السبت، 19 سبتمبر 2009

الأمــــــــازيـــغـيـة: بين المقاربة الدستورية والتناول التربوي.


الأمــــــــازيـــغـيـة:
بين المقاربة الدستورية والتناول التربوي.

  ذ. حميد هيمة(*)  
Hamid.hisgeo@gmail.com
على سبيل التقديم:
على الرغم من البعد المجالي للمغرب عن المهد المفترض للإنسانية، فإنه مع ذلك لم يكن بمنأى عن حركية الجماعات البشرية المختلفة؛ التي استوطنت مجاله الترابي واتخذته مستقرا لها، ثم اغتنت بروافد عرقية وثقافية أخرى. تعايشت فيما بينها ثقافيا وامتزجت بيولوجيا، ونحتت هوية تاريخية مشتركة وتراثا حضاريا، وصنعت تاريخا مجيدا: امتد شرقا إلى مصر وشمالا إلى عمق أوربا، كما تشهد على ذلك الشواهد الحضارية والتاريخية.
 لكن، ومنذ ستينيات القرن المنصرم، وفي سياق دولي وإقليمي معقد، وديناميكية سياسية وجمعوية داخلية؛ انبثقت "الحركة الثقافية الأمازيغية"، التي دعت إلى الاهتمام والعناية بالأمازيغية ثقافة وتاريخا، على أساس أنها مكون أساسي من مكونات الهوية التاريخية والحضارية للبلاد ، وفجرت نقاشا واسعا استقطب فعاليات أكاديمية وإعلامية، وأفرز تجاذبا حادا وتدافعا سياسيا، عنوانه: "حرب الهوية بالمغرب، هل تقع؟" لم تنته امتدادات هذا الصراع إلا بتدخل حاسم للسلطات العليا في البلاد وإقرارها تأسيس "المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية "بموجب الخطاب الملكي لأجدير.
 وبعد أن بطل مفعول الصراع وتبددت غيوم التوتر وساد الهدوء، نتساءل اليوم عن دور المدرسة في قلب النقاش حول الأمازيغية:  هل التزمت المدرسة العمومية بتأسيس قواعد الاختلاف السعيد للتنوع الثقافي والحضاري للهوية المغربية المركبة ؟
إن الدور المركزي للمدرسة والمقاربة التربوية، عموما ، هو الانفلات بهذا التنوع من منطق الصراع إلى منطق التعايش والتساكن؛ فلم تعد المدرسة منطوية على ذاتها، بل  فاض دورها للانفتاح ولاستيعاب تموجات المجتمع وتعبيراته وتوجيه حركيته وعقلنة اختلافه الثقافي والعرقي بما يخدم المسيرة الارتقائية لبلدنا. فهل كسبت المدرسة العمومية هذا الرهان ؟ التحليل المتواضع  أسفله يحاول
 رسم  ملامح عناصر الإجابة.
  1الأمازيغية على  أنظار الدساتير المغربية:إن مشروعية تناولنا للمسألة الأمازيغية في علاقتها بالدساتير المغربية المتعاقبة ،"علاقة النفي أو الاستيعاب"، أملته اعتبارات منهجية وعلمية؛ أبرزها أن النشاط التربوي يعكس الاختيارات الأخلاقية والسياسية، ولأن هذه الأخيرة  - السياسة -  هي "مصدر اختيار الأهداف التربوية واشتقاقها"(1)، لذلك سنعمل على تقديم قراءة أولية في الدساتير المغربية؛ باعتبارها معبرا شفافا عن السياسة الرسمية التي تبلور أهداف التربية والتعليم.
بعد ذلك، نشير إلى أن انطلاق الظاهرة الدستورية بالمغرب ترجع جذورها إلى سنة 1908م؛ حينما نشرت أسبوعية "لسان المغرب"(2)مشروع دستور مغربي. وبغض النظر عن سياق وملابسات اللحظة التاريخية التي تحكمت في صياغة الدستور المذكور – فإنه يلاحظ خلوه، من خلال 56 مادة، من أية إشارة إلى التركيب الثقافي والعرقي للإيالة الشريفة. ولذلك مبرراته، فصياغة ونشر مشروع دستور 1908 هو سابق، من حيث الترتيب الكرونولوجي، على المخاض الذي عاشه المغرب غداة إقدام سلطات الحماية على إصدار الظهير السيئ الذكر في 16 ماي 1930 "الظهير البربري"(3). والذي رمت، من خلاله، سلطات الحماية ترويض أبناء الأمازيغ وقولبة تفكيرهم بما يتماشى والإستراتيجية الامبريالية – الفرنسية الهادفة إلى تأبيد سيطرتها على المغرب وامتصاص خيراته. وقد شكل إدماج أبناء الأمازيغ بــ"المدارس الفرنسية البربرية" مدخلا مناسبا لبلورة وعي جديد لديهم حول الهوية والقومية،،،الخ. والواقع أن عددا كبيرا من التلاميذ المتخرجين من تلك المدارس، شكلوا لاحقا، النواة الأولى لانطلاق "الحركة الثقافية الأمازيغية". ولعل الأكاديمي والباحث "محمد شفيق"(4) نموذج حي على ذلك.
أما دستور المغرب المستقل – أي دستور 1962- فقد نص على أن اللغة الرسمية "للمملكة المغربية هي اللغة العربية، وهي جزء من المغرب الكبير" (5). في حين اكتفى دستور 1970 باستنساخ حرفي لما نص عليه الدستور السابق؛ دونما إحداث أي تعديل يستوعب الحركية الجمعوية التي أفرزت انبثاق عدد من الجمعيات الثقافية الأمازيغية. تزامن ذلك مع الهزيمة العسكرية للجيوش العربية أمام الكيان الصهيوني مدعوما بالامبريالية الأمريكية، مع ما رافق ذلك من بداية تراجع المد البعثي/ القومي/ الوحدوي مفسحا المجال لتنامي مطالب المجموعات والأقليات بحقوقها.
بعد الإجماع الشعبي والرسمي في شأن قضية الصحراء المغربية، وانفتاح الدولة إزاء الممارسة السياسية والفعل الجمعوي، في مطلع تسعينيات القرن السابق، ستحقق الحركة الثقافية الأمازيغية (ث م "
MCA”) انتشارا تنظيميا لافتا وتراكما مطلبيا ونوعيا. لكن الدستور المراجع لسنة 1992 لم يستوعب هذه الحركية بإقراره البعد الهوياتي الأحادي لشمال إفريقيا، باعتماده صيغة “المغرب العربي الكبير” بذل المغرب الكبير متجاهلا المكون الأمازيغي. نفس التعاطي سيتمثله دستور 1996. وعلق على هذا التجاهل د. “الحسن وعزي” بقوله إن الدساتير المغربية “لم تعر… منذ أول دستور صدر سنة 1962 حتى آخر دستور سنة 1996 أي اهتمام للبعد الأمازيغي للمغرب سواء تعلق الأمر باللغة أو بالثقافة أو بالهوية” (6)، وأضاف أن إعلان دستوري 1992 و1996 انتماء المغرب إلى المغرب العربي يعد نفيا ضمنيا وصريحا لأمازيغية شمال إفريقيا”.
غير أن المسألة الأمازيغية ستجد لها حيزا في أجندة اهتمام "العهد الجديد" بإنشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وتفويض عمادته "لًًمحمد شفيق"، واستدراج عدد من الفعاليات الجمعوية للعمل تحت سقفه،،،الخ . فهل سيلتفت "العهد الجديد" للتطورات الراهنة التي تمر منها المسألة الأمازيغية بتنصيصه الدستوري على أنها مكون من مكونات الهوية المغربية؛ بعدما تنامى الحديث عن تعديلات دستورية مرتقبة ؟!  في انتظار أن تجيب الأيام المقبلة على هذا التساؤل ننتقل إلى المحور الموالي لقياس منسوب ونوعية تعاطي المدرسة المغربية مع الأمازيغية.
2التاريخ والثقافة الأمازيغية في ضوء الوثائق والتوجيهات التربوية:
تهدف هذه القراءة الأولية  لنماذج من الوثائق والتوجيهات التربوية إلى رسم الصورة التي عكستها للبعد الأمازيغي كرافد أساسي للهوية المغربية المركبة. فهل استحضرت الوثائق والتوجيهات التربوية العمق التاريخي للمغرب وتنوعه الثقافي؟ أم أنها قفزت عن معطيات التاريخ والواقع المجتمعي في مقاربتها لمسألة الهوية؟ في محاولة للإجابة على هذه الأسئلة نقدم القراءة التالية  في الوثائق والتوجيهات التربوية التالية :
1.2وثيقة البرامج والتوجيهات التربوية الخاصة بتدريس مادة الاجتماعيات بالتعليم الثانوي 1994(7):
نصت هذه الوثيقة على ضرورة "اكتساب المتعلم معطيات متعمقة نسبيا حول أوضاع العالم… فيما يعرف بما قبل التاريخ"(8)، دون أن تفرد المغرب بامتياز التعرف على أهم المميزات الحضارية لمغرب ما قبل التاريخ. زيادة على أن الكتاب المدرسي(9) جاء منسجما مع التوجيهات التربوية: فلجنة التأليف لم تركز على العمق والامتداد التاريخي للمغرب القديم واكتفت بتقديم معطيات عامة وسطحية، بل إنها اجتهدت في صياغة التاريخ الوطني القديم بشكل يجانب الوقائع والأحداث التاريخية ورسمته " في صورة أرض تفتح، تستغل… تاريخها تاريخا سلبيا، غير إيجابي… يبدو فيها المغرب كمجال لمبادرات الغير، فلا نراه إلا من خلال فاتحيه الأجانب"(10).
فهل يستقيم علميا وتربويا اعتماد أحكام القيمة والإيديولوجية الكولونيالية وتحويلها إلى مسلمات معرفية وبتها في  المقررات المدرسية ؟
 من جانب آخر، ركزت نفس الوثيقة على ضرورة دفع التلميذ إلى “تقدير قيمة الحضارة العربية الإسلامية” ودورها “في إتمام الوحدة المغاربية وبناء الوحدة العربية الشاملة”(11)، وهو ما يدفعنا لطرح السؤال التالي: هل تبخيس التاريخ الوطني القديم كان بهدف “إقناع (المتعلم)… بالوحدة العربية الشاملة باعتبارها الإطار الأمثل لتقدم وازدهار الشعوب العربية” ؟ وهل تهدف هذه الوثيقة إلى إفهامنا من هذه الفقرات المتكررة - والتكرار يفيد التأكيد - على أن المنفذ الوحيد للانفلات من “العطب التاريخي”  الذي يتخبط فيه المعرب يتمثل في الالتحام بالوحدة العربية؟ وإذ  تشدد وجهات نظر عريضة على ضرورة وملحاحية إنجاز هذه الوحدة العربية وتتمنى تفعيلها على أرض الواقع؛ غير أنها ترفض، في نفس الآن، أن تتأسس هذه الوحدة على حساب تعدديتنا الثقافية، وهذا رأي أغلب الفعاليات الثقافية الأمازيغية الديمقراطية .

2.2وثيقة "البرامج والتوجيهات التربوية الخاصة بتدريس مادة الاجتماعيات بالجذوع المشتركة..2005 (12) 
الملاحظ ، أن هذه الوثيقة لم تتضمن أي إشارة للبعد الهوياتي الأمازيغي بسبب تشطيب محاور التاريخ القديم من مقررات الجذع المشترك. والسؤال المطروح: هل ستعمل الوزارة الوصية على القطاع التعليمي على تعويض مواد دروس التاريخ القديم في السنة الأولى أو الثانية باكالوريا انسجاما مع التدابير والقرارات السياسية الرسمية الهادفة إلى المصالحة مع الهوية المركبة للمغرب وبما يتطابق مع الحقائق التاريخية؟

2.3"الميثاق الوطني للتربية والتكوين"يناير 2000 (15)  
قبل افتحاص الميثاق الوطني للتربية والتكوين، نعرج على السياق التاريخي والسياسي الذي أطره؛ والمتميز بفتح قوس سياسي تمثل في إدماج المعارضة السياسية السابقة في إطار حكومة "التناوب التوافقي" لـ1998، مع ما رافق ذلك من "دينامية سياسية وانفراجا اجتماعيا لا يستهان بهما، الأمر الذي شحن الخطاب السياسي بحمولات ومضامين،،، عديدة،،، وتدشين مسلسلات التغيير،،، والتوافق حول مواثيق الإصلاح(16)" ،وفي هذا السياق تأسست "اللجنة الخاصة بالتربية والتكوين"، وأسندت رئاستها إلى السيد "عبد العزيز مزيان بلفقيه"، وضمت في عضويتها ممثلين عن الأحزاب السياسية والمنظمات النقابية البرلمانية إلى جانب ممثلين للعلماء والفعاليات الاقتصادية وشخصيات أخرى رأت الدولة ضرورة مساهمتها في إعداد الميثاق دون تمثيل الحركة الثقافية الأمازيغية!
وعموما،  فقد كثف "ع. الكريم غريب" الخطابات الصريحة والضمنية" للميثاق الوطني…" في  مقصدين/ غايتين اثنتين:
1)  مقصد تربوي تكويني: يتوخى تأهيل ،، المجتمع ،، للتمكن من الكفايات الضرورية، للقدرة على التكيف مع محيطه المحلي والعالمي؛
2)  مقصد اجتماعي: ويسعى فيه (الميثاق) إلى المساهمة في بناء مشروع مجتمعي حداثي،،،" (17).
 أما شكل تعاطي الميثاق الوطني مع مسألة الهوية، فقد حدد في "قسم المرتكزات الثابتة" الإطار المرجعي الذي يغترف منه نظام التربية والتكوين، والمتمثل في المقدسات الدينية "الإيمان بالله" والثوابت الوطنية" حب الوطن، الملكية الدستورية". ثم أشار في فقرة يتيمة "للروافد الثقافية الجهوية" دون تسمية هذه الروافد ودورها في بناء شخصية المتعلم المغربي؛ خصوصا وأن هذه الروافد الجهوية لها جذور عميقة في التاريخ. و الحال أن عددا من الفعاليات راهنت على أن الميثاق سيعمل على استيعاب هذه الروافد بما يجعل المدرسة المغربية ملزمة بالحفاظ عليها – الروافد.
                    
4.2-  وثيقة "مراجعة المناهج التربوية: الكتاب الأبيض"(13):
تناولت وثيقة "مراجعة المناهج التربوية: الكتاب الأبيض" مسألة الهوية الحضارية والثقافية للمغرب بشكل ينسجم مع باقي الوثائق المعروضة سابقا، بحيث دعت إلى ترسيخ الهوية المغربية الحضارية والوعي بتنوع وتفاعل وتكامل روافدها"(14)، غير أنها، هي الأخرى، استنكفت عن تحديد هذه الهوية الحضارية المتنوعة والغنية.  ثم استدركت بإضافة الهوية الإسلامية والحضارية، وهذا الاستدراك لم يشمل المكون الأمازيغي. فكيف، إذن،  نكرس حب الوطن وتعزيز الرغبة في خدمته "وهذا الوطن لا يعترف بشق أساسي من البعد الهوياتي لقطاع واسع من المواطنين؟
ــــــــــــ
(*) أستاذ مادة الاجتماعيات – مشرع بلقصيري.

ـــــــــــــ
الهـــوامــــش 
 1) محمد الدريج، التدريس الهادف، مساهمة في التأسيس العلمي لنمودج التدريس بالأهداف التربوية، مطبعة النجاح،1990 ص 165-151.
2) نشر بجريدة لسان المغرب ،صدرت بطنجة تحت إشراف وسؤولية السيد "فرج الله تمور" في أربعة أعداد متتالية 56 - 57- 58- 59. أنظر: دساتير المغرب العربي، سلسلة نصوص ووثائق ص 131- 140.
3) للمزيد من المعطيات حول سياقات هذا الظهير المشؤوم وخلفياته، وأبعاده. أنظر على سبيل المثال: محمد ظريف، الأحزاب السياسية المغربية… 1934- 1999، منشورات المجلة المغربية لعلم الاجتماع 2001 الصفحات 24- 25- 26.
 4) للاقتراب أكثر من حياة محمد شفيق ومساره الأكاديمي والنضالي، أنظر مثلا: رشيد نجيب سيفاو، محمد شفيق عميد الثقافة الأماريغية، جريدة الصحراء المغربية، العدد 6129 تاريخ 31 أكتوبر 2005 ص 16.
5) دساتير دول المغرب العربي… مرجع سابق ص 141. 
6) الحسن وعزي، هل الحماية الدستورية مدخل للنضال الهوياتي الأمازيغي أم نتيجة له، منشورات  
AMERC  ج م ت  ث ص 8
7) و-ت-و/ قسم البرامج، البرامج والتوجيهات التربوية الخاصة بتدريس الاجتماعيات بالتعليم الثانوي، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط 1994.
8) و-ت-و/ قسم البرامج، البرامج والتوجيهات التربوية…1994 المرجع نفسه ص 9.
9) قصدنا به الكتاب المدرسي لمادة التاريخ السنة الأولى ثانوي سابقا، نشر مكتبة المعارف الرباط 1994.
10) عبد الله العروي، مجمل تاريخ المغرب، ج 
I، المركز الثقافي  العربي، البيضاء،2001 ص34.
(11) و- ت- و، وثيقة البرامج والتوجيهات…1994مرجع سابق ص8.                                                                 
  (12) و-ت-و/ مديرية المناهج، البرامج التوجيهات التربوية الخاصة بتدريس مادة الاجتماعيات بالجذوع المشتركة للتعليم الثانوي التأهيلي، مارس 2005.
 (13) لجان مراجعة المناهج التربوية المغربية… مراجعة المنهاج التربوية: الكتاب الأبيض 6أجزاء.
(14) نفس
 المرجع ص 6-36.

 

الجمعة، 18 سبتمبر 2009

تجمع المدونين المغاربة يعقد ندوة عمومية ويصدر بيانا يندد بالتماطل في تحصيل الاعتراف القانوني


 تجمع المدونين المغاربة يعقد ندوة عمومية ويصدر بيانا يندد بالتماطل في تحصيل الاعتراف القانوني 
 عقد المكتب التنفيذي ل"تجمع المدونين المغاربة" ندوة عمومية في موضوع: " الإعلام البديل بين الطموحات وإكراهات الواقع" يوم السبت 12 شتنبر بنادي هيئة المحامين بالرباط، وقد ساهم في تأطير الندوة محمد العوني الصحفي الإذاعي والباحث في مجال الإعلام، وكذلك باعتباره فاعلا سياسيا وحقوقيا، وبمشاركة مريم التيجي، صحفية ومدونة (عضو المكتب التنفيذي لتجمع المدونين المغاربة)، مصطفى لمودن، مدون وعضو المكتب كذلك، كما التحق أثناء إلقاء العروض المدون والفنان التشكيلي التهامي الهاني القادم من القنيطرة، والحائز على جائزة دولية في مجال نشر التشكيل عبر مدونة، وقام بتسيير الندوة ياسين بزاز عضو المكتب، وقد اعتذر في آخر لحظة عن الحضور الصحفي خالد الجامعي لأسباب صحية.
  وقد وزع المكتب التنفيذي ل"تجمع المدونين المغاربة" ملفا على الحضور، يتضمن ورقة تعريفية بهذه الجمعية الوطنية الفتية، وجردا لأهم الأنشطة المنجزة منذ التأسيس في فاتح مارس 2009، وبيانا موجها إلى الرأي العام (انظر نصه الكامل في التذييل) يطالب فيه "بالاعتراف القانوني" ويندد "بتماطل السلطات في ذلك"، وقد توقف البيان عند أشكال "التماطل والتسويف" التي واجهته في ذلك من قبل سلطات الرباط، منها رفض اتخاذ إحدى دور الشباب كمقر، ولم يسعف الجمعية في ذلك الحصول "على تزكية من إحدى المنظمات" التي لديها مقرا بالرباط، لتتفاجأ الجمعية بمبرر آخر، وهو "لزوم الوقت الكافي للقيام بالبحث والتقصي عن الجمعية وأفرادها في محلات سكناهم"… وقد أكد البيان على الإستمرار في سعيها الحثيث "من أجل نيل كافة حقوقها كما يكفلها (…) القانون"، ودعا مختلف الهيئات المهتمة إلى دعم "تجمع المدونين المغاربة"، وتكتل المتضرر منها بفعل نفس الممارسات ممن أجل "رفع هذا الحيف".
  وقد ركزت جل المساهمات على مفهوم الإعلام البديل، هناك من اعتبر أن النشر عبر الانترنيت لن يكون بديلا عن وسائل الاتصال والتواصل المتوفرة، وطرف ثان ركز على مجمل الخدمات التي يوفرها الإعلام الإلكتروني، من سرعة واتساع وتنوع وسهولة التوزيع عبر العالم بأسره، والحفاظ على الأرشيف رهن الجميع، ومقدرته على إتاحة فرص التفاعل، وتوفير الإحالات المتنوعة اليسيرة الولوج.
 لكن لم يفت المساهمين التطرق لمختلف العراقيل والصعاب التي تواجه الإعلام الإلكتروني، منها غلاء الانترنيت، عدم القدرة على الولوج إليه واستعماله سواء للعامل المادي أو عامل الأمية الإلكترونية لدى البعض، ضعف التكوين وقلة التجربة لدى بعض المدونين، عدم القدرة على الحصول على المعلومة والأخبار، خاصة من طرف الجهات الرسمية، عدم التحكم في المواقع الحاضنة، وبالتالي التخوف من فقدان المدونات بأرشيفها في أي لحظة… كما تطرق البعض إلى استمرار الرقابة الذاتية في كثير من المواقع، وعدم بروز مدونين مغاربة بشكل ملفت يمكن من ترسيخ الفعل التدويني، كما اعتبر البعض أن هواجس "المؤسسة" قد انتقلت بدورها إلى الإعلام الإلكتروني، بحيث استنسخت جرائد ورقية نفسها بسلبياتها عبر الشبكة العنكبوتية. مما حذا بآخرين (خاصة متدخلين من القاعة) للتساؤل عن جدوى التدوين، ومن من حقه أن يتحدث أو يدعو إلى التغيير، وهل التدوين عمل صحفي بدوره، وهل التدوين عمل نخبوي، وإلى أي حد يمكن أن يؤثر في الرأي العام، وهل يمكن أن يشمله القانون تنظيما وتأطيرا وحماية… مما جعل الندوة لأول مرة في المغرب تتطرق لمواضيع جديدة، تنتظر نقاشا أوسع، وإيجاد أجوبة ممكنة لعدة تساؤلات في الموضوع.
  وهو ما جعل جوانب من مداخلات المحاضرين تركز على بعض المعطيات الإيجابية لدور الإعلام الإلكتروني البديل والاستعمال الإيجابي للانترنيت عموما، من حيث الإخبار والتثقيف والتواصل، خاصة على المستوى المحلي حيث تقل أو تنعدم اهتمامات وسائل الإعلام الأخرى المتمركزة في المدن الكبرى كما ذكر مصطفى لمودن، ولهذا يتمكن مثقفون من إصدار مدونات ومواقع لنشر إبداعاتهم، كما يمكن لمختلف المؤسسات (تعليمية، إدارية، خدماتية، تجارية…) التوفر على موقع قدم في الانترنيت، مما يتيح إمكانيات هائلة للتواصل والتفاعل.
وبالمناسبة وجهت دعوات لعدة جهات مهتمة قصد الاهتمام بالنشر عبر الانترنيت عموما والمدونات خصوصا، باعتبارها تعكس المستوى الفكري والإشعاعي للوطن، وبالتالي على الدولة بمختلف مؤسساتها مقاربة الأمر بالجدية والموضوعية الضرورية، كما وجهت نداءات للسلطات التشريعية والحكومية من أجل المواكبة التشريعية للأمر، ليس من زاوية الرقابة والضبط، ولكن من أجل الحماية وتكريس حرية التعبير والرأي كما ذكر محمد العوني، وهونفس المسعى الذي سار عليه التهامي الهاني الذي تحدث عن خوضه الاضطراري الحديث عن فنه التشكيلي من خلال مدونة، وذلك أمام التعامل السلبي والتنقيصي من طرف الصحافة المكتوبة كما قال، وهو الجهد الذي نال عليه جائزة استحقاق دولية تشرف عليها جمعية عالمية تتضمن 36000 عضو من الفنانين التشكيلين من مختلف ربوع الكرة الأرضية.   
 وأثيرت كذلك نوعية العلاقة الممكنة مع الجسم الصحافي بالمغرب، وإذا كان قد اعتبر البعض بأن المدون ليس صحفيا، بل يمكن أن يكون في طور التدريب لينتقل إلى الممارسة الصحافية بعد ذلك، بينما الصحفي يمكن أن يكون مدونا، مما دفع مريم التيجي إلى توجيه نداء إلى الصحفيين المغاربة من أجل إغناء الفعل التدويني والرفع من قيمته، وأضاف أحد المتدخلين قائلا بأنه لا يمكن اعتبار التدوين عامل منافس للصحافة الورقية، بل مكملا، خاصة على مستوى نشر الأخبار المحلية، وهو ما يدفع إلى الاعتراف المتبادل، وليس سلوك الطابع النفعي من خلال نشر بعض المنابر الإعلامية مقالات ومواد إخبارية وتحليلية لمدونين دون موافقة أصحابها ودون الإشارة إلى المصدر (المدونة)، ولم يفت ياسين بزاز أن ذكر الحضور بالحملة التدوينية  الناجحة التي خيضت بشكل جماعي في صيف هذه السنة (2009) حول موضوع موحد، هو "أطفال لا يخيمون"، وما يعتزم "تجمع المدونين المغاربة" خوضه مستقبلا في ذلك، كما تحدث عن الورشات التكوينية التي أقيمت بمساهمة أعضاء "التجمع" لصالح الأطفال من أجل التعريف بالتدوين والإصدار العملي لمدونة… وقد حرص الجميع على إبراز الجانب الحضاري والإشعاعي والثقافي… للتدوين، مما يتطلب من "تجمع المدونين المغاربة" الإشراف على تكوين المدونين المغاربة، والدفاع عنهم، وإصدار ميثاق شرف موحد، لاحترام خصوصيات الآخرين، وعدم المساس بحقوق الملكية… لكن هل السلطات المغربية في مستوى لحظة هذه الطفرة التكنولوجية التي تتيح لكل مواطن أن يصبح صحافيا أو ناشرا، يتوفر على موقع أو مدونة يعبر بواستطها عن أفكاره ورغباته ورأيه، لتعترف بالعمل المدني في هذا المجال، وتمنح دون قيد أو شرط وصل الإيداع للملف القانوني الخاص ب"تجمع المدونين المغاربة" الموضوع لدى سلطات الرباط منذ شهور خلت؟؟    
                                          مصطفى لمودن  
  
ــــــــــــــــــــــــــــ
تجمع المدونين المغاربة
بيــان الى الرأي العام
المطالبة بالاعتراف القانوني والتنديد بتماطل السلطات في ذلك 
منذ تأسيس جمعية "تجمع المدونين المغاربةفي فاتح مارس 2009، وفق جميع الشروط المطلوبة، وبعد إعدادنا لكافة الوثائق وتسليمها للسلطات الإدارية بالرباط، فاجأتنا السلطات المحلية بالتماطل والتسويف، الذي اتخذ عدة أوجه؛ بداية رفض المسؤولون بمقر الولاية بالرباط تسلم ملف الجمعية بدعوى أن اتخاذ دار الشباب مقرا لجمعية لم يعد مقبولا، وأمام العراقيل التي تضعها السلطات أمام أي حل محتمل لهذا المشكل قضينا أسابيع طويلة في محاولة تجاوز هذه العراقيل قبل أن نتمكن من اتخاذ مقر إحدى الجمعيات المدنية عنوانا لنا.
لكن مفاجآت السلطات لم تنته عند هذا الحد، ليتم إعلامنا بعد استكمال ملف جمعيتنا أننا لن نحصل على وصل الإيداع المؤقت، مبررة هذا الموقف بلزوم الوقت الكافي للقيام بالبحث والتقصي عن الجمعية وأفرادها في محلات سكناهم، رغم ما في ذلك من تجاوز سافر لأحكام ومقتضيات الفصل التاسع من الدستور الذي ينص في أحد بنوده على أن لجميع المواطنين حرية تأسيس الجمعيات (..) و أنه لا يمكن أن يوضع حد لممارسة هذه الحريات إلا بمقتضى القانون ،وبناء على ما سبق، وبسبب استمرار السلطات المحلية بمدينة الرباط رفض تسليمنا وصل الإيداع المؤقت نعلن للرأي العام ما يلي :
* تشبثنا بحقنا في الإنتظام والتأسيس و اعتبار رفض تسليمنا وصل الايداع خرقا قانونيا واضحاً لمقتضيات الفصل الخامس من قانون الحريات العامة وتجاوزاً صريحاً لروح ومقتضيات الدستور كأسمى قانون بالبلاد.
* استمرارنا في سعينا الحثيث من أجل نيل كافة حقوقنا كما يكفلها لنا القانون ، متوسلين لأجل ذلك بكافة الوسائل المشروعة بما فيها اللجوء إلى المحاكم الادراية،وفضح مثل هذه السلوكات التي تحاول الحد من الأنشطة المدنية والجمعوية
* دعوة كافة التنظيمات و الهئيات و المنظمات الوطنية الناشطة بمجال الحقوق الانسان الى دعمنا والوقوف الى جانبنا لمواجهة هذا التجاوز،كما ندعو الهيئات المتضررة من هذه التجاوزات إلى التكتل لرفع هذا الحيف.
وإذ نطلع الرأي العام على ملابسات هذه القضية، لا يسعنا غير التنديد بهذا التعاطي غير القانوني مع جمعيتنا والخرق السافر لمقتضيات الظهير المتعلق بقانون الحريات العامة


المكتب التنفيذي لتجمع المدونين المغاربة

الرباط : 12 سبتمبر 2009


انـحرافـات


انـحرافـات

وزان: محمد حمضي 
1 ـ خيانة زوجية
  أحالت مصالح الضابطة القضائية بوزان أمام وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بنفس المدينة رجلا وامرأة بتهمة الخيانة الزوجية بعد افتضاح أمرهما من طرف الجيران.
 وحسب مصادر متطابقة فإن الخليل المتزوج، كان على علاقة غير شرعية مع المتزوجة منذ مدة، دون احترام مشاعر أبنائها والجيران الذين انزعجوا من تصرفاتهما الطائشة هذه،  ودون احترامهما قدسية الشهر المعظم الذي يجب أن يشكل مناسبة للتوبة والمغفرة لكل مسلم زاغعن ثوابت الدين الإسلامي الحنيف.
   يذكر بأن الفاعل يعتبر زميلا في العمل لزوج  خليلته، وهو ما خلف استياء عميقا في صفوف باقي زملائه في المرفق العمومي.
 2 ـ انتحارات بالجملة 
  تناسلت بشكل مثير خلال الشهر الكريم وتيرة الانتحارات بدار الضمانة إلى حد أزعج الساكنة والجهات الرسمية.
   فصباح يوم الاثنين 7 شتنبر 2009 عثر على مواطن يقاوم الفقر بالاشتغال كسالا بحمام تقليدي مشنوقا بطريق الرباط، بعد أن لف حبلا على عنقه وربطه بغصن شجرة زيتون. الحالة الثانية كما أفادتنا بعض المصادر تتعلق بمواطن آخر يقطن حي جنان علي، وضع حدا لحياته بمطبخ البيت. أما الحالة الثانية فتتعلق بسيدة ألقت بنفسها من شرفة شقتها الواقعة بالمركبالسكني العسكري، لكن بفعل نباهة الجيران وسرعة تدخلهم تم إنقاذها من موت محقق، ونقلت على الفور إلى مستشفى ابن سيناء بالرباط قصد العلاج، لكون المستشفى الرئيسي بالمدينة فقير من حيث التجهيزات والتخصصات، ناهيك عن أمراض أخرى تنخر جل أقسامه.
                                         


الثلاثاء، 15 سبتمبر 2009

Lors d’une rencontre-débat à Rabat sur les médias alternatifs : La blogosphère marocaine planche sur sa situation


Lors d’une rencontre-débat à Rabat sur les médias alternatifs : La blogosphère marocaine planche sur sa situation


Montassir SAKH
 
Le Rassemblement des blogueurs marocains (RBM) a organisé, le samedi 12 septembre au Club des avocats à Rabat, une rencontre-débat sur les ambitions, les contraintes et les réalités des médias alternatifs nationaux. A cette occasion, le journaliste et membre du bureau politique du Parti socialiste unifié Mohamed El Aouni, a souligné que l’ouverture relative que connaît le champ politique national n’a trouvé de pendant dans le champ médiatique. Selon l’intervenant, les cinq dernières années ont été marquées par un recul flagrant de la liberté d’expression et d’opinion, comme en attestent « plusieurs publications censurées et un bon nombre de journalistes arrêtés ».
Pour sa part, Yacine Bezzaz, membre fondateur du RBM et blogueur a signalé que ce dernier n’a pas reçu jusqu’à aujourd’hui notification de son dépôt légal. Il a ajouté que les autorités compétentes ont refusé de reconnaitre le Rassemblement malgré son caractère culturel et ses objectifs non-lucratifs. Néanmoins, a-t-il indiqué, « cela ne constitue qu’un facteur supplémentaire de motivation des jeunes blogueurs pour qu’ils continuent à militer pour leur droit à s’organiser en association».
Quant à Mohamed El Mouden, membre de bureau du Rassemblement, il a signalé que les médias électroniques jouent aujourd’hui un rôle déterminant dans le processus de promotion culturelle. Il a affirmé aussi que les Blogs sont devenus une réalité qui interpelle l’Etat. Lequel devrait mette en place une politique de préservation et d’archivage des données importantes contenues dans les blogs marocains. « C’est un héritage qui doit être protégé» a-t-il ajouté.
De son côté la journaliste et blogueur Meryem Ettiji a indiqué qu’à travers la consultation des blogs créés par les citoyens d’un pays, on peut avoir des informations sur ce même-pays. Ainsi, les blogs peuvent-ils être considérés comme des ambassadeurs d’un Etat puisqu’ils permettent de se renseigner sur lui. Elle a également a assuré que les blogs peuvent refléter la culture de leurs auteurs.
Les participants à cette rencontre-débat ont affirmé que plusieurs obstacles se dressent devant la blogosphère marocaine. A titre d’exemple, on peut citer la cherté de l’Internet, l’analphabétisme et l’illettrisme numérique, l’absence de formation au niveau du Bloging, le caractère informel de ce métier qui n’est pas régi par la loi, et l’absence de revenus pour les blogueurs. En outre, ces derniers ne peuvent accéder à l’information qu’avec grande difficulté puisqu’ils ne disposent pas de cartes des journalistes professionnels. 



——————————————————–


Libération ( quotidien marocain). Mardi 15 Septembre 2009
———————————————
Mustapha El Mouden au lieu de Mohamed El Moudene