الأربعاء، 1 ديسمبر 2010

كادت سيدي سليمان تغرق بسبب ليلة ماطرة


كادت سيدي سليمان تغرق بسبب ليلة ماطرة 

 
شفط المياه ما بين حي الغماريين وحي السليمانية
كادت سيدي سليمان تغرق في آخر يوم من شهر نونبر (2010) ونحن مازلنا لم نلج بعد فصل الشتاء، تغرق لمجرد تساقط الأمطار خلال ليلة واحدة، قدرتها مصالح الأرصاد في 78 ملم… لم يكن السبب فيضان نهر بهت العابر للمدينة، بل فقط بسبب اختناق المجاري، لقد خرجت المياه نافرة من وسط المنازل ومن الأزقة فاضحة سوء التدبير، فرغم الميزانيات التي صرفت وتصرف على شبكة الصرف الصحي، ورغم تفويت الأمر إلى المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، ورغم التكلفة الباهضة التي توزع كل ثلاثة أشهر بغير عدل على جميع البيوت مرفقة بفاتورة الماء، ورغم  القول "بحسن التدبير والاستباق" كما سمعنا السنة المنصرمة حيث عرفت المدينة تساقطات أكثر حجما ولم يحدث مثل ما وقع اليوم. ورغم كل ذلك وقعت واقعة فيضان جزئي وغريب في المجال الحضري بسيدي سليمان !!!
من حي السليمانية إلى الغماريين مرورا بحي السلام والمسيرة (بام)… ومن جديد احتلت المياه بيوتا وشوارع، ولعلنا سنصبح متعودين على مثل هذه الكوارث لمجرد نزول تساقطات متوسطة الحجم…
ظل الغرقى طيلة اليوم يفرغون منازلهم، وهم في سباق مع الزمن، هناك من يفرغ بما أوتي من صبر وأية آنية تصلح لذلك، هناك من اكترى مضخات لعلها تسعفه بسرعة، مادامت مضخة الوقاية المدنية التي حملت إلى حي السلام على سبيل المثال لم تجد نفعا.. لأول مرة في تاريخ سيدي سليمان يغرق شطر الفيلات بحي السلام، وتمتلئ الدهاليز عن آخرها، وتغرق بما فيها من أمتعة وسيارات..
فعلا تحرك المسؤولون المعنيون حسب معاينتنا العابر لبعض الأحياء المتضررة، وشاركت في شفط المياه آليتين تابعتين للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب.. ولم نتمكن من مقابلة أي مسؤول عن المكتب الوطني للماء الصالح للشرب مساء يومه حين توجهنا لمقر الإدارة المعنية، وكان المبرر هو خروج المسؤولين على المناطق المتضررة، لكن عليهم تجميع المعلومات وجعلها رهن إشارة من يريدها. إن الإعلام الإلكتروني أكثر سرعة وانتشارا، وهذا ما لا يقدره بعض المسؤولين.
 المطلوب الآن هو إيجاد حل نهائي حتى لا تتكرر مثل مشاهد اليوم، وذلك بالتنقية المستمرة للقنوات، والتعجيل بتحويل الصرف الصحي السائل إلى محطة المعالجة التي لم تر النور بعد، وتجديد المتآكل من القنوات التي تربط بعض الأحياء بالقنوات الرئيسية المستحدثة، ووضع قنوات الصرف الصحي لحي السلام الذي تفتقد جل مجموعاته السكنية لذلك رغم حداثة هذا الحي، ومحاسبة المسؤولين عن ذلك… ثم التواصل مع الساكنة عبر إخبارها بكل مستجد حتى يأخذ السكان كل الحيطة والحذر وليس إلى أن تداهمهم داخل بيوتهم المياه كما حصل اليوم..
فصل الأمطار الحقيقية مازال لم يبدأ بعد، فماذا تعدون يا مسؤولين لهذا الأمر؟ 

أحد شوارع الغماريين ويلاحظ بقايا الأكياس التي استعملت لصد المياه
مشاهد تذكر بفياضانات السنتين المنصرمتين
ــــــــــــــــــــــــ
نشربتصرف بسيط في جريدة"الصحراء المغربية" عدد 7736 يوم االخميس 2 دجنبر 2010