توصلنا من صديقنا مصطفى خداد بنصين للقراءة والـتأمل: تفاح الفقراء، وسؤال حولني حمارا.
تـــــــــــــفاح الفــقــــــراء
مصطفى خداد (*)
سأل مجنون من مجانين هذا العصر ويدعى مصطفى خداد، وقد كان واليا تم عزْله في عهد الخليفة المعتز بنفسه إثر حديث له عن المنطق، سأل طفلا مغربيا عما إذا كان يعرف الفواكه، فأجاب الطفل أنه يعرف التفاح فقط ، فطلب منه الوالي سابقا، أن يصف له تفاح بيتهم فكان أن أجاب الطفل بأبيات شعرية موزونة وكانت:
تـــفــاح بيــــتنا قــديــم
مذاقــه في فمنا عــديــم
غطـــاؤه كأنــه لكيــــــم
حــشاشه كـــأنـه نــديــم
تـــفاح بـــيــتــنا قــديــم
يقـولها مستـــكبر لئيــم
ولكن لبلادة وغباء هذا الوالي، تعذر عليه فهم مقصد الطفل، فطلب استفسارا فكان للطفل أن أجاب بالشعر أيضا لكن بالمنثور هذه المرة، فقال:
سألت أبي ذات يوم:
أيا أبي
هل التفاح رخيص؟
لم يجبني و كأنه خريص
عاودته أختي الصغيرة:
أيا أبي هل التفاح غالي؟
فأجاب الوالد:
ابنتي إلى حضني تعالي
سألت الأب والأخت معا
أيا أبي هل التفاح غال أم رخيص؟
أجابني:
تفاحكم هذا لم أشتره
تفاحكم هذا لم أشتهه
تفاحنا هذا لبائع "الصوصيص".
لقد وجدته على الرصيف
لا تسأل،
فتفاحنا دائما فوق الرصيف.
لم يفهم الوالي بعدُ قصد الطفل، لكنه أدخل يده في جيبه، وأخرج درهما، ففكر قليلا، ثم أعاد درهمه إلى جيبه وانصرف.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال حولني حمارا
مصطفى خداد
في ندوة صحفية…
سألت وزيرا
فلم يفهم سؤالي
نظر لي الزملاء من الصحفيين باحتقار
فأعدت صياغة السؤال لسيادته
فلم يفهم سؤالي
هتفوا لي :"أفصح عما وراء الستار؟"
فأخذت أفسر سؤالي للوزير
فلم يفهم سؤالي
فهددوني بطردي من القاعة لو حدث تكرار
فتفاديت التكرار للوزير
فلم يفهم سؤالي
نظروا إلي ونظرت إليهم وأنا محتار
فهمسوا لي: هل تريد أن ينعتك الوزير بأنك حمار؟
و أجبت بأني فعلا حمار
و اعتذرت للوزير ولم يتقبل الاعتذار
بعدها بيومين…
وجدت سيارة في الانتظار
أخذوني إلى المخفر للاستجواب والاستفسار
فأرغموني على أن أقول إني حمار
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) قاص و كاتب صحفي من إيطالي