الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تنظم ندوة حول «حرية التعبير والصحافة ودمقرطة الإعلام العمومي بمناسبة اليوم الوطني للإعلام ».
متابعة :عبد الإله عسول
تراجعت مكانة المغرب من الرتبة 106الى الرتبة122 في سلم احترام حرية الصحافة لمنظمة مراسلون بلا حدود..بفعل تضاعف التراجعات في المجال الصحفي ..
وقد ذكرت رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان خديجة الرياضي بعدد من الأمثلة في هذا المجال أثناء افتتاحها للندوة التي نظمتها الجمعية بالمقر المركزي بالرباط يوم الجمعة 14/11/08، منها :سجن الصحفي حرمة الله، محاكمة حسن الراشدي، مدير قناة الجزيرة بالرباط، بالإضافة للمهندس فؤاد مرتضى، والإعلامي الالكتروني محمد الراجي، والحكم على جريدتي «الجريدة الأولى و«الحياة الجديدة » بتوقيف نشر شهادات بعض الشخصيات أمام هيأة الإنصاف والمصالحة، ناهيك عن الحكم القضائي الجائر على جريدة المساء ..
من ناحية أخرى شددت الرياضي على ضرورة دمقرطة الإعلام العمومي وفتحه أمام جميع الآراء دون إقصاء…
توفيق بوعشرين رئيس تحرير المساء في معرض مداخلته، أكد على محنة الصحافة المستقلة وعلى الممارسات المعيبة التي تروم التضييق على أي خط تحريري لا يقبل بالخطوط الحمراء..تضييق يزاوج بين سندان الإشهار ومطرقة القضاء، هذا الأخير الذي يتم تحريكه بسرعة ودونما اكتراث بحقوق الدفاع وأشار بوعشرين إلى كون تصور السلطة للإعلام متخلف، مطالبا إياه بمنافسة إعلامية شريفة، تكون في خدمة المواطن وحقه في لوصول إلى الخبر والمعلومة…
سناء العاجي الصحفية بمجلة «نيشان» تطرقت إلى موضوع إشكالية المقدس وعن ازدواجية الخطاب الرسمي حول حقوق الإنسان والحريات العامة وحرية التعبير، مطالبة بتحديد المفاهيم والقوانين في القضايا التي تتعلق ب«المقدس»…
أما الأستاذ عبد العزيز النويضي (المحامي وأستاذ القانون ورئيس جمعية عدالة ) فقد شدد على أن الإعلام هو أداة بيد السلطة يستعملها يتحكم فيها من هو في موقع ريع سياسي واقتصادي، داعيا إلى عدم محاكمة الصحافيين خارج قانون الصحافة، ومؤكدا على أن الديمقراطية الحقيقية ترتكز على ثلاثة أعمدة وهي حرية الصحافة والإعلام، انتخابات حرة ونزيهة ، حرية الانتظام في الأحزاب والجمعيات والنقابات…
وبدوره شدد المناضل الحقوقي و الصحفي محمد العوني على أن محنة الديمقراطية في الإعلام العمومي تبرز في ثلاثة مستويات متجادلة فيما بينها :
-أولا في علاقة الإعلام العمومي بالجمهور المتلقي؛ الذي لا يتم الاهتمام والاكتراث بحاجياته ومطالبه الإعلامية وتفرض عليه بالمقابل ضريبة غربية تسمى «النهوض بالمجال السمعي البصري» من خلال فاتورة خاصة بالماء والكهرباء ؟؟؟
- ثانيا في العلاقة مع تعبيرات المجتمع؛ حيث يتم إقصاء العديد من الإطارات والحساسيات الحزبية والحقوقية والجمعوية المعارضة للسياسات الرسمية…
- ثالثا في العلاقات داخل الإعلام العمومي؛ بين الإدارة والصحفيين (علاقة مأزومة دفعت العاملين إلى حمل الشارة يومه تعبيرا عن تذمرهم من شروط العمل، واستعدادهم لخوض الصيغ النضالية المشروعة حتى فرض المطالب …)