مصابيح تضيء في واضحة النهار بسيدي سليمان!
تظهر بوضوح المصابيح مضاءة في عدد من الشوارع والأحياء والشمس ساطعة، فمسؤولو سيدي سليمان خارج التغطية ولا علم لهم بالأزمة الكهربائية الممكن حدوثها في المغرب، كما يذكر البعض بكل جدية… وحتى لو كان الكهرباء ينزل من السماء لا يمكن أن يستساغ تبذيره بأي مبرر كان…
تتحدث الأخبار عن قرب حلول مشكلة في الطاقة الكهربائية في عموم المغرب، ولن يكون لها من حل حسب البعض سوى بانقطاع التيار الكهربائي عن بعض المدن أو أجزاء منها كما كان يقع في بداية التسعينيات من القرن الماضي. رغم كل الجهود التي تبدل سواء من خلال تنويع مصادر توليد الكهرباء، اعتمادا على مياه السدود، أو الغاز، أو الفحم، أو البترول، وحتى الرياح كما هو عليه الحال بنواحي تطوان… كما يلجأ المغرب أحيانا إلى استيراد بعض حاجياته من الخارج (اسبانيا…)، خاصة أثناء الذروة مباشرة بعد سقوط الظلام، وهناك دعوات ومحاولات رسمية من أجل الاقتصاد في الطاقة الكهربائية، فالحكومة اكتفت في شخص وزيرة الطاقة والمعادن بالدعوة إلى استعمال "المصابيح البيضاء" ذات التقنية الحديثة التي تستهلك أقل من المصابيح التقليدية، ولم يظهر أثر لوعدها توزيع كذا مصباح…
واضطرت الحكومة إلى إضافة ساعة إلى الزمن المغربي، حتى يطفئ المغاربة ضوئهم، ويخلدون مبكرا للنوم، بينما البعض ممن يتحملون المسؤولية في سيدي سليمان يخلدون لنومهم بالليل والنهار، والحلول غاية في البساطة لو توفر قليل من الحزم ، منها توفير "مجسات ضوئية" توضع في أعلى المحولات الكهربائية المنتشرة في الأحياء والدروب، يتم ضبطها حسب فصول السنة، لتضاء مصابيح الشوارع بشكل آلي كلما ضعف نور الشمس في الفضاء وتُطفى عند بزوغ ضوء الصباح، أو يعوض ذلك بآليات تقليدية توضع في نفس المحولات تضبط على زمن محدد للإضاءة وللإطفاء، وفي غياب تلك الآليات، بعد تعطلها وعدم توفير بدائل لها يتم الاعتماد على العمل اليدوي من طرف مستخدمي المكتب الوطني للكهرباء المكلفين بصيانة الشبكة، بينما عدد هؤلاء قليل جدا، وهم مكلفون بالمدينة ودائرتها القروية!
أحد الشوارع الكبيرة مصابيحه مضاءة في واضحة النهار
في نفس السياق قد تتفاجأ عند دخولك لإدارة عمومية فتجد المصابيح مضاءة والنوافذ مشرعة.
لا تستغرب إذا وجدت مصابيح الشوارع يوما تنافس نور الشمس وهي في كبد السماء، كما هو عليه الحال في حي رضا، وأكدال، وحي معمل السكر، وحي الليمون… والقائمة طويلة. أو يجد البعض نفسه يتلمس طريقه في ظلام دامس، بسبب تأخر إضاءة المصابيح بشكل يدوي.
نماذج عن المصابيح المضاءة في عدد من الأماكن بالمدينة، وكل مصباح بعده وقبله سلسلة من المصابيح التي تستهلك الكهرباء والشمس ساطعة.
وكهذا تعيش حواضرنا (على الأقل الصغيرة منها) في إهمال ولامبالاة، ويحلو لبعض مسؤولينا الحديث عن الواجب والمسؤولية، وانتقاد نزوع المواطنين إلى إهمال الشأن العام والركون إلى سلبية مضرة.
مصطفى لمودن
المدونة: الصور مأخوذة ما بين أواخر ماي والعاشر من يونيو 2008