السبت، 15 مارس 2008

تَكفيه سُبُلُ المَجدِ للعَطشِ الأخير


           تَكفيه سُبُلُ المَجدِ للعَطشِ الأخير 
      « وَلِي مَنْطِقٌ لمْ يرضَ لِي كُنْهَ مَنْزلِي 
                                      عَلى أنّني بيْنَ السِّمَاكَيْن نازِلُ»
                          ـ المَعرّي ـ 
                     
 
                    dsc005
             شعر: الأستاذ جواد المومني ٭ 
   ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 كما أن للرحيل عُثورًا آخرَ، سأقِيمُ
 ـ مُتناقِضًا ـ بيْن فَلاةِ الفَصْمِ
 وشَتْلاتِ المُهمّش
 كما أن للمُرّ حَلاوةَ الحُلُمِ
 ـ أرجوك ـ سَعْني في دَمَارٍ
 يُحاور فيه الرّقصُ ظِلاًّ
 أشاءُ له الحَزَن…
 فما أجَْبَرني على حُلُمٍ آخَر،
 غيْرَ ثِقةٍ مُتنكِّرةٍ، إليَّ تحفُلُ في جَلْبَهْ
 وساهمةً،
 مُحمَّلةً بعيون المَعَرّي، تنفُشُني ـ يا رَهينُ!ـ 
 وتُنزلُني إلى بُرُوقِ الرّفاقْ… هؤلاء الّذين أسدلوا مَرَارةً على يميني…
   … وطِينًا مَأزومًا تَعَمْلَقَ
 واسْتَوْطَسَ مَرَّغوهُ على الشّمالْ!
 وكانَ أنْ خَسرْتُ الصُّورةَ،
 خسرتُ القادمينَ إليها، 
 خسرتُ كلَّ الألواحِ والأمْواجِ وما خسرْتُ:
 رُكْنَ العناكبِ الوَهِنِ
 أو دُخَانَ الهُبوبِ الأوَّلَ
 ولا رمادَ النُّصُوصِ النَّاريَّة التَّليدْ.
 تَمَفْصَلَ العجبُ، السّببُ، اللهبُ
 تَخنْدقَ« الصَّاحُ » جِسْرًا لوحْدهِ، ما اعْتلاهُ
 غيْرُ سحابِ المَجْدِ، غائبًا تراهُ ولا يراكَ
 بالعينيْنِ، مكانًا هَمَى على الطَّمْعِ، ومِنْ سَحيقِ
 الزّمان خَلَّدَ روحَه، فَجْرَهْ!
   كان يعدلُ ويُعْرِضُ،
 كان يَخُصُّ…
 تَنْتَظِمُ فيه خَمْرَةُ الذّات
 بِهَوْلِ العَتباتْ،
 حَدًّا للسَّماء، فَجَّرَتْهُ انعكاساتُ المُثُلِ،
   عيّنةً، لا يجودُ بها الذَّوْقُ إلا مِنْ دِنانِ الحُدُوسِ؛
 تَعرّى، إلا مِنْ وَشيجَةِ أبي الطّيّبِ؛
 تعالى، حَدَّ بُكاءِ الحمَامْ.
 تكفيه سُبُلُ المَجْدِ للعَطَشِ الأخيرْ، تكفيهِ، 
 تكــــــــــــــفيــــــــــــــــــــــــــــــــهْ.
 تكبَّـــــــــــــرْ سَيِّدَ الرَّائينْ
 تمـــــــــــزَّقْ عَنْ جُبَّتِكَ الحَلبيَّهْ
 مَنْ تَجلَّى في خُلْوَتِه وانْبَرى لِلُّجَّةِ كابِحًا
 تموْضَعْ في الإشارةِ…
 وحْدَها نورٌ يتوَتَّرُ جَهرًا
 وحدها تبْجيلٌ للسّيّد الشّعْر
 وحدها هَلْوَسةُ الحَكْي…
 وعَبْرَ حيطانِ الأرْض الشّامخةِ
 تَنزَّلتْ علاماتُهُ الزّرْقاءْ:
                        أعْمِدةً
 بارعةَ العُلا
 تَبْنى الضّياءَ
 ترُصُّ طفولةً غَصَّبَها الوالدُ!
      (كَمْ غضَبٍ حَنَّطتْ هَذي العظامُ الثّاويَهْ!)
                     مُثقلةً
   بصوْلةِ الكَفّ
   تُجْهدُ الرّوحَ مِنْ فرارٍ إلى قرارٍ
                    آثِمةً
 مِنْ وزْنِِ الحرَكهْ
 تُسلسِلُ الجَلِيَّ وتَذُمُّ الكَشَفْ!
                   رائعةً
 من لَهْفةِ الوَرْدِ لأُخْدود السّماءْ
 فيا رَهينُ؛
 هَبْ لي مِنْ ها الرّحيل عُثورًا 
 يكون الحُلْمُ إليْه عُبورًا
 في جهْلِ الدُّجى بِلوْنِ الرَّحيلْ
 
 
          تم في : 13 أبريل 2001
ــــــــــــــــــــــــــــ
٭ الأستاذ جواد المومني شاعر مدرس للغة العربية بإعدادية عبد الخالق الطريس، كما أنه معروف بنضالاته السياسية والحقوقية والثقافية، وهو يقيم في سيدي سليمان…