تقليد تربوي جميل بإعدادية عمر الحاضي
ليست المحاكم لوحدها استجابت أطرها للنداء المدني من أجل العمل يومي السبت والأحد 15 و16 أكتوبر لمعالجة ملفات المتقاضين المتراكمة، بل هناك مبادرة مثيلة لا تخلو من دلالة رمزية أقدم عليها الفاعلون التربويون بإعدادية عمر الحاضي التابعة لنيابة سيدي قاسم.
ما كادت عقارب الساعة تعلن نهاية الحصة الصباحية ليوم السبت 15 أكتوبر، وبينما التلاميذ يغادرون مدخل مؤسستهم بعد تحية العلم الوطني، كان أساتذتهم الشباب يمشون عكس تيارهم وهم كلهم حيوية والابتسامة تعلو محاييهم، رغم أن جداول حصصهم لا تشير إلى اشتغالهم زوال السبت، ورغم أنهم محتاجين جميعا لقسط من الراحة الأسبوعية لنفض غبار أسبوع من العطاء التربوي.
ولأن الزمن لا يرحم، ولأن المواطنة الحقة تقتضي سمو المشترك من المصالح على الأنانية القاتلة، ولأن عقلنة الزمن المدرسي كشعار لم يوضع من أجل الإستهلاك، فإن الطاقمين الإداري والتربوي العامل بالمؤسسة قد ارتضى أن يجلس حول مائدة مستديرة لاستكمال تأسيس هياكل المؤسسة وتحيين بعضها، ووضع خارطة طريق مدققة لإنجاح الموسم الدراسي الجاري. وتجسيرا للعلاقة الإنسانية والتربوية بين المكونات الشابة للمجتمع التربوي بالمؤسسة، وبين هؤلاء ومحيطهم كان لابد من تقديم نبذة عن المنطقة، ودعوة الجميع إلى نسج علاقة بينهم يسودها الدفء والحميمية، مما سيشجع على العطاء أكثر، ويصقل التجارب، ويحمي فضاء المؤسسة من كل أنواع التلوث.
واعترافا بالجميل لمن مر من هذه المؤسسة، واعترافا بخدماتهما الجليلة لمصلحة الناشئة، تم تكريم أستاذين انتقلا إلى العمل خارج المنطقة، حيث قدمت لهما هدايا رمزية، ونظم حفل غداء على شرفيهما، وهي مبادرة جميلة وعميقة .
يذكر بأن الإعدادية المشار إليها يحتضن قلبها أزيد من 500 تلميذ وتلميذة، يؤطرهم 21 مدرسا شابا غالبيتهم المطلقة أستاذات خريجات المراكز التربوية الجهوية، لمساتهن الجميلة بادية للعيان في تأثيث فضاء الحجرات وباقي المرافق.
ودعما لهذه المجهودات الاستثنائية، فإن مطلب توفير مطعم يستفيد منه المتمدرسون أضحى مطلبا مستعجلا، كما أن الاستمرار في إغلاق أبواب دار الطالب والطالبة في وجه التلاميذ لم يعد مسموح به، خصوصا وأنه يصعب على من يقطع مسافة أزيد من 16 كلم يوميا أن ينخرط في مدرسة النجاح، ويساير إيقاع زملائه في المدن أو القاطنين بجانب المؤسسة مما يفند أطروحة تكافؤ الفرص بالمدرسة العمومية.