الثلاثاء، 24 نوفمبر 2009

فيروس الزوكام المميت يتوسع في فرنسا ويتحول في النرويج وشكوك حول قدرة المغرب على المواجهة


فيروس الزوكام المميت يتوسع في فرنسا ويتحول في النرويج وشكوك حول قدرة المغرب على المواجهة 
اكتشفت النرويج تحولا في البنية الجينية لفيروس A/H1N1 ، ليصبح أكثر شراسة وفتكا بضحاياه، وقد توفي اثنان من ثلاثة أصيبوا به، ويهجم الفيروس على الجهاز التنفسي ويقضي الضحية بسكتة قلبية، وهو ما يعني عدم فعالية التمنيع الجار به العمل الآن في العالم بأسره، غير أن هناك من له رأي آخر، فالخبير في مجال الفيروسات وعضو لجنة مواجهة الأنفلونزا بفرنساJean-Claude Manuguerra يرى بأن الفيروس مازال محافظا على بنيته الجينية الأساسية وليس فيه تحولا تاما، وليس من خيار آخر متوفرا غير استعمال المركب التمنيعي الحالي، وقد عرض ليلة الاثنين 23 نونبر برنامج  C Dans L’aire على القناة الخامسة الفرنسية ربورتاج في حلقة مخصصة للزكام القاتل A/H1N1 ظهر فيه الفرنسيون ينتظرون دورهم في صفوف طويلة من أجل تلقي حصتهم من التمنيع، ومنهم من يقضي ثلاث سعات انتظار! وقد أرجع مختص مشارك في الحلقة التلفزية المذكورة ذلك إلى قلة المراكز المعنية وضرورة توثيق الحالات، وقد سبق لوزيرة الصحة الفرنسية أن تقدمت بنداء تدعو فيه مواطنيها إلى التمنيع (التلقيح). علما أن هناك دعوات أخرى تحث على الامتناع عن تلقي التمنيع، ويتم حاليا توزيع رأي عبر الانترنيت ينسب لوزيرة الصحية النرويجية تشكك في جدواه أصلا بل وترى فيه خطرا مستقبليا على صحة من يتلقاه.  
قبل أسبوع أغلقت 50 مؤسسة تعليمة أبوابها في وجه التلاميذ والمدرسين بفرنسا، ليرتفع الرقم إلى 250 بسبب انتشار الأنفلونزا، وقد ذكرت مديرة إحدى المؤسسات التعليمية أنهم يوقفون الدراسة بعدما تصل نسبة المرضى ما بين 20%و25% ، وأضاف مدير آخر أنهم أعدوا دروسا وتمارين ترسل إلى التلاميذ في بيوتهم عبر الانترنيت، ولن يتعدى إغلاق هذه المؤسسات خمسة أيام في الغالب. أما في المغرب فقد وزعت مثلا الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الغرب الشراردة بني احسن مذكرة تحمل تاريخ 17 نونبر الحالي، تدعو إلى تمنيع الحالات التي يهددها الفيروس، مكررة ما صدر عن الجهات الصحية، دون إضافة، خاصة عن التمنيع والجهة التي ستمنحه أو توفره. وقد ذكرت وسائل الإعلام في الأسبوع المنصرم أن هناك تأخرا في تحصيل المغرب على حصة من ذلك، منذ انقضاء ما بحوزته، أعطي للحجاج المغاربة. وقد قامت وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي بالدعوة إلى حملة "أياد نظيفة"، ووزعت بعض وسائل التنظيف.

"أياد نظيفة" في مدارس العالم القروي حيث لاماء ولا مرافق صحية!
من الفئات الأكثر عرضة للمخاطر جراء إصابتها بالوباء الأطفال والشباب أقل من 20 سنة، والنساء الحوامل، والمسنين بعد 65 سنة، وهناك حالات أخرى كذلك مهددة، منها المرضى بالسكري ومن لديهم مشاكل تنفسية كالربو، ومن لهم ضعف في المناعة عموما، بالإضافة إلى المدخنين… وأضاف أحد الدكاترة المشاركين في البرنامج قائلا إن الفيروس سيظل يمثل خطرا إلى نهاية مارس، كما أن نفس الفيروس سيعود السنة المقبلة.
  ومن المرتقب أن تعرف المستشفيات الفرنسية في الأيام المقبلة ضغطا شديدا، من خلال استقبال المرضى الأكثر معاناة، مما يطرح مشكل القدرة الاستيعابية، لهذا ارتفعت الدعوات للتمنيع قبل حلول عطلة رأس السنة الميلادية.
ذكر طبيب مختص في الحلقة المتلفزة أن الساعات الأولى للإصابة بالفيروس تعتبر جد حرجة بالنسبة لما سيأتي بعد ذلك، ونصح كل من يحس بارتفاع درجة حرارة جسمه أن يعجل بزيارة الطبيب، وهو من سيحدد طبيعة المشكل الصحي، وغالبا ما توصف مضادات حيوية تساعد على العلاج. 
من علامات الإصابة بفيروس الزكام A/H1N1ارتفاع درجة حرارة الجسم، السعال، سيلان انفي، التهاب أو ألم في الصدر والمسالك التنفسية، عياء، وقد يصاحب ذلك قي ومغص في البطن…
وإذا كانت حالة المريض عادية ولا تدعو إلى بقائه تحت العناية في المستشفى، فيلزمه راحة وعدم ذهابه للعمل، وتجنب نقل العدوى إلى آخرين، والمكوث في غرفة متهوية، وتناول مضادات حيوية يصفها الطبيب، وشرب السوائل خاصة الساخن منها، وتناول أغذية متنوعة بما فيها الفواكه والبروتينات.
إن المواطن المغربي يجد نفسه في حيرة من أمره، هل يبحث عن التمنيع ويستعمله،  وأين سيجد ذلك، ومن جهة أخرى هل يصدق الأصوات التي تشكك في مصداقية التمنيع.