رجل يضحك في وجه الموت(*)
إلى عبد المومن الشباري
الفقيد عبد المومن الشباري الذي غادنا في 24 ماي 2013
محمد
رحو
هذا الرجل يؤمن بالحياة
اسما ومعنى
لكن الكافرين بالحياة
شيدوا له سجنا!
***
كان داء القلب يطوق قلبه
بسياج من ضغينة الأشواك
وكانت المقاولات/الفنادق/الأبناك
متربعة فوق أضلاعه
مترفعة عن أوجاعه
المجبولة من رحى تطحن شعبه!
***
كان يتآمر ضد مستنقعات البشاعة
وكان يفكر في الهجرة الى وطنه الجميل
وكان يخطط لإحراق حقول الخلاعة
وكان يبحر في لهيب السؤال الجليل!
***
وصار يخطو باتجاه أميرته الأسيره
وكان يراهم..
تجرجرهم خطاه في دروب المدينة الكبيرة!
وكان يراهم..
يتبادلون الأدوار بمقهى"برج النيل"
وكان يراهم..
يمتطون الشعار الطلابي
ويضمرون فحيح الخيانة
يلوحون بالسوط والزنزانة!
وكان يراهم..
يحاولون تذويب نجمة الرؤيا
في ضباب المتاه
وصار يدون في مفكرته الصغيرة
" الأسر من أجل اشراقها الملحمي
ما أحلاه!
والموت في أعماقها البحرية
ما أشهاه !"
وما كانت لتثنيه عن الرحيل
دبابيس في القلب النحيل!
***
(حين لسعتها نحلة التغريب/الاقصاء
ولجت خديجة غرفتها
اغلقت شرفتها
أوقدت القنديل
حدقت – شاردة- في رسمه المبهم المضاء!
سكبت دمعة أو لؤلؤة
صوبت – صوب الجدار- بسمة بسعة السماء
دندنت مقطعا متوهجا من "مارسيل"
و أشهرت حبها الباذخ
فوق جرح مسافته عشر سنوات ونيف !)
***
حين سرقوا من ليل القراءة بصيص الضوء!
حين سحبوا من حقه في الشمس آخر جزء!
حين جردوه من كل شئ!
وجردوا ضد قلبه النابض بنجمة واعدة
سيوفهم المسمومة الحاقدة
لم يتردد لحظة واحدة
في هجاء ما تبقى من"خيرات" الزمن البخيل
لم يتردد لحظة واحدة
في الضحك في وجه الموت الجميل!
***************
(*)كتبت
هذه القصيدة ذات تفاعل مع إضراب عن الطعام
خاضته
المجموعة 26/مجموعة المناضل الراحلعبد المومن الشباري
والقصيدة
سبق أن نشرت في ديوان"الحربائي".
--------------------
المدونة: تحية خالصة للشاعر محمد رحو الذي يختار مدونة سيدي سليمان لنشر بعض
أشعاره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق