الثلاثاء، 1 يوليو 2014

أشــــــــواق/ شعر ذ. محمد رحو

أشــــــــواق
محمد رحو
تقتضي الوقت
أن نتلو ندوب الممر
أن نجلو مرايا السفر
ثم نجثث جذر العلل!
تقتضي الوقت
أن نُجَفّفَ مستنقعات الخديعة
أن نكشف أسرار الفجيعة
ثم ننساب نحو عيون الأمل!
تقتضي الوقت
أن نَعُدَّ ضروب حبسنا
أن نَهُدَّ صروح يأسنا
ثم نهتف ضد سماء من وحل!
تقتضي الوقت
أن نعجن أحلامنا الممزقة
أن ندفن أوهامنا العالقة
ثم نصلي لشمس من دم و عسل!
تقتضي الوقت
تقتضي الوقت
تقتضي الوقت
أنا الذي بحبر شوقي كتبت
هل تراني أدركت
ما الذي تقتضي الوقت!
--------------------

خص الشاعر مدونة سيدي سليمان بهذه القصيدة

هذا تكلم الفقيه وسكت الجميع..

هذا تكلم الفقيه وسكت الجميع..

كنت راكبا سيارة أجرة كبيرة بين مدينتين، تأخذ الرحلة ما لا يقل عن ساعة ونصف، أطلق السائق المسن المذياع، فكان على موجة إذاعة وطنية رسمية متخصصة في الدين.. كان فقيه يبدو أنه محنك في علمه يتحدث وهو يرد على أسئلة من صحفي يسرد الأسئلة والفقيه يرد، ويظهر من الأجوبة والإحالات أن كل شيء مخرج ومعد سلفا.. طال الحديث، الصمت يعم بين الركاب، سوى راكبين كانا يتبادلان الحديث بين الحين والآخر.. تمتمت، ولم ألق بأي كلمة.. أتصور لو كنت تكلمت، أو تكلم أحد الركاب، أن يعرج السائق على أقرب مركز للسلطة.. في الحقيقة، استفدنا كثيرا، ومما تكلم عليه  وفيه الفقيه الأقلام الخمسة التي تسجل للبشرية أفعالها.. ولا أعرف كيف يستحضر الفقيه المحنك استشهاداته بسهولة ويـُقـوّلها ما يبتغيه.. كنت أتصور كم من مستمع (ة) في ربوع الوطن وفي الخارج، قد استخرج قلما وكراسة وهو يسجل تفاصيل هذه الأقلام الخمسة.. تأسفت أني لم أستعد بدوري لهذه المناسبة ولم أستحضر ورقة وقلما.. في منتصف الطريق، ولما بدأ الفقيه يتحدث في موضوع نزول المطر وتفسيراته الخاصة.. غير فجأة السائق المسن المحطة.. وبعد تجوله على ثلاث، اختار محطة كانت تتحدث فيها سيدة باللغة الفرنسية.. لاحظت أنه لا أحد احتج، أو طالب بالإبقاء على المحطة السابقة، خاصة وأن الفقيه يعالج الآن إشكالية مهمة تهم كافة الناس. قلت مع نفسي، لماذا لم يتدخل أحد ليرجع السائق إلى الإذاعة الأولى؟ هل فعلا أن الجميع لم يكن يرغب في الحديث السابق؟ في هذه الحالة سيكون الجميع عاقون ولا حول ولا قوة إلا بالله.. أو يمكن اعتبارهم عينة ممن توجه لهم هذه الإذاعة، وهم غير راضين عن محتواها، أو على الأقل على جزء من محتواها.. ويبدو أن السائق بدوره قد انتفخ رأسه مما كان يسمع، كدت أحكم عليه بالسوء في دماغي طبعا.

يبدو مع هذه الإذاعة أننا قريبا سنصل إلى الكشف العظيم، ورفع الستائر والحجب عن حقائق لا تعرفها البشرية هي في حاجة ماسة إليها لرفع القيود والأغلال وإزالة كل لبس وضلال.. أخيرا، ذكرت إحصائيات رسمية أن هذه الإذاعة هي المسموعة الأولى، دامت في تألقها إذا..

إفراغ الجهة بالمغرب من كل نفس ديمقراطي/ مصطفى لمودن

إفراغ الجهة بالمغرب من كل نفس ديمقراطي

م. لمودن
وقع ما كنت خمنته، وطبيعي أن يقع..
ـ لقد وقع تراجع عما كان قد جاء في مقترحات لجنة عمر عزيمان حول "الجهوية الموسعة"، والتي كانت قد دعت لانتخاب رئيس الجهة بشكل مباشر من طرف السكان، لقد وقع إلغاء هذا الانتخاب المباشر لرئيس الجهة، وعوض بالانتخاب غير المباشر حسب مسودة قانون الجهة الجديد!! وكما يحدث في الجماعات المحلية والمجالس الإقليمية والجهوية (بصيغتها السابقة) حيث يرافق فساد خطير وشراء ذمم "الناخبين الكبار"، والتحكم في النتائج التي ستتمخض عنها الرئاسة وبقية المسؤوليات في المكاتب المسيرة. فلماذا كل هذا التراجع؟ 
ـ في نظرنا ليس ممكنا في ظل الشروط الراهنة أن تخلق هكذا ممارسة ديمقراطية راقية، حيث يختار الناس رئيس جهتهم. ذلك يعني تكريس توجه ديمقراطي داخل المجتمع..
ـ لا يمكن منح رئيس الجهة هكذا سلطة مستمدة من الشعب مباشرة.. لان ذلك سيعطيه سلطة حقيقية تتفوق على بقية سلطة الوصاية (الوالي).
ـ لا يمكن التخلي عن الممارسات السابقة حيث يتسيد البيع والشراء وإفساد الأخلاق في مجال السياسية، ودفع الناس لعدم الثقة في هذه المسلسلات الديمقراطية.. والنظر إليها كأنها شر لا بد منه، أو أنها لا تنفع المواطنين في حياتهم اليومية عن طريق تهميش كل سلطة متأتية من الانتخابات..
ـ التخلي عن مثل الفساد المشار إليه، يعني التخلي عن نوع من الريع تستفيد منه فئة تمثل الوساطة بين الشعب والدولة.. هذا الريع بمثابة أجر وتعويض، لكن بشكل فاسد.. 
وفي نظري، لو لم يكن واضعو المشروع الجديد على بينة من تحكمهم في "النخبة" التي تحتل واجهة التشريع الآن لما تصرفوا بمثل هذا التصرف الذي تراجع عن مكتسب (مقترح لجنة عزيمان). 
ثم، لو لم يكونوا يعرفون ضعف ردة فعل الاتجاه الديمقراطي في المجتمع الذي ضعف لمستوى غير مسبوق.. 
لكن، هذا التصرف، سيقود لنتيجة سيئة على المدى المتوسط كما قالت نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد أثناء مشاركتها في آخر حلقة حول نفس الموضوع في برنامج "مباشرة معكم" خلال الأسبوع المنصرم، لأن عددا من النخب المحلية ستجد نفسها مبعدة عن تسيير شؤون الجهة بشكل فعلي، وذلك يدفع إلى المزيد من اليأس داخل فئات اجتماعية مختلفة وخاصة الشباب.. كما أن حزب الاستقلال يرى في المقترحات تراجعا لا يوافق توجهاته.. 
فهل ستتحرك النخب المغربية لتغير المسار، كي نؤسس لديمقراطية فعلية ومسؤولة من داخل الجهة..؟