الخميس، 10 أبريل 2008

تعيين مساعد المدير بالفرعيات المدرسية


 تعيين مساعد المدير بالفرعيات المدرسية
 
 
        من المنتظر أن يتم تعيين مساعد مدير بفرعية المجموعة المدرسية بالعالم القروي قبل نهاية شهر أبريل الحالي على الأرجح، حيث سيتوصل المعين الجديد/ مساعد المدير بقرار تعيينه من طرف النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، ولن يكون هذا المساعد الجديد سوى أستاذ أو أستاذة بنفس الفرعية التي يعمل بها.
     كان من المرتقب أن يتم اللجوء لهذه الصيغة منذ السنة المنصرمة، حيث أثيرت بشكل رسمي في عدد من المحطات، منها منتديات الإصلاح التربوي الرابعة التي تشرف عليها الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، والتي جرت ما بين 3 و7 أبريل 2007 (انظر تغطية لأحد هذه المنتديات بهذه المدونة)، وذلك لحل بعض المعضلات التي تتخبط فيها المؤسسات التعليمية بالعالم القروي، حيث يمكن اعتبار كل فرعية تعليمية وحدة متكاملة لكنها بعيدة عن المركزية حيث يوجد المدير، وهذا الأخير يصعب عليه تتبع كل ما يقع في بقية الفرعيات.
    حسب بعض الأصداء التي وصلتنا فقد برز تهافت من بعض الأساتذة في الفرعيات على اقتراح أنفسهم لتحمل هذه المهمة، رغم أن تحديد المهام غير واضح، ولم تصدر من أجله أية مذكرة أو مرسوم، والقانون الأساسي لموظفي التربية الوطنية لا يشير لهذا المعطى الجديد.
    ما يتم الحديث عنه بشكل شبه رسمي ما دام لم يظهر على الواقع، هو مقدار التعويض الذي سيحصل عليه مساعد المدير، الذي حدد في 400 درهم شهريا، وربما لهذا السبب أبدى البعض اهتمامه بنيل المنصب الجديد، دون أن يعرف أحد هل هو خاضع للضريبة وباقي الاقتطاعات. كما أن مساعد المدير لا يحق له بعد تعيينه تخفيض ساعات عمله التي تصل إلى 30 ساعة في الأسبوع، أو التفرغ لمهامه الجديدة.
   حسب مذكرة تنظيمية اطلعنا عليها أعطيت الصلاحيات للمدير قصد اختيار العنصر المناسب لينوب عنه في الفرعية التي تتعدى أقسامها الثلاثة، دون تحديد أي مواصفات، فقط أقدمية العمل لمدة سنة بالفرعية، وعدم التعرض لأي عقوبة تأديبية، وملء طلب من أجل ذلك، وإرساله للنيابة التي بدورها تخبر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين وقسم الموارد البشرية بالوزارة.
   تعرف بعض الفرعيات تجربة مماثلة منذ مدة، لكن في علاقة بالمطعم المدرسي، حيث يتم تكليف مدرس حسب اختياره لتسيير المطعم المدرسي بالفرعية لمساعدة الطباخ (ة) مقابل الحصول على تعويض، رغم أن مثل هذه العملية غير معممة وغير منتشرة بشكل موسع تشمل جميع الفرعيات.
    لجوء المسؤولين عن قطاع التربية والتعليم لتعيين مساعد مدير بالفرعيات قد يحل بعض المشاكل ذات الطبيعة الإدارية الصرفة، لكنه غير مجد لفك واقع تدني المستوى التعليمي وضعف مردوديته، والتخفيف عن التلميذ من كثرة المواد والدروس التي لا طائل من ورائها على المستوى المعرفي أو السلوكي أو القيمي…، ومحاربة الهدر المدرسي وحث بقية الشركاء المحتملين على الانخراط في مساندة المدرسة كالجماعات المحلية مثلا، وتحسين فضاء المؤسسة التعليمية، والاهتمام بالأنشطة الموازية…  
     إن تحسين جودة التعليم وتعميمه يقتضي إجراءات عديدة مندمجة منها طبعا ما هو إداري، لكن لا يجب إغفال مراجعة المناهج والمقررات، توفير وإدماج التعليم الأولي ضمن التعليم الابتدائي، تحسين فضاء المؤسسة التعليمية وتوفير كافة المرافق الضرورية (بما فيها المراحيض غير المتوفرة للأسف) وتعيين حارس لها، منح المدرسين والمدرسات العاملين بالعالم القروي تعويضات تناسب حجم معاناتهم في عزلتهم أو تنقلاتهم اليومية، توفير الوسائل التعليمية…   
                    مصطفى لمودن   
 
 

       سجل بهذه المدونة رأيك في الموضوع