إيران وسلمان رشدي
مصطفى لمودن
شاهدت أمس الأربعاء
29 يوليوز ربورتاجا مصورا عن سلمان رشدي في القناة الانجليزية BBC، أود تسجيل بعض
الملاحظات، سلمان رشيدي هذا كاتب من أصل هندي، سبق أن أهدر دمه الإمام الخميني
زعيم الثورة الشيعية في إيران بعد إصدار كتاب "آيات شيطانية"... لا يهم
إن كان سلمان كاتبا فعلا، وهل كان على صواب، أم كان مجرد مستفز لمشاعر الآخرين..الخ.
لنترك حكم ذلك للنقاد والمفكرين والتاريخ..
ساهمت فتوى الخميني في شهرة سلمان، وأصبحت
كتاباته مطلوبة، فالجميع يريد الاطلاع على ما كتبه الرجل تطلب إصدار
"حكم" بقتله.. وأصبح عرضة للموت في أي لحظة، سواء من طرف النظام
الإيراني أو من طرف أشخاص يتصرفون من تلقاء ذاتهم.. لكن سلمان لم يقتل، لكن تعرض
آخرون لهم علاقة به للقتل كما حدث في إيران وباكستان، وتعرض ناشره في النرويج
لطلقتين أمام داره نجا منهما بأعجوبة..
الغريب وكما جاء في
الروبرتاج هو كيف احتضن الغرب سلمان وحماه بكل قوة؛ فقد خصصت انجلترا له ستة
شرطيين من نخبتها الأمنية لمرافقته الدائمة، وبيتا سريا له نوافذ ترد الرصاص مع
احتياطات أمنية خاصة.. وكان يتنقل وسط قافلة أمنية كأنه رئيس دولة، يركب سيارة
مصفحة وتسير أمامه الدراجات النارية، لكنه رفض وضع شعر مستعار وصدرية واقية من
الرصاص كما جاء في البرنامج..
أصبح الرجل مشهورا
جدا، تقام له حفلات توقيع كتبه، وتتحدث عنه صحف العالم، وقال بنفسه إنه رفض تقديم أي
اعتذار كما طلب منه..
بعد سنوات من الحراسة
والتخوف والحركة المحسوبة، تعلن إيران رسميا على لسان أحد مسؤوليها تخليها عن
الدعوة لقتل سلمان، لكن الحذر بقي قائما.. غير أن حياة الكاتب بعد ذلك بدأت تأخذ
سيرها العادي بدون حراسة مشددة..
هذا لمن تهمه الكتابة
الأدبية، أجاب سلمان عن سؤال حول كتابته الروائية، فقال إنه لا يشرع في كتابتها
إلا بعدما يكون قد توضح له الفصل الأخير!!!
خلاصة الأمر، إيران ما تزال قائمة بنظامها كما
وضع أسسه الخميني، وسلمان باع آلاف النسخ، وخلق تعاطفا معه في عدة مناطق من العالم،
فكيف تلجأ دولة بكاملها إلى هدر دم إنسان لمجرد أنه يختلف مع توجهاتها؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق