وأخيرا لوزان مركزها لمعالجة القصور الكلوي
وزان: محمد حمضي
لكثرة ما أصاب دار الضمانة من قبح جاء محمولا على صهوة الفساد الإداري والانتخابي… ولكثرة ما تقاذف أولائك بينهم ثقة المواطنين في مواسم شراء الضمائر… فإن الكثير من المبادرات الإنسانية الناصعة الوجه والخلفية التي تفتض بكارة القتامة الجاثمة فوق صدر المدينة، غالبا ما تمر في صمت لأن أصحابها لا يبتغون من ورائها شهرة أو نجومية بمساحيق فاسدة، ولا يوظفونها من أجل مقعد وسخ… همهم الأول والأخير خدمة معوزي هذه المدينة، والتخفيف من معاناتهم قدر المستطاع.
أعضاء جمعية دار وزان للتنمية والثقافة الذين يشتغل عددا منهم خارج مدينتهم الأصلية، وفي مراكز عليا بالإدارة العمومية والقطاع الخاص، اختاروا بعيدا عن البهرجة والأضواء أن تعلو البسمة شفاه العديد من أهل وزان في هذا الشهر المبارك، حين قرروا أن يلتقوا على الساعة الخامسة مساء يوم الجمعة27 غشت برحاب المستشفى الإقليمي أبو القاسم الزهراوي من أجل إعطاء انطلاقة فتح مركز معالجة القصور الكلوي…
نعم أصبح لوزان مركزا لمعالجة القصور الكلوي، هذا المرض الذي يكلف العشرات من المرضى الانتقال ثلاث مرات في الأسبوع إلى العاصمة قصد تصفية الدم… معاناة نفسية ومالية وجسدية تقرئها على تضاريس وجوه المرضى…
المشروع كلف جمعية دار وزان من ماليتها الخاصة 100 مليون سنتيم. وقد انطلق هذا المشروع في البداية بتهيئة وتشغيل قاعة بالمستشفى، في انتظار إتمام بناء فضاء مستقل لا زالت الأشغال جارية به. ووفرت الجمعية أربعة آلات لتصفية الدم وتجهيزات أخرى، وهي كافية في الوقت الحالي كما صرح بذلك المندوب الإقليمي لوزارة الصحة.
الجمعية والمحسنون قاموا بما يمليه عليهم ضميرهم، وتبقى مسؤولية الانطلاقة الفعلية للمركز على عاتق وزارة الصحة العمومية بتوفير وفي الأيام القليلة القادمة، طاقما صحيا مختصا يشرف على معالجة المرضى، وكذا توفير الأدوية الكافية.