حسنية سيدي سليمان تحقق الصعود إلى القسم الوطني الأول هواة
إعداد: مصطفى لمودن
صعد فريق حسنية سيدي سليمان لكرة القدم إلى القسم الوطني أول هواة بعد انتصاره في آخر مقابلة من الدوري على الرشاد السلاوي بهدفين لصفر (2-0)، من تسجيل كل من فؤاد بابالي في الدقيقة العاشرة من الشوط الثاني، وسجل نورالدين الشامخ الهدف الثاني بعد ذلك في الدقيقة21.
تميز الشوط الأول بتكافؤ الفرص بين الفريقين مع امتياز طفيف لصالح المحليين، خاصة أن عامل الرياح كان يساعد الفريق الزائر، وحاول فريق الحسنية حصر اللعب في وسط الميدان مع تقوية الدفاع والقيام بحملات سريعة، مستغلا سرعة مهاجميه وقدرتهم على اختراق الدفاع، وقد طال انتظار الجمهور المتتبع إلى الدقيقة 18 حيث كانت أول قذيفة من طرف لاعب الوسط عماد الفقير، تلتها بعد ذلك بعض المحاولات لم تعط أي نتيجة، كان من أبرزها انفراد سعيد بلكريت بالحارس في الدقيقة 35، لكن أحد المدافعين حولها في آخر لحظة إلى زاوية لم تسفر عن أي شيء، ثم تلتها قذفة قوية من رجل رفيق بومعزة في الدقيقة 38.
عند انطلاق الشوط الثاني تأكد بوضوح عزيمة المحليين الوصول إلى الهدف، وهو ما حصل في الدقيقة العاشرة من طرف فؤاد بابالي الذي توصل من حارس مرماه حميد المعزوزي بالكرة التي تجاوزت خط الوسط، ورغم خروج الحارس فد أركنها فؤاد بالمرمى مشعلا بذلك فرحة عارمة داخل الملعب وملهبا حماس الجمهور الغفير الذي قارب 5000، لتتوالى بعد ذلك الهجومات، بينما اكتفى فريق الرشاد السلاوي بالدفاع وبعض الهجومات المضادة القليلة، واستطاع هداف الدوري نور الدين الشامخ تسجيل الهدف الثاني في الدقيقة 21 من الشوط الثاني بعد هجوم منسق، وبذلك وضع فريق حسنية سيدي سليمان كلتا قدميه ضمن مجموعة القسم الوطني الأول هواة بعد غيبة طويلة، وهو الذي يتوفر على تاريخ طويل من المنافسة الرياضية منذ تأسيسه سنة 1945
نور الدين الشامخ مسجل الهدف الثاني يعلن عن فرحته
تشكيلة الفريق:
في الحراسة حميد المعزوزي، بقية اللاعبين؛ يونس بوكسال، محمد بن الشيخ (العميد)، هشام الزبط، إلياس الحرشي، عماد الفقير، زهير عروب(عوضه في الشوط الثاني بلبصير في الدقيقة 69)، رفيق بومعزة، فؤاد بابالي(عوضه محسن بومهدي في الدقيقة 89)، سعيد بلكريت، نورالدين الشامخ. المدرب: عبد الواحد السويني.
فريق حسنية سيدي سليمان
ودخل فريق الرشاد السلاوي بالتشكيلة التالية: في حراسة المرمى؛ حسن، بقية اللاعبين، حسن، سفيان، صدقي، عبد الكريم، ياسين، عادل، أوعشي، طارق، أحمد، كورما، خلق الله. في الاحتياط؛ المهدي، مصطفى، رضا، مراد. المدرب، بوالعز نورالدين، وهو من أمدنا بقائمة اللاعبين. وقام الفريق بتبديل واحد في منتصف الشوط الثاني.
حكام المباراة: ياسر القاضي في الوسط، رشيد العمير، حسن اكتابري.
المندوب: السيد كوفال من سلا.
مندوب المقابلة السيد كوفال
جمهور غفير حضر المقابلة
تجري كل المقابلات بأبواب مفتوحة! ما يضيع على الفريق مداخيل قد تساعده في التسيير الذي يتطلب نفقات باهظة، وقد كلف الصعود فريق حسنية سيدي سليمان 37 مليون سنتيم، ما تزال عشرة ملايين منها عبارة عن ديون، حسب تصريح أعضاء من المكتب المسير للإرسالية، وقد حصل الفريق على منحة بقيمة 12 مليون سنتيم من الجماعة الحضرية بسيدي سليمان، وخمسة ملايين من الجامعة على دفعتين (3+2)، وآخر دعم توصل به الفريق من عمالة سيدي سليمان قبيل انتهاء البطولة بمقدار خمسة ملايين سنتيم، بالإضافة إلى مساعدات من طرف محبي الفريق ومسانديه، في وقت كان المكتب المسير عازما على تقديم استقالة جماعية في شهر فبراير من هذه السنة بسبب ضعف الإمكانيات.
ورغم ذلك فقد تفانى الجميع من أجل نتائج إيجابية توجت بالصعود، وهكذا لم ينهزم الفريق إلا في مقابلة واحدة خارج الميدان، ضد فريق وزارة العدل بالرباط، متحصلا على 54 نقطة من 13 مقابلة، ومحرزا الصف الأول في مجموعته.
وتجدر الإشارة أن فريق حسنية سيدي سليمان يجري مقابلاته المحلية في ملعب مترب، لا يتوفر على المتطلبات الضرورية لممارسة كرة القدم، به منصة صغيرة مغطاة وأخرى بدون سقف بجانبه الغربي، وتعرض طويلا للتهميش والإهمال، كما هو عليه حال قطاع الرياضة ككل بالمدينة.
دفاع منظم
من هجومات حسنية سيدي سليمان
مقابلات:
مباشرة بعد انتهاء المقابلة استمعت الإرسالية لرأي ثلاث أطراف، مدرب الفريق، العميد، وعضو من المكتب المسير أمين المال.
حول سؤال كيف حققت حسنية سيدي سليمان هذا الإنجاز المتمثل في الصعود؟
قال عميد الفريق محمد بن الشيخ:"الفضل يرجع على اللاعبين، والناس المسؤولين حتى هم ساندونا، والجمهور طيلة هذا المشوار، واخة ماكيناش التجهيزات، ربي جاب التيسير، واستطعنا الفوز بهذه المقابلة ونتمنى المزيد…"
عميد الفريق محمد بن الشيخ
أما المدرب عبد الواحد السويني فرد قائلا:" هذه النتائج لم تأت من فراغ، كان أول شيء وهمنا الوحيد، كان هناك عمل مستمر شارك فيه الجميع، سواء الفعاليات، الجمهور، المكتب المسير، اللاعبون، والأهم هو الانتصار والصعود".
المدرب عبد الواحد السويني
ورد عن نفس السؤال الناجي البركي أمين مال الفريق، بقوله:" حصلنا على هذه النتيجة بفضل إستراتيجية كانت بحكم معرفتنا بالبطولة، حيث مارسنا فيها وسيرنا فيها، ثانيا الطاقة التي نتوفر عليها من أبناء المدينة، ثم الإمكانيات التقنية تطلبت منا بعض التفعيل لنصل لهذه النتائج، وكان المشوار شاقا وصعبا حتى حقنا هذه النتيجة، وهذا شرفلنا وللجمهور السليماني بصفة عامة وخاصة Ultra Hassnawa Boys(مشجعي الفريق من الشباب)
أما السؤال الثاني الذي حرصنا على توجيهه لكل طرف على حدة، فهو رأيهم في الظروف المادية والتجهيزية للفريق ومطالبهم في ذلك.
أمين مال الفريق الناجي البركي
ـ العميد:" الملعب المناسب، وتحفيزات للاعبين، خاصة أن منهم القدامى، تحفيزات من العمالة وغيرها، حتى تكون الكرة في ظروف مزيانة" بالكاد يتحدث والعرق مازال يقطر من جبينه بعد مقابلة رياضية قوية.
ـ المدرب:"بالنسبة لنا كفريق الإمكانيات محدودة، نتمنى من كل الفعاليات النهوض بهذا الفريق، أول شيء مهم هو الملعب والبنية التحتية. الميزانية كانت ضعيفة أو ضئيلة جدا، والمصاريف كثيرة، ولاسيما أن اللاعبين مطالبهم كثيرة"
ـ أما عضو المكتب فرد وهو يختار بعناية الكلمات المناسبة:"هذا في الحقيقية، هذه الوصفة… على المستوى الوطني هناك مشكل الملاعب، وليس فقط في سيدي سليمان، ولكن بالنداء والخطاب السامي لصاحب الجلالة، أظن سيكون هناك برنامج وطني وحكومي الذي سيهتم بهذا المجال". ليقر بدوره بضعف ميزانية الفريق، ويعول على حلول منتظرة من قبل الدولة للنهوض بالرياضة. وعن سؤال حول الالتزام بالوعود تجاه اللاعبين ومدهم بمستحقاتهم، ذكر الناجي البركي:" نحن نلتزم على قدر الإمكانيات، عندما نسير نشارك في التسيير الممارسين وحتى الجمهور. يعني ليس هناك مشكل في التجاوب أو الطرح أو في التلقي، مجموعة من الأشياء نتشارك فيها كعائلة، هم لا يطلبون أكثر، ونحن لا نبخل بما نتوفر عليه، وعلى قدر إمكانياتنا". وعلمت الإرسالية من مصادر أخرى أن اللاعبين ينتظرون منحة الصعود.
جمهور غفير تابع المقابلة في ظروف صعبة
وعن الإجراءات الممكن القيام بها خاصة لصالح الفريق وهو قد صعد إلى قسم أعلى، وعد المدرب الجمهور السليماني بإعداد فريق يكون في المستوى كما قال. أما عضو المكتب فوعد "بدعم الفريق بلاعبين يمكنهم أن يعطوا لمسة للفريق كي يقاوم ويحقق نتائج يرغب فيها الجمهور"، وأضاف على أن هناك طاقات من اللاعبين في فرق وطنية أخرى يمكن استقطابها إذا توفرت لها الظروف لتدافع عن قميص الفريق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
صور للذكرى:
دكة الاحتياط، المدرب عبد الواحد السويني وعضوين من المكتب
دكة احتياط الرشاد السلاوي، المدرب بوالعز نور الدين
جمهور عريض يشجع الحسنية باستمرار
نموذج من الشباب المتحمس لفريقه
بمختلف وسائل التشجيع ساند الجمهور السليماني فريقه
كل عناء يهون لمتابعة المقابلة
كل جوانب الملعب امتلأت بالجمهور
أحد المتفرجين حاول الصعود إلى السطح إسوة بآخرين يتابعون من هناك
لقطات من المقابلة:
عدد كبير من الدراجات في مدخل الملعبـ، أول وسيلة للتنقل في سيدي سليمان
الرشاد السلاوي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ نشر جزء من هذا التقرير في جريدة "الإرسالية" عدد 1، بتاريخ 8 يوليوز إلى 23 منه