الأحد، 6 سبتمبر 2009

الــــــــمــــــــجـــــــنــون الجـــــــــــــمــــــيـــــــــــــل



الــــــــمــــــــجـــــــنــون الجـــــــــــــمــــــيـــــــــــــل

 
محمد رحو

 
يحتشد حوله الأطفال
ليحكي لهم
عن سيرة عاشق القمر
عن رحلة اغترابه المدهشة
بين أحراش ليل البلاد
بحثا عن نجمة زرقاء 
تجدد لون السفر
لمعنى الفرح بالحياة
بعد انكسار الحلم 
وانطفاء قنديل الصور 
الأطفال الذين تحرص الأمهات
على منعهم من الدنو
من كوخه الجلي حد الشبهة!
***
قبل أن يولد الأطفال
قبل أن يبارحوا أحضان الأمهات
ليكتشفوا سحنة الساحة الغبراء
قبل أن يركضوا خلف كرة لعينة
لطمته أكثر من مرة
ليمرغهم في وحل اللعنات!
كان هنا
يترقب عربة بائع الخضار
ليمنحه بضع حبات
من طماطم أو بطاطس أو بصل!
***
هو المجنون الجميل 
يستحضر أشياء غامضة
فيبكي
ثم يستحضر أشياء غامضة
فيضحك!
***
حين يكون مزاجه رائقا
يحكي لأصدقائه الأطفال
عن عصفورة جميلة
مدى الخريف يراها
تغرد حلم الأجيال 
ليختم الحكاية
بأغنية جميلة
وحده يبدع رؤياها!
***
الشرطة لا تأبه بوجوده
وهو لا يبالي ب"الواشمة"*
كلما رآها تطارد 
مقامري الحي أو مخمريه
يقهقه عاليا
حد أن يستلقي على قفاه!
***
هو المجنون الجميل
كفضيحة ترج برج الأخلاق
كالحقيقة يخرج عاريا
غير معني بتواطؤ قمئ 
بين حضيض الصمت و قمم الحذلقة!
غير عابئ بما ارتضى الناس
من طقوس تخشى الخلخلة!


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
* تسمية أطلقتها شبيبة السبعينيات
على سيارة الشرطة في المغرب!
ـــــــــــــــــــــــــ
المدونة: خص الشاعر الأستاذ محمد رحو مدونة سيدي سليمان بهذه القصيدة