‏إظهار الرسائل ذات التسميات رياضة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات رياضة. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 15 أبريل 2012

كيف تتحول البارصا إلى "لعبة" لدى دولة نفطية


 كيف تتحول البارصا إلى "لعبة" لدى دولة نفطية

مصطفى لمودن
كان فريق برشلونة يضع لزمن طويل اسم اليونيسيف، وهي منظمة تعنى بالطفولة تابعة للأمم المتحدة على القمصان من جهة الصدر وبشكل بارز وبالمجان، كانت لفريق البارصا أنفة الكاطلانين وقد امتنعت لزمن طويل عن وضع إعلان بالقمصان، إلى أن جاءت "دولة قطر العظمى"، فسعت بطريقتها الخاصة ليضع أشهر فريق في العالم على صدر لاعبيه Qatar Fondation ، وطبعا لذلك غرض سياسي واضح تسعى عبره هذه الدولة الغنية بالنفط والغاز على شاكلة أخواتها النفطيات لفرض رؤيتها وتصورها.. بما في ذلك السياسة الدولية والصراعات الإقليمية؛  وهكذا أصبحت تضع نفسها في كل توتر يوجد في أي بقعة من العالم، وحتى إذا لم يكن هذا التوثر تخلقه، لقد سبق أن دعوت ليكون لهذه "الدولة مقعد دائم في مجلس الأمن"!!!!.. ومعلوم أن هذه الدولة غير الديمقراطية وعلى شاكلة أخواتها النفطيات لا تعرف شئ اسمه الديمقراطية أو إشراك الشعوب في تدبير السلطة والثروة، لهذا فكل الأخوات الأخريات ومن ضمنهن قطر مستعدات لشراء كل شيء، لتلميع الصورة… علاقة بإشهار "مؤسسة قطر الخيرية" على قمصان البارصة.. فقد تحول إشهار اليونيسيف إلى علامة صغيرة تحت أرقام اللاعبين، مما قد يجعل فريق البارصا يتخلى مستقبلا عن "انفته"، على أي فهذا الفريق مجرد "شركة"، تعد الأرباح بعد استخلاص المصاريف، بما في ذلك أداء الضرائب للدولة.
تسعى دولة قطر "العظمى" إلى التحكم في الاعلام الحديث، خاصة الفضائيات، فرغم كل ما يكلفها ذلك من مال، فإنه يسمح لها بالتأثير على البشر العربي وحتى العالمي بالنسبة للمتحدثين بالإنجليزية، لأنها أصدرت قناة فضائية بالانجليزية،  عبر تقديم الأخبار بطريقتها، ولم يكن تقديم الخبر في يوم من الأيام محايدا في أي مكان أو حامل..  كما سعت بمالها لشراء حق بث المقابلات الكروية من مختلف مناطق العالم، خاصة البطولات القوية التي تستأثر بالاهتمام،  فحتى الرياضة حمالة وجهة نظر وقراءة سياسية، لهذا تريد السيطرة على ذلك، فلن تسمح مثلا للشباب أن يسمعوا حديثا ولو على هامش الكرة حول الديمقراطية والانتخابات، لأن ذلك ليس في مصلحتها، وطبعا ذلك يتماشى مع مصلحة أخواتها النفطيات، وللتذكير ففريق البارصا نفسه يدبر بطريقة ديمقراطية عريقة، يعرف هذا الفريق انخراط أزيد من أربعين ألفا، وهم من يختارون بالتصويت الرئيس الكفء للفريق وفق برنامج مقنع، فتكون البارصا كالدولة الديمقراطية تماما، هذا لن تتحدث عنه قنوات النفط.. لهذا اكتسح النفطيون القنوات الفضائية، فتجدهم في كل مكان، من الرياضة إلى الشعوذة مرورا بالموسيقى السخيفة وأفلام تلهي بدون مضمون إنساني نبيل، وعرض الأجساد النسوية العارية تبث عبر أقمار اصطناعية أوربية باللغة العربية (هوتبورد مثلا)…الخ.. من أجل إلهاء الناس، وربح المزيد من الوقت لدى دول الاستبداد.
ليس غرضنا التدخل في الشؤون الداخلية لدول النفط، فالشعوب هناك لو أرادت قادرة على تغيير الموازين، لكن نلفت الانتباه إلى "التوجيه" الذي يصلنا منها عبر مختلف وسائط الاعلام كي لا تترسخ مفاهيم الديمقراطية والانتخابات ومحاسبة المسؤولين في عقلية ومخيال الشعوب وخاصة الشباب، إن دول النفط لا تنفق المال الوفير على وسائل الاعلام  المختلفة هكذا بحسن نية.

الثلاثاء، 14 فبراير 2012

ممنوع معرفة أجر غريتش على الشعب ومجلس النواب!


ممنوع معرفة أجر غريتش على الشعب ومجلس النواب!


مصطفى لمودن
لم تفلح احتجاجات مجلس النواب وقبلهم الصحافة والرأي العام لمعرفة أجر مدرب الفريق الوطني لكرة القدم إريك غيريتس، ومبرر الوزير المشرف على قطاع الشباب والرياضة تضمين العقد لبند خاص يمنع الافصاح عن ذلك، هذا ما ظل يردده أوزين احرضان أمام استغراب الجميع، رغم طرح بعض النواب لبنود من الدستور توجب إطلاع المواطنين على المعلمومة وما يهمهم، خاصة ما له علاقة بالميزانية العامة ومال الشعب.. في ظل النتائج الضعيفة المحققة في آخر دورة للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، حيث لم يتخط المنتخب الدور الأول بهزيميتن وانتصار واحد.
  وقد طرح النواب المتدخلون في أول جلسة لمجلس النواب يوم الإثنين 13 فبراير أسئلة ومواقف قوية لم تجد كلها الجواب الشافي، من ذلك سوء التدبير المالي وإداري والرياضي لمختلف الجامعات الرياضية.. وطلبت فرق المعارضة أن تطلع بدورها على نتائج الافتحاص الذي انجزته ثلاث مكاتب دراسات للجامعات الرياضية، وقد عقدت في شأنه الوزارة الوصية "يوما إخباريا" كما ذكر الوزير مع فرق الأغلبية في وقت سابق، دون أن ينشر عن ذلك شيء، وقد لخص الوزير نتائج الافتحاص في غياب الحكامة وضعف التكوين والتأطير، وسوء التسيير المالي، وعدم عقد الجموع العامة في وقتها المحدد… ووعد بإصلاح الاختلالات القائمة.

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

توقيف مباراة المغرب الفاسي والنادي المكناسي بسبب أحداث عنف


توقيف مباراة المغرب الفاسي والنادي المكناسي بسبب أحداث عنف
 
مصطفى لمودن
توقفت مباراة في كرة القدم بين النادي المكناسي والمغرب الفاسيبعد انطلاقة الشوط الثاني بقليل إثر أحداث عنف عرفها الملعب الشرفي بمكناس.
 وقد كانت تجري المقابلة بين الفريقين الجارين برسم الدورة 13 من "الدوري المغربي للمحترفين" مساء الثلاثاء 27 دجنبر، وبمجرد تسجيل الفريق المضيف للهدف الأول بعد دقيقتين من انطلاق الجولة الثانية، تلقى أولا مدرب الفريق الضيف رشيد الطاوسي ضربة جاءته من جهة الجمهور، وقد أوقعته طريحا على الأرض، وبدأ يتألم في بطنه، ليقاد وهو يعرج إلى مستودع الملابس، ويعود بعد ذلك.. لكن تلقي اللاعب الفاسي عبد المولى بن رابح لضربة على رأسه بواسطة حجر، ليسقط على العشب والدم ينزف من رأسه، جعلت الحكم بوشعيب لحرش يوقف المقابلة على وابل من الأحجار المتساقطة من جمهور "غاضب".
 ومعلوم أن الفريقين تقابلا قبل أسبوعين في الرباط (الأحد 17 دجنبر) برسم نهاية كأس العرش، وقد تغلب المغرب الفاسي بإصابة واحدة لصفر. 
 ويلاحظ المتتبعون لشأن الكروي في المغرب بروز ظاهرة العنف والشغب بحدة في الشهور المنصرمة، رغم القانون الصارم والعقوبات التي تطال فرقا وملاعب (الجمهور) كما هو حاصل مع "المغرب التطواني" الذي تنتظره مقابلة في ملعبه بدون جمهور وأخرى خارج ملعبه، وكذلك معاقبة أشخاصا ذاتيين إثر ممارستهم للشغب..
وتجدر الإشارة أن السلطات العمومية في المغرب ماتزال تعتمد القوة في معالجة ظاهرة الاهتمام بكرة القدم من طرف القاصرين والشباب، كما يساهم الفراغ التأطيري في ذلك من قبل جمعيات المجتمع المدني، مادامت الرياضة بقيت لزمن طويل (وماتزال)حكرا على السلطة ومن يدور في فلكها، تتحكم فيها كما تشاء، ويبقى للإعلام كذلك دور في تهييج بعض الفئات من الجمهور، ما يحوله إلى "منتقم" من خصومه الرياضيين..
 ويجب بالمناسبة أن نقف عند سوء معاملة جمهور فريق "النادي القنيطري" يوم الأحد المنصرم إثر منع عدد كبير من الشباب من امتطاء القطار والتوجه إلى الرباط لمتابعة مقابلة فريقهم مع "الجيش الملكي" رغم أدائهم للتذاكر ذهابا وإيابا، وحضرت القوة العمومية لثنيهم بالقوة عن السفر! مما حولهم إلى غاضبين ومحتجين بطريقتهم في شوارع القنيطرة (جريدة المساء يوم الثلاثاء 27 دجنبر) .. كما سبق أن منع نفس الجمهور من صعود حافلات النقل الحضري من سيدي الطيبي لمتابعة مقابلة خاضها فريقهم بسلا، وقد أكملوا سيرهم على الأقدام..
إن الرياضة مجال للتربية والتكوين والحماس والتنفيس عن المشاكل الاجتماعية والنفسية، ويمكن أن تتحول إلى أدوات للإدماج الاجتماعي عوض زرع الحقد والكراهية والعنف.
____________
الغريب في الأمر أن مذيع قناة "الرياضية" المغربية ظل يطالب المخرج بعدم نقل صور اللاعب المضروب والدم يسيل من رأسه.. وقد نقلتها كذلك إحدى نوات "الجزيرة"..

الأربعاء، 6 أبريل 2011

تأهل فتيان "زينب النفزاوية" من سيدي سليمان إلى النهائيات الوطنية في كرة القدم


تأهل فتيان "زينب النفزاوية" من سيدي سليمان إلى النهائيات الوطنية في كرة القدم

مصطفى تيدار
نظمت الجامعة الملكية المغربية للرياضةالمدرسية بأكاديمية كرة القدم بسلا الجديدة البطولة المدرسية ما بين الجهات، خاصة بين جهة الرباط زعير، والغرب الشراردة بني أحسن،  وطنجة تطوان، وقد مثل جهة الغرب الشرارة بني أحسن ثلاث فرق؛ فريقان من صنف الكتاكيت والشبان من القنيطرة، وفريق يمثل الفتيان من سيدي سليمان، وقد جاء انتصار فتيان "زينب النفزاوية" على حساب زملائهم من طنجة في نصف النهاية، وعلى الفريق الممثل لأكاديمية جهة الرباط زعير من سلا بثلاث أهداف مقابل لا شيء في المقابلة التي جرت بين الفريقين يوم الخميس 31 مارس…
تحتضن مدينة طنجة  نهائيات البطولة الوطنية خلال ثلاثة أيام، ما بين السابع والتاسع من شهر أبريل 2011 ، فحظ سعيد لفتيان سيدي سليمان الذين أبانوا عن تنافسية هائلة.

السبت، 12 مارس 2011

نتائج البطولة الجهوية المدرسية بسيدي سليمان تأهل سبع فرق لبطولة الأكاديميات في كرة السلة والكرة الطائرة


نتائج البطولة الجهوية المدرسية بسيدي سليمان
تأهل سبع فرق لبطولة الأكاديميات في كرة السلة والكرة الطائرة
ذ. مصطفى تيدار(*)
عاشت مدينة سيدي سليمان يوم الجمعة 11 مارس 2011 على إيقاع حدث رياضي، من تنظيم الفرع الإقليمي للجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية وبتنسيق مع الفرع الجهوي لنفس الجامعة، التظاهرة الجهوية الأولى بإقليم سيدي سليمان جمعت بين تلاميذ وتلميذات الثانويات الإعدادية والتأهيلية بجهة الغرب شرا ردة بني حسن في كل من كرة السلة والكرة الطائرة، وقدتم توزيع المنافسات على ثلاثة مراكز؛ حيت احتضنت إعدادية عمر بن الخطاب مقابلات في كرة السلة لفئة الصغيرات والصغار وفي الكرة الطائرة لفئة الصغار، كما أقيم بثانوية الأمير مولاي عبد الله مقابلات في الكرة الطائرة لفئة الفتيان والشبان.
وفي ثانوية علال الفاسي مقابلات في كرة السلة لفئة الفتيان والشبان، وقد تمت اللقاءات في جو رياضي رائع ومنافسة قوية أسفرت عن تأهل سبع فرق للمشاركة في بطولة الأكاديميات التي ستنعقد في كل من طنجة  والقنيطرة والرباط.
الفرق المؤهلة:
في كرة السلة فئة الصغيرات إعدادية ابن ابن حزم القنيطرة وفي فئة الصغار إعدادية أولاد وجيه وفي فئة الفتيان والشبان  ثانوبة عبد المالك السعدي من القنيطرة.
أما في الكرة الطائرة فتأهلت القنيطرة في فئة الصغار والفتيان، وفي فئة الشبان تأهلت ثانوية الوحدة من سيدي قاسم.
وفي ختام هذه التظاهرات الرياضية تم توزيع الكؤوس على الفائزين
ولا تفوتني المناسبة دون أن  أهنئ فريق الصغار لإعدادية الياسمين بسيدي سليمان لكرة اليد الذي ضمن مقعده للمنافسة في مابين الجهات ونتمنى للجميع حظوظا طيبة.
ــــــــــــــــــــ
(*) أستاذ التربية البدنية

الأربعاء، 2 مارس 2011

مولود جديد في الفعل الجمعوي والرياضي "جمعية العهد الجديد للأعاب القوى والتنمية الاجتماعية سيدي سليمان"


 مولود جديد في الفعل الجمعوي والرياضي
"جمعية العهد الجديد للأعاب القوى والتنمية الاجتماعية سيدي سليمان"
محمد احفيظ (*)
بطلب من شريحة واسعة من ممارسي ومحبي ألعاب القوى بإقليم سيدي سليمان، أقبل مجموعة من العدائين القدامى بالمدينة على  تأسيس جمعية رياضية تحمل اسم "جمعيةالعهد الجديد لألعاب القوى والتنمية الاجتماعية سيدي سليمان". وبعد عقد الجمع العام التأسيسي تشكل مكتب مسير من الأعضاء الآتية أسماؤهم:
محمد انحيلي: رئيسا.
هشام حرشاو: نائبه.
محمد احفيظ: كاتبا عاما.
عبد الرحمان الوالي: نائبه.
يونس كروم: أمينا للمال.
عصام نجوي نائبه.
المستشارون: رشيد نجوي- مصطفى زينون- فريد مشليوي.
وان جميع الأعضاء عازمون على الرفع من مستوى رياضة ألعاب القوى بالمنطقة وتحقيق آمال الممارسين، بالإضافة إلى القيام بأعمال أخرى اجتماعية للساكنة وأولياء الممارسين وذلك بتضافر الجهود وبتعاون مع السيد عامل إقليم سيدي سليمان والمجالس المنتخبة والنيابة الإقليمية للتربية الوطنية والنيابة الإقليمية للشبيبة والرياضة والجمعيات الرياضية للمؤسسات التعليمية وكل من يريد خدمة الصالح العام بالإقليم وذلك عبر عقد  شراكات وغيرها.
 ____________
(*)الكاتب العام للجمعية
  ــــــــــــــــــــــ
المدونة:  تأكيد مستمر على الانفتاح التام أمام جميع الفاعلين بالمدينة

الأربعاء، 29 ديسمبر 2010

البطولة الإقليمية والجهوية للرياضة المدرسية بسيدي سليمان


البطولة الإقليمية والجهوية للرياضة المدرسية بسيدي سليمان 
ذ. مصطفى تيدار
نظم الفرع الإقليمي للجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية بسيدي سليمان يوم 10دجنبر 2010- تظاهرة رياضية في العدو الريفي المدرسي بين جميع المؤسسات التعليمية بالإقليمن وقد شارك في هذه التظاهرة أكترمن1600تلميذ وتلميذه في منافسة رياضية من أجل كسب ورقة التأهيل للعدو الريفي المدرسي الجهوي الذي نظم أيضا في مدينة سيدي سليمان يوم18/10/2010 ، حيت جمعت هذه التظاهرة الرياضية بين  المؤسسات المؤهلة في الأقاليم الثلاثة بجهة الغرب شرا ردة بني احسن، وهي إقليم سيدي سليمان وإقليم سيدي قاسم وإقليم القنيطرة، وذالك من أجل اختيار الثلاثة الأوائل من كل فئة للمشاركة في البطولة الوطنية التي ستقام بالمحمدية أيام 31 دجنبر 2010 و1و2 يناير2011 وقد تأهل للبطولة الوطنية إحدى عشر تلميذا من نيابة سيدي سليمان
وعلى ضوء هذه البطولة والنتائج المحققة، نؤكد أن اتخاذ الأساليب العلمية  المبنية  على التخطيط والعمل بالأهداف هو إحدى مداخل نهضة الرياضة المدرسية، كما  نهدف إلى طرح تصور رياضي  يجسد فعاليات متعددة المناحي والإتجاهات، الشيء  الذي يشعرنا بمدى الاهتمام الذي يجب أن يوليه كل المعنيين  للرياضة المدرسية، فالشباب  لديهم مواهبهم الفنية عامة والرياضية بصورة أخص .
فالرياضة المدرسية التي نرجوها ليست ضربا  من الشعارات،  وإنما هي  التزام تابت وموقف فعلي  يجب اتخاذه، إذا أردنا نهضة رياضية  متقدمة  وفعالة حتى يتسنى لنا إعادة أمجاد الرياضة المدرسية، ولن يتحقق  هذا الازدهار  الا بتكاتف الجهود  وتوفير كل ما يمكن أن يساعد  على هذا الرقي والتقدم الذي تعرفه الرياضة المدرسية، التي أصبحت تساهم في صنع المستقبل الرياضي و تكوين الخلف في جميع الأصناف الرياضية.
 
كان وراء تنظيم هذه التظاهرة الرياضية طاقات بشرية من أطر "التربية البدنية"،  تهتم بالقطاع وتتطلع إلى أفق أرحب يتيح للإقليم الانخراط الفعلي في أجواء احتضان  ملتقيات  من عيار الملتقى الإقليمي الذي يعد سابقة على المستوى الوطني من حيت التنظيم وقيمة الجوائز الممنوحة، وقد ساهم في  إنجاح التظاهرتين الرياضيتين عدة مؤسسات كالمجلس الحضري لسيدي سليمان وهم مؤسسات اقتصادية خاصة.
ولعل مثل هذه المناسبات تكون بداية تألق بعض الأبطال على المستوى القاري والدولي 

 

الاثنين، 12 يوليو 2010

حسنية سيدي سليمان تحقق الصعود إلى القسم الوطني الأول هواة


حسنية سيدي سليمان تحقق الصعود إلى القسم الوطني الأول هواة
 
 إعداد: مصطفى لمودن  
صعد فريق حسنية سيدي سليمان لكرة القدم إلى القسم الوطني أول هواة بعد انتصاره في آخر مقابلة من الدوري على الرشاد السلاوي بهدفين لصفر (2-0)، من تسجيل كل من فؤاد بابالي في الدقيقة العاشرة من الشوط الثاني، وسجل نورالدين الشامخ الهدف الثاني بعد ذلك في الدقيقة21. 
تميز الشوط الأول بتكافؤ الفرص بين الفريقين مع امتياز طفيف لصالح المحليين، خاصة أن عامل الرياح كان يساعد الفريق الزائر، وحاول فريق الحسنية حصر اللعب في وسط الميدان مع تقوية الدفاع والقيام بحملات سريعة، مستغلا سرعة مهاجميه وقدرتهم على اختراق الدفاع، وقد طال انتظار الجمهور المتتبع إلى الدقيقة 18 حيث كانت أول قذيفة من طرف لاعب الوسط عماد الفقير، تلتها بعد ذلك بعض المحاولات لم تعط أي نتيجة، كان من أبرزها انفراد سعيد بلكريت بالحارس في الدقيقة 35، لكن أحد المدافعين حولها في آخر لحظة إلى زاوية لم تسفر عن أي شيء، ثم تلتها قذفة قوية من رجل رفيق بومعزة في الدقيقة 38.
عند انطلاق الشوط الثاني تأكد بوضوح عزيمة المحليين الوصول إلى الهدف، وهو ما حصل في الدقيقة العاشرة من طرف فؤاد بابالي الذي توصل من حارس مرماه حميد المعزوزي بالكرة التي تجاوزت خط الوسط، ورغم خروج الحارس فد أركنها فؤاد بالمرمى مشعلا بذلك فرحة عارمة داخل الملعب وملهبا حماس الجمهور الغفير الذي قارب 5000، لتتوالى بعد ذلك الهجومات، بينما اكتفى فريق الرشاد السلاوي بالدفاع وبعض الهجومات المضادة القليلة، واستطاع هداف الدوري نور الدين الشامخ تسجيل الهدف الثاني في الدقيقة 21 من الشوط الثاني بعد هجوم منسق، وبذلك وضع فريق حسنية سيدي سليمان كلتا قدميه ضمن مجموعة القسم الوطني الأول هواة بعد غيبة طويلة، وهو الذي يتوفر على تاريخ طويل من المنافسة الرياضية منذ تأسيسه سنة 1945   
نور الدين الشامخ مسجل الهدف الثاني يعلن عن فرحته
تشكيلة الفريق:
في الحراسة حميد المعزوزي،  بقية اللاعبين؛ يونس بوكسال، محمد بن الشيخ (العميد)، هشام الزبط، إلياس الحرشي، عماد الفقير، زهير عروب(عوضه في الشوط الثاني بلبصير في الدقيقة 69)، رفيق بومعزة، فؤاد بابالي(عوضه  محسن بومهدي في الدقيقة 89)، سعيد بلكريت، نورالدين الشامخ. المدرب: عبد الواحد السويني.   
فريق حسنية سيدي سليمان
ودخل فريق الرشاد السلاوي بالتشكيلة التالية: في حراسة المرمى؛ حسن، بقية اللاعبين، حسن، سفيان، صدقي، عبد الكريم، ياسين، عادل، أوعشي، طارق، أحمد، كورما، خلق الله. في الاحتياط؛ المهدي، مصطفى، رضا، مراد. المدرب، بوالعز نورالدين، وهو من أمدنا بقائمة اللاعبين. وقام الفريق بتبديل واحد في منتصف الشوط الثاني.    
حكام المباراة: ياسر القاضي في الوسط، رشيد العمير، حسن اكتابري.
المندوب: السيد كوفال من سلا.   

  
مندوب المقابلة السيد كوفال
  

جمهور غفير حضر المقابلة
تجري كل المقابلات بأبواب مفتوحة! ما يضيع على الفريق مداخيل قد تساعده في التسيير الذي يتطلب نفقات باهظة، وقد كلف الصعود فريق حسنية سيدي سليمان 37 مليون سنتيم، ما تزال عشرة ملايين منها عبارة عن ديون، حسب تصريح أعضاء من المكتب المسير للإرسالية، وقد حصل الفريق على منحة بقيمة 12 مليون سنتيم من الجماعة الحضرية بسيدي سليمان، وخمسة ملايين من الجامعة على دفعتين (3+2)، وآخر دعم توصل به الفريق من عمالة سيدي سليمان قبيل انتهاء البطولة بمقدار خمسة ملايين سنتيم، بالإضافة إلى مساعدات من طرف محبي الفريق ومسانديه، في وقت كان المكتب المسير عازما على تقديم استقالة جماعية في شهر فبراير من هذه السنة بسبب ضعف الإمكانيات.
ورغم ذلك فقد تفانى الجميع من أجل نتائج إيجابية توجت بالصعود، وهكذا لم ينهزم الفريق إلا في مقابلة واحدة خارج الميدان، ضد فريق وزارة العدل بالرباط، متحصلا على 54 نقطة من 13 مقابلة، ومحرزا الصف الأول في مجموعته.
وتجدر الإشارة أن فريق حسنية سيدي سليمان يجري مقابلاته المحلية في ملعب مترب، لا يتوفر على المتطلبات الضرورية لممارسة كرة القدم، به منصة صغيرة مغطاة وأخرى بدون سقف بجانبه الغربي، وتعرض طويلا للتهميش والإهمال، كما هو عليه حال قطاع الرياضة ككل بالمدينة.    
 
 دفاع منظم  
 
من هجومات حسنية سيدي سليمان 

مقابلات:  
مباشرة بعد انتهاء المقابلة استمعت الإرسالية لرأي ثلاث أطراف، مدرب الفريق، العميد، وعضو من المكتب المسير أمين المال.
حول سؤال كيف حققت حسنية سيدي سليمان هذا الإنجاز المتمثل في الصعود؟
قال عميد الفريق محمد بن الشيخ:"الفضل يرجع على اللاعبين، والناس المسؤولين حتى هم ساندونا، والجمهور طيلة هذا المشوار، واخة ماكيناش التجهيزات، ربي جاب التيسير، واستطعنا الفوز بهذه المقابلة ونتمنى المزيد…"  
 
عميد الفريق محمد بن الشيخ
أما المدرب عبد الواحد السويني فرد قائلا:" هذه النتائج لم تأت من فراغ، كان أول شيء وهمنا الوحيد، كان هناك عمل مستمر شارك فيه الجميع، سواء الفعاليات، الجمهور، المكتب المسير، اللاعبون، والأهم هو الانتصار والصعود".   
 
المدرب عبد الواحد السويني
ورد عن نفس السؤال الناجي البركي أمين مال الفريق، بقوله:" حصلنا على هذه النتيجة بفضل إستراتيجية كانت بحكم معرفتنا بالبطولة، حيث مارسنا فيها وسيرنا فيها، ثانيا الطاقة التي نتوفر عليها من أبناء المدينة، ثم الإمكانيات التقنية تطلبت منا بعض التفعيل لنصل لهذه النتائج، وكان المشوار شاقا وصعبا حتى حقنا هذه النتيجة،  وهذا شرفلنا وللجمهور السليماني بصفة عامة وخاصة  Ultra Hassnawa Boys(مشجعي الفريق من الشباب)
أما السؤال الثاني الذي حرصنا على توجيهه لكل طرف على حدة، فهو رأيهم في الظروف المادية والتجهيزية للفريق ومطالبهم في ذلك.   
أمين مال الفريق الناجي البركي
ـ العميد:" الملعب المناسب، وتحفيزات للاعبين، خاصة أن منهم القدامى، تحفيزات من العمالة وغيرها، حتى تكون الكرة في ظروف مزيانة" بالكاد يتحدث والعرق مازال يقطر من جبينه بعد مقابلة رياضية قوية.
ـ المدرب:"بالنسبة لنا كفريق الإمكانيات محدودة، نتمنى من كل الفعاليات النهوض بهذا الفريق، أول شيء مهم هو الملعب والبنية التحتية. الميزانية كانت ضعيفة أو ضئيلة جدا، والمصاريف كثيرة، ولاسيما أن اللاعبين مطالبهم كثيرة"
ـ أما عضو المكتب فرد وهو يختار بعناية الكلمات المناسبة:"هذا في الحقيقية، هذه الوصفة… على المستوى الوطني هناك مشكل الملاعب، وليس فقط في سيدي سليمان، ولكن بالنداء والخطاب السامي لصاحب الجلالة، أظن سيكون هناك برنامج وطني وحكومي الذي سيهتم بهذا المجال". ليقر بدوره بضعف ميزانية الفريق، ويعول على حلول منتظرة من قبل الدولة للنهوض بالرياضة. وعن سؤال حول الالتزام بالوعود تجاه اللاعبين ومدهم بمستحقاتهم، ذكر الناجي البركي:" نحن نلتزم على قدر الإمكانيات، عندما نسير نشارك في التسيير الممارسين وحتى الجمهور. يعني ليس هناك مشكل في التجاوب أو الطرح أو في التلقي، مجموعة من الأشياء نتشارك فيها كعائلة، هم لا يطلبون أكثر، ونحن لا نبخل بما نتوفر عليه، وعلى قدر إمكانياتنا". وعلمت الإرسالية من مصادر أخرى أن اللاعبين ينتظرون منحة الصعود.  
  
جمهور غفير تابع المقابلة في ظروف صعبة  
وعن الإجراءات الممكن القيام بها خاصة لصالح الفريق وهو قد صعد إلى قسم أعلى، وعد المدرب الجمهور السليماني بإعداد فريق يكون في المستوى كما قال. أما عضو المكتب فوعد "بدعم الفريق بلاعبين يمكنهم أن يعطوا لمسة للفريق كي يقاوم ويحقق نتائج يرغب فيها الجمهور"، وأضاف على أن هناك طاقات من اللاعبين في فرق وطنية أخرى يمكن استقطابها إذا توفرت لها الظروف لتدافع عن قميص الفريق. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــ 
صور للذكرى:
  
دكة الاحتياط، المدرب عبد الواحد السويني وعضوين من المكتب
دكة احتياط الرشاد السلاوي، المدرب بوالعز نور الدين
  
جمهور عريض يشجع الحسنية باستمرار
نموذج من الشباب المتحمس لفريقه 
بمختلف وسائل التشجيع ساند الجمهور السليماني فريقه
كل عناء يهون لمتابعة المقابلة
كل جوانب الملعب امتلأت بالجمهور
أحد المتفرجين حاول الصعود إلى السطح إسوة بآخرين يتابعون من هناك 
لقطات من المقابلة:
  
 
عدد كبير من الدراجات في مدخل الملعبـ، أول وسيلة للتنقل في سيدي سليمان
 
 الرشاد السلاوي  
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ نشر جزء من هذا التقرير في جريدة "الإرسالية" عدد 1، بتاريخ 8 يوليوز إلى 23 منه

الثلاثاء، 9 فبراير 2010

المسير الرياضي وسؤال الهوية


المسير الرياضي وسؤال الهوية

 مصطفى تيدار (*)
بعد توالي الأزمات بالعديد من الأنواع الرياضية، تعمق النقاش بشكل كبير حول موضوع  التسيير الرياضي بالمغرب، حيث يجمع جل الفاعلين على أن هذه الانتكاسات كانت بالدرجة الأولى وليدة تسيير مختل على كل المستويات، ابتداء من الأندية مرورا بالعصب والجامعات ووصولا إلى الوزارة الوصية.
فمنذ سنوات والأجهزة الرياضية تراكم أخطاء تسييرها إلى أن جاءت القشة التي قصمت ظهر البعير، دون أن يطرح السؤال طيلة هذه المدة عن هوية المسير الرياضي المغربي، ودون أن توضع خطة عمل أو إستراتيجية رياضية كفيلة بتغيير ملامح التسيير.
لقد حان الوقت الآن ليزال القناع عن حقيقة التسيير الرياضي بالمغرب، ولتوضع علامة استفهام كبيرة عن هوية المسير الرياضي.
يصعب وضع تعريف مدقق لهوية المسير الرياضي المغربي، ربما كان مرد ذلك إلى غياب قانون خاص به، فحتى القانون المتعلق بالتربية البدنية والصادر في 19 مايو 1989 لا يحدد بشكل  واضح مثلا اختصاصات مسيري العصب  أو الجامعات الرياضية، أو حتى دور الدولة والمؤسسات العامة والخاصة في تنمية الرياضة(المواد 13-14-18 -29) بقدر ما يوضح العقوبات المفروضة على كل من خالف  ما نص عليه هذا القانون، (ننتظر ما سيأتي به القانون الجديد الذي ينتظر بدوره تصويت البرلمان عليه)  لكن بشكل عام، المسير الرياضي هو ذلك الإنسان المحب والمولع والغيور على مجال انشغاله، يضحي بكل ما لديه من وقت وتفكير ومال من أجل تطوير الرياضة.
وبالتالي فالحديث  عن التسيير الرياضي يجعلنا أمام نوعين من المسيرين: المسير المثقف العارف بالمجال، والمسير الجاهل للنشاط الذي يسيره والمتموقع بقوة المال من أجل غرض في نفس يعقوب (الانتخابات المحلية, البٍرلمانية…)
إن المسير الرياضي ظاهرة قديمة جديدة في المجتمع، وتبين الحالات التي يمكن معاينتها في كثير من الفرق والأندية الوطنية أن المسيرين الرياضيين لا يشكلون فئة متجانسة، لا من حيت معارفهم ولا من حيث القنوات والآليات  التي استعملوها لتبوء مكانة الصدارة على الصعيد الرياضي المحلي، ولا من حيث الأنشطة الرياضية التي يتعاطون لها. وأمام تنوع الحالات التي نصادفها في الواقع العيني، فإنه من الصعوبة مما كان صياغة نمط مثالي ينطبق على جميع المسيرين.
  إن المسير الرياضي الذي نجده على رأس الفرق والأندية الصغيرة أو المتوسطة هو في أغلب الحالات من النمط الذي يطلق عليه بالعصامي، لقد استفاد من الظرفية الرياضية في العقود الأخيرة حيث عرف المجال فراغا وتسيبا، كما استفاد من تشجيعات الدولة والجامعات الرياضية والمجالس الإقليمية والجهوية والبلديات…
 إلا أن هذه العوامل الموضوعية لم تكن لتساعده لولا توفره على صفات ذاتية أهلته للاستفادة من تلك الظرفية واستغلال ما أتيح له من فرص. وتجدر الإشارة إلى أن من جملة ما يتميز به المسير الرياضي عموما، هو حب العمل والتفاني فيه والتفرغ له، ومن يعرفه عن قرب يؤكد انه رجل منشغل باستمرار، تجده دائما مع اللاعبين أو المدرب أو نخبة من المكتب المسير، حاضرا في التداريب،  يصيح ويصرخ ويأمر ويستعطف…
  ومن حيث نوعية التكوين يمكن أن نميز بين المسيرين الذين تلقوا ما يمكن أن نسميه بالتعليم التقليدي، ولا يتمتع هؤلاء في كثير من الأحيان بتكوين رياضي شامل ومتخصص، ويتمتل رصيدهم التكويني والمعرفي أساسا من خلال التجربة الذاتية، ويفتقرون إلى تكوين حديث في مجال التسيير والتدبير الرياضي، أما المسيرون خريجو الجامعات والمعاهد العليا الرياضية، والذين بفضل ممارساتهم وما يتمتعون به من معارف رياضية وتخصصات يحصلون مواقع المسؤولية، لكن تشكل العلاقات الشخصية الوسيلة الرئيسية التي من خلالها يؤثر المسير الرياضي في محيطه، ونلاحظ ذلك على كافة المستويات؛ في معاملته اليومية، سواء تعلق الأمر بعلاقته بالفريق أو النادي الذي يسيره ويحتك به يوميا، ويسهر بشكل مباشر على مراقبة ومتابعة نتائجه وارتباطه بالعصبة والجامعة أو الإدارة المحلية… وبخصوص هذه الأخيرة تجدر الإشارة إلى أن نجاح المسير المحلي يتوقف إلى حد كبير على نوعية العلاقات الشخصية التي تربطه بها.
للفرق أو الأندية الصغيرة أو المتوسطة بنية تنظيمية بسيطة للغاية، فهي تتميز بوجود رئيس ونائبه، بالإضافة إلى مجموعة أخرى تتراوح ما بين 9 الى15 عضوا أو أكتر، ويسهر الرئيس على تلبية حاجيات الفريق وتحديد أهدافه، ومنهم من يتخذ أغلبية القرارات التي تهمه، وقليلا ما يوجد مكتب مسير يعمل يشكل جماعي. فعلاقة الرئيس بباقي أعضاء المكتب المسير غالبا ما يميزها الولاء و التبعية، كما يتوفر الرئيس على مجموعة من الامتيازات ويتدخل في كل شيء من شؤون اللاعبين والمدرب إلى الطاقم التقني، رغم عدم توفره في معظم الأحيان على تكوين متخصص في مجال التسيير الرياصي!! فمعرفته في هذا المجال محدودة أو منعدمة، وربما كان هذا أحد العوائق الأساسية التي تحول دون تطوير الفرق والأندية.
فالمسير الرياضي لم يعد هو ذاك الشخص الذي يسير ناديا أو عصبة أو جامعة بطريقة شخصية أحادية، بل بات لازما عليه إشراك كل الأطراف  في التسيير، وابتعاده عن لعب الدور القيادي  في كل شيء، لقد أصبحت ملامح مسيري اليوم مختلفة تماما عن ملامح مسيري الأمس الذين ارتبطت أسماء كثيرين منهم بشكل نضالي بأسماء أنديتهم، لدرجة أصبحت معها هذه الأخيرة تتنفس برئتي مسيريها، بدونهم لا يمكن أن تستمر، ويكفي ذكر أسماء من قبيل بلهاشمي بوجدة أو مكوار بالدار البيضاء أوالخمليشي بفاس… أما ليوم فالمعادلة تغيرت وإن كانت حصيلة اشتغال مسيري الأمس تبدو أفصل من حيث نظرائهم اليوم.
 حاليا لم يعد المسير/الرئيس الضامن الوحيد لاستمرارية عطاء النادي، بل وجب إعطاء الفرصة لكل الأطراف للمساهمة في اتخاذ القرار الرياضي. إنه نوع من دمقرطة التسيير الذي تفتقرت إليه دواليب الرياضة المغربية، والذي يحتم على المسير أن يصبح عالما بقواعد التدبير الرياضي كعلم قائم بذاته، وهو العلم الذي بدأت بوادره تظهر داخل المشهد الرياضي من خلال تخرج دفعات من حاملي دبلومات الدراسات العليا المتخصصة في التدبير والتسيير والتدريب الرياضي.
فالمسير الكفء والحديث، وعلى مستوى النسق القيمي،  يتوفر على قدر من المعرفة والكفاءة، فهو دائم الإطلاع، يتابع تطورات المعرفة الرياضية في مجال تخصصه، كما يتابع تطور الحياة الرياضية على الصعيد الوطني والدولي، وقد يساهم في تلك الحياة عن طريق الانخراط في الاتحادات أو العصب الجهوية أو الوطنية كالجامعات مثلا.
فالمسير المثقف أو المتعلم على العموم، وإن كان التعليم لا يشكل شرطا ضروريا من شروط التسيير الرياضي، يتوفر على معرفة دقيقة بالخريطة الرياضية الوطنية والجهوية والمحلية، ويعرف التنظيمات المتواجدة، إنه مسير صاحب فضية. أما المسير الوصولي فهو يفتقر إلى أنفته وشهامته وكرامته، ومبدؤه يختزل في أمر واحد هو المصلحة الشخصية أو الخاصة، والتي تحدد تعامله مع باقي مكونات الحقل الرياضي جهويا وطنيا، فالتسيير الرياضي بالنسبة له ليس وليد قناعات ومبادئ معينة، وإنما هو وسيلة فقط لتحقيق المكاسب المادية والمعنوية،
لقد أصبحت الدول المتقدمة رياضيا غنية بما يعرف بالمسيرين الرياضيين المحترفين، وهم أشخاص يحصلون بالأساس على مدخولهم من العمل الرياضي،  الذي يشكل نشاطهم الرئيسي.
 فالعمل الرياضي بات يشكل بالنسبة للعديد من الفاعلين  نشاطا اقتصاديا لا يختلف في جوهره عن سائر الأنشطة الاقتصادية الأخرى.
 كما يمكن التمييز داخل قبيلة المسيرين الرياضيين بين ثلاثة أصناف:  المسيرون الكبار، وهم الذين يملكون رؤوس أموال مهمة، يقيمون بها مقاولات رياضية كبرى (ريال مدريد، بارشلونة، جيفو نتيس…) ويوجد صنف آخر تنطبق عليه كثير من مواصفات المقاولين المتوسطين، وهم أشخاص يمولون مشاريعهم الرياضية بالاعتماد على إمكانياتهم المادية ومساهمة الأجهزة والجهات الرياضية والسياسية، وهناك أخيرا المسيرون الذين لا يملكون سوى طاقاتهم الفكرية والعضلية في تدبير شؤون الفريق أو العصبة.
إن التسيير الرياضي علم وفن في آن واحد، وبالتالي فالمسير الذي يشتغل في هذا المجال يجب أن  يحتكم دائما للأساليب العلمية في التفكير والممارسة و الإبداع.
     
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*)أستاذ التربية البدنية وفاعل جمعوي