سؤال الماء بقرية بنصميم
مراسلة من ذ. الحسين الإدريسي
بدعوة من جمعية العقد العالمي للماء توافدت منظمات سياسية ونقابية وجمعوية من كل أنحاء المغرب، من الشمال والجنوب والغرب كما من الشرق، للتضامن مع ساكنة بنصميم قي قلب الأطلس المتوسط، غير بعيد عن مدينة أزرو.
النداء لتنظيم قافلة تضامنية مع ساكنة بنصميم قد حقق هدفه حيث لبته أكثر من عشرين جمعية من المجتمع المدني التي تناصر قضايا المواطنين أينما وجدوا جغرافيا وأيا كانت لهجتهم و تباينهم الاجتماعي و الفكري، المهم أنهم يعانون من مشكل قد يمس حقهم في العيش الكريم على رقعة هذا الوطن.
تحولت القافلة التضامنية إلى وقفة احتجاج اندمجت فيها التنظيمات الجمعوية والسياسية و النقابية و حتى الإعلام مع السكان بشيبهم و شبابهم وأطفالهم أمام مقر زاويتهم ، وهي وقفة احتجاجية رائعة تتوسطها موائد الشاي( رمزالكرم والتضامن الشعبيين) لتدين تماطل السلطات لحل المشكل القائم والمتمثل في تفويت عين الماء الوحيدة لساكنة بن صميم إلى شركة برأسمال فرنسي/ مغربي في ظروف أثارت الكثير من التساؤلات، وعلى ظهر ذوي الحقوق، وقد كانت الوقفة مناسبة أيضا للتنديد بالمتابعات والمحاكمات التي لم تعد تشكل إلا وسيلة ضغط مفضوحة، على حد تعبير الذين طالتهم المتابعات لحد الآن.
تشكلت حلقة رائعة تلقائيا، تخللتها لافتات المشاركين لتنصت إلى كلمة مولاي علي الطاهري باسم ساكنة الدوار وإلى كلمة رئيس جمعية العقد العالمي للماء بالمغرب التي ألقاها د. المهدي لحلو، ثم للبيان الختامي…كلمات تسجل بافتخار تزامن الاحتجاج والتضامن مع سكان بنصميم بعين المكان مع مسيرة التضامن مع الفلسطينيين المنظمة في نفس اليوم بالبيضاء، المنددة بمحرقة غزة على يد الصهاينة.
لقد استغل رئيس جمعية العقد العالمي للماء المناسبة للتذكير بأن الماء كمصدر ضروري للحياة غير قابل للتسليع ولا للتفويت في إطر سياسة الخوصصة المنتهجة رسميا والتي تخدم مصالح الرأسمال على حساب السكان، خاصة لما يتعلق الأمر بالعين الوحيدة التي تستغلها الساكنة للشرب والسقي.
فأي مبرر سيقدم لهذه الأجيال الصاعدة حينما يكتشفون غدا أن آباءهم لم ينصفوا في ظل الضغوطات و المساومات التي فوتت عليهم للتمتع بحقهم في العين الطبيعية والنمو الطبيعي، بعيدا عن كل الأطماع التجارية التي تنسف في العمق التنمية المستديمة الحقة .
ألم يحق لهؤلاء الأطفال أن يصرخوا بجانب الكبار«اليوم و ليس غدا الحل ولا بدا»؟…ألم يُـرتكب في حق هؤلاء الصغار الحيف والإهمال وآباءهم أحياء يرزقون تحت إكراهات الطبيعة وتدبير الشأن العام بمعايير لا تمت بصلة لمصالح المواطنين الفقراء والمهشمين والمستضعفين وما أكثرهم على رقعة هذا الوطن، إن الكبار والصغار- السكان و المتضامنون- لا يطالبون إلا بالحق الطبيعي في الماء و الهواء و الأرض والنماء، لما يساهم في إخراج قرية بنصميم من العزلة والاستغلال البشع من دوائر لا تفهم من الإنسان إلا الاستغلال و الاستعباد، وهذا ما ساعد على ولادة تنسيقية للدفاع عن حقوق بنصميم على كل الأصعدة داخليا وخارجيا نصرة لحق المواطنين في العيش الكريم، والاستفادة من مؤهلاتهم الطبيعية والبشرية في إطار التنمية الحقيقية التي تخدم الإنسان وتحافظ على هويته وثقافته.
انتهت الحركة التضامنية بنجاح على الساعة الواحدة بعد الزوال رغم كل المحاولات لإفشالها .
بنصميم 18 يناير 2008
المدونة: تفاصيل أكثر في موضوع لاحق