الماء الصالح للشرب بسيدي سليمان
تجارة رائجة ومشغل جديد لليد العاملة !!
بيع الماء في الأزقة تجارة رائجة
لا يقترن "الماء الصالح للشرب" دائما بالمكتب الوطني للماء أو بإحدى الوكالات التجارية المتعاقدة، بل قد يرتبط بتجارة خاصة جدا يقوم بها أفراد كما هي الحالة بسيدي سليمان، على الأقل في رمضان 1431ه (موافق 2010م)، لا يوزع المكتب الوطني للماء الصالح للشرب ماء صالحا فعلا، بل شيء آخر، سائل بمذاق غير مستساغ، يثير ألما في بطن أغلب من يرشفه، ودائما يذكر المكتب الوطني للماء أن ماءه "صالح للشرب" حسب المواصفات الوطنية، وطبعا هذه المواصفات كما يحس بذلك سكان سيدي سليمان هو إيصال مادة سائلة إلى بيتهم لا علاقة لها بالماء الصالح للشرب… لهذا يضطر السكان إلى شراء ماء آخر حتى يجنبوا معدتهم مغصا لا حاجة لهم به، يضيفون ثمن اقتناء الماء إلى بقية نفقات المعيشة من باعة الماء الذين يتجولون بسلعتهم في الدروب والأزقة كأنهم يعرضون مواد نادرة يفتقدها المستهلك، يتجولون بسلعتهم الغالية على كل صائم وصائمة يريد أن يفطر على ماء صالح فعلا للشرب، هناك من يعبر الشوارع عبر شاحنة من آخر طراز قادم من اليابان أو الصين، هناك من ترك الحرث وتقليب الأرض وجاء بجراره وحاوية ضخمة ليبيع الماء لسكان المدينة وهو لا يريد أن يضيع هذه الفرصة الثمينة، وهناك من يكتفي بعربة تجرها دابة، يجمع عائداته اليومية ويعود أدراجه مفتخرا بعمله الجديد الذي يقف وراءه المكتب الوطني للماء وبقية المسؤولين المعنيين، فهؤلاء قد وجدوا بمبادرتهم هاته على الأقل فرصا للشغل!! تباع قنينات الماء من حجم خمس ليترات بثلاث دراهم، وهو ثمن "مشجع" فأرخص كمية مماثلة من ماء المائدة التي توزعه شركات "حقيقية" (تتوفر على بتانتا وماركة مسجلة) هو 9 دراهم، فرق كبير إذن.. لهذا يصطف المواطنون والمواطنات بشكل يومي قرب آليات حمل الماء لتسلم نصيبهم، تجد النساء والصبية والكهول.. لا فرق بين الأعمار، ففي شهر رمضان انضاف إلى بائعي الحليب الجوالين بائعو الماء..
يقول كل موزع للماء (هو في الحقيقة تاجر الماء) أن ما لديه هو الأجود والأحسن، هناك من يقول أنه قد جلبه من مولاي إدريس زرهون، وهو يعرف "قيمة" ما يقول لدى زبنائه، مادام ذلك مرتبطا ب"جودة" لا نقاش فيها، وهناك من يقول أنه جاء بالماء من "الصدادنة"، وهي بئر في شمال سيدي سليمان تبعد بحوالي 15 كيلومترا، مشهورة محليا بمائها الزلال، (رغم أن البعض يقول إنه قد تم خلطها بماء آخر بعدما أصبح يوزع على قرى مجاورة)، وباعة آخرون أكثر واقعية، يقولون أن ماءهم من "أولاد حنون"، وهي جماعة قروية في شمال المدينة كذلك…
ما دور المكتب الوطني للماء من كل هذا؟
سبق أن وضح المسؤول الأول عن الماء في إحدى دورات المجلس الحضري لسيدي سليمان موقف إدارته، وقد نشرنا خلاصة ذلك بمدونة سيدي سليمان (اضغط للمزيد)، بحيث يرد ذلك إلى ضعف الصبيب، ويعد بإيجاد الحل عبر تقويته (الصبيب) وجلب مورد مائي آخر فيه جودة مقبولة، وإلى تعرض الأنبوب إلى عمليات إتلاف…ورد مصدر آخر سبب وضعية الماء كما هي عليه الآن إلى عدم القيام بالتناوب على الآبار التي يتوفر عليها المكتب الوطني للماء الصالح للشرب المتواجدة بشمال المدينة، إما بسبب الإهمال أو عدم توفر الطاقة الكهربائية للمضخات.. لكن هناك سبب آخر لا يثار كثيرا؛ فقد سبق للمجلس الحضري لسيدي سليمان أن ساهم قبل سنوات من جانبه بغلاف مالي مهم، حصل عليه عن طريق قرض، من أجل تزويد المدينة بماء "صالح" فعليا للشرب، وهو ما حدث فعلا، وتمتعت المدينة به لفترات قصيرة (أحيانا وبشكل متقطع ما زال يحصل نفس الشيء)، لكن قرار تزويد القرى بالماء الصالح للشرب من الأنابيب التي تمر من جانبها، جعل الصبيب يضعف إلى أدنى مستوى له، بل أحيانا لا يصل هذا الماء إلى المدينة، بدليل قذف الصنابير للماء الآخر القديم غير المستساغ… لا أحد ضد تزويد القرى بالماء الصالح للشرب، لكن ليس على حساب ميزانية المدينة وصحة ساكنيها.
أضاف قبل شهور المكتب الوطني للماء موردا آخر من الجهة الغربية، لكن ذلك مازال غير ذي فعالية..
وعلاقة بموضوع الماء يشتكي بعض السكان القاطنين بطوابق عليا من عدم توصلهم بما يكفي من الماء. وفي هذا الصدد ذكر مدير المكتب الوطني للماء في دورة المجلس الحضري التي حضرناه نية إدارته في تجديد شبكة التوزيع بالمدينة وبناء خزان جديد أكثر علوا..لكن ذلك مازال مجرد وعود.
فإلى متى ستظل معاناة سكان سيدي سليمان مع الماء؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ا
أغسطس 30th, 2010 at 30 أغسطس 2010 2:40 م
أغسطس 30th, 2010 at 30 أغسطس 2010 8:45 م
أغسطس 30th, 2010 at 30 أغسطس 2010 11:05 م
إضافة: بعد الإفطار بساعتين عاد الماء لحي رضا
سبتمبر 25th, 2010 at 25 سبتمبر 2010 12:05 ص
سبتمبر 25th, 2010 at 25 سبتمبر 2010 12:20 ص