سيدي سليمان 09-01- 23
رسالة مفتوحة إلى الوزير الأول حول فلسطين
من المواطن الحسين الإدريسي
السيد الوزير الأول:
تحية طيبة وبعد
يشرفني كمواطن غيور على سياسة بلاده من مدينة سيدي سليمان، المدينة الناهضة في قلب منطقة الغرب المناضلة، أن أرفع إليكم هذه الرسالة آملا في أن تساهم الأحداث الأليمة للحرب العدوانية على فلسطين في تصحيح المنحى الذي سقطت فيه الحكومات المغربية من تسعينيات القرن الماضي إلى الآن، وذلك في تعاملها مع قضيتنا الوطنية القضية الفلسطينية .
السيد الوزير الأول
لا يخفى عليكم مدى وقع الجريمة الصهيونية المرتكبة أخيرا في غزة، على وجداننا ومشاعرنا كمغاربة و أنا واحد منهم، فالهجمة الوحشية ضد الشعب الفلسطيني بغزة التي سخرت كل الآليات العسكرية المحظورة دوليا للتقتيل الجماعي وفرض محرقة بربرية في صفوف الأبرياء والعزل شيوخا وشبابا أطفالا ونساء، كانت ترمي خطأ إلى تصفية القضية الفلسطينية هوية وكيانا حرا ومستقلا عاصمته القدس.
ولا يخامرني شك في وعيكم بأن المجزرة الوحشية بقطاع غزة انتهاك جسيم لحقوق الإنسان الفلسطيني والبشرية جمعاء، في الحياة والأمن والعيش الكريم، هذا في الوقت الذي لم تفلح فيه عدة دول بما فيها الدول العربية في إيقاف العدوان الغاشم، بل بالعكس تواطأت معه بالتعتيم ثارة أو بالدعم والمساندة المادية والمعنوية ثارة أخرى، طيلة22 يوم من الحرب القذرة و هذا أيضا ما لا يقبله أي إنسان متشبع بمبادئ حقوق الإنسان بما فيها حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
وبالرغم مما يميز الكيان الصهيوني من إرهاب وهمجية فكرا وممارسة وخرق متواصل للمواثيق الدولية، فإن عددا من الدول بما فيها التي ترفع راية مناصرة الديمقراطية، لم تتورع من إقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية مع هذا الكيان، والمغرب لم يفلت من هذا المنحى الذي لا يخدم في نهاية المطاف إلا مصالح الصهاينة.
وفي هذا السياق دعني السيد الوزير أن أسجل بكل حسرة:
1- مبادرات تحضير للتطبيع قائمة على اتصالات تسعى إلى ترتيب الزيارات لممثلي الكيان الصهيوني إلى بلادنا.
2- تحسين العلاقات بين المغرب والكيان الصهيوني عبر التعاون في القطاع الفلاحي والزراعي، والتجاري وتنظيم ملتقيات وندوات دراسية، (مراكش، طنجة 2008).
3- مشاركة المغرب في ملتقيات ومنتديات دولية بجانب ممثلي الكيان الصهيوني.
السيد الوزير الأول
في خضم هذه التطورات الخطيرة المرفوضة التي لحقت شعبنا الفلسطيني الأعزل جراء الهجوم الوحشي وما نجم عنه من تقتيل وتدمير وتشويه ومحرقة رهيبة، أضم صوتي إلى الأصوات المتعالية بكل مكان من هذا العالم تنديدا بالجريمة الصهيونية النكراء بفلسطين المكلومة، لا يسعني إلا أن أطلب منكم بكل إلحاح ما يلي :
أ- الإعلان الرسمي عن قطع جميع أشكال العلاقات والتعامل دبلوماسيا كان أو اقتصاديا مع الكيان الصهيوني.
ب- الرقي بمستوى العلاقات مع الشعب الفلسطيني تضامنا وتعاملا لما يخدم مناعته وتحرره وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
ج- الانخراط في الحملة العالمية لمحاكمة الصهاينة كمجرمي حرب ضد الإنسانية.
وفي انتظار ذلك تقبلوا مني السيد الوزير الأول، فائق التقدير والاحترام والسـلام.