراير2009 حيث ثم اقتلاع شباكين لنافذتين بكل من الإدارة والمطعم، هذا الإقتحام لم يكن الهدف منه السرقة، بل تمت بعثرة المواد الغذائية المخصصة للإطعام المدرسي والكتب المخصصة للمكتبة المدرسية، وقد حضر رجال الدرك يوم22فبراير2009 وحرروا محضرا في الموضوع.
ويعد هذا الإقتحام هو الثاني من نوعه خلال هذا الموسم الدراسي، فبتاريخ17نونبر2008 نفذت نفس العملية وبنفس الطريقة، مما يعطي شبهة بأن الفاعلين هم نفس الأشخاص، كما أنه في المرة الأولى تم التعرف على الأشخاص الذين اشتروا المسروقات( تلفاز،أغطية،ملابس.)، وأطلق سراحم بدون عقاب ولم يتم اعتقال السارق الذي لازال حرا رغم تواجده ببوحلو..(؟)
وتعتزم  شغيلة التعليم بالمدرسة المذكورة تنظيم اعتصام بمدخل المدرسة يوم الخميس26فبراير2009 ابتداء من الساعة العاشرة صباحا إلى حدود الساعة الواحدة بعد الزوال- كخطوة أولى- احتجاجا على ما وقع. 
  
  
                      العياشي تاكركرا/أستاذ بالمدرسة.  

    

تأسيس الجمعية الوطنية للكتاب العامين للجمعات المحلية وهيآتها


تأسيس الجمعية الوطنية للكتاب العامين للجمعات المحلية وهيآتها
  أعدها محمد حمضي
بمبادرة من ثلة من الكتاب العامين للجماعات وبمجهودات جبارة ومتواصلة على مدى سنة كاملة منذ فبراير من سنة 2008، انعقد أخيرا بمدينة أصيلة يوم 31 يناير 2009 الجمع العام التاسيسي للجمعية حضره العديد من الكتاب العامين، تميز بنقاش مثمر وجاد تمحور حول الوثائق التاسيسية للجمعية(الارضية والنظام الأساسي). ومن أهم أهداف الجمعية كما جاء في بلاغ أصدرته بالمناسبة:
·       ضمان مشاركة الكاتب العام في الدينامية التي تعرفها الجماعات المحلية بالمغرب
·       الدفاع عن المصالح المادية والمعنوية للكتاب العامين وضمان استقرارهم المهني
·       تعزيز علاقة التضامن والتآزر بين الكتاب العامين للجماعات المحلية
·       متابعة وضعية الكتاب العامين
·       دعم قذرات وكفاءات الكتاب العامين عبر ابرام شراكات مع مختلف الفاعلين في حقل تدبير الشأن المحلي وطنيا أو دوليا
·       تنظيم لقاءات وندوات وطنية وجهوية لفائدة الكتاب العامين
·       إبداء الرأي في كل القضايا القانونية والتنظيمية والاجتماعية الخاصة بالكتاب العامين للجماعات
وقد توج الجمع العام بانتخاب المكتب الوطني للجمعية الذي سطر له الجمع العام مهمة النهوض بهيكلة فروع الجمعية على المستوى الجهوي داخل أجل سنة.
وقد جاءت تشكيلة المكتب الوطني كما يلي:
المهمة داخل مكتب الجمعية  
الرئيس عبدالسلام الشيخي
النائب الاول علي بلمزيان
النائب الثاني العباسي محمد
أمين المال عبدالله بولرباح
نائبه ميمون الطالبي
الكاتب عبدالرجمان دالي
نائبه عبدالله عدنان
المكلف بالإعلام يحيى زروالي
المكلف بالهيكلة والتنظيم عز الدين الرقيوق
المكلف بالمنازعات والشكايات محمد حماني  
وإذ يهيب المكتب الوطني للجمعية بكافة الكتاب العامين للجماعات المحلية وهيئاتها بما في ذلك المقاطعات بالإلتفاف حول هذا المولود ودعمه ماديا ومعنوبا وربط الاتصال بالجمعية لإبداء الرأي والملاحظات أو الاقتراحات، يؤكد أنه سيعمل على برمجة زيارات ولقاءات مع الكتاب العامين على مستوى كافة الأقاليم.
البريد الالكتروني للجمعية:association_sgc@yahoo.fr

جولة جديدة في رحاب فيضانات الغرب دار لقمان لا زالت على… مياهها


   جولة جديدة في رحاب فيضانات الغرب
دار لقمان لا زالت على… مياهها

الؘ?ين الإدريسي
الحسين الإدريسي
انطلقت يوم الأحد 2 فبراير 2009 قافلة تضامنية  مع منكوبي فيضانات الغرب الأخيرة من الرباط و بمبادرة من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وبمشاركة  هيئات حزبية و نقابية  وجمعوية ديمقراطية وتقدمية، وذلك للتعبير عن التضامن مع المتضررين من أثار الفيضانات في أبدانهم وممتلكاتهم ومزروعاتهم وقد مكنت القافلة التي ركزت جولتها على نقط مضبوطة  مسبقا، من  جهة الغرب شراردة  بني حسن، من أجل تقييم ثقل الكارثة التي ألمت بالساكنة سواء بالمدن كما  بالقرى، وقد ألحقت أضرارا بالغة   بالفئات الفقيرة والمستضعفة من المجتمع بمنطقة الغرب الغنية طبيعيا وفلاحيا. 
مظاهر الفيضانات في ظل التماطل و الترقب

مرت أزيد من عشرين يوما على حلول كارثة الفيضانات  بالمنطقة انطلاقا من سيدي سليمان وضواحيها لتعم سهل الغرب، عقب ارتفاع منسوب مياه بهت وسبو و ردم وورغة، وإثر ارتفاع كميات التساقطات التي تجاوزت كل التوقعات، وبعد هذه المدة الطويلة لا زالت معالم الفيضانات قائمة؛  أحياء  ودواوير ترزح تحت مخلفات الفيضانات ودور مهدمة بالمئات، وأخرى مهددة بالسقوط, مزارع في طور التجفيف, مزروعات تعرضت للإتلاف, آلاف من المتضررين، منهم من التحق بمراكز الإيواء، ومنهم من لازال يصارع القهر والدمار والتشرد…
    حلت الكارثة  لتتدخل السلطات  وإن كان ذلك بشكل متاخرأمام مفاجأة الفاجعة و ثقل البيروقراطية, لتخصص الحكومة 1,3مليار درهم للمواجهة الطارئة ( والحال  أن الخسارة تقدر ب2 إلى 3مليار درهم) ورغم المجهودات المبذولة  فلا زالت آثار الكارثة  واضحة على وجوه السكان الذين زرناهم في مقر سكناهم أو بمركز الإيواء أو على جنبات الطريق, نفسية مدمرة على حافة الإنهيار من جراء قوة الدمار, أما الدور المهددة فلازالت تشهد  على المأساة، والطرق لم تباشر بها الأشغال المطلوبة، والمياه لا زالت تغمر المزارع رغم التجفيف الطبيعي الذي تتعرض له خلال هذه الأيام المشمسة .
  ماذا ينتظر المسؤولون لتخفيف الضرر على الأنفس الطبيعة  وعلى المنشآت والبنيات التحتية، فأين ما مرت القافلة التضامنية، نلاحظ غياب التدخل بممارسة تماطل رهيب جعل منظمي القافلة والسكان ينددون بالفراغ وقد رفعوا شعار" الكارثة هاهيا  والحكومة فيناهيا" 
مظاهر محفوفة  بهاجس الأمن والترقب

    من الرباط إلى الخنيشات، آخر نقطة من مسار القافلة التضامنية، كان حضور الأمن  بكل أسلاكه ومستوياته واضح المعالم جسديا و معنويا و"  شعاريا "حتى… ومع ذلك كان الهدف أيضا واضحا و مشروعا لإيصال الصوت المتضامن المناضل إلى المتضررين العزل في قلب القهر والدمار والاستغلال والتهميش… حتى لا يشعروا  أنهم أرقاما انتخابية في يد تجار الانتخابات، بل مواطنين كاملي الحقوق والواجبات، لهم الحق في المطالبة بالعيش الكريم في السكن اللائق والأمن و الشغل… مطالب مكفولة بقوة القانون وفي مقدمتها الدستور، وهذا ما تشير إليه الشعارات من قبيل "ما بغيت لا زيت لا سكر… دارفين نسكن" وهو المطلب الأساسي بعد سقوط المنازل الطينية،  والعيش تحت سقف مراكز الإيواء  أو بالخيام الصفر أو الخضر.
 ورغم انسجام المطلب مع راهنية الوضع،  فإن البعض قد فضل التشويش عليها، ظنا منه أن الأسبقية للبطن، وكأن الإيواء الحالي مكسب دائم، لحسن الحظ أن كل المتضررين يطالبون بسكن لائق كفيل بإخراجهم من اكراهات ومضايقات الإطار، وبضمان حياة أسرية طبيعية، الكل فهم أن المشوشين على الشعار يخوضون في الماء العكر تمهيدا للاتجار والتلاعب  بحقوق المواطنين في السكن…عجيب كيف تباع الذمم في  عز الأزمة والشدة بأثمنة  بخسة لإشاعة "العام زين " في ظل الفيضانات ومخلفاتها الصعبة!
مسيرة أولى نحو المتضررين , زيارة أولاد الغازي وكوريال بسيدي سليمان

تجاوزت عقارب الساعة الحادية عشرة حينما إلتأم المنظمون للقافلة والمشاركون فيها للدخول إلى أول حي دكت فيه مياه بهت الدورَ الطينية (أكثر من 70 دار حسب المقيمين تضررت) وقد شكلت الوقفة على مخلفات الفيضانات مناسبة لرفع شعرات التضامن والتنديد بسياسة الإهمال والتهميش في حق الفئات المستضعفة بالمدينة، وهنا أيضا تمت المطالبة ليس فقط بإعادة إسكان المتضررين بأماكن أمنة من مخاطر الفيضانات  بل بتحقيق عاجل لمشروع "مدن بدون الصفيح".
كان لوقع المنظر أثر كبير على المشاركين في التظاهرة، الذين عبروا في جو من المسؤولية عن التضامن اللامشروط مع الساكنة، التي لم تخف سخطها على ما تعرضت له من ضياع وتشرد وتماطل للعودة إلى الحياة العادية،  في ظل العوز والضيق وقلة الشغل والبطالة.
      الوضعية كارثية بكل المقاييس  يقول أحد المشاركين،  ماذا تنتظر وزارة التعمير والإسكان؟ يبقى السؤال معلقا ومفتوحا على كل الاحتمالات في انتظار حلحلة  مشكل الأرض هنا بسيدي سليمان(…)
        بكوريال نظمت وقفة تضامنية أيضا (الوحدة الإنتاجية لتلفيف الحوامض سابقا والتي أفلست) المخصصة لإيواء المنكوبين، الذين يزيد عددهم على 500 ذكورا و إناثا من كل الأعمار, بعد أن تجاوز عددهم  1200 نسمة أسبوعا قبل الزيارة التضامنية، والتي انتهت بكلمة توضح مضمون وهدف القافلة التضامنية بالوقوف على الحقوق الطبيعية للمتضررين من الفيضانات الحالية، والمتمثلة في الحق في العيش الكريم، وفي السكن اللائق والتطبيب وتمدرس الأبناء.
   عبر المحطتين أبان المتضررون عن الصعوبات التي يعيشون فيها ولم تعمل الفيضانات إلا على تعميق أوضاعهم المتردية في ظل التراجعات الاقتصادية والاجتماعية التي طالت المدينة في أعقاب إغلاق المعامل( 13 وحدة إنتاجية لحد الآن  ) و ارتفاع الأثمان واستشراء البطالة والفقر،  كما عبروا عن مطلبهم الأساسي في الإستفادة من سكن، يؤمن لهم العيش الأسري الطبيعي السليم بعيدا عن كل المساومات الرخيصة. 
إقليم سيدي قاسم دواوير معزولة واعتقالات…

واصلت القافلة التضامنية ( 15 سيارة على الأقل) رحلتها نحو الدواوير التي تضررت بشكل ملفت للانتباه  ضمنها دوار "الترابنة"، فدوار سوق الحد، من جماعة الشبانات(46 منزل منهارة و 75 أخرى آهلة للسقوط نتيجة فيضان واد رضم) وصولا الى دوار أولاد برحيل (99 دار انهارت أمام مياه سبو الجارفة, خسائر كبيرة في الممتلكات و المزروعات)، في كل محطة كان التعبير عن الخوف والعزلة والمعاناة حاضرا بقوة، بجانب التحدي والصمود في وجه القهر والدمار عبر التضامن والمواساة .
   و تبقى كلمات التضامن العميقة مساعدة على فتح باب الآمال في العيش الكريم المبني بسواعد الصمود و التعاون.
          وأخيرا تدخل القافلة التضامنية  الخنيشات لتنظم مع الجماهير الشعبية التي استقبلتها، وانظم الجمع في وقفة احتجاجية وتضامنية أمام ثكنة الدرك الملكي، حيث أُحتجز مواطنون قبل محاكمتهم بسيدي قاسم على خلفية الإحتجاج على تأخر المساعدات للمنكوبين جراء فيضانات سبو, ولم يفت عائلات المعتقلين من استنكار الاختطاف والتعذيب الذيْن مسا  أبناءهم،  هذا ما ورد في كلمة عائلات هشام لمراني (10 أشهر نافذة )  وإدريس شتوكة( 6 أشهر) و بوجمعة الوافي (3 أشهر) وكل الأسر تطالب  بالإفراج عنهم.
   اختتمت القافلة التضامنية مع منكوبي الفيضانات بالغرب بتوجيه تحية عالية إلى كل المناضلين في الأحزاب والنقابات والجمعيات الحقوقية  من الصف الديمقراطي والتقدمي على إنجاح التظاهرة لمساندة المتضررين على امتداد كل الغرب
بمدنه و بواديه، وللمطالبة بالتعويضات عن الأضرار البليغة المرتبطة ليس  بالطبيعية فقط ولكن أيضا بسوء التدبير والإهمال، ولم يفت القافلة أن تطالب بإطلاق سراح المعتقلين ضحايا النكبة.

و تطرح القافلة أسئلة لابد منها في الختم

واجهت قافلة التضامن أسئلة عدة لم تجد لها جوابا أهمها:
§       لماذا لم تعجل الدولة بإصلاح الطرق والبنيات التحتية المدمرة وهي متوفرة على الإمكانيات اللازمة؟ ألم  تمر ثلاثة أسابيع على بداية الفيضانات ولم  تبادر أي مصلحة إلى مباشرة الإصلاحات؟
§       لماذا يماطل المسؤولون في مباشرة بناء المساكن بالمدينة كما بالبادية للذين فقدوا كل شيء، ليودعوا من الخيام أو مراكز الإيواء التي تفتقر إلى شروط العيش الأسري العادي؟
§       لماذا لا تعتبر هذه الكارثة عبرة لتصحيح التصورات التنموية والتدبيرية مادامت قد عرت على اختلالات السياسات التقنوقراطية المتبعة لحد الآن؟
إن القافلة التضامنية و هي في طريقها إلى الرباط حاملة كل الآمال في تغيير الأوضاع المتدهورة.

                       سيدي سليمان 23-02-2009

الثلاثاء، 24 فبراير 2009

نكبة الفيضانات: قافلة حقوقية تقف على حجم المأساة


  نكبة الفيضانات:
قافلة حقوقية تقف على حجم المأساة  
 إعداد مصطفى لمودن 
      

ما تبقى من باب منزل متهدم بحي أولاد الغازي بسيدي سليمان..

زار حقوقيون وصحافيون ومدونون بعض مناطق الغرب التي تعرضت للفيضانات يوم الأحد 22 فبراير(09)، وإذا كانت الانطلاقة قد بدأت من مقر الاتحاد المغربي للشغل بالرباط، فبداية المشوار الفعلي  كانت من القنيطرة، لتصل  في حدود منتصف النهار بسيدي سليمان، حيث كان في استقبالها كوكبة من المناضلين المنتمين لمختلف الهيئات المحلية، كما حضر بهذه المنطقة مناضلون من سيدي قاسم، خاصة المنتمين لفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان…وقد حاول المشرفون على القافلة التضامنية وضع خط طريق يناسب الإمكانيات اللوجستيكية المتاحة، خاصة مع استعمال سيارات صغيرة للتنقل… وذلك قصد الاطلاع على نماذج من المناطق المنكوبة، التي تعرضت للفيضانات ابتداء من الثالث من فبراير 2009، علما أن الفيضانات شملت مناطق شاسعة، ويستحيل زيارتها كلها…     
                    
                            خيام في الغابة

      القافلة الحقوقية تزور المنكوبين اللاجئين إلى غابة المعمورة(ت: عادل اليوسفي)

عرج المشاركون في القافلة في طريقهم إلى سيدي سليمان على "مخيمات" فريدة من نوعها، توجد بغابة "المعمورة"، فقد التجأ إليها هاربون من الفيضانات رفقة مواشيهم، بحثا عن الكلأ، لأن المياه الغاضبة التي غمرت الحقول لأيام أفقدت  المزروعات نضرتها وأحالتها حطاما أصفر باهتا، إذا لم تكن قد جرفتها بالمرة، ولم يتبق لهؤلاء الفلاحين مخزون من الأعلاف، لأن الجميع كان قد عول على "موسم فلاحي مضمون"، على الأقل بالنسبة للأعشاب والتبن كما يعرف ذلك من له علاقة بالفلاحة، أما ثمن الأعلاف أثناء الفيضانات فقد بلغ مستويات قياسية، ويكفي أن نعرف أن "بالة" تبن فاقت 40 درهما، وقد حل بالمنطقة "سماسرة الأزمة" (كما جاء في أحد بيانات الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان)، بحيث يتجولون بين القرى المنكوبة بعربات التبن على متن شاحناتهم، ومنهم من يتوقف ليبيع بجانب قرى منكوبة، كنا أثناء التجول على القرى في إطار "لجنة رصد ومتابعة أوضاع ضحايا الفيضانات"  نجدهم في المنعرجات وقد فتحوا الأبواب الخلفية لشاحناتهم قصد بيع التبن، لهذا فليس البشر وحده من نكب، بل كذلك المواشي. وزيارة الفلاحين اللاجئين إلى المراعي بعيدا عن منازلهم يدخل في إطار مهمة القافلة التضامنية…  
  
     بأحد أزقة حي "أولاد الغازي" المنكوب

 

                         
  وسط حطام المنازل المتهدمة ب "أولاد الغازي"
                  من سكان الحي المنكوب، في الصورة أطفال وشباب

   احتضن حي أولاد الغازي بسيدي سليمان القافلة الحقوقية بالهتاف النضالي وشارات النصر، وقد كان هذا الحي "الحضري" على ضفة نهر "بهت" أول من أصابته نكبة الفيضانات بتهدم وجرف كل المنازل التي وصلتها المياه ليلة الأربعاء 2 فبراير 2009، خرج شباب وأطفال ونساء يرددون في تناغم نفس الشعارات التي ترددها القافلة الحقوقية من قبيل" الكواث ها هي والدولة فينا هي"، ليطلع بعد ذلك الزوار القادمون من تمارة، الرباط، سلا، القنيطرة،سيدي يحيى… على معاناة من تبقى  في ملجأ "كوريال" (أقل من 500، من 1300 في أوج النكبة)، مقر شركة كانت قبل سنوات تلفف الليمون للتصدير، قبل أن تغلق أبوابها وتنضاف إلى ما أغلق من مؤسسات كمعمل تكرير السكر "سونابيل" وغيره، وهي قد كانت على كل حال تشغل نسبة من اليد العاملة، بما فيها نساء، للأسف لم يبق لهن الآن سوى العمل في الحقول -إن وجد - وبأجر زهيد، أو الحلم بالهجرة الموسمية إلى إسبانيا قصد العمل في حقول التوت…  

 

  الصور من ملجأ "كوريال"
 

عمر باعزيز كاتب الفرع الجهوي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان يلقي كلمة وسط لاجئي "كوريال"

    أما القرى المنكوبة بسيدي قسم فتعيش أضواعا أصعب مما تعرفه مثيلاتها بدائرة سيدي سليمان، ربما لأنها لم تسلط عليها أضواء الإعلام بما يكفي للتعريف بالمآسي الإنسانية المسجلة، ولعل الأحداث التي شهدتها الخنيشات صبيحة الثلاثاء 10 فبراير (09)والأحكام الصادرة عن عشرة متهمين من طرف المحكمة الابتدائية بسيدي قاسم يوم الخميس 19 فبراير والقاضية بالسجن لمدة 10 أشهر لواحد، وأربعة ب6 أشهر، و2 ب3 أشهر، و3 بشهرين، كل الأحكام نافذة مع أداء 500 درهم في حق الجميع… وعلى إثر الأحداث المذكورة أصدرت وزارة الداخلية قرارا يقضي بتوقيف المساعدات للمنكوبين، وهو ما اعتبر عقابا جماعيا غير عادل سلط على الجميع. 

    عند توقف القافلة الحقوقية بقرية "الترابنة" في ضواحي سيدي قاسم التف حولها جمع غفير من المواطنات والمواطنين من مختلف الأعمار، وقد ذكر سعيد العلام وهو من المتضررين القاطنين بنفس القرية أن هناك 100 منزل متهدم، وقد أخذنا للاطلاع على نماذج من البيوت الطينية المتهدمة والتي لم تعد تصلح للسكن…وفي قرية "سوق الحد" ذكر محمد الطويل أن 40 دارا تهدمت، ولاحظنا بناء خيام وسط المنازل المتهدمة، يقطن بها أفراد العائلات المنكوبة، وذكرت القاسمية المعلم،  من نفس القرية أن السلطات أمرت بجمْع الخيام المبنية بجانب الطرقات والدخول إلى بين ما تبقى من أطلال المنازل والسكن فيها، وقد أضافت وهي تبكي أن المحسنين لم يعودوا يرونهم على جنبات الطرق فيمدونهم بالمساعدات، أما السلطة فلم تقدم شيئا، باستثناء مساعدات بسيطة لمرة واحدة، وكما ذكر علي الوطاسي وهو بجانب حطام منزله المستوي مع الأرض بالقول أن المساعدات لم تتجاوز كيس دقيق وزنه 10 كيلوغرام،  و 5 لترات من الزيت، 2 علب سكر، و4 علب شاي، و 80 كيلوغرام شعير، والبعض تسلم  حليبا،  وأفاد نفس المتحدث أن قرية "أولاد برحيل" تهدمت بها 137 دارا، وأضاف وهو يتذكر تفاصيل ما وقع لهم إثر الفيضانات التي بدأت تداهم المنازل عند الثالثة صباحا، لتسقط جميعا قبل الخامسة : "لم يتدخل أحد لإنقاذنا، وقد احتمت النساء والأطفال بدار عالية، أخرجتهم جرافة من النافذة ، ليتم بعد ذلك نقل كل المنكوبين إلى مدينة الخنيشات على متن الجرارات، ووجهنا إلى المركز الفلاحي، أو الخيرية، وهناك من استقر بالإعدادية، وقد كانت معنا مواشينا ودوابنا، ليخرجوننا بعد ذلك بالقوة رغم أن منازلنا قد هدمت "، وفي استفسار عن مطالبهم، ذكر "أنهم فقط يريدون مساكن تأويهم، وأن هناك مشاكل لدى من في ذمتهم القروض الصغرى، كما قطعوا عنا الكهرباء وأخذوا العدادات،"، وعلمنا أن المتضررين الذين هدمت منازلهم، يسكنون مع المحسنين سواء في الخنيشات أو مع بعض الأسر التي لم تتهدم بيوتها… ولحدود يومه ما تزال منازل غارقة في الوحل ولم يصل إليها أحد بعد، ورغم ذلك أخرج أصحابها من الملاجئ التي كانوا فيها..  


 

  






      

    
  

 
                                                     
 





سكان قرية الترابنة وسوق الحد يشتكون من الإهمال وقلة المساعدات، ومنهم من بنى خيمة وسط منزله المنهار جزئيا أو كليا


علي الوطاسي دكت داره واستوت مع الأرض في قرية أولاد برحيل

  
محمد الوطاسي مع زوجته فوق الأنقاض 

    
 أحمد الوطاسي يتفقد ما تبقى من صندوق عداد الكهرباء، يقول أنه أصبح بدون ومنزل وبدون عمل بعد انقطاعه عن ذلك، وزوجته على وشك وضع المولود الثالث
         



 تعددت الحالات في أولاد برحيل وسهل الغرب عموما، في خلفية الصورة تظهر الدار التي احتمى بها نساء وأطفال بعد مداهمة المياه لمنازلهم  
   



حوصرت المنازل بالماء والوحل، في الصورة أثار جرافة حاولت عبثا إخراج محاصرين من منازلهم أثناء الفيضانات 



  وصول القافلة التضامنية إلى الخنيشات

    كما كان مقررا اختتمت القافلة مسيرتها بمدينة الخنيشات، وككل المحطات يبسط المناضلات والمناضلون لافتة تعبر عن التضامن مع المنكوبين، نصها الكامل هو: "القافلة التضامنية تعبر عن تضامنها المطلق مع منكوبي فيضانات منطقة الغرب وتطالب الدولة المغربية بتحمل مسؤوليتها بتقديم الدعم والتعويض عن الخسائر وإطلاق سراح معتقلي أحداث الخنيشات"، ويشرعون في ترديد الشعارات، في الحين يلتف حول المكان عدد من المواطنين والمواطنات، غلبا ما يدخل المناضلون وبعض الإعلاميين الحاضرين في حوارات مع السكان، وهناك من يلتقط صورا ثابتة أو متحركة، وتنتهي كل وقفة بكلمة ختامية…كان للقافلة في الخنيشات وقع آخر، لقد حضر بعض أفراد عائلات المحكوم عليهم بالسجن لمدد مختلفة، فهذه أم هشام المراني (10 أشهر) تتوسط الدائرة وتصيح بأعلى صوتها كأنها تريد أن يسمع العالم بأن ابنها تعرض للتعذيب كما تقول، وهذه زوجة إدريس شتوكة رفقة ابنيها تقولك"زوجي عذبوه وضربوه، وحكموا عليه ب6 أشهر، أنا الآن مشردة، عندي ثلاث أولاد، وتهدمت داري وضاع كل متاعي…"، أما أخ  بوجمعة الوافي المحكوم ب3 أشهر سجنا، فيقول أن أخاه "نائب القرية أخذوه لأنه تكلم عن السكان المتضررين، وحكموا عليه ب3 أشهر"، وأضاف أنه هو وأخوه بوجمعة من متطوعي المسيرة الخضراء، ولم يكن ينتظر أن تفعل بهم السلطات ما قامت به، ويؤكد من جانبه أن هناك شهودا كان معهم في مكان معين بعيدا عن الأحداث يمكن أن يدلوا بشهادتهم، وقد صرح أحد المحامين   أثناء وقفة الخنيشات ب"أن الدفاع طالب بإحضار الشهود، وهناك من لم يتعرض للاستنطاق وقدم للمحاكمة، وقد كان الهدف هو ترهيب المتضررين كي لا يحتجوا"، من جانبه دعا عمر باعزيز رئيس الفرع الجهوي لجهة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان في كلمته أمام الحاضرين إلى تحمل الدولة لمسؤوليتها في حماية المتضررين وتقديم المساعدات والتعويضات لهم، والإفراج عن معتقلي أحداث الخنيشات، وأضاف أن "هؤلاء المعتقلين قد شرفوا المنطقة والمغرب باحتجاجهم على تحويل المساعدات إلى جهات أخرى"، وطالب بتشكيل لجنة لدعم المعتقلين، واقترح على الأسر التآزر فيما بينهم، حتى الإفراج عن المعتقلين، ودعا كافة المتضررين إلى تكوين جمعية للدفاع عن مصالحهم… 



 جانب من المتتبعين أثناء محطة الخنيشات

                           
                أم هشام لمراني

                         
 زوجة إدريس شتوكة 
                      
  بنعيسى الوافي أخ المعتقل بوجمعة
 
 وأضافت أم هشام المراني مخاطبة الحاضرين:"يأمروننا بالدخول إلى منازلنا المتهدمة، وبها نبني خيمة ونسكن فيها، وقد مارسوا علينا ضغوطا كي نعود إلى منازلنا المتهدمة، وإلا لن يعطونا كيس شعير"(!) .
     أما رحمة جلول مسنة فحالتها تذمي القلوب، تدور بين الحاضرين، تشتكي مما سمته ظلما وإهانة، تسكن دوار أولاد عبد الواحد. تقول:"تهدمت داري ولم أتلق أية مساعدات، وقد طردني القائد لما طلبت مساعدة، لم يعطوني خيمة، أنا وحدي وليس لي أبناء، أسكن تحث جدار مائل بمنزلي المتهدم…" 


              

  رحمة جلول تستغيث


   عند حلول المساء كانت القافلة قد أتمت "مهمتها" على الوجه الأكمل، غير أن زيارة المنكوبين ولمرة واحدة غير كاف، ومطلوب من كافة الإطارات الحقوقية والسياسية والجمعوية والنقابية… القيام بزيارات مماثلة، قصد معرفة الحقائق والمعانات من عين المكان، واتخاذ الإجراءات المناسبة لذلك، منها تحمل الدولة لمسؤوليتها، وعدم ممارسة تعتيم إعلامي حول مخلفات الفيضانات، ففي كل الدول تقع كوارث(رغم تسجيل المسؤولية البشرية أحيانا…)، والمغرب يساعد الدول المنكوبة كعادته دائما، وقد رأينا كيف ساعد قبل شهور دولة الصين القوية عندما حدثت فيها الفيضانات، فلماذا لا نتلقى بدورنا المساعدات من دول صديقة لعون المنكوبين؟ خاصة من أجل بناء منازل لهم إذا لم تكن الدولة المغربية قادرة على ذلك؟  فعلا ذكرت الحكومة أنها خصصت 1.3 مليار درهم لذلك، وأن وزارة الفلاحة والصيد البحري تعد لتعويض المزروعات المتضررة بأخرى ربيعية"حسب الإمكان" كما جاء في البلاغات الرسمية، وأن هناك حملة تلقيح 100 ألف رأس ماشية، وأن وزير الداخلية اجتمع بمنتخبي منطقة الغرب في العاصمة الرباط لتقييم الحاجيات…لكن مريضا يــــئـــن، وجائعا يتضور وهو ينام في شبه عراء، وتلميذا ضاعت محفظته، وأسرة نكبت في ماشيتها…كل هؤلاء لا يمكن أن ينتظروا إلى الغد، فبالأحرى إلى حين تقييم الوضع وصرف الميزانية.

    لوحظ تصوير وقفة "الخنيشات" من قبل رجال أمن من أعلى سطح بناية الدرك الملكي، كما تم تسجيل ألواح السيارات المشاركة في القافلة التضامنية، وكانت القافلة على العموم مراقبة أمنيا، وهو شيء عاد وقد يتطلبه الموقف، لكن على الدولة ألا تعتبر بأن نكبة المواطنين يعنيها وحدها فقط، فكل الإطارات المسؤولة بل وكافة مواطني المغرب معنيين ولو بدرجات ومسؤوليات متفاوتة، وإذا حاول البعض استغلال ذلك لأغراض انتخابية ضيقة فالمغاربة لم يعودوا قاصرين وقليلي الفهم، بل يميزون بين الصالح وبين من أوصلهم إلى الهاوية…

    تجدر الإشارة أن المشاركين في القافلة التضامنية لمنطقة الغرب المنكوبة ينتمون للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والحزب الاشتراكي الموحد، والنهج الديمقراطي، والخيار الديمقراطي الاشتراكي، والحزب العمالي، والحزب الاشتراكي، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وحزب التقدم والاشتراكية، وأطاك المغرب، وأكمي، والجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين، والجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي( الاتحاد المغربي للشغل)، والمنظمة الديمقراطية للشغل، والكنفدرالية الديمقراطية للشغل…  (ولو بتمثيليات محلية أو الاقتصار على الحضور في بعض المحطات) 




 على خط حقوقي تضامني كان مسار القافلة

   ————————– 

ملحوظة: حسب النظام الجديد ماتزال هناك صعوبة في إضافة الصور وترتيبها والتعليق عليها، ومنذ انطلاق المدونة حرصنا على وجود الصور…الصورة أصدق تعبير