قائد بإقليم سيدي قاسم يريد توقيف المدارس مرتين في الأسبوع ويطالب المعملين بالجواب عن استفساراته
في إجراء اعتبر الأغرب من نوعه وجه قائد الحوافات بإقليم سيدي قاسم دعوات إلى جميع معلمي ومعلمات المدارس العاملين تحت نفوذ ترابه من أجل الحضور إلى القيادات مرتين في الأسبوع، كل ثلاثاء وخميس "طيلة شهر أبريل وماي"من أجل "التهييء للاستحقاقات الانتخابية" حسب منطوق "الاستدعاء"، وذلك "للمشاركة في التداريب التي سيخضع لها رؤساء مكاتب التصويت ونوابهم"، ويختم "الاستدعاء بجملة تحمل أكثر من دلالة تقول: " ونظرا للأهمية القصوى التي يكتسبها هذا الحدث الوطني فإن حضوركم الضروري يعتبر أمرا بالغ الأهمية"…
وعندما لم يلب دعوته عدد من نساء ورجال التعليم، قام بإرسال "الاستدعاء" الثاني والثالث، وبعدها باستفسار إلى مدراء المجموعات المدرسية، جاء فيه، "نظرا للغياب المتكرر الغير المبرر لرجال التعليم العاملين تحت إمرتكم عن حصة تدريب رؤساء مكاتب التصويت ونوابهم للمرة الثانية على التوالي(…) خصوصا وأن هذه التداريب تعتبر ضرورية لرجال ونساء قطاع التعليم في مواجهة تحديات الاستحقاقات الجماعية…"، ويضيف القائد في "الاستفسار":" يشرفني أن أطلب منكم موافاتي على وجه الاستعجال بتوضيحات فردية مبررة على هذا الغياب".
وهكذا سمح القائد لنفسه بتوجيه أوامره لإغلاق المدارس مرتين في الأسبوع طيلة شهرين، دون الانتباه لما يتطلبه ذلك من تأخر في تنفيذ البرنامج الدراسي، بل ولم يفكر في توفير وسائل التنقل لكل هؤلاء المدرسين أو تعويضا عن ذلك، علما أن المدارس مشتتة في عدد من القرى، وكل مدرس أو مدرسة يتنقل من جهات مختلفة إلى مقر العمل في صعوبات يومية بالغة، ورجال التعليم المشاركون في دورات انتخابية سابقة على بينة من الصعوبات والخطورة التي تكتنفها، من ضمنها عدم توفير النقل والإيواء المناسبين، وبدون تعويضات تشمل كل الأتعاب بما في ذلك ما يسمى بالتدريب، علما أن المدرس نائب رئيس المكتب قد لا يحصل في الغالب على أي شيء رغم حضوره المستمر وقيامه بنفس المهام، وأخيرا هذا القائد قد سبق كل زملائه في هذه "الاستدعاءات" وهذه الإجراءات! فهل توافق وزارة التربية الوطنية على كل هذه الأيام المنتظرة من غياب المدرسين؟ وهل فكر القائد في المعاناة الإضافية التي سيضيفها إلى موظفين يتحملون مشاقا يومية لا تعد دون أن يسعى لمساعدتهم على ذلك؟ هل يعتقد أن كل المدرسين يتوفرون على سيارة المصلحة ببنزينها كما هو عليه الوضع بالنسبة له هو؟ لماذا لا توفر وزارة الداخلية المشرفة على الانتخابات كل المتطلبات المادية والبشرية لكل استحقاق انتخابي دون مثل هذه "الجرجرة" والتهديدات التي توجه للمدرسين؟ بل يمكنها أن تمنح تعويضات مغرية لمن رغب في تقديم المساعدة وحينها قد تجد من يشارك بطواعية، أما إهمال التلاميذ لفترة طويلة فهذا لا مبرر له على الإطلاق.