حنكور
حنكور
أو "سلسلة حنكور" شبه يومية انطلقت قبل أيام على صفحات الفايسبوك،
كل يوم قصة بطلها حنكور (ة) أو مجموعة حناكر، وقد لقيت الفكرة الترحيب من
طرف عدد من المتتبعين، واقترح البعض أن يساهم بالكتابة أو بالفكرة في هذه السلسلة،
نطلع متتبعي هذه المدونة على الحلقات التي تنشر..
الحلقة الثانية:
بعد
عقود من الحرمان، حصلت مؤخرا قرية على نصيبها من الكهرباء، وهو ما أدخل البهجة
والسرور على متوسطي وكبار السن من السكان، لكن الشباب لم يهتموا بالأمر، عقولهم مع
المدينة، منهم من يدرس فيها، أو يعمل بها، أو يسعى ليستقر فيها.. يقولون:
"ليس الكهرباء وحده ما سيجعلنا نستقر بالبادية، بل أمور أخرى كثيرة لن تتوفر عليها القرية يوما"..
يعرف المتعملون منهم أن حتى المدينة لا توفر على كل المتطلبات، غير أنهم يطمحون
للأحسن، لأفق أرحب..
تصل
مثل هذه الأحاديث إلى الآباء والأجداد، وهم يلاحظون حيرة الشباب واضطرابهم
وإضرابهم عن العمل في الحقول أو رعي المواشي..
تذاكر
الآباء في هذا الأمر المزعج لهم، واستنتجوا أنه فعلا تنقص قراهم الكثير، مثل
المستوصف، الطرق، أماكن الترفيه محلات التجارة.. وعزموا على إيجاد حل، وبما أنهم
أصبحوا يتوفرون على شاشات تلفاز ولاقطات إشارات الأقمار الصناعية، فهم كل يوم
يطلعون على ما يحدث في العالم، ويقارنون قريتهم بما يرون، وأكثر ما أثارهم كيف
تسير الدول الأخرى، وكيف يشارك المواطنون والمواطنات ويسمع لآرائهم، وكيف يحتجون ويرفعون المطالب..
أصبح حديثهم يدور دائما حول هذه القضايا، وأضحت القنوات الفضائية نافذتهم الجديدة
على العالم..
قرروا
أن يتوجهوا بشكل جماعي إلى الولاية وهم حاملون مطالبهم لتحسين ظروف العيش
بالقرية... ما أن بدؤوا يتجمعون قرب بناية الولاية الضخمة، حتى التفت حولهم قوات
أمنية مختلفة، وبعد أخذ ورد وطرح تساؤلات على هؤلاء القرويين، طلب منهم اختيار
شخصين ليمثلوهم لدى الوالي الذي سيستقبلهم بعد قليل في مكتبه.. تشاور القرويون وبسرعة
عينوا الشخصين المطلوبين.. وتلقوا الأوامر بفك الاحتجاج، وهو ما استجابو له حيث
تفرقوا على المقاهي المجاورة في انتظار عودة ممثليهما..
بعد ساعة من الزمن، رأوا الرجلين عائدين، فهبوا
جميعا للقائهما، وهم ينتظرون النتائج، داروا حولهما في الشارع وقد كونوا حلقة
مغلقة، وآذانهم مصغية، فقال أحد الرجلين:
"
لقد استقبلنا الوالي في مكتبه، كم هو طيب ولطيف، لقد طلب لنا كؤوس الشاي، شربناها
في مكتبه، وحضر اجتماعنا هذا بعض الموظفين كذلك، أبشركم، منذ اليوم ستحل مشاكلنا
كلها، قال الوالي إن المشكل يدور حول أن السلطة لا تعرف ما نفكر فيه، لهذا عينني
أنا في مهمة الشيخ، وصاحبي هذا مقدم.."
التفت
الحاضرون بعضهم إلى بعض ورددوا في كلمة واحدة كأنها كورال متفقين عليه:
"وا
احناكر هادو.."