قــــصـة قصيرة:
في مواجهة المرشح
مصطفى لمودن
قصدت مقهى بوسط المدينة، اختارها لاتساعها، لها واجهتان، الأولى تنتعش بنسيم بحري، والثانية في مواجهة أدخنة السيارات مباشرة، احتضنني كرسي قصي على جانب اكتظاظ معتاد وصاخب، على الطاولة ملصق انتخابي، يمر شباب يضعون منشورات الدعاية أمام رواد المقهى، يحتل وكيل اللائحة حيزا هاما من الملصق اللامع والملون… بجانب الورقة بقايا زبون سابق، قهوة سوداء تغطي قعر الكأس، ومرمدة مختنقة بأعقاب السجائر..
يرمقني الوكيل المرشح من وسط الورقة بنظرة بلهاء، رغم محاولته رسم ابتسامة بدون معنى، لاحظت أن الصورة ترجع لسنوات مضت، المرشح الآن بأوداج متدلية وتجاعيد بارزة، على أي فهو وجه معروف..
لم استحمل نظراته الغريبة، فقلــبْـت الورقة، ولم يعد يظهر لي غير البياض الناصح…
جاء مختل ورشف ما تبقى من القهوة في قعر الكأس، ثم تنقل بين الطاولات يبحث عن قطع سكر يقضمها، قام النادل بطرده، احتج أغلب من في المقهى على تضييع هدف محقق وهم يشيرون إلى الشاشة الفضية أمامهم… وصل بـّا جلول بقفته المعهودة، وقد وضع بها سلعته، حفنات من الزريعة والكاوكاو … مر على الطاولات يجمع أوراق المرشح، يرتبها ويلفها داخل قفته.
يرمقني الوكيل المرشح من وسط الورقة بنظرة بلهاء، رغم محاولته رسم ابتسامة بدون معنى، لاحظت أن الصورة ترجع لسنوات مضت، المرشح الآن بأوداج متدلية وتجاعيد بارزة، على أي فهو وجه معروف..
لم استحمل نظراته الغريبة، فقلــبْـت الورقة، ولم يعد يظهر لي غير البياض الناصح…
جاء مختل ورشف ما تبقى من القهوة في قعر الكأس، ثم تنقل بين الطاولات يبحث عن قطع سكر يقضمها، قام النادل بطرده، احتج أغلب من في المقهى على تضييع هدف محقق وهم يشيرون إلى الشاشة الفضية أمامهم… وصل بـّا جلول بقفته المعهودة، وقد وضع بها سلعته، حفنات من الزريعة والكاوكاو … مر على الطاولات يجمع أوراق المرشح، يرتبها ويلفها داخل قفته.
************************
سيدي سليمان يوم الأحد 20 نونبر 2011