توصل بريد المدونة بقصة قصيرة من الأستاذ الصديق عبد العظيم البقالي، وهي واقعية من صميم الحياة، لكن الكاتب بحدسة الثاقب ارتآ أن يوسع أبعادها.
أقصوصة: رد الجميل
ألفتْ مجموعة من كلاب القرية أن تأتي كل يوم إلى المدرسة، إلا يومي السبت والأحد، فهي تكون على موعد مع بقايا وجبات المطعم المدرسي… وكم هي ملتزمة بمواعيدها! ألفتنا وألفناها، وقبلنا أن تحظى بما فضل من طعام عافه الأطفال.
ذات صباح أخبرتنا الطاهية أن حصص المطعم قد انتهت، وأن لا وجبات بعد اليوم خلال ما تبقى من هذه السنة… لم يمض على هذا التصريح إلا ساعة، زد أو انقص عليها قليلا، حتى ملأ علي باب القسم كلب، جاء وحيدا يسعى، رفع رجله اليسرى، وتبول على دفة الباب وانصرف، لم أر بعده واحدا من أصدقائه، ربما ناب عن الآخرين، حينها أدركت كم هي شبيهة أخلاق الكلاب بأخلاق كثير من الرجال في رد الجميل.
عبد العظيم البقالي