قاعة البلدية بسيدي سليمان
هل تتوفر على شروط السلامة للاستقبال العشرات من المواطنين؟
لحسن الحظ أو من حسن التدبير في زمن مضى أن توفرت قاعة تابعة للبلدية، تتيح لعدد من الأحزاب والنقابات والجمعيات وحتى المدارس الخصوصية والشركات… وكل من رغب في استعمال هذه القاعة من أجل غرض عمومي أو التواصل مع المواطنين، بالإضافة طبعا لمجلس بلدية المدينة حيث يعقد فيها دوراته التي لا يعلم بها إلا القلة! بسبب ضعف تواصل المجلس البلدي.
لكن ما نود إثارته هو شروط السلامة التي تتوفر عليها هذه القاعة لتستقبل العشرات من المواطنين دفعة واحدة، في وقت أصبحت الحاجة ماسة للعروض المختلفة وللنقاشات العمومية الضرورية، قصد إشاعة المعرفة وروح الاختلاف والتعدد، والتواصل مع أكبر عدد من المواطنين بشكل مباشر، وقد شاهد عدد من المتتبعين في مناسبات عديدة حاجة المواطنين للاستماع والنقاش وإبداء الرأي، يعبر الحضور الكثيف للشباب خصوصا في عدد من المناسبات، سواء التي تنظمها بعض الجمعيات، أو التي تتميز بعروض ثقافية وفنية عن رغبة عارمة وصريحة ومشروعة من أجل الإعلان عن الذات والحضور والرغبة في التعبير والتواصل، وهو شيء إيجابي جدا، يجب تشجيعه، وعدم لجمه، حتى نبعد بعض مسببات ودوافع العزوف عن كل شيء من طرف المواطنين.
تتحمل القاعة ما بين 300 و500 شخص كأقصى حد، لها باب واحد جد ضيق، لا توجد بها مخارج تنفتح من الداخل بسهولة في وجه الجمهور في حالة أي خطر كما تتطلب ذلك مستلزمات السلامة والحيطة، لها باب قد يؤدي نفس الخدمة لكنه صغير وموضوع وراء الخشبة /المنصة، لا تتوفر بها آليات مكافحة الحرائق، ولا أحد فكر في وضعها.
الباب الأول الخارجي جد ضيق
الباب الثاني بمصراعين وهو ضيق كذلك
الغريب أن القاعة زودت بأربع مكيفات هواء، أغلقت النوافذ الزجاجية الصغيرة المتواجدة بأعلى جانبيْ القاعة، لكن الطامة الكبرى أن هذه المكيفات لا تشتغل إلا في حالة الاستثناء النادرة، مما يجعل الحاضرين في ضيق تنفسي مضر، ندعو لتشغيل هذه المكيفات أو فتح النوافذ، وغير ذلك يعتبر سوء تدبير ولا مبالاة سواء من المشرفين على القاعة ومن طرف المنظمين لأي نشاط يجري داخلها.
النوافذ أغلقت والمكيفات لا تشتغل وأحدها محترق كما هو مبين داخل الإطار.
الشيء الآخر الملفت للانتباه هو ضرورة إحضار منظمي أي نشاط للصوتيات وأغلب الكراسي، عوض أن تكمل البلدية " خيرها" وتوفر ذلك خاصة للجمعيات التي لا تتوفر على ميزانيات كبيرة وهي تقوم بعمل تطوعي.
القاعة من الداخل بباب وحيد
باب صغير جدا يقود من المنصة إلى حديقة جانبية تستعمل ك"كواليس" !
تتوفر مدينة سيدي سليمان على قاعة تابعة للخزانة البلدية لا تتوفر بها شروط السلامة الكافية رغم حداثتها ، وقاعة "كبيرة" في دار الشباب 11 يناير لها بابان، لكن أحدهما دائم الانغلاق، كما تتوفر هذه الأخيرة على قاعات صغيرة، كل ذلك يوفر فضاءات لعدد من الجمعيات، لكن أمام تزايد عدد السكان، وبروز "طفرة" ملحوظة في الأنشطة الجمعوية خصوصا، يحتم توفير الوسائل المناسبة لذلك مثل التجهيزات الضرورية، وهو ما يجب أن تتكفل به عدة جهات كالمجلس البلدي ، ووزارة الشبيبة والرياضة، ومجلس الجهة…الخ. لقد أثير مرارا "بديل " يمكن أن يناسب، وهو تحويل الكنيسة إلى مركب ثقافي، أو تشييد مركب جديد مناسب، فالحداثة والديمقراطية والدعوات إلى المشاركة تقتضي إعداد الفضاءات المحتضنة لذلك، بالإضافة إلى الكفاءة البشرية المشرفة، وقبل كل شيء الإرادة الحقيقية.
في مناسبات عديدة تمتلئ القاعة عن آخرها، وهناك من لا يستطيع الدخول.
الصورة من حفل افتتاح الملتقى السينمائي الرابع المنظم من طرف نادي الطليعة السينمائي ما بين 8 و 11 ماي 2008
إن حديثنا عن ضعف توفر شروط السلامة بقاعة البلدية لا يعني الدعوة إلى إغلاقها أو وضع عراقيل أمام استغلالها، كما حدث في مرحلة سابقة، وكان لإلحاح بعض التنظيمات الديمقراطية الفضل في جعلها رهن كل من يطلب استعمالها، فقط يجب توفير أبسط شروط السلامة، بوضع أبواب جانبية تقود إلى الحديقة المجاورة تنفتح بسهولة في حالة وجود خطر ما، وتوفير قنينات إطفاء الحريق، وفتح النوافذ ليتنفس الحاضرون، أما المكيفات فيبدو أنها وضعت لتشغل في منسبات خاصة، يحددها البعض حسب مزاجه!
مصطفى لمودن