الجمعة، 1 مايو 2009

فاتح ماي 2009 بسيدي سليمان عيد العمال في ظل هواجس الأزمة الاقتصادية والانتخابات المقبلة


 فاتح ماي 2009 بسيدي سليمان 
عيد العمال في ظل هواجس الأزمة الاقتصادية والانتخابات المقبلة
 
     شاركت خمس نقابات بمسيرات في سيدي سليمان، وكالعادة يبتدئ الاحتفال بإشهار الملصقات الخاصة بكل نقابة في أهم الواجهات بالمدينة يوما من قبل، وفي صبيحة فاتح ماي تقام تجمعات خطابية أمام مقرات النقابات، تتلى فيها البيانات وتعرض الحصيلة النقابية والشغلية طيلة سنة على المستوى الوطني والمحلي، وإذا كانت سيدي سليمان تعرف انحصارا متزايدا لفرص الشغل بفعل إغلاق عدد من الوحدات الإنتاجية، خاصة في الصناعات التحويلية الغذائية، فإن أغلب النقابات تجد صعوبة في حشد تجمع هائل من العمال والعاملات كما كان عليه الحال في زمن مضى، خاصة مع التفت الذي عرفته بعض النقابات وتأسيس أخرى، وعدم انخراط كثير من المشغلين والموظفين في أي نقابة… ورغم ذلك يشهد فاتح ماي بسيدي سليمان يوما يختلف عن بقية الأيام، بحيث تجوب أهم النقابات الأكثر تمثيلية شوارع المدينة، يحمل منخرطوها اللافتات ويرددون الشعرات المطلبية،  بالنسبة للاتحاد المغربي للشغل، والاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والكنفدرالية الديمقراطية للشغل، والاتحاد الوطني للشغل، والفدرالية الديمقراطية للشغل. 

     من مسيرة الاتحاد المغربي للشغل
    وقد خيم هذه السنة على جو "الاحتفال" بداية ظهور تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية التي وصلت بعض شراراتها إلى المغرب، وما يعينه ذلك من فقدان للشغل وعم خلق فرص أخرى في ظل انكماش اقتصادي بدأت تظهر معالمه، كما حضرت الهواجس الانتخابية المرتقبة في منتصف الشهر الحالي بالنسبة للانتخابات المهنية، وكل نقابة تسعى لتكون ممثلة في اللجان الثنائية، والانتخابات الجماعية في 12 يونيو المقبل بالنسبة للنقابات التي لها علاقة بالأحزاب التي تتهيئ لخوض الحملة الانتخابية لولوج الجماعات المحلية، بحيث "حشدت" النقابات المعنية كل طاقاتها من أجل المشاركة في مسيرة فاتح ماي لهذه السنة. 
 
       الاتحاد العام للشغالين بالمغرب 

   كل النقابات أجمعت على التذكير بالمطالب التي تتكرر باستمرار، وهي تحسين الأجور، احترام الحريات النقابية، إلغاء الفصل 288 من القانون الجنائي، حذف السلاليم الدنيا، الترقية، الحفاظ على الشغل والتعويض عن فقدانه، قضايا المعاشات والضمان الاجتماعي… مع تفاوتات بسيطة فيما بين بعض النقابات التي استطعنا الحصول على نداءاتها وبياناتها، ولم نستثن أي واحدة في طلب ذلك من مسؤوليها
(هناك من لم يمدوننا بأي شيء، يمكنهم تدارك ذلك ومدنا بهذه الوثائق)، فهذه الكنفدرالية الديمقراطية للشغل (كدش) اتخذ مكتبها المركزي شعارا لندائه يقول:" القدس تنادينا، قليلا من الغضب يا أمة العرب"، وأمام عدم مشاركة هذه المركزية النقابية في الحوار الجاري بين الحكومة والنقابات فقد اختارت "مواصلة الكفاح" كما جاء في ندائها، وقد اختتمته بالدعوة "للاحتجاج على تلكؤ الحكومة وأرباب العمل في تلبية مطالب الشغيلة وتهربهم من حوار جدي ومسؤول يفضي إلى تلبية المطالب وصيانة الحقوق والمكتسبات"، هذه النقابة الوحيدة التي مدتنا بوثيقة لها صبغة محلية، إذ أن أغلب النقابات تكتفي بدمج الحديث عن الأوضاع المحلية ضمن خطاب يتلى على الأعضاء، دون تضمين ذلك في وثيقة مكتوبة توزع… وفيما له علاقة بالشأن المحلي نجد في نداء كدش تأكيدا على "حق الشغيلة والعاطلين في العمل واستقراره والمكاسب الشغلية"، "حق ضحايا الفيضانات في السكن والتعويض عن الأضرار المادية والمعنوية"، "حق سكان سيدي سليمان في بيئة حضرية سليمة وتنمية قروية حقيقية مستدامة".
 
    الكنفدرالية الديمقراطية للشغل
   نقابة الاتحاد المغربي للشغل كعادتها استطاعت حشد أكبر عدد من المشاركات والمشاركين في تظاهرة فاتح ماي، وإذا كان مسؤولها النقابي قد توقف عند عدد من القضايا التي تهم العمال المنضوين تحت لواء نقابته، خاصة في المجال الفلاحي، والمشاكل المترتبة عن تفويت ضيعات عمومية للخواص، وأهم ما تميز به النداء الموزع من طرف أقدم نقابة في المغرب نجد الدعوة إلى " إلغاء الضريبة على الأجور التي تقل عن 5000 درهم شهريا، تشجيع إبرام الاتفاقيات الجماعية القطاعية، تعميم وتحسين التكوين المهني المستمر لفائدة المأجورين…"، كما وزعت نقابات قطاعية تابعة لنفس المركزية نداءاتها هي الأخرى، كالإتحاد النقابي للموظفين، واتحاد العمال والعاملات والمستخدمين والمستخدمات في القطاع الخاص، بحيث نقرأ في نداء هذا الأخير دعوة للتصويت على المرشحين في لائحة هذه النقابة لانتخاب مناديب المأجورين، جاء فيه:" إن تصويتك على مندوبي لائحة الاتحاد المغربي للشغل تأكيد للوحدة النقابية داخل منظمتك الأصيلة والمستقلة. فنصوت جميعا (…) على لائحة الاتحاد المغربي للشغل…" وفي قراءة لنداء الفدرالية الديمقراطية للشغل (فدش)المقربة من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي يتحمل حقيبة وزارة التشغيل، نطلع على أن فدش "اضطرت إلى خوض نضالات مطلبية بعدما تبث لها عدم جدية المحاورين الحكوميين وتهربهم من مناقشة أهم مطالب ومشاكل المأجورين (…) وقد حرصت على خوض هذه المعارك بمسؤولية بعيدا عن كل المزايدات، وفي إطار الوحدة النضالية كضرورة ملحة لتجاوز واقع التشرذم النقابي" في إشارة إلى"دورة الربيع للحوار الاجتماعي" كما جاء في نفس النداء الذي اكتفى بالإخبار عن "استحقاق الانتخابات المهنية التي تمتد من 15 إلى 19 ماي المقبل"، العملية التي "ستحدد النقابات ذات التمثيلية التي لها حق التفاوض مع الحكومة وأرباب العمل حول المطالب العمالية" حسب صيغة النداء، ورغم حرص النقابة على المشاركة "في جولة جديدة من الحوار الاجتماعي تعتبر أن كل الخيارات مازالت مفتوحة" في إشارة إلى تصعيد محتمل، وقد وصلت أصداء تصريحات حميد شباط المسؤول الأول عن نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب إلى منصة احتفاء فدش بسيدي سليمان ليرد عنه المسؤول المحلي ضمن جدل وطني حول ذلك شارك فيه كل من يعتبر نفسه وريثا للإرث النضالي للزعيم الوطني المهدي بنبركة.   

      الاتحاد الوطني للشغل
   وقد كانت حاضرة شعرات ذات طابع محلي لها علاقة بالتسيير البلدي من طرف مناضلي نقابة الاتحاد الوطني للشغل والاتحاد العام للشغالين بالمغرب رغم أن الجزبين المقرببين من كلتي النقابتين  حزب العدالة والتنمية وحزب الاستقلال كانا من المشاركين في التدبير الحالي للمجلس البلدي لسيدي سليمان إلى جانب الاتحاد الاشتراكي ! 
     الفدرالية الديمقراطية للشغل
    وتجدر الإشارة أن الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان كان متواجدا بقرب كل النقابات، سواء لتوزيع بعض الوثائق الصادرة عن الجمعية من قبيل بلاغ مركزي صادر بالمناسبة وتصريح ومذكرة حول المطالب الأساسية للجمعية المغربية لحقوق الإنسان الخاصة بحقوق العمال وبالحق في الشغل (تجدونها منشورة ضمن مدونة سيدي سليمان)، كما وزع أعضاء جمعية "أطاك" المغرب بيانا، وتواجد أعضاء من الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين مع مسيرة الفدرالية الديمقراطية للشغل، وآخرون فضلوا المشاركة مع الاتحاد المغربي للشغل حيث ألقى عز الدين عزيز كلمة باسم جمعيته.
                       إعداد مصطفى لمودن
 ——————–