السبت، 15 يناير 2011

كرنولوجية أحداث يومين بتونس


كرنولوجية أحداث يومين بتونس 

يقول بن علي إنه لن يترشح للرئاسيات القادمة بتونس ولن يغير الدستور من جديد من أجدل ذلك، وسيضمن حرية التعبير ولن يراقب الانترنيت، وسيخفض من أسعار المواد الغذائية( !!! ) حسب خطاب مقتضب ألقاه اليوم الخميس 13 ينار. المعارضة لا تصدق، وتطالب بهيئة مستقلة لضمان ذلك، والاحتجاجات ما تزال مستمرة، وقد انتقلت اليوم إلى مناطق الجنوب، وحسب مصدر مستقل فقد بلغ عدد القتلى 66… فرضت السلطات حضر التجول، وتحرك الجيش بدوره، وأغلقت المدارس والجامعات.. ولا أحد يعرف بالضبط ما سيحمله المستقبل لتونس، ما هو مؤكد أن تونس لن تكون كما كانت عند نهاية 2010
ـ ارتفع العدد إلى 70 قتيلا، وهناك مطالب ملحة من داخل تونس من أجل مغادرة الرئيس للسلطة، وقع اليوم الجمعة تحول جديد في الاحتجاجات، بحيث لم تعد قوات الأمن تمارس القمع ضد المحتجين، كما وقع مع آلاف المتظاهرين أمام وزارة الداخلية.
ـ استقالة سفير تونس في اليونسكو من منصبه اليوم الجمعة. 
ـ مع توالي الاحتجاجات أمام مقر وزارة الداخلية بتونس تستعمل قوات الأمن الغازات المسيلة للدموع. 
ـ حصيلة اليوم الجمعة 13 قتيلا
ـ الرئيس يقيل الحكومة ويدعو لانتخابات بعد 6 أشهر، المطالب مغادرة الرئيس للسلطة. 
ـ ليس هناك بديل واضح لنظام بنعلي لأن هذا الأخير لم يفكر في مستقبل بلده ولكن كان يفكر في بقائه في السلطة عوض أن يؤمن بالتداول على الحكم ويقوي مؤسسات الدولة التشريعية والقضائية والتنفيذية ويجعل الشعب يتمتع بحرية التعبير والرأي، ويمكن لتونس أن تعرف مرحلة انتقالية لا أحد يعرف مآلها، ويظهر أن "الشركاء " الأوربيين تفاجأوا بالأحداث، وهم لم يهيئوا من جانبهم للوضع الجديد، وقبل قليل تحمسوا لرأي الرئيس بعدم ترشحه من جديد، لكن آخر قراراته العشوائية والتي منها إقالة الحكومة تقود إلى تنحيته  لا محالة، خاصة مع اتساع رقعة الاحتجاجات ودخول غاضبين آخرين.
ـ ذكر طبيب من تونس أن هناك قناصة فوق السطوح لقتل المحتجين. 
انتهى نظام بنعلي في تونس بعد ثلاث أسابيع متتالية من الاحتجاجات وسقوط ضحايا، هنيئا لتونس، فقد غادر الرئيس السابق للبلاد رفقة أفراد من عائلته مساء يومه الجمعة 14 يناير البلاد إلى وجهة غير معروفة… المعارضة تطالب بحكومة انقاد وطني، ومحاسبة كل من أساء إلى الشعب، بينما ألعن محمد الغنوسي الوزير الأول التكلف بأمور البلاد وممارسة صلاحيات الرئيس… لن تنسى تونس محمد البوعزيزي الذي أحرق نفسه في سيدي بوزيد احتجاجا على البطالة، وهو الحدث الذي أطلق شرارة الغضب… الجيش فرض حضر التجول، وحتى لا يكرر التاريخ نفسه، يدعو عدد من الشخصيات ليترك الشعب ليختار من يدبر أموره في أفق انتخابات حرة، وألا يسمح التونسيون لبروز خلافات داخلية تسيء لحركتهم الاحتجاجية ولأرواح الضحايا.. 
حسب بعض الأخبار بقي الرئيس سابق معلقا في السماء في الطائرة، وقيل أنه متوجه إلى مالطا ثم بعد ذلك إلى باريس، لكن الرئيس الفرنسي رفضا استقباله، وقد ذكر ربان طائرة لإحدى القنوات التلفزية أنه رفض قيادة طائرة الرئيس للهرب إلى الخارج، لأنه يرفض أن يهرب سفاكو الماء كما قال.. ونزلت بعد ذلك أخبار أخرى تقول أن بن علي خرج من تونس على متن مروحية إلى مالطا، ومنها يتوجه إلى دولة بالخليج قد تكون الإمارات أو السعودية، ونقل كذلك أن زوجته بدبي.. في هذه الأثناء بعد العشرة حسب التوقيت العالمي لا أحد يعر ما يقع بالضبط في تونس، وقد نشرت قناة تلفزية أرقام هواتف للجيش التونسي موجهة إلى المواطنين قصد طلب النجدة.. يبدو أنه في بعض المناطق عمليات نهب أو انتقام. ويسجل الجميع أن نظام الرئيس المطاح به قد "نجح" فعلا في إضعاف جميع الهيئات المعارضة، وبذلك هناك فراغ على مستوى الشارع التونسي فيما يخص تنظيم وتأطير المواطنين، لكن هناك من يرى بأن الشعب التونسي لديه مستوى تعليمي رفيع وبه مواطنون قادرون على تحمل مسؤولياتهم. 
الرئيس السابق ورئيس فرنسا: المصالح أولا.
ـ أمام ضعف الأمن تقول مصادر أن لجان شعبية تتشكل لحفظ الأمن بالأحياء… 
ـ آخر خبر قبل منتصف الليل يقول إن بن علي قد حط في جدة بالسعودية  
ـ بعد منتصف الليل:
ـ الرئيس الأمريكي أوباما يشيد بشجاعة الشعب التونسي ويدعو إلى انتخابات حرة ونزيهة.
ـ محمد الغنوشي الوزير الأول والمكلف بتصريف سلطة الرئيس يعلن عن إطلاق المعتقلين في مقابلة مباشرة مع "الجزيرة"، ويقول أنه لا اعتقلات جديدة. ومعارضوه يطالبون بتنحيته هو الآخر.
ـ السعودية تؤكد بشكل رسمي استقبال الرئيس السابق الهارب،وتصدر بيانا يؤكد ذلك ويرحب ب"فخامة الرئيس". 

ـ صباح يوم السبت 15 يناير: 
أنهى المجلس الدستوري التونسي تولي محمد الغنوشي الوزير الأول أمر الرئاسة بالنيابة، ورأى بأنه يجب إعمال الفصل 57 من الدستور الذي يقر بأن الرئيس لم يعد موجودا.. وعليه تولى رئيس مجلس النواب فؤاد المبزع الرئاسة بالنيابة إلى حدود انتخاب رئيس جديد في غضون شهرين على أبعد تقدير.. الدرس المستفاد، هو تحرك الجهاز القضائي أخيرا لصالح تونس، وتنحية أحد رموز النظام السابق تلبية لمطلب الشارع، رغم أن رئيس مجلس النواب بدوره عضو مسؤول بالحزب الحاكم وقد تقلد عدة مناصب منذ عهد بورقيبة قبل أن يطيح به بن علي بواسطة انقلاب أبيض.. الكلمة الأخيرة ستبقى للشارع التونسي، علما أن النظام السابق قضى عمليا على كل الهيئات التي يمكن أن تعارضه فعلا، وبالتالي فلا يوجد تنظيم سياسي قوي ومنظم في تونس غير الحزب الحاكم "التجمع الدستوري الديمقراطي".. وأكيد فكل رمزوه سيحاولون العودة إلى السلطة عبر النافذة، كما أن مختلف الأجهزة الأمنية السرية والعلنية ستحاول من جانبها التدخل لتسهيل الأمر على مقربين منها، على الأقل بذلك ستتفادى محاسبات قادمة، د تطول بعض المسؤولين على التوجه المعي العنيف الذي كان يمارسه النظام السابق، وقد تظهر محاولات أخرى تخلق الفتن والنعرات وتشجع على التخريب والسطو والانتقام المتبادل… حتى تقوم بتشويه انتفاضة تونس المجيدة، وتبين على أنها مجرد عمليات فوضوية وليس حركة انعتاق من الظلم والاستبداد.. ود استمعت إلى مثقف تونسي يناشد كل القوى في تونس إلى الانتباه إلى المقالب والمآزق التي قد تنتظرها، وبالتالي تتخلى عن نزعات ذاتية تسوء لكل ما تم إنجازه، ودعا إلى تقديم لوائح انتخابية مشتركة وتحصيل تفاهمات تكون لصالح تونس والمستقبل.. ولعل الشعب التونسي يستحق مستقبلا مشرقا مادام قادرا على التضحية بالأرواح من أجل التخلص من الاستبداد، ولدى الشعب التونسي كل الوسائل لتأكيد نضجه.