السبت، 2 فبراير 2013

حنكور




حنكور
 حنكور أو "سلسلة حنكور" شبه يومية  انطلقت قبل أيام على صفحات الفايسبوك، كل يوم قصة  بطلها حنكور (ة) أو مجموعة حناكر، وقد لقيت الفكرة الترحيب من طرف عدد من المتتبعين، واقترح البعض أن يساهم بالكتابة أو بالفكرة في هذه السلسلة، نطلع متتبعي هذه المدونة على الحلقات التي تنشر..

الحلقة الثانية:
بعد عقود من الحرمان، حصلت مؤخرا قرية على نصيبها من الكهرباء، وهو ما أدخل البهجة والسرور على متوسطي وكبار السن من السكان، لكن الشباب لم يهتموا بالأمر، عقولهم مع المدينة، منهم من يدرس فيها، أو يعمل بها، أو يسعى ليستقر فيها.. يقولون: "ليس الكهرباء وحده ما سيجعلنا نستقر بالبادية، بل أمور  أخرى كثيرة لن تتوفر عليها القرية يوما".. يعرف المتعملون منهم أن حتى المدينة لا توفر على كل المتطلبات، غير أنهم يطمحون للأحسن، لأفق أرحب..
تصل مثل هذه الأحاديث إلى الآباء والأجداد، وهم يلاحظون حيرة الشباب واضطرابهم وإضرابهم عن العمل في الحقول أو رعي المواشي..
تذاكر الآباء في هذا الأمر المزعج لهم، واستنتجوا أنه فعلا تنقص قراهم الكثير، مثل المستوصف، الطرق، أماكن الترفيه محلات التجارة.. وعزموا على إيجاد حل، وبما أنهم أصبحوا يتوفرون على شاشات تلفاز ولاقطات إشارات الأقمار الصناعية، فهم كل يوم يطلعون على ما يحدث في العالم، ويقارنون قريتهم بما يرون، وأكثر ما أثارهم كيف تسير الدول الأخرى، وكيف يشارك المواطنون والمواطنات  ويسمع لآرائهم، وكيف يحتجون ويرفعون المطالب.. أصبح حديثهم يدور دائما حول هذه القضايا، وأضحت القنوات الفضائية نافذتهم الجديدة على العالم..
قرروا أن يتوجهوا بشكل جماعي إلى الولاية وهم حاملون مطالبهم لتحسين ظروف العيش بالقرية... ما أن بدؤوا يتجمعون قرب بناية الولاية الضخمة، حتى التفت حولهم قوات أمنية مختلفة، وبعد أخذ ورد وطرح تساؤلات على هؤلاء القرويين، طلب منهم اختيار شخصين ليمثلوهم لدى الوالي الذي سيستقبلهم بعد قليل في مكتبه.. تشاور القرويون وبسرعة عينوا الشخصين المطلوبين.. وتلقوا الأوامر بفك الاحتجاج، وهو ما استجابو له حيث تفرقوا على المقاهي المجاورة في انتظار عودة ممثليهما..
 بعد ساعة من الزمن، رأوا الرجلين عائدين، فهبوا جميعا للقائهما، وهم ينتظرون النتائج، داروا حولهما في الشارع وقد كونوا حلقة مغلقة، وآذانهم مصغية، فقال أحد الرجلين:
" لقد استقبلنا الوالي في مكتبه، كم هو طيب ولطيف، لقد طلب لنا كؤوس الشاي، شربناها في مكتبه، وحضر اجتماعنا هذا بعض الموظفين كذلك، أبشركم، منذ اليوم ستحل مشاكلنا كلها، قال الوالي إن المشكل يدور حول أن السلطة لا تعرف ما نفكر فيه، لهذا عينني أنا في مهمة الشيخ، وصاحبي هذا مقدم.."
التفت الحاضرون بعضهم إلى بعض ورددوا في كلمة واحدة كأنها كورال متفقين عليه:
"وا احناكر هادو.."

"شباب الخير" يؤسسون جمعية


"شباب الخير" يؤسسون جمعية

التأم نخبة من شباب سيدي سليمان، وقد عقدوا الجمع العام التأسيسي بدار الشباب 11 يناير يوم السبت 2 فبراير 2013 لإخراج مولود جمعوي جديد إلى حيز الوجود، اختاروا له اسم "جمعية شباب الخير".. ومعلوم أن هؤلاء الشباب يبادرون باستمرار لجمع  مساعدات مختلفة وتوزيعها على محتاجيها، كما يقع في بداية الدخول المدرسي. إنها تجربة رائدة في حاجة للدعم والتنويه

وقد تم بانتخاب المكتب المسير على الشكل التالي كما ورد في صفحة خاصة بالجمعية على موقع الفايسبوك :

الرئيس: فؤاد الحداوي
نائبه الأول : كوثر يحيى
نائبه الثاني: فهد ضريبي
الكاتب العام : وليد حمدة
نائبه الأول : صلاح الدين زيدان
نائبه الثاني: محمد أمين إبن الوالي
أمين المال: خديجة مالكي
نائبه الأول : أيوب العبودي
نائبه الثاني: بدر الخني
مستشارين : عبد الرحيم الحجوجي - شرف الدين أمشتال - يوسف الرداحي - محمد الحنتيتي – فاطمة الزهراء الحيرش - أنس افكيرش- كريمة المصباحي - ياسين التيمومي -
فاطمة الزهراء بوجنان – فاطمة الزهراء أمين


الحزب الاشتراكي الموحد يراسل عددا من المسؤولين حول الوضع الصحي بإقليم سيدي سليمان

 الحزب الاشتراكي الموحد يراسل عددا من المسؤولين حول الوضع الصحي بإقليم سيدي سليمان


راسل الحزب الاشتراكي الموحد مسؤولين لهم علاقة مباشرة بقطاع الصحة، بعدما استفحل أمر هذا القطاع الحيوي، أمام ضعف الخدمات المقدمة، وكثرة تحويل حالات مرضية إلى مستشفيات أخرى، وموت البعض نتيجة ذلك.. ابتدأت المراسلة الموجهة إلى وزير الصحة ووالي جهة الغرب الشراردة بني أحسن وعامل إقليم سيدي سليمان ومندوب وزارة الصحة بالإقليم، بالتأكيد على الأسف لما " آلت إليه الأوضاع الصحية بإقليم سيدي سليمان وما يعانيه المواطنون من تدن للخدمات الصحية والمتمثلة باختصار شديد، في النقص الكبير في الموارد البشرية وفي التجهيزات التقنية واللوجيستية، واللوازم الطبية وشبه الطبية، والدوائية وخاصة منها الإستعجالية"، ليسرد رفاق نبيلة منيب مجموعة من الملاحظات حول الصحة بإقليم سيدي سليمان، أجملوها فيما يلي:
-        غياب العديد من التخصصات وغياب بنايات (مصالح) خاصة بالتخصصات القليلة المتوفرة مما يضطر الأطباء الأخصائيين المتواجدين إلى العمل في ظروف غير مهنية (طب الأطفال نموذجا).
-        النقص المهول في عدد الممرضات والممرضين، والاعتماد على متدربي الهلال الأحمر رغم عدم ملاءمة تكوينهم للعديد من المهام.
-        النقص في عدد المراكز الصحية والمستوصفات مقارنة بالكثافة السكانية في الإقليم، وعدم تجهيز المتوفر منها وعدم مدها بالكوادر الصحية الكافية للتأطير الطبي.
-        غياب مستشفى إقليمي بمعنى الكلمة، حيث أن المستشفى الحالي ليس إلا المستشفى المحلي السابق لسيدي سليمان مع بعض الروتوشات.
-        غياب شبه تام لسيارات الإسعاف (سيارة واحدة) والاعتماد على خدمات الخواص وهو ما قد يؤدي إلى كوارث، مثال: حالة وفاة شاب فقد حياته لأنه كان يعاني من حروق من الدرجة الثالثة وتم توجيهه لمستشفى الإدريسي بالقنيطرة ولكن غياب سيارة الإسعاف وعدم قدرة الأهل على دفع مصاريف سيارة الخواص جعلت الشاب يفقد حياته !!
-        الضعف الكبير في الطاقة الاستيعابية للمستشفى الإقليمي (عدد الأسرة …) في بناية غير مؤهلة أصلا، رغم المجهودات الاستثنائية التي تبدلها مجموعة من الأطر الطبية في ظروف صعبة.
-        تردي الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين بسبب قلة الموارد البشرية في بيئة عمل غير سليمة، وعدم تدبير الموارد المتاحة بشكل جيد في مستشفى "إقليمي" تربطه بالعديد من الجماعات المحلية بالإقليم اتفاقيات شراكة (موارد مالية) وهو ما يطرح مسألة الحكامة الجيدة، ويؤدي بالتالي إلى الكثير من المضاعفات الصحية والوفيات كما هو الشأن بالنسبة للسيدة التي فقدت حياتها مؤخرا إثر وضعها لتوأمين بالمستشفى وهو ما نعتبره أمرا غير مقبول في القرن 21 وخرقا سافرا لأهم حق من حقوق الإنسان المنصوص عليه في المواثيق الدولية المصادق عليها من طرف الدولة المغربية والمنصوص عليها كذاك في الدستور الجديد على علاته.
-        ضعف الأمن في المستشفى الإقليمي وفي محيطه وخصوصا بالليل.
-        توقيف الأشغال لأسباب غير مفهومة في ورشة بناء وحدة تصفية الدم والتي بدأت في شهر يونيو من سنة 2011، ويمكن أن نتصور حجم معاناة مرضى قصور الكلوي في المدينة والإقليم…
-         شبه غياب لخدمات الصحة المدرسية (تمنيع، تحسيس، وقاية، استقبال التلاميذ …الخ).
وأنهى مناضلو الحزب الاشتراكي الموحد الرسالة بقولهم " إن ما أوردناه من نقط ليست إلا نماذج –على سبيل المثال لا الحصر- لاختلالات بنيوية عميقة وكثيرة تعاني منها المنظومة الصحية في الإقليم، نتابع عن كثب كحزب الكثير من تفاصيلها، ونحن إذ نراسلكم (..) فإننا نتمنى أن تجد مراسلتنا أذنا صاغية تجعلكم تطلعون بواجبكم في إطار الصلاحيات المخولة لكم ليعرف قطاع الصحة بالإقليم التحسن الضروري خدمة لصحة المواطنين وحماية لحقوقهم."




الزمزمي يفتي بتطليق سيدة من زوجها


 الزمزمي يفتي بتطليق سيدة من زوجها


  بعثت سيدة متزوجة بسؤال إلى جريدة "المساء"، تقول إنها متزوجة من رجل أنجبت معه ثلاث أبناء، وقضت معه أجمل سنوات عمرها، ومؤخرا حصل على شهادة الدكتوراه من فرنسا، فتغيرت رؤيته نحو الدين، بحيث أصبح يعلن إلحاده، وكما جاء في الصيغة التي أوردتها الجريدة في عددها 1975، يوم الأربعاء 30 يناير 2013، فقد نصحها بعد أفراد أسرتها بالتطليق منه وأن العيش معه تحت سقف واحد حرام، ولكنها في نفس الوقت لا تريد تشريد أسرتها...
  ابتدأ جواب الزمزمي بالآية :"ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون (21 سورة الروم)، ثم سرد شرحا مبسطا للآية.. ليعلن لهذه السيدة بقوله " يكون هذا الزواج مفسوخا شرعا، ولا يحل لك ولا تحلين له إلا بتوبة صادقة يعلن فيها ندمه على ما بدر منه، هذا هو حكم الله في النازلة".. ورجا منها في الأخير أن تحاول معه هي أو "شخص مؤمن من معارفه وأصدقائه ليقنعه بالعودة إلى حظيرة الإيمان.."
ـ ورد في سؤال السيدة كذلك أن زوجها "يتهكم على الرسل، ويستخف بالدين.."، وهو أمر لا يحق أن يصدر هكذا بالمطلق عن متعلم نال أرفع الشواهد، وإلا أن هناك التباس وسوء فهم بين الزوجين، لكن ذلك يأخذ تجليات أخرى..
ـ هل تتحقق المساء من صدق بعض الأسئلة التي ترد إليها؟ ونفس الأمر يصدق كذلك مع جرائد أخرى، قد يكون دافع الانتشار يجعلها تهمل ذلك (التحقق).. وقد يسعى البعض بمثل هذه الأسئلة لإثارة الفتن والبلبلة.
ـ لم تتحدث السيدة المتزوجة عن أي سوء معاملة تتلقاها هي أو أبناؤها من زوجها، ولربما أصبح أكثر احتراما لها ولعلاقتهما الزوجية والإنسانية..
ـ لم يورد "المفتي" عبد الباري الزمزمي أي دليل شرعي استند إليه في تبرير فتواه، بل سعى لتشتيت أسرة دون اكثرات بما سيقع لكل فرد من أفرادها، ربما لمجرد نقاش ذي طابع فكري من زوجة، بسرعة نقلت "الخبر والسر" إلى خارج بيت الزوجية..
ـ لا تنتبه "المساء" وغيرها لخطورة بعض "الإفتاء" الصادر عن فقهاء يمكن أن يوضع سؤال مشروع عن سلامة عقولهم أصلا، كالذي أجاز نكاح الزوج لزوجته المتوفاة كما فعل الزمزمي نفسه..

حنكور


حنكور
 حنكور أو "سلسلة حنكور" شبه يومية  انطلقت قبل أيام على صفحات الفايسبوك، كل يوم قصة  بطلها حنكور (ة) أو مجموعة حناكر، وقد لقيت الفكرة الترحيب من طرف عدد من المتبعين، واقترح البعض أن يساهم بالكتابة أو بالفكرة في هذه السلسلة، نطلع متتبعي هذه المدونة على أول حلقة
الحلقة الأولى:
علم حنكور من صديقه مدير المدرسة القروية أن المفتش سيزور المدرسة والمعلمين في الأسبوع المقبل.. حنكور كثير التغيب، ولا يبالي بتلاميذه، وإن حضر إلى المدرسة يفضل الثرثرة.. فهو يتحدث في كل شيء، ويقال إنه يمارس "مهنا" أخرى غير التدريس، فهو فلاح وتاجر وسمسار.. وافق في مزاجه المدير تماما.
على عجل دعا حنكور بقية المعلمين إلى "اجتماع" طارئ بجانب حجرته، وقال لهم:
"بعد أسبوع سيزورنا المفتش، هو جديد في منطقتنا، سمعت أنه رجل طيب، لهذا علينا أن نساهم لنعد له غذاء يليق بسيادته، يكفي أن نؤدي خمسين درهما لكل واحد منا.."
تبادل المعلمون النظرات، وغادروا المكان راجعين لأقسامهم..
بمجرد ابتعادهم قليلا، قال أحدهم:
" هل تظنون أنه يمكن أن يساهم؟"
رددوا في نفس الوقت كلمة كأنها كورال اتفقوا عليه:
" وا حنـــــكــــــور هــــــذا !!!"

ما السبب الذي يجعل الدين حاضرا في أمور تتطلب غير ذلك؟


ما السبب الذي يجعل الدين حاضرا في أمور تتطلب غير ذلك؟

مثلا، هذا الطاوسي مدرب المنتخب لكرة القدم، عوض أن يفكر في حلول تكتيكية، يل طول الوقت فاتحا كفيه يطلب النصر من الله تعالى، ذلك سيعطي انطباعا سيئا لدى اللاعبين، حيث يظنون أنهم في ورطة ولا منجي منها غير الله تعالى.. سبق أن ظهر هذا المدرب بالسبحة في الملعب ويحمل أحيانا مصحفا، ثم بعد تسجيل الإصابة يسجد، إن الأمر مجرد لعبة، والمدرب يعرف أن هذه اللعبة خطيرة جدا، فبواسطتها  يحصل على أجر جد جد سمين، وتعويضات لا تخطر على البال، وفي نفس الوقت لجهات أخرى مآرب شتى في ذلك.. كتلهية الناس ومحاولة بعث "رسائل اطمئنان" لهم في ظل الأزمات، وتغطية على الكبوات التي تلحق الرياضة وسوء التسيير الذي ينخرها، حيث تورث وتمنح المسؤوليات في ذلك كما هو الحال مع رئيس الجامعة الذي لم ينافس أحدا ولم يقدم أي برنامج وصعد بالتصفيق..
في مقابلة المغرب مع الرأس الأخضر تابعت المقابلة عبر راديو "مارس" الخاص.. وقد لاحظت كيف يتذرع إلى الله المذيع كي ينتصر الفريق الوطني، طول المقابلة يطلب كأنه على باب جهنم... كيف يفكر هؤلاء؟ بل كيف يخولون لأنفسهم الحق كي يقف الله بجانبهم ضد الآخرين؟
إن مدرب المنتخب رشيد الطاوسي متعلم وصاحب شهادة عليا وعليه أن يعرف أن الكرة صناعة، تتدخل فيها عدة معطيات يجب ألا تغيب عن باله.. وإذا كانت نفسيته متدهورة إلى هذا الحد، فالأجدر به أن يعتزل الكرة ويتفرغ للأوراد في زاوية من الزوايا وما أكثرها في المغرب..

الجولة الأخيرة

الجولة الأخيرة

 مصطفى لمودن

كانت للسماء كبد مجوفة
كسقف بيتنا المحدودب
كحلمة ترنو
كعين تذرف رمانا وزيتونا مخضبا
كشحوب مساء يطول
كجوف أبي سفيان
يلتهب ويلهب، ويجمع الحطب

كانت الشمس في كبد السماء
وكان صراخ جرونا يعلو
ونباح أمه/كلبتنا لا يتوقف
وكان التتار قد أولجوا
أولجوا مفتاحهم في الثقب
وظل الباب موصدا
وعنقاء اليمامة تمد يدا
وتبسط خدا، وتلعق الدينار
والدرهم والدولار

كانت عقارب الساعة تشرئب
تنتظر، تستغيث،
ولما طال بها الأمد
ولما لم يعد للزمن مذاق
ولا للصبح رونق
ولا لشمس الظهير حنق
ولا لعيني حبيبتي ومض
ولا ليد بودا عضد
حينها تراقصت العقارب
ووزعت لسعاتها بالمجان

كانت أمي ترضع كل أولاد الجيران
وكان لحليبها طعم التراب
كانت أمي طيبة ككل الأمهات
كانت تلتقف الدمع
كانت كالشجرة الوارفة
وكان تمرها من طين الأرض
لكن أنا وأولاد الجيران
تسللنا إلى عمق القمر
وتهنا في عمق السفر
بلا حطب أو مجد
بلا بطولة أو نهد
كلنا يا أمنا سرنا نحو جبنا
سرنا طويلا
وكان الجب ينتظرنا
جبننا الذي لفنا في كفن
جبننا ما ظهر منه
وما بطن..

كانت أحلامنا كالبراغيث
تلسعنا..
كان الاتساع ملء المقلة
وكان الأمل
 يركبنا...
كان الليل بعيدا يلوح
كان لا يبارح مكانه
وكان البرق يلفنا
وكنا كحبات الرمل
 ننزلق من قبضة الزمن
وكنا نبعث حروف جراحنا
لأقرب مقبرة
وكنا نبعثر سواد عيوننا
على أغرب مزبلة
وكنا نحضن الرماح وبلاغة الحكمة
وكنا نحضن الجمر وبسالة الرغبة.

إلى أن انشقت الأرض
وغار حليب أمي
في مستنقع البترول
وانزوت ناقة جدي في ركن قصي
وجيء مرة أخرى بسواد الليل
وبعسس السلطان
ومكس الحكومة
ولف الغبار سالف الحبيبة
وجيدها المورد
وسعفها وكحلها وساقها الممدد
وسقت وإياها نحو السياف
أطل من وراء ظلمته
أسنانه تصطك، 
ورعد يسبقه وزلزال
قال" ها قد جئتما!!
حللتما سفكا
ونزلتما سردابا"

وحدث أن قمت
متصببا غبطة
فقد انزاح الحلم
لملمت بقايايا
وانصرفت مستعجلا
في أقصى الأفق
أسنام وسروج
ومعاول، وجنود، وحشود،
وسواعد، وحبر لامع،
وجلال موْقف
وحب معتق
وجولة أخيرة..
---------
ملحوظة: هذا الشيء لا علاقة له بالشعر ولسنا مسؤولين عن أي تشابه

أوهام النهوض بالتعليم في ظل سيادة بعض العقليات المتحجرة

 أوهام النهوض بالتعليم في ظل سيادة بعض العقليات المتحجرة
مصطفى لمودن
مما يزيد في تأزيم التعليم بالمغرب على المستوى الابتدائي بعض الممارسات غير المنطقية من ذلك؛ إجبار الأساتذة من طرف بعض المفتشين والمديرين على استنساخ ما يسمى جذاذات الدروس (التحاضير) من المراجع المعتمدة، عوض مد المدرس (ة)بها، وهي أصلا متوفرة في المرجع، وعوض أن يطلب منه أن يكوّن ذاته ويبدع ويتفاعل مع المستجدات والمحيط، يدفع دفعا إلى سهر الليالي لإعادة كتابة ما هو مكتوب وبين يديه، وقد يقضي من أجل ذلك أربع ساعات أو أكثر (لمن ينجز ذلك طبعا)، أي ما يعني التوجه السريع نحو الحمق والجنون، وهو ما يحدث باستمرار للمدرسين بالمغرب، رغم أن الأسباب قد تختلف في غياب دراسات ميدانية.. الأساسي هو تكوين المدرس (ة) بشكل جيد قبل تخرجه وأثناء عمله، وجعله خبيرا بعمله، مطلعا بكل صغيرة كبيرة، تقنيا وبيداغوجيا..
في الدول المتقدمة في مجال التربية والتعليم توضع أمام المدرس (ة) دروس جاهزة ومراجع مختلفة، وبإشكال متعددة، سواء كمحصلة إلكترونية أو ورقية، وعليه تحويل المعارف والمهارات إلى شيء قابل للهضم بشكل تربوي وبيداغوجي من طرف التلاميذ، فالمدرس (ة) يعتمد خبرته، وما يهم في هذه الحالة هو تحقيق الأغراض والأهداف والكفايات المطلوبة، أي المردودية والمستوى الجيد والقدرة على الخلق والإبداع والنقد البناء من طرف التلاميذ..
طبعا لا يمكن أن يأتي المدرس (ة) إلى القسم خاوي الوفاض، لكن اقترحنا شرط الخبرة والعلم أولا، وهذا من مسؤولية من اختار المدرس (ة) وكوّنه لهذه المهمة، ومن عليه ضمان التكوين المستمر، بما في ذلك المدرس (ة) نفسه، لكن في حالة المغرب لا يمكنه ذلك، نظرا للإرهاق الذي يدفع إليه ويوضع فيه، وهو يعمل ثلاثين ساعة في الأسبوع بالمدرسة، ناهيكعن بقية الأشغال الأخرى خارج المدرسة من تصحيح التمارين والاختبارات التي أصبحت تجرى في كل المواد أربع مرات في السنة..
إن إعادة كتابة بعض الأمور التقنية مثل كيفية تعليم الأطفال حرفا معينا أو حرفين في مجال اللغة، مما يتطلب أربع صفحات كبيرة يعتبر استهزاء بكل المدرسين واحتقارا لهم.. هناك عمل تقني وبيداغوجي يتطلب الحضور الذهني والجسدي للمدرس (ة) والتعامل مع الطوارئ والمستحدثات داخل الفصل (أو خارجه)، ولا يمكن لورقة مسطرة منذ عقد أو يزيد أن تلم بذلك وتوجه الأستاذ (ة) وعليه العمل بمقتضاها دائما، هذا دون أن نتحدث عن المضمون الفارغ للمقررات التي لا تتماشى ومتطلبات الإنسان في الوقت الحاضر وعن الأخطاء اللغوية والمنهجية.. لكن هناك مواد تتطلب ثقافة وتحضيرا جيدا مثل "النشاط العلمي" والاجتماعيات خاصة المستوى الرابع والخامس والسادس، لكن ليس على المدرس (ة) أن يقضي سواد ليله في استنساخ تلك المقررات الطويلة والتي يكاد يتفق المدرسون في الابتدائي على الضعف التي ينتابها (تقارير المجالس التربوية الدورية بالمؤسسات التعليمية.)، ويجمع غالبية المغاربة على "أزمة المدرسة" وحصول "عجز" في اكتساب التعلمات لدى التلاميذ..
من الحلول التي يلجأ إليها البعض حتى يبقى المفتش والمدير "على خاطرهم"، اقتناء الجذاذات من مدرسين آخرين، نسخها وطبعها من مواقع الكترونية (نفس ما في الكتب/المراجع)، هناك من يكتري معطلا/معطلة لاستنساخ المراجع بخط اليد، لأن الكثير من المفتشين يريدونها بخط اليد وليس مرقونة في حاسوب أو مطبوعة على أوراق!! وعليه هناك من يكتفي في القسم (الفصل - الحجرة) بكتابة هذه الجذاذات ولا يقدم شيء للتلاميذ سوى كتابة الملخصات وبعض التمارين، ومبرره أنه "يعمل" وهو على هذه الطريقة ..
والمذكرات الرسمية صارمة في أمر إلزامية التوفر على هذه الجذاذات، وقد يحدث أن لا يترقى المدرس (ة) أو يحصل على نقطة سلبية تؤثر على مساره المهني وقد يعرض على المجلس التأديبي.. ورغم ذلك فالتعليم يعرف الكثير من المشاكل خاصة على مستوى المردودية..
يجب إيقاف هذه المهازل، وإجراء تقويم للتلاميذ في كل دخول مدرسي، ومحاسبة المدرس (ة) بعد ذلك حول ما تم إنجازه، أي كيف أصبح التلاميذ بعد فترة زمنية من حضورهم إلى المؤسسة التعليمية، وعدم التركيز على الشكليات التي تحدث التذمر لدى المدرسين، ومراقبة تفاعل التلاميذ ومشاركتهم والاطلاع على الدفاتر والكراسات... إن تعليمنا في المغرب يسير إلى هاوية سحيقة بممارسات لا معنى لها.. كأن يقول للمدرس (ة) مفتش أو مدير "شوف آسيدي، وجد ليا غير الوراق والباقي لا يهم"...

 


الأربعاء، 30 يناير 2013

تمويل الأحزاب، الصفقات المغشوشة!


 تمويل الأحزاب، الصفقات المغشوشة!

مصطفى لمودن
ذكر المجلس الأعلى للحسابات في تقريره السنوي عن 2011 أن أغلب الأحزاب تعتمد في تمويلها على الدعم العمومي، أي المال العام، بحيث توصلت هذه الأحزاب عن سنة 2010  بما يصل إلى49.25  مليون درهم لكن نسبة تبرير النفقات غير واضحة وغير مكتملة، حيث وصل المبلغ إلى 28.5 مليون درهم، أي حوالي 3 ملايير سنتيم، بنسبة 32% من مجموع النفقات، فيما تم حصر المبلغ الإجمالي للنفقات المبررة بوثائق صحيحة قانونية ما قدره 61 مليون درهم، بنسبة 68% من مجموع النفقات المصرح بها.والغريب أننا نجد حزبا سياسيا نورده كالمثل اسمه "الاتحاد الدستوري"، يعتمد في تمويله على الدولة بنسبة 98 %، بصيغة أخرى، أي أن مساهمة أعضائه شبه منعدمة، وهكذا فعندما نرى أو نسمع ممثلا لهذا الحزب يتحدث في "المجالس" أو في وسائل الإعلام، فمن حقنا أن نتساءل عن مساهماته لهذا الحزب.. أم أن علاقته به تبقى نفعية فقط، مادام يملأ مقعدا باسم هذه الكيان السياسي إلى أجل قريب..
 ومعلوم أن هذا الحزب الذي خلق من رحم "الداخلية" سنة 1983، وجد منذ ولاته ملعقة من الذهب في فمه، وبهذا الفم أكل الثوم مرارا، كما وقع في حملة "التطهير" التي قام بها إدريس البصري ضد رجال الأعمال غير الطيعين لإرادته، وكان هذا الحزب حينها يتولى وزارة "العدل"، كما حصل على الأغلبية في الانتخابات بمجرد خروجه من العدم، وقد أكد شيء من هذا الوزير الأول الأسبق أحمد عصمان (ابن دار المخزن) في استجوابه الذي ورد على حلقات قبل أسابيع في جريدة "المساء"..
 نورد هذا القول ونحن نذكر بمعلومة قد لا يعرفها الكثيرون، فهناك أحزاب أخرى لها مقرات ومنخرطين وتساهم في الحياة السياسية دون أن تتلقى درهما من الدولة كحال "الحزب الاشتراكي الموحد" "وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي".. 
لا أحد ضد دعم الدولة للأحزاب، لكن وفق منطق الحفاظ على الصالح العام أولا، من ذلك توفير التبرير الموضوعي للإنفاق، ودرجة تأطير المواطنين ونوعية الأنشطة والتوفر على مقرات وفروع.. فليس الحزب مجرد محفظة يتأبطها برلماني أو مستشار في مجلس من المجالس
إن الحياة السياسية لا تستقيم في ظل فساد بعض النخب السياسية، وفي ظل استمرار تقديم الدعم لهذه دون أن تبرر النفقات، ودون أن تساهم في التأطير الفعلي للمواطنين ودون أن تبدع الحلول والرؤى للخروج من الأنفاق المظلمة وما أكثرها..

الحزب الاشتراكي الموحد يراسل عددا من المسؤولين حول الوضع الصحي بإقليم سيدي سليمان


 الحزب الاشتراكي الموحد يراسل عددا من المسؤولين حول الوضع الصحي بإقليم سيدي سليمان


راسل الحزب الاشتراكي الموحد مسؤولين لهم علاقة مباشرة بقطاع الصحة، بعدما استفحل أمر هذا القطاع الحيوي، أمام ضعف الخدمات المقدمة، وكثرة تحويل حالات مرضية إلى مستشفيات أخرى، وموت البعض نتيجة ذلك.. ابتدأت المراسلة الموجهة إلى وزير الصحة ووالي جهة الغرب الشراردة بني أحسن وعامل إقليم سيدي سليمان بالتأكيد على الأسف لما " آلت إليه الأوضاع الصحية بإقليم سيدي سليمان وما يعانيه المواطنون من تدن للخدمات الصحية والمتمثلة باختصار شديد، في النقص الكبير في الموارد البشرية وفي التجهيزات التقنية واللوجيستية، واللوازم الطبية وشبه الطبية، والدوائية وخاصة منها الإستعجالية"، ليسرد رفاق نبيلة منيب مجموعة من الملاحظات حول الصحة بإقليم سيدي سليمان، أجملوها فيما يلي:


-        غياب العديد من التخصصات وغياب بنايات (مصالح) خاصة بالتخصصات القليلة المتوفرة مما يضطر الأطباء الأخصائيين المتواجدين إلى العمل في ظروف غير مهنية (طب الأطفال نموذجا).

-        النقص المهول في عدد الممرضات والممرضين، والاعتماد على متدربي الهلال الأحمر رغم عدم ملاءمة تكوينهم للعديد من المهام.
-        النقص في عدد المراكز الصحية والمستوصفات مقارنة بالكثافة السكانية في الإقليم، وعدم تجهيز المتوفر منها وعدم مدها بالكوادر الصحية الكافية للتأطير الطبي.
-        غياب مستشفى إقليمي بمعنى الكلمة، حيث أن المستشفى الحالي ليس إلا المستشفى المحلي السابق لسيدي سليمان مع بعض الروتوشات.
-        غياب شبه تام لسيارات الإسعاف (سيارة واحدة) والاعتماد على خدمات الخواص وهو ما قد يؤدي إلى كوارث، مثال: حالة وفاة شاب فقد حياته لأنه كان يعاني من حروق من الدرجة الثالثة وتم توجيهه لمستشفى الإدريسي بالقنيطرة ولكن غياب سيارة الإسعاف وعدم قدرة الأهل على دفع مصاريف سيارة الخواص جعلت الشاب يفقد حياته !!
-        الضعف الكبير في الطاقة الاستيعابية للمستشفى الإقليمي (عدد الأسرة …) في بناية غير مؤهلة أصلا، رغم المجهودات الاستثنائية التي تبدلها مجموعة من الأطر الطبية في ظروف صعبة.
-        تردي الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين بسبب قلة الموارد البشرية في بيئة عمل غير سليمة، وعدم تدبير الموارد المتاحة بشكل جيد في مستشفى "إقليمي" تربطه بالعديد من الجماعات المحلية بالإقليم اتفاقيات شراكة (موارد مالية) وهو ما يطرح مسألة الحكامة الجيدة، ويؤدي بالتالي إلى الكثير من المضاعفات الصحية والوفيات كما هو الشأن بالنسبة للسيدة التي فقدت حياتها مؤخرا إثر وضعها لتوأمين بالمستشفى وهو ما نعتبره أمرا غير مقبول في القرن 21 وخرقا سافرا لأهم حق من حقوق الإنسان المنصوص عليه في المواثيق الدولية المصادق عليها من طرف الدولة المغربية والمنصوص عليها كذاك في الدستور الجديد على علاته.
-        ضعف الأمن في المستشفى الإقليمي وفي محيطه وخصوصا بالليل.
-        توقيف الأشغال لأسباب غير مفهومة في ورشة بناء وحدة تصفية الدم والتي بدأت في شهر يونيو من سنة 2011، ويمكن أن نتصور حجم معاناة مرضى قصور الكلوي في المدينة والإقليم…
-         شبه غياب لخدمات الصحة المدرسية (تمنيع، تحسيس، وقاية، استقبال التلاميذ …الخ).
وأنهى مناضلو الحزب الاشتراكي الموحد الرسالة بقولهم " إن ما أوردناه من نقط ليست إلا نماذج –على سبيل المثال لا الحصر- لاختلالات بنيوية عميقة وكثيرة تعاني منها المنظومة الصحية في الإقليم، نتابع عن كثب كحزب الكثير من تفاصيلها، ونحن إذ نراسلكم (..) فإننا نتمنى أن تجد مراسلتنا أذنا صاغية تجعلكم تطلعون بواجبكم في إطار الصلاحيات المخولة لكم ليعرف قطاع الصحة بالإقليم التحسن الضروري خدمة لصحة المواطنين وحماية لحقوقهم."