الخميس، 21 فبراير 2008

تقبل أستاذي الحسين الإدريسي تكريما متواضعا من مدونة سيدي سليمان بمناسبة تقاعدك المهني.


    تقبل أستاذي الحسين الإدريسي تكريما متواضعا من مدونة سيدي سليمان بمناسبة تقاعدك المهني.
  أستاذي العزيز الحسين الإدريسي أعترف أولا أن لك فضلا كبيرا علي.
  من واجبنا التوقف عند بعض خصالك وتضحياتك بمناسبة انتهاء مشوارك المهني كمدرس، وحصولك على التقاعد بعد مشوار طويل من العمل المهني والنضال والعطاء في عدد من الواجهات.
  نعرف أن التقاعد لديك ليس معناه الخلود إلى الراحة، ربما الآن ستتفرغ لمهام أخرى لم تكن تجد الوقت الكافي لإنجازها.  
من المنتظر أن تكرمك ثانوية علال الفاسي  يوم الجمعة 22 فبراير
   أستاذي العزيز إن تكريمنا لك مهما بلغ لن يصل إلى مستوى عطاءاتك، وإلى ما أبدته يداك على عدد من المجالات السياسية الثقافية الجمعوية والتربوية والأسرية…
 أولا أنت الأب الرؤوف الرحيم بأبنائه، أعرف تضحيتك التي لا تنتهي من أجلهم، فقد آويتني في بيتك رفقة أسرتي الصغيرة عندما كنت دون مأوى، وأثناء ترحالي على مجموعات مدارس العالم القروي (في الحقيقة مازلت كذلك)، واحتفظت لي في منزلك بما ثقل من متاعي… ذلك جزء من فضائلك التي لا تريد أن يذكرك بها أحد لتواضعك، أعرف أن ذكر الآخرين لها يضايقك، عرفت عن قرب أفراد أسرتك، أعرف نبيل، الشاب الطموح كثير الحركة والبحث عن تحقيق ذاته بمختلف السبل المشروعة، أعرف حياة الطالبة الجامعية النجيبة بشهادة أحد أساتذتها الجامعيين وقد سمعت بأذني إطراءه لها، وهي تعد أطروحة لنيل شهادة تشهد أن ذلك الغصن من تلك الشجرة، أعرف إدريس الفتى الخجول والمثابر جدا، أعرف آخر العنقود أميمة، الملاك الذي يتحرك بيننا، ولن ننسى فضل السيدة المحترمة زوجتك ،أعرف أغلب أفراد أسرتك الكبيرة والصغيرة، تضعهم جميعا بين ثنايا القلب وفي بؤبؤ العين، ولهذا فتضحيتك مع الجميع  لا نهاية لها، تعتبرها ببساطة جزء من المسؤولية.  
 
 الإدريسي الحسين والإدريسي نبيل في مهمة انتخابية
 أستاذي اسمح لي أن أعترف شخصيا بفضلك علي، فقد علمتني وتعلمت منك أمورا كثيرة، لا توجد في كتاب أو ضمن مقررات مدرسة، لقد تعلمت منك أصول العمل الجمعوي، وكيفية وضع القوانين لذلك، تعلمت منك كيفية تنظيم النقاشات والحوارات، وكيفية الكتابة، ووضع البيانات والبلاغات والمراسلات، تعلمت منك حسن الإنصات، والتروي قبل اتخاذ أ ي قرار، والحسم عندما يتطلب الأمر ذلك، أعترف أنني لم أصل إلى مستواك، لكنك فتحت لي أبوابا في هذا المجال.
  أستاذي العزيز أعترف أنني أرجع إليك لأستشيرك كالأب الحنون والأستاذ الموجه.
  
الإدريسي الحسين صاحب فضل…
    أعرف أن فضلك وسع آخرين لهم الحق أن يعترفوا بذلك أو ينكروه، أعرف أنك تعمل بإخلاص، بينما البعض يعتقد أنك تعمل داخل مشروع شخصي، لكثرة حركتك وتحركاتك، لكنك لا تسيخ سمعا للقوالين الواقفين والمتوقفين…والذين لايؤمون إلا" بالمشروع الشخصي"، والجيب والحساب الجاري. 
   أعرف أنك من مؤسسي "منظمة العمل الديمقراطي الشعبي"، الحزب اليساري التقدمي الذي ارتبط بأحد أخلص أبناء المغرب لروح المقاومة والنضال، إنه بنسعيد آيت يدر، وذلك منذ وضعت رفقة رفاق مناضلين آخرين أول لبنة لفرع "المنظمة" بسيدي سليمان منذ 1992، خاصة مع أستاذنا محمد آيت عبد السلام، الذي سبقك بدوره في تقاعده المهني بسنة، وكان لكما فضل في تأسيس مدرسة "المنظمة" لرعاية الشباب والتلاميذ، فكانت نعم المدرسة.
  
   رفيق دربك محمد أيت عبد السلام
  أعرف أنك من مؤسسي عدد من الإطارات الجمعوية، أو كنت وراء ذلك، فنادي الطليعة السينمائي يذكرك، أنت أحد دعامته، تذكرك الجامعة الوطنية  للأندية السينمائية بالمغرب، كنت باستمرار أحد أعضاء المكتب الوطني، مرة كنت نعم أمين المال، وكثير من المهرجانات الخاصة بالسينما كنت حاضرا لها وفيها، أو تصلها لمسة من لمساتك.
   تمارس العمل النقابي منذ بداية مشوارك المهني، لم تخلف مسيرة شعبية أو نقابية يوما، باستمرار تؤكد أنك مع كل احتجاج جماهيري يدافع عن الكرامة، لأنك دائم الاستعداد للتضحية، من ذلك حرصك على حضور الاجتماعات داخل الإطارات التي تشتغل ضمنها، من مفارقات ذلك الخاصة بك وحدك، والتي أصبحت عصية على الفهم لما يكثر المتخاذلون؛ أنك تأتي للموعد من أي مكان في المغرب كنته، لكن قد تتفاجأ بعدم حضور آخرين لهذا الاجتماع، يقطنون بجانب نفس مكان الموعد ولا يحضرون! تهضم بروح رياضية ونضالية ذلك وتستمر في العمل، ألاحظ أنك صبور جدا، تكظم ضيقك، و لا تبرزه حتى لا تجعله يؤثر على معنويات الآخرين.
 
الحسين الإدريسي منسق تنسيقية مواجهة الأسعار

أعرف أنك بدورك أديت غاليا ضريبة النضال، والحلم بالحق في الديمقراطية الحقيقية، والكرامة للشعب، عندما قضيت ردحا من الزمن، وصل إلى خمس سنوات قضيتها وراء القضبان، رفقة ثلة من المناضلين أثناء ما يسمى سنوات الرصاص، ورغم ذلك لم تتلق تعويضا كما حصل مع آخرين، فالنضال مع الشعب لا يحتاج إلى أجر أو تعويض، كهذا أعرفك، وأنت من مدعمي العمل الحقوقي باستمرار. 
   
يساهم بفعالية في تنظيم الوقفات
  أعرف أنك متطوع ومناضل في الحي الذي تقطنه، سعيت رفقة جران لك من أجل تأسيس ودادية تعنى بقضايا الحومة والدرب،ورغم كل الانتقادات والعراقيل ما زلتم مستمرين في عملكم التطوعي، لأنه ليس من خيار غير ذلك، ولا يمكن أن يكون أي عمل صادق دون انتقاد.
  
في الجديدة عند تأسيس جمعية التعاقد العالمي للماء
أعرف أنك عضو نشيط في جمعية تنموية ببلدتك، تسهرون على إيجاد بنية تحتية ضرورية لحياة سليمة بأقل معاناة. أعرف أنك ضمن حكماء الحزب الاشتراكي الموحد، حيث تم اختيارك ضمن رفاق لك في المؤتمر الأخير للحزب، لتنظروا في مختلف الخلافات التي يمكن أن تقع.
  أعرف أنك لا تتهرب من المهام الصعبة والأشغال المكلفة المرهقة مهما كلفك ذلك من تضحيات، لهذا لا تتردد في قبول التكفل بمهمة تدوين جلسات اللقاءات الحزبية مثل المؤتمرات الوطنية من ألفها إلى يائها. 
  أعرف أنك كنت أستاذا جادا لمادة الاجتماعيات في ثانوية علال الفاسي  بسيدي سليمان، وأنك تلبي جميع الدعوات لتأطير مختلف الأنشطة الجمعوية والثقافية، من ذلك إلقاء عروض أمام التلاميذ في عدد من المؤسسات، وأعرف أنني لا أستطيع أن ألم بمختلف أنشطتك وتحركاتك، التي كان من آخرها حسب علمي المساهمة في تأسيس "جمعية التعاقد العالمي للماء". 
   إنك من مدعمي هذه المدونة، ومشارك في وضع كتاباتك داخل إدراجاتها باللغة الفرنسية.
    وماذا عساني أن أعرف أكثر عن حياة مناضل مثل الأستاذ الحسين الإدريسي؟ لا يمكن أن أقبط في هذه المدونة على جزء من تاريخ حافل لرجل مناضل، وماذا يمكنني أن أقول عن المستقبل الواعد في كل المجالات التي لم تتح للرجل الفرصة للعطاء فيها أكثر؟
   إنك جدير بأن تكرمك بدورك مدينة برمتها مثل سيدي سليمان رفقة من أسدى خدمة للمدينة، بأن يكرمك رفاق لك، شاركتهم لحظات مؤثرة في عدد من المحطات.
   مهما فعلنا لن نستطيع أن نوفي لك حقك علينا، دمت للعطاء سخيا نبيلا مخلصا. 
                            
            خلود لراحة مؤقتة، الصورة على شاطيءالجديدة                   
                التوقيع: رفيقك مصطفى لمودن