الحلزون يساهم في إنعاش الاقتصاد !
حلزون من منطقة الغرب نجا من الفيضانات لكنه لن ينجو من الطنجرة
اقتصاد البابوش/الحلزون: في هذه الأيام يلعب البابوش دورا حيويا في اقتصاد منطقة الغرب بعدما اكتسحت مياه الفيضانات أغلب المزروعات، فترى عددا من النساء والأطفال يجوبون الحقول المعشوشبة لجمع الحلزون، يباع لدى من يجمعه ب3 دراهم للكيلو كمعدل، منه ما يخزن بطرق خاصة، ومنه ما يحول إلى مدن مختلفة، ليتحول إلى وجبة عليها إقبال كبير، وتقتنيه حتى بعض الفنادق الكبرى، ويقال أنه يصدر كذلك إلى الخارج، وهكذا تحول هذا الكائن الوديع إلى مصدر رزق وإلى جالب للعملة الصعبة، وإلى أكلة لذيذة خاصة لما تخلط بعطور ونباتات مختلفة، بل حتى بلولو (البلول=الماء الذي يطبخ فيه) تجد عليه إقبالا كبيرا، فترى الرجل أو المرأة عندما يكمل الحصة القليلة التي اقتناها بثمن مرتفع، يطلب من البائع "شوية ديال البلول !"، قد يتغيب التلاميذ في العالم القروي ولما يسأل عنه الأستاذ، يقال:"مشى يلقط البابوش"، ولا عجب في ذلك، فأمام قلة الموارد، قد يجمع طفل أو بنت ما بين 15 و30 درهم من خلال جمع البابوش في صبحية واحدة، وقد تجمع سيدة مقدارا من النقود خلال أيام من "العمل"، ما يجعلها تقتني بعض الحاجيات الضرورة، ككسوة بسيطة من السوق الأسبوعي لها أو لأحد أولادها أو بناتها… وهكذا تتحقق المقولة المأثورة" إن باستهلاككم للمنتوجات الوطنية تساهمون في اقتصاد البلاد"… لكن لا أحد يهمه ما قد يكون في خلايا هذه "الضحية" من سموم، خاصة عندما تلتقط أعشابا من حقول أو ضيعات بها مبيدات فلاحية، بل ولم نسمع أن جهازا رسميا يفترض أنه يهتم بصحة المواطنين، أجرى بحوثا علمية عن الترسبات التي يمكن أن تكون قد وقعت بجينات شعب الحلزون جراء تعرضه للسموم السالف ذكرها…
ورغم كل ما قد يقال إنه تخويف من أكلة تجد إقبالا منقطعا، وبالتالي ضرب "الاقتصاد الوطني"، لا يسعنا سوى أن ننوه بكل حلزون، فهو على الأقل قد أوجد فرصا كثيرة للشغل.