‏إظهار الرسائل ذات التسميات مجتمع. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مجتمع. إظهار كافة الرسائل

السبت، 5 نوفمبر 2011

في ذكرى رفيقي الحسين الإدريسي


  في ذكرى رفيقي الحسين الإدريسي


عبد الإله الأنصاري:
ها قد حلت الذكرى من بوابة المجد وعنفوان الاستشهاد، رفيق الدرب نحن هنا مع الأشجار واقفون نزرع الأرض خصبا ونشم رائحتك في عطرها.
عبقة رائحة الشهداء والمناضلين الشرفاء، لا موت للحياة ولا حياة للموت، تمر أسراب الجراد وتسقط الأوراق الصفراء تباعا لكي تلهو بها العواصف وتظل الجذوع أوتادا لتلك الأرض التي زغردت يوم 25 نونبر وهي تظم إلى صدرها رفيقنا القدير الحسين الإدريسي.
عندما تملأ المظاهرات الشوارع، و يرتفع صوت الحناجر، تسير في مقدمة الصفوف وتردد الشعارات الثورية والمطلبية، وتستنهض الهمم بحماسك الجياش.
رفيقي الرائع، ما أشبه الأمس باليوم، ماتزال على عهد الوفاء والنضال بجانبنا ضد الفساد والاستبداد في ريعان الربيع العربي، نراك أكثر إصرارا على المشاركة في نسختين وأكثر.
واليوم يذكر كل الرفاق الحسين الإدريسي، فهو من بين هؤلاء الحكماء والمناضلين الشرفاء الذين لا يموتون أبدا، وذكراه ستظل حية على الدوام، مناضلا ديموقراطيا تقدميا، كسب احترام كل الفصائل السياسية بمواقفه المبدئية وبإرادته القوية وتواصله الرصين، وخاصة بحرصه على الفعل في الواقع بعيدا عن الشعارات الجوفاء و قريبا من هموم الحي والمدينة والوطن.
ـــــــــ
 توفي الفقيد الحسين الإدريسي يوم الأربعاء 24 نونبر 2010، لمتابعة:

السبت، 26 فبراير 2011

سيدي سليمان تودع الفنان عبد القادر عبيث


 سيدي سليمان تودع الفنان عبد القادر عبيث
  


في حشد مهيب وري اليوم الجمعة 25 فبراير جثمان الفقيد عبد القادر عبيث الثرى في مقبرة سيدي سليمان، وذلك بعد صلاة العصر، لقد هبت أعداد غفيرة من ساكنة سيدي سليمان لتوديع الشاب الفقيد الفنان عبد القادر ابن حي بام، بل ابن سيدي سليمان كافة، شاب يشهد له الجميع بالخلق الرفيع، فنان وقف إلى جانب زميله ورفيقه ياسين في الكوميديا الهادفة والمشرقة ، وقفا معا ليثيرا إعجاب الجمهور المغربي بسكيتشات راقية، من حيث صدق الكلمة ورفعتها، ورونق الصورة الفنية المصاحبة لكل عمل فني قدماه، والصورة التي حاولا باستمرار ترسيخها عن فنهما رغم قصر التجربة، وقلة فرص الظهور للجمهور، الجمهور الذي أحس أن "منتوجهما" الفني ليس له تمن، لأنه نابع من القلب والعقل والوجدان .. تبع عبد القادر إلى مثواه الأخير فئات اجتماعية مختلفة ومن أعمار متفاوتة، من الجنسين معا، رغم الحضور الملفت للشباب، وإصرار حتى التلاميذ والتلميذات بأعداد كبيرة وبثقل محفظاتهم الدراسية، لقد جاؤوا للتو من أقسامهم متشبثين بحقهم في الحضور والمتابعة،  وقد ملؤوا المقبرة ومحيطها من أجل توديع عبد القادر الذي لم يرحل، لم يرحل لأنه ترك نموذج حياة، ونموذج تحدي كل الصعاب، من أجل تأكيد الذات، ووضع بصمة الفن الرفيع،  عبد القادر لا ينحدر من مدينة"مركزية" كالدار البيضاء أو الرباط،  لم تتح له الفرص والإمكانيات التي قد يحصل عليها آخرون، ولكنه وصل إلى قمة "كوميديا" 2010، وتربع على قلوب آلاف المغاربة مع رفيقه ياسين…
لحظة توديع الفقيد بمقبرة سيدي سليمان

 بكت اليوم كما شاهدت ذلك بالمقبرة عيون حزينة، سبق وأن أبكيتها بالضحك الهادف، نعم، لم تثر أنت وياسين في اسكتشاتكما ضحكا رخيصا يكون موضوعه الفقراء أو الصراع المفتعل بين القروي والمديني (كما يفعل آخرون)، بل تحدثتما عن "مجتمع الحداثة" وتناقضاته، عن التلوث وميكا الكحلة وعن القطار ومواعيده الغريبة، وعن التعليم وعن سيدي سليمان الغارقة في "العكز" (العجز والتخادل) وتفرج بعض سكانها دون اكتراث أو رد فعل عن سلوكيات غير مناسبة..
إنها رسالة للمشاركة، للفعل للمساهمة، لعدم الانحصار في زاوية التفرج…  ولكن الأعظم أن ذلك كان بلغة راقية لا تجرح أحدا، ولا تحرج أحدا،  ولا "تسيل دما من دمل" وصلت إلى تعفن يصعب استحماله..
لقد نجحت يا عبد القادر في استمالة كل هذه القلوب التي تبعتك اليوم..
نجحت في إضحاكنا على هم إذا كثر يضحك كما قال أجدادنا..
نجحت يا عبد القادر في نيل اعتراف كوكبة من الفنانين المغاربة، وقد جعلوا اليوم سيدي سليمان قبلتهم لتوديعك..
نجحت في جعل جنازتك شهادة حب بليغة من شباب المدينة نحوك ونحو فنك الرفيع، ونحو روحك المرحة والطيبة..
استمر يا شباب على شاكلة عبد القادر في نيل المنى عبر تحدي الصعاب.
استمر يا ياسين في حمل المشعل، روح عبد القادر معك، استمر إننا ننتظرك في أقرب منعرج.
استمري يا أسرة عبد القادر الكريمة في الصبر والتحمل، لقد افتقدنا كلنا شابا فنانا في ريعان عطائه…
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ 
المدونة: نظرا لتزامن دفن الفقيد عبد القادر مع موعد دفن أم رفينا أحمد المصمودي لم نستطع أن نكون في مكانين مختلفين في نفس الوقت

الجمعة، 25 فبراير 2011

الكوميدي عبد القادر عبيث في ذمة الله


الكوميدي عبد القادر عبيث في ذمة الله
المرحوم عبد القادر عبيث
الصورة في ملك مدونة سيدي سليمان 
انتقل إلى عفو الله الكوميدي عبد القادر عبيث يومه الخميس 24 فبراير بمكناس، بعدما كان قد تعرض لحادثة سير قبل أيام قرب مدينة فاس، وكان قد أصيب في رأسه حسب إفادة أخيه بنعيسى، ودخل المرحوم في غيوببة جراء الحادثة المشار إليها.
عبد القادر عبيث معروف بطيبوته وخلقة، وكان قد فاز رفقة صديقه ياسين بالجائزة الأولى من خلال مشاركتهما في برنامج “كوميديا” الذي دأبت على تقديمه القناة الأولى.
تتقدم مدونة سيدي سليمان بأحر التعازي في وفاة أحد أبناء سيدي سليمان البررة إلى أسرته الصغيرة، وإلى كافة أصدقائه ومحبيه وعشاق فنه.
“إنا لله وإنا إليه راجعون”   

الأحد، 19 ديسمبر 2010

تنظيم أربعينة الفقيد الحسين الإدريسي يوم الأحد ثاني يناير 2011 بقاعة بغداد سيدي سليمان، احتفاء بروح مناضل أعطى الكثير من كل ما يملك، من جهده وفكره وحريته … لصالح وطنه وشعبه..(الدعوة عامة)


 تنظيم أربعينة الفقيد الحسين الإدريسي يوم الأحد  ثاني يناير 2011 بقاعة بغداد سيدي سليمان، احتفاء بروح مناضل أعطى الكثير من كل ما يملك، من جهده وفكره وحريته … لصالح وطنه وشعبه..(الدعوة عامة)
  
  
لمتابعة مراسيم التشييع انقرهــــنــــا
 

السبت، 27 نوفمبر 2010

أهلا بالموت في حضرة شيخها إلى روح العزيز الحسين الإدريسي


أهلا بالموت في حضرة شيخها
إلى روح العزيز الحسين الإدريسي
الفقيد الحسين الإدريسي أثناء حفل التكريم (14 نونبر 2010)وخلفه محمد صولة


محمد صولة  
وماذا بعد؟
لا أظن أنني سأجد مساحة مناسبة أزرع فيها بعضا من زهيرات برية خبأتها لهذا اليوم، وما من شك في أن المطر هو الآخر سيروي تربتي غدا، عندما أيقنت ـ ذات لحظة ـ أني لا محالة إلى زوال، ومع ذلك سأبذل قصارى جهدي لأكون عند حسن ظن العزيز الحاضر في خبز البسطاء والغائب عن لغط  الموتى الأحياء، ولأنني لا أريد أن أترك الجزء الذي جزئ مني خلسة، سأحاول أن أفتح صدري قليلا لأنفث من خلاله ما يساورني من لواعج، هكذا، أرى العزيزالحسين الإدريسي ينهض من رماده كالعنقاء، مشيرا بيده إلى النصر، وهو حتما قادم، في تكريمه كان قويا، وفي مرضه كان الأقوى، لما زرته بعد عيد الأضحى بيومين في منزله العامر، في يوم الجمعة بالضبط، خشيت أن أثقل عليه، لكنه استقبلني كعادته، سألني عن الأصدقاء وحقوق الإنسان، على الرغم من أني في بعض الأمور لا أعرفها، وسألني عن كل شيء، شدني من يدي بقوة وقال: يا  ربي ترحمنا يا ربي ترحمنا، سكت وقال ثانية: الله يلعن بو الدنيا، كنت أحس أني أضيع وسط بركة ماحقة لا قرار لها، تذكرت لقاءاتنا في النادي السينمائي وبعض الأنشطة الثقافية في دار الشباب بسيدي سليمان، وخارج المدينة في تازة، وتطوان، ومرتيل، وشفشاون، والرباط، وسطات، وسيدي قاسم، ومكناس، وأماكن أخرى، تذكرت السينما والمسرح والشعر والعمل الجمعوي والسياسة، تذكرت النقابة والحزب والاعتقال لمدة خمس سنوات، وتذكرت أصدقاءه الكثيرين الطيبين.
أنا أسكن في بلوك44 وهو في بلوك 45، لا تفصلنا عن بعضنا البعض إلا منازل قليلة، جاء معي ذات يوم ورأى منزلي وهنأني، ولما تزوجت في1991، قال لي: الآن أصبحت كاملا يا شباب، في طريقنا الوحيدة حيث نسكن، نتناوش ونتنابز، ألقاه أو أصادفه عند ياسر أمام باب صيدليته أو في داخلها فأحييه، أو عند سليمان الخضار أو عند مصطفى البقال، نتجاذب أطراف الحديث هنا وهناك ثم نتوادع، لما كانت له سيارة كنت أركب معه، ومعي أنا أيضا أركبه إلى مقر حزبه ، أو إلى المقهى الذي يحتضن سلالته، كنت أرى فيه أستاذا نموذجيا وتلميذا نشيطا بامتياز، يتأبط محفظته ويسافر بها إلى أقصى ما يمكنه أن يكون السفر، يصغي عندما يتكلم أحد، ويتدخل وقت التدخل مناقشا ومحللا، يترك بصمته في كل مكان يتواجد فيه، في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، في النادي السينمائي، في التجمعات السياسية والاجتماعية والثقافية، مع المعطلين، في ودادية حومته، مع التلاميذ أو الأساتذة، هذا ما سمعته عن رجل أكن له كل الاحترام والتقدير، ولا يمكن لأحد إلا أن يقول فيه: طوبى لإنسان أبيض رحل ومعه كل هذا الحب للجميع بدون استثناء، فانهض أيها العزيز لتر الذين يمشون معك إلى مثواك الأخير، صورتك وعلم فلسطين وكلمات الله تغطي فضاء الطريق، من مسجد الهدى إلى المقبرة، حيث كنت شامخا وجميلا، جعلت الجميع يحس بإنسانيته، لا فرق بين هذا وذاك، هكذا كنت وستزال في أذهاننا، نحن الذين عايشناك وتعلمنا منك كيف نهتم بالأشياء الصغيرة التي تؤسس هذا الذي رأيناه في رحيلك.   
جاء في الحديث القدسي عن الرسول صلى الله عليه وسلم: من فزع نفسه بالموت هانت عليه الدنيا.
وجاء عن أمير المؤمنين عليه السلام: إن للمرء المسلم ثلاثة أخلاء، فخليل يقول له: أنا معك حيا أو ميتا وهو علمه، وخليل يقول له: أنا معك حتى تموت وهو ماله، وإذا مات صار للورثة، وخليل يقول له: أنا معك إلى باب قبرك فأخليك وهو ولده .( المعاني 69 الباب 59) .
وقال عز وجل: كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة .(الأنبياء
35).
وقال ناظم الزرجاوي:
لو كان مجيئي باختياري ما جئت… ولو كانت صيرورتي بأمري ما صرت
وقال قيس بن الخطيم:
أرى الموت لا يرعى على ذي قرابة… وإن كان في الدنيا عزيزا بمقعد
وأنا أبحث وجدت أعرابيا يقول في الموت:
في السابقين الأولين من القرون لنا البصائر
لما رأيت موارد للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها يمضي الأكابر والأصاغر
أيقنت أني لا محالة حيث سار القوم سائر
وقال شاعر:
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته… حتما على آلة حدباء محمول
فإذا حملت إلى القبور جنازة… فاعلم بأنك بعدها محمول.
فهل أوفي العزيز الحسين الإدريسي حقه هنا، لا أظن، وليسمح لي، لأني ربما أعرفه سينام وهو مطمئن البال، فهو الذي كان يجمعنا في حياته، وهو الذي جمعنا في مماته، وقد قيل: إن الناس في غفلة… فإذا ماتوا انتبهوا.
ومرحبا بالموت حبيب جاء بعد غياب كما سلك أنس بن مالك.

الوداع يا رفيقي الحسين… سنكمل مسيرتك من أجل الوطن الذي حلمت به


الوداع يا رفيقي الحسين… سنكمل مسيرتك من أجل الوطن الذي حلمت به
 


 محمد ياسر اكميرة 
الوداع يا رفيقي الحسين … إذا كنت قد رحلت عن جسدك وسلمت روحك لبارئها، فإنك لم ترحل عنا… إنك تعيش فينا… لازلت تلازمنا في حركاتنا وسكوننا كما كنت… لك الحق أن تغيب بعذر، أنت الذي لم تعتذر يوما عن الحضور الواعيوالمسؤول والمناضل، لك الحق أن تغمض جفنيك هنيهة قبل أن تستيقظ ثانية فينا لنكمل معك مسيرة النضال المرير… غيابك عنا فرصة لنا لم تتحها لنا لنقول لك شكرا لأنك لا تحب أن يشكرك أحد، لكن استحملني قليلا أيها الرفيقفلطالما استحملت الصعاب بهمة صامدة وبألم دفين كان أقصى تعبيرك عنه هو جمع أصابع يدك في قبضة قوية ترفعها عاليا ليستحيل الألم إلى وحدة… إلى قوة.. إلى شموخ… شكرا أيها الرفيق على كل دقيقة من الليالي الطوال التي سهرناها معا إلى بزوغ شمس اليوم الموالي مناقشين ومسطرين لبرامج عمل على مختلفالواجهات… شكرا لك على كل شبر من الكيلومترات الطوال التي قطعناها سويا لمساندة القضايا العادلة للمواطنين في مناطق عدة من ربوع الوطن الذي عشقته حتى الموت… شكرا لك على سهرك الليالي لتخط أوراقا وأفكارا ومشاريع تأتيني بها صباحا تطلعني عليها لتأخذ رأيي فيها أولا… تسحب من جيبك ورقة تلوالأخرى مخاطبا إياي: انظر يا رفيق هذه نزلت مع الثالثة صباحا وهذه مع الخامسة… فمتى كنت تنام أيها الرفيق؟؟؟؟ وبتواضعك المعهود كنت تقول لي هي فقط أفكار أولية يجب أن “نعجنها” معا، وبالفعل كنا “نعجنها” معا لساعات طوال قبل أن تصبح مشاريع أوراق، وورقات تقنية ومالية لأنشطة، وخطط عمل، وبيانات، ومقالات… الخ، شكرا لك على كل جرعة شاي أخضر ساخن سكبتها في كأسي كلما برد واقترب من النفاذ قائلا: سخن ألرفيق… شكرا لك على اهتمامك بتفاصيل حياة كل واحد من رفاقك وبأوضاعهم وبأحوالهم الصحية والاجتماعيةوقلقك عليهم، ولطالما كنت تهمس لي بذلك: الرفيق فلان عندو شي حاجة يجب أن ندعمه، حالة الرفيق فلان معاجبانيش هذه الأيام، الرفيق فلان ربما يجتاز صعوبات، يجب أن نقنع الرفيق فلان بزيارة الطبيب… مهما قلت يا رفيقي فلنأوفيك حقك من الشكر فاعذرني ونم مطمئنا، سنكمل مسيرتك من أجل الوطن الذي حلمت به لتحلق روحك فوقه بسلام… تصبح ونصبح على وطن يا رفيقي.

الخميس، 25 نوفمبر 2010

تشييع جثمان الفقيد الحسين الإدريسي في حشد مهيب مصطفى مفتاح يلقي كلمة التأبين


تشييع جثمان الفقيد الحسين الإدريسي في حشد مهيب 
مصطفى مفتاح يلقي كلمة التأبين
 

وري الثرى جثمان الفقيد الحسين الإدريسي بعد ظهر يومه الخميس 25 نونبر بمقبرة سيدي سليمان في حشد مهيب حضرته جموع عديدة من المودعين، في مقدمتهم ثلة من رفاقه من المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد ورفاق الفقيد في الحزب من سيدي سليمان ومناطق أخرى، ورفاقه في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والكنفدرالية الديمقراطية للشغل وزملاءه في مهنة التدريس وأقاربه ومعارفهوجيرانه 
لف جثمان الفقيد بالعلم الوطني ووضع نفس العلم على واجهة السيارة التي تقل جثمانه الطاهر، وتقدم الحشدَ الغفير الذي شارك في التشييع صورةٌ مكبرة للفقيد وعلمُ فلسطين. 
ألقى مصطفى مفتاح عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد كلمة تأبين جد مؤثرة اختلط أثناءها الدمع المتساقط من العيون بتراب الأرض التي استقبلت جثمان الفقيد… لم تكن ترى أثناء التشييع وبعده عير تبادل العناق بين مختلف المشاركين، الكل يعزي الكل، كل واحد يعتبر نفسه فقد أخا أو أستاذا أو رفيقا.. الجميع يردد "عزاؤنا واحد".. وعزاؤنا في خلفه ، ما تركه الفقيد الحسين الإدريسي من تراث نضالي وسلوك قويم في التضحية ونكران الذات. 
لوحظ حضور إبراهيم ياسين وعبد اللطيف اليوسفي ومصطفى مفتاح ومحمد بولامي ومصطفى مسداد وعائشة خمليش والمهدي لحلو ونبيلة منيب ومحمد العوني، وسامية عباد أندلوسي، ومحمد العيساوي… وهم من أعضاء المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد، ومناضلون آخرون كنجيب صابر وخالد رحيل وعلي بن الدين ومحمد الطايع وعبدالله خلوف وعبد الرحمان السملالي وأحمد حفار وخالد مروني وسعيد عبد الله صلاحو وأحمد دابة ومحمد أوهناوي ومحمد غفري ونعيمة لحلو.. والقائمة طويلة مما لا يسع ذكره..
ولوحظ في موكب التشييع ممثلون عن مختلف الهيئات السياسية والنقابية والجمعوية بسيدي سليمان، وكذلك أعضاء من المجلس البلدي ومواطنون مختلفون… 
وتتوارد عبارات التعازي والمواساة في فقدان الحسين الإدريسي كذلك عبر المواقع الاجتماعية بالانترنيت ننشر جزءا منها بمدونة سيدي سليمان.
 
لحظة مغادرة الدار 
عاليا، عاليا، دائما في الأعلى.. 
*********

مصطفى مفتاح يؤبن رفيق الدرب الفقيد الحسين الإدريسي  

أيها الرفيق، الحسين، الرائع البسيط، القريب من الناس، الباسم دوما، الواقف دوما جنب المواطنين.
يا حبيبنا، رفيقنا المناضل الراحل، رحلت عنا ونحن في أشد الحاجة إلى مثلك أيها الرائع البسيط الصامد في دفاعه عن اليسار وعن المواطنة. 
لم تنل منك سنون القمع والسجن، الخمسة الطوال، من "اغبيلة" إلى "المركز"، بقمعها بنضالها بصمودها… لم تنل منك عذابات الحياة، لم تنل منك، من عزيمتك الرائعة كل أسباب الإحباط والانهزام، لم ينل من معنويتك المرض اللعين، لعل آخر كلامك كان عن النضال، عن المسؤولية، عن الرفاق، عن العمل مع الناس..
كنت مدرسة نضالية متواضعة متوارية، لا تتوانى في الحضور الميداني بعيدا عن منصات الخطابة والمسؤوليات الفضفاضة… لم يمنعك المرض العضال من الانخراط الفاعل في التحضير لمؤتمر حزبك، لم يمنعك في أن تستمر حاملا هم الوطن حتى آخر رمق من حياتك، لماذا تذهب الآن وترحل عنا ونحن ما أحوجنا لمواطنتك ولرفقتك؟ لقربك العظيم من المواطنين البسطاء؟..
 أيها البسيط الرائع، لنا العزاء كل العزاء في أبنائك نبيل وإدريس وحياة وأميمية،  وفي زوجتك فاطمة، وكل رفاقك في هذا الفرع الرائع، وفي هذا الحزب العظيم، كل رفاقك في الحزب والجمعية والودادية، وغير ذلك من المجالات التي كنت دائما واقفا باسمها حتى آخر لحظات حياتك فيها.
 عزاؤنا في رفيقنا واحد.
يا أيتها الأرض الطيبة استقبلي هذه الروح الطاهرة… عليه الرحمات، عليه الرحمات… عزاؤنا واحد، والسلام.
***********
صور من لحظة التوديع 



الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

الحسين الإدريسي في ذمة الله:


الحسين الإدريسي في ذمة الله:
توفي مساء يومه الأربعاء 24 نونبر المرحوم الحسين الإدريسي بسيدي سليمان، عزاؤنا واحد في مناضل وإنسان افتقدناه جميعا. غالبا ستتم مراسيم الدفن في منتصف نهار غد الخميس.  

نعي الفقيد الحسين الإدريسي


نعي الفقيد الحسين الإدريسي
ينعي الحزب الاشتراكي الموحد بسيدي سليمان إلى عموم المناضلين والمواطنين وفاة المناضل الحسين الإدريسي مساء يوم الأربعاء 24 نونبر عن سن يناهز بقليل الستين، بعد مرض لم يمهله طويلا، وقد أجرى مؤخرا وفي زمن يسير عمليتين جراحيتين صعبتين لم تعطيا النتائج المرجوة..
تميز الحسين الإدريسي بصفات المناضل الصلب الذي لا يلين أمام الشدائد والإغراءات، فمنذ شبابه الأول انضم إلى رعيل المناضلين الأولين الحالمين بمغرب المساواة والعدالة والحرية.. وقد أدى ضريبة النضال والدفاع عن أفكاره عبر ما لقيه بدوره من أعوام اعتقال سياسي  ضمن ما يسمى بالسنوات الرصاص، وقد أضاف ذلك له صلابة وإيمانا بعدالة ما يطمح إليه، ليس بصفته كفرد، فقد كان يترفع عن ذلك، بل ما كان يشغله هو القضايا الجمعية التي تهم كافة المواطنين من الحق في العيش الكريم وفي دولة تسودها الديمقراطية.. لهذا ينخرط بتلقائية وتفان في كل عمل جماعي، بل يكون سباقا إلى ذلك عبر التأسيس والتنظيم والرعاية والإرشاد… انخرط بقوة ضمن حركة اليسار الجديد بالمغرب، والتحق بمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي منذ بداية تأسيسها، وتحمل مسؤوليات ضمن مكتب فرعها بسيدي سليمان، وكان دينامو الفريق المحرك والمنشط، ولن تنسى أجيال بسيدي سليمان "مدرسة المنظمة" وما كانت تقدمه من خدمات للتلاميذ والطلبة بالمدينة… الحسين الإدريسي كان دائما منخرطا في الفعل السياسي المنظم، من "حزب اليسار الموحد" إلى "الحزب الاشتراكي الموحد"، ضمن سيرورة نضالية مستمرة، هو أحد ثلاثة أعضاء حكماء هذا الحزب منذ مؤتمره الأخير، معروف عنه أنه يتكفل بالمهام الصعبة في أغلب الاجتماعات الحزبية وهي وضع تقرير مفصل لمختلف المداخلات.
 الفقيد الحسين الإدريسي كان  منتشيا قبل أيام أثناء حفل التكريم الذي أعدته على شرفه مجموعة من الإطارات التقدمية، هذا ما أكده بنفسه لكل من زاره في بيته، لقد أصر على حضور الحفل رغم تعبه وعيائه الواضحين، كأنه كان يرغب من وراء ذلك توديع الأصدقاء والرفاق وفضاء سيدي سليمان الذي خبره شبرا شبرا، كأنه كان يريد أن يلقي وصيته الأخيرة وهي أن يهتم المناضلون بعضهم ببعض ويتضامنوا في السراء والضراء.. ظل طول فترة التكريم يرفع يدا محييا وملوحا بشارة النصر. يا رفيقنا الحسين أنت وعطاؤك الضخم أكثر وأكبر من مجرد تكريم بسيط رغب أصدقاؤك أن يكون عربون محبة وعناق.. ولكن يا لسخرية الصدف كان بمثابة توديع لم يكن أحد يرغب فيه. الجميع تمنى لك طول العمل، لكن المنية لا تساوَم ولا تقاوَم. لكن تأكد يا رفيقنا أن البذور التي ساهمت في غرسها أينما حللت تزهر الآن وتينع وهي مشرئبة لتوديعك وشكرك على كل ما أعطيته دون أن تنال أنت شيئا.
لن نستطيع تعداد كل شيم الفقيد، ولن نقدر على إحصاء  كل عطاءاته وكل المواقع التي أشهر فيها نضاله مدافعا باستماتة واقفا ضد الظلم والاستبداد والتخلف والفراغ الثقافي والفكري.. ولعل جموع تلاميذه خير شاهد على تضحياته في مهنة التدريس حيث كان أستاذا لمادة الاجتماعيات قبل تقاعده منذ سنتين.. لعل دار الشباب بسيدي سليمان تشهد على كم من اجتماع أو نشاط ثقافي حضره وساهم فيه فقيدنا الحسين، لقد تحمل يوما المسؤولية الأولى في "جمعية مجلس الدار"، كان مهتما بالسينما حد الشغف والوله، ولعشقه هذا ولحرصه على "الأمانة" فقد تحمل مسؤولية الإشراف على مالية "الجامعية الوطنية للأندية السينمائية".. ولارتباطه بطموحات الجماهير الشعبية وحقوقها الأساسية، تحمل مسؤولية منسق "منسقية مناهضة الأسعار وتدني الخدمات العمومية"، ونظم رفقة رفاقه وقفات احتجاجية حضرها العشرات من المتضررين.. غادرنا الفقيد وهو يتحمل مسؤولية رئاسة الفرع المحلي بسيدي سليمان للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وهو عضو المجلس الوطني لجمعية "العقد العالمي للماء" وأحد أبرز المساهمين في مجموعة سيدي سليمان تحت لواء نفس الجمعية. الفقيد ترأس بحيه ودادية تعنى بشؤون الحي وسكانه. وتحمل المسؤولية في جمعية تنموية محلية بسوس حيث ساهم رفقة السكان ومعاونتهم على إخراج مشاريع إلى الوجود. هي جمعيات كثيرة انخرط فيها الفقيد أو ساهم في تأسيسها، وكان يؤمن بأن العمل الجماعي المنظم هو الكفيل بتحقيق المبتغى. 
عزاؤنا لأسرته الصغيرة، لزوجته فاطمة، ولنبيل وحياة وإدريس وأميمية، وكافة أقاربه… عزاؤنا لكل المناضلين والمناضلات، لكل معارف وأصدقاء الفقيد. لقد كنت يا رفيقنا العزيز نعم المناضل الميداني المرتبط بقضايا شعبه، والقريب جدا إلى قلوب الجميع والحريص على تفقد أحوالهم، فنم قرير العين، وأكيد أن كل رفاقك ورفيقاتك يترحمون عليك ويلتزمون بالسير على منوالك في النضال والصمود والوفاء.
 
 الحزب الاشتراكي الموحد
 سيدي سليمان

الثلاثاء، 16 نوفمبر 2010

عيادة المناضل الحسين الإدريسي في بيته



عيادة المناضل الحسين الإدريسي في بيته  
 
تتوالى الزيارات للرفيق الحسين الإدريسي من قبل أفراد من أسرته وأقاربه ورفاقه ومعارفه لبيته وكل مكان يحل فيه.. وقد كان منزله بسيدي سليمان يوم الأحد 14 نونبر على موعد مع عيادة الرفيق طريح الفراش من طرف وفد من المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد تتقدمه نبيلة منيب. وأعضاء آخرون كمصطفى مفتاح ونجيب صابر وعبد الرحمان السملالي ، ومن المجلس الوطني لنفس الحزب كعبد الرحمان السملالي ومن الرباط كمحمد أوهناوي من القنيطرة سعيد صلاحو وآخرون من ضمنهم شباب، ومن سيدي يحيى حميد هيمة ومن تمارة خالد رحيل. كما حضر أ حمد السعداني ممثلا عن المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان باعتبار أن الرفيق الحسين مناضل في هذه الجمعية الحقوقية ورئيس فرعها بسيدي سليمان..(الصورة) كما زاره في فترة الصباح المهدي لحلو رئيس جمعية أكمي المغرب وعضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد، وبعد عناقات حارة جالس الرفيق الحسين الجميع، ورغم تعبه فقد تحدث مع كل فرد من ضيوفه وناقش كعادته في كل ما طرح أمامه.. بحضور الإبنة حياة الإدريسي والإبن إدريس الإدريسي… ومعلوم أنه في زوال نفس اليوم أقيم على شرف المناضل الكبير الحسين الإدريسي حفل تكريم بدار الشباب حضرته عدة هيئات وأشخاص ذاتيين، كما تمثلت جمعية أكمي بعضوي مكتبها الوطني عبد العزيز لطرش ونعيمة لحلو.
غدا الثلاثاء 15 نونبر سينتقل رفيقنا إلى سلا قصد إجراء فحوصات طبية ضرورية.


الجمعة، 13 أغسطس 2010

ما ذنب النساء في السعودية؟


ما ذنب النساء في السعودية؟
مصطفى لمودن
جاء في أخبار مؤكدة في بحر الأسبوع المنصرم أن "مصالح مختصة" في السعودية أصبحت تخبر عبر رسائل إلكترونية SMS كل قريب من سيدة أو فتاة غادرت المملكة إلى الخارج، يتوصل برسالة زوج أو أخ أو أب… تخبر بهذا "الحدث العظيم"، وينضاف هذا الأمر إلى أشكال أخرى من الحصار المضروب على المرأة بخلاف دول مجاورة كالكويت أو البحرين، حيث أنها ممنوعة من قيادة السيارة، وممنوعة من ممارسة حقوقها الديمقراطية لاختيار الحكام، وهنا تتساوى في ذلك مع الرجال، ومع ذلك فكثير من النساء فيالسعودية ودول الخليج عموما يملكن ثروات مهمة، لكن ليس أمامهن كل حرية التصرف فيها، واستثمارها كما يشأن، تعاني المرأة فيالسعودية من تأخر في الزواج وعنوسة واضحة، ويرى البعض أن ذلك يرجع لإقبال الذكور منالسعودية على الزواج من أجنبيات عبر أساليب مختلفة، وأمام تفاقم الأمر وبعض مخلفاته السلبية مثل إهمال الأسرة، فتحت المملكة عبر جمعية خيرية وبمشاركة من قنصلياتها بالخارج عملية إحصاء أبناء السعودية المتخلى عنهم في دول مختلفة كالمغرب وسوريا ولبنان… وهي تحاول بذلك جمع أبنائها المهملين والمتخلى عنهم ومعاقبة كل سعودي قام بذلك، وفي نفس الوقت محاولة للتقليل من الزواج بغير السعوديات، لعل ذلك ينقص من العنوسة، وذكرت بعض الإحصائيات أن السعوديات هن الأكثر حرصا على جمالهم باستعمال أكبر نسبة من أدوات التجميل المختلفة وزيارة محلات التجميل، وهن من أكثر المتعلمات بالمنطقة والمتحصلات على شواهد جامعية… ولعل ثقل الواقع الاجتماعي المتسم بالرقابة المفرطة سواء من قبل الذكور وبقية المؤسسات الرسمية الأخر كهيأة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" التي تتدخل في حياة الناس وتصرفاتهم بالشارع العام وحتى بالبيوت إذا وصلتها "أخبار". وكلما تتاح الفرصة للسعوديات السفر إلى خارج البلد لا يترددن في ذلك، بل يقبلن على التوجه إلى الخارج بكثرة، ولهذا تحركت الأجهزة لمراقبة ذلك وإخبار أفراد الأسر الذكور، ويحكي بعض الشهود أن بعض السعوديات ما أن يمتطين الطائرة حتى يزلن عنهن كل الملابس التي تربطهن بتقاليد البلد حيث تغطية كل الجسد في غالب الأحيان، وتجدهن في الخارج مقبلات على الحياة برغدها، ويكثرن من زيارة محلات الموضة واقتناء الملابسالعصرية ولو اقتضى الأمر ارتداءها لفترة زمنية قصيرة. 
وعلاقة بالموضوع، ذكرت صحف مغربية أن قنصليات السعودية تمتنع عن التأشير للفتيات المرافقات لأسرهن قصد التوجه إلى الديارالسعودية، وقيل أن بعض البنات يبقين هناك، وهو ما جعل برلمانيين يحتجون ويعتبرون هذا التصرف بمثابة إهانة للمغاربة، لكن سفارة المملكة العربية السعودية بالرباط نفت ذلك، وذكرت أن التأشيرة تمنح حسب القوانين الجاري بها العمل…
المهم أن المرأة في العربية السعودية تعيش وضعا خاصا، ومراقبة مستمرة وتحكما مبالغا فيه، وميزا غير مبرر، يقتضي التضامن معهن من أجل رفع كل الأغلال المفروضة عليهن.  
صورة عن إعادة تمثيل رجم النساء ضمن تظاهرة أقيمت في ألمانيا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
 نشر ب: 

الأربعاء، 11 أغسطس 2010

نتمنى الشفاء العاجل للرفيق الحسين الإدريسي


نتمنى الشفاء العاجل للرفيق الحسين الإدريسي
قضى رفيقنا الحسين الإدريسي ليلة أمس الثلاثاء بمصحة بسلا(تابرايكت) في انتظار إجراء عملية جراحية، ذكر إبنه نبيل أنها تخص المرارة.. وقد شعر رفيقنا منذ أيام بعياء وإرهاق، الحسين مناضل في صفوف الحزب الاشتراكي الموحد، من حكماء الحزب الثلاث حسب ما انبثق عن آخر مؤتمر، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أدى ضريبة الاعتقال السياسي حيث كان النضال والاصطفاف إلى جانب الشعب يقود إلى دهاليز السجون والأقبية، جمعوي بامتياز؛ سبق أن كان أمينا ماليا للجامعة الوطنية للأندية السينمائية ومنظما لعدة عروض سينمائية، ومنسق منسقية مواجهة الغلاء وتدني الخدمات العمومية بسيدي سليمان، أطر جموعا ولقاءات عديدة، عضو بعدة جمعيات ومؤسس لها، كاتب، يتكلف بالجانب الفرنسي بمدونة سيدي سليمان… تقاعد قبل سنوات قليلة حيث مارس مهنة التدريس، وقد أنهى مشواره المهني كأستاذ لمادة الاجتماعيات بثانوية علال الفاسي… نتمنى له الشفاء، وهو في حاجة لكل دعم ومؤازرة حتى يعود معافا شافيا إلى أسرته الصغيرة والكبيرة…

الجمعة، 2 يوليو 2010

الزواج العابر للقارات


الزواج العابر للقارات  
 
قبل أيام ودعت صديقي بعدما أتم جميع الإجراءات وحصل على الفيزا ورحل عبر المطار، لقد تزوج من فيلندية، كانت عليه علامات الفرح، لأنه سيغادر المغرب وهو  فيه بدون شغل قار، ولكن في نفس الوقت يشعر بخوف داخلي من تجربة حياة جديدة سيأخذها في مكان بعيد عن موطنه الأصلي، لقد كانت زوجة أخيه الرومانية من ساهم في هذه الزيجة، أخوه مقيم في إيطاليا منذ سنوات، وله بنت لها اسمان، تعيش متشظية بين ثلاث ثقافات، بلد الإقامة (إيطاليا) حيث تدرس وتعيش، وبلد أمها (رومانيا)، وبلد أبيها (المغرب)…وقد لحق هناك رفقة أخوين آخرين بوالده الذي شاخ الآن، لتلتحق بهم بعد ذلك الوالدة، ويجتمع شمل العائلة هناك بقدوم كل الأبناء، باستثناء الذي كان حظه فيلندا… نسرد هذه الوقائع وليس من الضروري أن نستحضر تجربة العداء المغربي خالد السكاح الذي تزوج من هلسينكي، وقد فضلت زوجته ـ كما يقول ـ اختطاف أبنائه من المغرب والعودة بهم إلى فيلندا، متهما في ذلك سفارة بلد أصهاره بالمغرب على تقديم العون اللوجستيكي لزوجته.. ولكن قد يحدث في الواقع نقيض ما نقول، فأمام ناظري بشكل يومي صيدلي في مدينتي وقد عاد من دولة شرقية بشهادة الصيدلة وزوجة أنيقة، بدورها صيدلية، وهما معا يمضيان في رحلة العمر كباقي الأزواج، وهناك أمثلة كثيرة فضلت الزوجات القدوم مع الزوج المغربي إلى بلده والعيش فيه، ونعطي لذلك تجربة ناجحة لدى بادو الزاكي الحارس السابق للمنتخب المغربي وزوجته الفلندية، وقد رزقا بأبناء هم الآن شباب..  
أصبح الزواج العابر للقارات ظاهرة ملفتة، وغالبا لا يكون وراءه حب حقيقي على الطريقة الرومانسية المعروفة، بل في الأعم مجرد "تبادل مصالح" ذات بعد نفسي واجتماعي كالبحث عن شريك تطليقا للعزلة أو العزوبة المطولة… أو حتى غرض ضيق، كضمان شغل ومصدر رزق عبر مثل هذا الزواج "المعولم" والذي تكون من ورائه توفير أوراق الإقامة.. وكم من مرة نلاحظ سيدة أوربية متقدمة في العمر تتأبط ذراع شاب وهما يتجولان بالشارع.
 وقبل ظهور "العولمة" وسهولة تنقل الناس، كان مثل هذا الزواج يحدث، لكن بنسبة قليلة جدا، ولعل أقدمه ندرجه كمثل، زواج الحاكم الأمازيغي جوبا الثاني بابنة كيلوباترا ملكة مصر قبل الميلاد (نعم قبل الميلاد)، ثم الزواج الذي كان يلجأ إليه الرحالة الطنجي ابن بطوطة (ت1377م.) بين الحين والآخر، وكلما استقر في بلد، وهو يذكر أنه تزوج في الفليبين حيث وصل إلى هناك وأقام بهذه الربوع البعيدة جدا… وأحيانا لم تنجح محاولات الزواج عبر القارات، فقد سعى المولى اسماعيل العلوي(ت1727 م.) إلى خطوبة ابنة ملك فرنسا لويس 14، ولم يُعرف القصد من هذه المصاهرة مع فرنسا بالنسبة لسطان كان قصره ممتلئا بالحريم..
الغائب في كل حديث عن الزواج عبر القارات هم الأطفال، وما يمكن أن يعانوه في "هويتهم" المزركشة، ولغتهم "المبعثرة"، ومستقبلهم المعلق بين المطارات والموانئ، وربما هذا هو السبب الذي جعل رشيدة داتي المغربية/الجزائرية الأصل، ذات الجنسية الفرنسية، وزيرة العدل السابقة وعضو البرلمان الأوربي حاليا، لا تريد الإفصاح عن والد ابنتها زهرة.
أما تمتين الروابط بين الزوجين، وخلق وشائج الحب والوفاق، فليس شرطه دائما هو الزواج من نفس الأسرة أو المدينة أو البلد، فللحب شؤون وشجون لا يعلمها إلا الأحبة فيما بينهم ولو عبر القارات.
ـــــــــــــــــ