الأحد، 4 أبريل 2010

قافلة حقوقية لشق جدار الصمت المفروض على منطقة الغرب


قافلة حقوقية لشق جدار الصمت المفروض على منطقة الغرب
 
مشهد من منطقة الغرب حيث تحولت إلى بحيرة متحركة تجرف مياهها كل شيء
القنيطرة: حميد هيمة
انتظم فرعا المنظمة والجمعية المغربيتين لحقوق الإنسان بالقنيطرة، يومه الأحد 28/03/2010، في قافلة حقوقية للتضامن وتقديم الدعم المعنوي للمنكوبين جراء الفيضانات التي اجتاحت المنطقة مؤخرا.
انطلقت القافلة الحقوقية، التي ضمت نشطاء الهيئتين وفعاليات إعلامية وسياسية، في الساعة التاسعة والنصف صباحا من مدينة القنيطرة. وتقرر، في برنامج القافلة، التوقف أولا في ملجأ أولاد اسلامة ثم الجماعة القروية للمكرن فملجأ سيدي علال التازي. لكن الإجراءات الاستباقية  للسلطة، المسكونة بالهواجس الأمنية، فرضت بعض التعديلات على البرنامج العام.
- ملجأ " غوانتنامو ":
انتظرت قافلة التضامن في ملجأ " أولاد اسلامة " مفاجأة غير سارة، عندما أشهرت قوات الأمن المرابطة هناك " قرار " منع الحقوقيين من الولوج إلى المخيم. ومحاصرة المنكوبين من التواصل مع  نشطاء القافلة والإعلاميين الذين عبروا عن استهجانهم واستنكارهم  لهذا القرار الأمني الغريب القاضي ب " محاصرة " الجمعيات الحقوقية ومنعها من التواصل مع المتضررين. ورفع المشاركون في القافلة عدة شعارات تدين هذا السلوك المخزني غير المفهوم، بتعبير عضو هيأة حقوقية مشاركة. من جانب أخر ردد منكوبو المخيم شعارات تستنكر " عسكرة " المخيم. وفي تصريحات متطابقة اشتكت فعاليات جمعوية نشيطة بالمنطقة من ارتفاع منسوب الهاجس الأمني للسلطات، ومحاصرتها للعمل الجمعوي الذي يروم تقديم المساعدة والدعم للمنكوبين. ووصف ناشط حقوقي  "عسكرة و محاصرة " الملجأ بمعتقل " غونتنامو ".
الجماعة القروية للمكرن : بؤرة الكارثة.
" لن يحل هذا التعاطي غير الودي للسلطة مع القافلة، يقول ناشط حقوقي، دون استيفاء باقي عناصر البرنامج الذي سطرته القافلة ". التي اتجهت إلى الجماعة القروية للمكرن التابعة لنفوذ إقليم القنيطرة.
كل شيء، المجال والإنسان،  يوحي بأن المنطقة خارجة للتو من حرب ضروس. الحرب التي أعلنتها مياه نهر سبو وروافده، بتواطؤ مع سياسة " التهميش والإقصاء " على المنطقة؛ مخلفة خسائر مادية فادحة وأثار نفسية عميقة على الأطفال والنساء والشيوخ … الخ.
قرية تفتقر لكل شيء إلا لمظاهر الكآبة التي تؤثث كل الفضاءات، الشعور بالحزن والغبن الذي ارتسم على تقاسيم وجوه ساكنة فقدت موارد عيشها، كما فقدت ثقتها في الوعود الانتخابية التي جرفتها مياه السيول الغاضبة، تقول شابة مشاركة في القافلة التضامنية.
في شهادات مؤثرة لنساء قرويات غالبتهن الطبيعة، أكدن أنهن فقدن الأفرشة والممتلكات المنزلية، نفوق المواشي، ضياع المحاصيل الزراعية،،، وما يحز في نفوسهن هوغياب أية إمكانية لمارسة أنشطة زراعية ربيعية بسبب الافتقار للبذور وعدم اجتفاف الحقول من المياه،،، وغيابت، إلى حدود الآن، مساعدات الدولة.  فيما تحدث " ع-ح "، وهو رجل مسن، بمرارة عن تغليب السلطات للهاجس الأمني عوض بلورة مقاربة تنموية تكفل للسكان الحد الأدنى من العيش الكريم، العيش الذي تحول إلى حلم في منطقة الغرب ومن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، يصرح شاب حاز على نصيب من التعليم. 
- مواقف و مطالب حقوقية:
أعلنت  كلمة القافلة الحقوقية عن تضامنها العميق مع المنكوبين في محنتهم العصيبة التي يؤدي ثمنها الأطفال والنساء والشيوخ… كما طالبت برفع الصوت عاليا ضد السياسات الرسمية التي حكمت على المنطقة بالإقصاء والتهميش… من خلال هشاشة البنيات التحتية ورفض الحكومة إعلان المنطقة منطقة منكوبة مع ما يقتضي ذلك من إجراءات استعجالية، وشددت الكلمة المشار إليها على ضرورة الإعلان عن ذلك، وتحمل الدولة مسؤوليتها في بلورة مشاريع تنموية مندمجة قادرة على رفع كل أشكال القهر والإقصاء الممارس على المنطقة، التي لم يشفع لها  غناها الطبيعي في أن تحتل الرتب المناسبة في مؤشرات التنمية البشرية.
ـــــــــــــــــــــــــــ
توصلت المدونة بالموضوع من كاتبه حميد هيمة، وقد سبق أن نشرت كذلك "الوطن الآن" عدد 377