يصير الدم قِرْطاساً
شِعر: جواد المومني
زكِيٌّ هذا الدم
وأحمرُ يُجري الأزيز الصاعد
ورداً فيه،
كريحانة الموت
عليها انصبَّ قُرباناً؛ يَسْعد
الفجر إذ رآه صباحاً
إليه آتياً يتعثّر.
رشَقَ الكل في لحظة
وبالأنيسون انطوى
حالِماً يزدري لوعةً وأخرى
فيزحف بؤساً قد
يخْشاه ملكوت الحس ويفنى
في صمت عذب ويفنى
كورْهاءَ أرْخت كل زلالها.. ويفنى
جذْلانَ قُرب ليلاهُ صباحاً ويفنى
مثلما نسيمٌ يحلّ بِوروارٍ ويفنى
لصيقاً بتنورة عِذْقٍ ويفنى
في شجر قَيْقَبٍ… ويفنى
لئلّا يعْثر النجم صَدعاً عليه ويفنى
قرب " مأْربَ " الجديد ويفنى
غصن لوز، زادَهُ جمالاً ألفناءُ… ويفنى
موجاً كابحاً لُجّته ويفنى
بدفْنِ لذّة المحجوب إذْ تُرخى ستائره… القوية، الحية النابضة، المتوهِّجة، اللامُتوارية، الكامنة
في سالِفِ العروس، القابعةُ بين جفون أسياد الرُّؤى… ويفنى
لغةً ما مرقتْ يوماً إلا
و اسْتشْرفَ أهلها العوالمَ/الطَّلاسم ويفنى
مُتجدِّداً كبشرةِ طِفلٍ عانقها صبحٌ غريرٌ ويفنى
في كلِّ الأَماسي السّاليات
عن مراتعِ الولَهِ ويفنى
في كل فناء…
تأهَّبَ لولوج الريح هذا الدم
وجْهٌ؛ ضاع بين سكّاته الغثّة
علِم الجمْع حَدْبه إذْ تهاوى النبأ
صخراً عليه
فرماه إليه نيزكاً لمعتْ
بين أشفار عينيه لغةٌ سحيقةٌ
ما فكَّ رموزَها
غيرُ عارفٍ بمجاهل السماء
و جاهلٍ بمعارف العراء.
ضَمِئاً كان هذا الدم
و الحال ماء!
سكَنتْهُ الطير الهاجرةُ التي
لا تبعث السلام
لِأقاصي الدُّنى، والتي
في جرحها الجامحِ ترتاحُ، ين
أُصيب بالسَّيل هذا النجيعُ
فانْكَفأَ يشُقُّ سراديبَ مُسْتحيلةً!!
هي الحقيقةُ ضامِرةً…
ـ ألاَ يكفيكَ ما تُهديهِ الأبْراج النُّوَّحُ
تلك التي
في عليائها عرَّشَ بومٌ؛ وبها
حلَّ اليوم الأملحُ؟
ـ ألا تكفي ويْلاتُ الإحْتراق يا وِزْرُ
ليطير سقم المجد الأثيل؟
ـ أتحْسب أنّ الغيم
لا يقبس لوْنكَ الفاقعَ،
الأبيضَ احْمراراً
و اليانعَ بعد سنينِ غضٍّ !؟
تَعلَّمْ…
أن ترى بعُيون "أَرْجوسَ" العظيمِ
وأن تصْدحَ بصوتِ نبيٍّ
غنّى للدّهاء؛
تعلَّم…
أن تأتي كعيدٍ ـ مثل ذاك الدم ـ
يبني الفرحَ في هيكلٍ
خطفَ الأقمارَ كلَّها
يتّخذ من نوركَ لوناً
فيه الملاذ؛ ومن
جسارة الحرير برجاً
فيه الوجل؛
قد شَغلَ الكُلّ
عن طُلاءٍ بالتاريخِ عاشق؛
و من الوجع قُداساً
فيه الإِرتواءُ… قد
غطَّى الفجر بعباءة العليل
سوَّى القَدَرُ يوْمهُ.. مرَّةً
فكان عُرس دمٍ جميل.
وأحمرُ يُجري الأزيز الصاعد
ورداً فيه،
كريحانة الموت
عليها انصبَّ قُرباناً؛ يَسْعد
الفجر إذ رآه صباحاً
إليه آتياً يتعثّر.
رشَقَ الكل في لحظة
وبالأنيسون انطوى
حالِماً يزدري لوعةً وأخرى
فيزحف بؤساً قد
يخْشاه ملكوت الحس ويفنى
في صمت عذب ويفنى
كورْهاءَ أرْخت كل زلالها.. ويفنى
جذْلانَ قُرب ليلاهُ صباحاً ويفنى
مثلما نسيمٌ يحلّ بِوروارٍ ويفنى
لصيقاً بتنورة عِذْقٍ ويفنى
في شجر قَيْقَبٍ… ويفنى
لئلّا يعْثر النجم صَدعاً عليه ويفنى
قرب " مأْربَ " الجديد ويفنى
غصن لوز، زادَهُ جمالاً ألفناءُ… ويفنى
موجاً كابحاً لُجّته ويفنى
بدفْنِ لذّة المحجوب إذْ تُرخى ستائره… القوية، الحية النابضة، المتوهِّجة، اللامُتوارية، الكامنة
في سالِفِ العروس، القابعةُ بين جفون أسياد الرُّؤى… ويفنى
لغةً ما مرقتْ يوماً إلا
و اسْتشْرفَ أهلها العوالمَ/الطَّلاسم ويفنى
مُتجدِّداً كبشرةِ طِفلٍ عانقها صبحٌ غريرٌ ويفنى
في كلِّ الأَماسي السّاليات
عن مراتعِ الولَهِ ويفنى
في كل فناء…
تأهَّبَ لولوج الريح هذا الدم
وجْهٌ؛ ضاع بين سكّاته الغثّة
علِم الجمْع حَدْبه إذْ تهاوى النبأ
صخراً عليه
فرماه إليه نيزكاً لمعتْ
بين أشفار عينيه لغةٌ سحيقةٌ
ما فكَّ رموزَها
غيرُ عارفٍ بمجاهل السماء
و جاهلٍ بمعارف العراء.
ضَمِئاً كان هذا الدم
و الحال ماء!
سكَنتْهُ الطير الهاجرةُ التي
لا تبعث السلام
لِأقاصي الدُّنى، والتي
في جرحها الجامحِ ترتاحُ، ين
أُصيب بالسَّيل هذا النجيعُ
فانْكَفأَ يشُقُّ سراديبَ مُسْتحيلةً!!
هي الحقيقةُ ضامِرةً…
ـ ألاَ يكفيكَ ما تُهديهِ الأبْراج النُّوَّحُ
تلك التي
في عليائها عرَّشَ بومٌ؛ وبها
حلَّ اليوم الأملحُ؟
ـ ألا تكفي ويْلاتُ الإحْتراق يا وِزْرُ
ليطير سقم المجد الأثيل؟
ـ أتحْسب أنّ الغيم
لا يقبس لوْنكَ الفاقعَ،
الأبيضَ احْمراراً
و اليانعَ بعد سنينِ غضٍّ !؟
تَعلَّمْ…
أن ترى بعُيون "أَرْجوسَ" العظيمِ
وأن تصْدحَ بصوتِ نبيٍّ
غنّى للدّهاء؛
تعلَّم…
أن تأتي كعيدٍ ـ مثل ذاك الدم ـ
يبني الفرحَ في هيكلٍ
خطفَ الأقمارَ كلَّها
يتّخذ من نوركَ لوناً
فيه الملاذ؛ ومن
جسارة الحرير برجاً
فيه الوجل؛
قد شَغلَ الكُلّ
عن طُلاءٍ بالتاريخِ عاشق؛
و من الوجع قُداساً
فيه الإِرتواءُ… قد
غطَّى الفجر بعباءة العليل
سوَّى القَدَرُ يوْمهُ.. مرَّةً
فكان عُرس دمٍ جميل.
***************
تم النص في 17 ماي/أيار 1997 بمدينة: سيدي سليمان
***************
خص الشاعر جواد المومني المقيم في فرنسا مدونة سيدي سليمان بهذه القصيدة.. تحية له.