سكان حي الوركة بسيدي سليمان ينتظرون منذ خمسة عشر سنة افتتاح مدرسة "أم هاني"!
طالت حكاية هذه المدرسة الفريدة من نوعها، فبعدما تركها المقاول الأول دون إتمام البناء، الذي شرع فيه منذ خمسة عشر سنة! ثم جاء مقاول ثاني وأضاف سورا، ولما ظهرت شقوق وعيوب في البناء، يمكن أن تكون سببا في حصول كارثة لو ولجها التلاميذ، ورغم ذلك منحت في إحدى السنوات الخوالي تجهيزات دراسية، من طاولات وسبورات…الخ، لكن الافتتاح لم يتم والجرس لم يدق، أما تلاميذ هذا الحي المهمش والمنسي، والذي يقدر عدد سكانه بألفي نسمة الآن، فليس لهم من خيار غير التوجه لمدرسة"أنوال" أو مدرسة "عبد الله الشفشاوني" البعيدتين في أحياء أخرى، وقطع السكة المزدوجة والتعرض لشتى الأخطار، كما وقع في 24 أبريل المنصرم للتلميذة ك. غ. التي دهسها القطار، وذهبت ضحية الإهمال وسوء التدبير…(انظر أخبار سيدي سليمان)
اطلعنا في إطار مهمتنا الإعلامية على وضعية هذه المؤسسة، يوم الأربعاء 23 ماي، فوجدنا، المدرسة مقطونة من طرف عائلتين، الأولى في مسكن وظيفي، والثانية بقسم، استقبلتنا امرآتان فقط رفقة أطفال، في غياب الزوجين، تقولان أنهما رفقة عائلتيهما، يحرسون المدرسة مجانا طيلة الخمسة عشر سنة!منذ رحيل المقاول الذي كان يشغل زوجيهما، تذكران على لسان واحد بحسرة وأسف أنه "لولاهما – العائلتان- لخربت المدرسة"، وقد علمنا كذلك أنه سبقتنا إلى عين المكان في نفس اليوم إحدى اللجان ضمن الزيارات التفقدية التي لا تنتهي!.
تتضمن المدرسة 12 حجرة من سفلي وطابق واحد، ومنزلا للحارس، وسواري قائمة تشبه أطلال معلمة تاريخية! قيل أنها لبناء سكن المدير ومطعم أو أي شيء آخر لم ير النور، بها كذلك بئر وخزان مائي، ومضخة اقتنتها العائلتان المقيمتان بالمدرسة، وهي غير مرتبطة بالكهرباء والماء الصالح للشرب، محيطها مترب وموحل شتاء، أغلب زجاج نوافذها مكسر، والجدران مشققة…
يحدث هذا في مدينة وإقليم وجهة…بها مسؤولون "يزاولون" مهامهم، ومنتخبون يقودون حملات انتخابية منهم من تحالفه "الحظوظ" للعودة ثم العودة…للكرسي، فكم سيكلف ترميم هذه المدرسة؟ أو بناء أخرى في محلها، هل استعصى الأمر إلى هذه الدرجة، ليترك عدد كبير من الأطفال يخاطرون بأنفسهم، ويقطعون المسافات الطويلة للذهاب إلى المدارس؟
نشرت بجريدة اليسار الموحد