من عجائب حزب البام:
مصطفى بكوري أمين عام حزب "الأصالة والمعاصرة" عوقب بسبب انتمائه لهذا الحزب؟!
ذلك ما ذكره رئيس المجلس الوطني لنفس الحزب حكيم بنشماس في استجواب بجريدة "المساء" يوم الثلاثاء 21 غشت 2012ـ عدد 1883، أجاب الصحفي الذي حاوره بقوله "وتتذكرون جيدا كيف أنه دفع الثمن ليس هينا لارتباطه بالحزب".. هذا من آخر العجائب التي يجب أن ترفع عنها الحجب، لقد جئ بالرجل ليتم إعداده على نار هادئة ليكون "بديلا" ممكنا لرئيس الحكومة في زمن قادم.. فهل يقصد بنشماس "دفع الثمن" هو إزاحته عن رئاسة صندوق الإيداع والتدبير؟ علما أنه لم يكن منخرطا في ذات الحزب من قبل وفق شهادة بشماس نفسه.
عجائب بنشماس لم تتوقف عند ذلك، بل اعتبر حزبه ضحية لمناورات "الحزب السري"، وهو مصطلح يعود لما يفوق ثلاث عقود، يقصد به وزارة الداخلية ومن يدور في فلكها.. وهو يرد على ما سبق أن وصف به حسن أوريد هذا الحزب، حيث اعتبره صنيعة المخزن، وتلقى الدعم منه، وجرت تغييرات للعمال والولاة لخدمة هذا الحزب حتى حقق الرتبة الأولى في آخر انتخابات جماعية في 2009، هذا التصريح القوي والمفاجئ من "رجل آخر من رجالات المخزن"، يعلم خبايا الطنجرة وما يطبخ فيها، جعل أعضاء من حزب البام يردون بقوة وبألفاظ لا تليق في الجدل السياسي كما فعل إلياس العماري على سبيل الذكر…
في استجوابه أثار بنشماس الانتقادات التي وجهت إليه حول "غش انتخابي" في جماعة يعقوب المنصور بالرباط وحول انتخابه للصعود إلى مجلس المستشارين، ونفي ذلك، وقد سبق لغريمه السياسي في نفس الدائرة الانتخابية محمد الساسي عضو المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد أن أشهر أثناء برنامج تلفزي مباشر ورقة انتخابية موقعة تؤكد حسبه حدوث تلاعبات في الانتخابات، ودعا إلى إجراء تحقيق في الموضوع، وهو ما لم يقع من حينه..
سيظل حزب البام يحمل في جوفه "لوثة" اسمها الخروج من رحم الإدارة والمخزن رغم كل المحاولات البائسة لنفي ذلك.