الاثنين، 27 فبراير 2012

ماذا لوْ كانتِ الأزمة تقود إلى الحرب؟؟


 حوار مُترجَم
ماذا لوْ كانتِ الأزمة تقود إلى الحرب؟؟
  التقديم :
 لُورانْ آرْتورْ دو پْليسيسْ   

 ماي 1952، صِحافي ومحلل فرنسي مختص في المشاكل جيوــ سياسية،  من المؤلفات: ـ الحرب العالمية الثالثة ابتدأت (2000)
ـ الإسلام ـ الغرب، الحرب الشاملة (2004)
 ـ من الأزمة إلى الحرب: إنهيار النخب( أكتوبر 2011(

في هذا الحوار القصير من حيث الحجم؛ والمليء بالتصورات والرؤى النقدية للوضع الإقتصادي العالمي المأزوم؛ يكشف عن مكامن الخلل الذي يصيب الإقتصاد الكوني بشلل فظيع، ويؤكد أن الأمر سيُفضي لا محالةَ نحو حرب إنسانية مدمرة
كما يقربنا من وجهة نظره الشخصية بخصوص علاقة " الإسلام " بما يجري…
  إليكم الحوار الذي أجراه: فْريديكْ پُّونص لصالح المجلة الأسبوعية الفرنسية: في عددها رقم: 3921 ليوم الخميس، 19 يناير
إلى 25 منه سنة 2012، في الصفحة .42

      سؤال: ـ كيف يمكنكم تفسير أن الأزمة الحالية ( أشد خطورة من أزمة 1929 ) تقودنا نحو حرب عالمية ثالثة ؟
      جواب: ـ كل أزمة إقتصاديةٍ خانقة لا بد أن تُذْكيَ جَذْوَةَ التطرف و أن تُغَلِّبَ كفة الحروب. فأزمة 1929 أَنْتَجَتْ صعود النازية وعلى إثرها كانت الحرب العالمية الثانية. والأزمة الحالية، مقْرونةً بالعولمة، ستُخوِّلُ للمتطرفين الإسلامويين إمتلاك آليات الدولة وبالتالي تنظيم " إرهابٍ " ضد الغرب، وهذا ما يعنيه تشكيل " صاعق "الحرب العالمية الثالثة

      س ـ مَن هي أطراف هذا الصراع؟
      ج ـ سيكون الغرب وحليفاه : اليابان والهند ضد الإسلام والصين، في خليط من الحروب الأهلية والعرقية وما بين الدول، وسيُنْعشُ ذلك "إرهابٌ" على مستوى عالمي بأسلحةِ دمار شامل.
لكني أتساءل هنا : ـ إلى أيّ طرَفٍ ستنحاز روسيا ؟؟

      س ـ أيمكن الإعتقاد حقا في تحليلكم الكارثي هذا خصوصاً أن الدول الكبرى وكل المؤسسات الدولية عازمة على الأخذ بناصية الأمور؟
   ج ـ توشك الأزمة من ذروتها مع انهيار بعض الدول، التي سيعقِّدُ من مأمورياتها الإنفجار القريب ل " نِسَب الفوائد" ، وهذا ما سيُعطل إلى حد بعيد الأنظمة المصرفية الكبرى والإقتصاد بالتالي.

      س ـ وأين نحن إذاً من سياسات " التقشف " المطروحة خلال أشْهُر خَلَتْ؟
     ج ـ لَوِ اعْتُمِدَتْ هذه السياسات منذ عشرين أو ثلاثين عاما سابقة لَانْتعشتْ ونشطت الأنظمة البنكية،  لكنها اليوم ستُسَرِّعُ انهيارها بفعل الشلل الذي سيُصيب الإستهلاك " الذي هو محرك النماء الغربي، والذي تم التقليل من شأن تأثيره السلبي في المستقبل إبان سياسات المعالجة فور أزمة 2008. وهذا ما ألقى بظلاله على الدول الأكثر تصديراً، مثل ألمانيا والصين، فالأزمة بالتالي ماضيةٌ في خنق الإقتصاد العالمي دون أن تَقْدِر المؤسسات العالمية على إيقافها. لقد تم تجاوز نقطة اللاعودة!! 

    س ـ كيف يمكنكم أن تقولوا إن الأزمة كانت مُرتقبة؟
     ج ـ النموالإقتصادي الغربي في وضع حَرجٍ، مادام أنه مُؤسَّس على القروض الرخيصة وعلى المديونية، وليس على الإذخار والإستثمار. ف " أَلَانْ كْريسپان " مدير البنك المركزي الأمريكي مابين 1987 و 2006 كان قد خَفَّضَ بشكل :فظيع الفوائد الرئيسَةَ ما خلَّفَ تَسَيُّباً في القروض، والنتيجة سِلسلةٌ من " الفَقاقيعِ المُضَارَباتية " التي قَوَّضَتِ الإقتصاد الحقيقي فُقاعةُ الأنترنيت غير المندمجة سنة 2000، تَلَتْها الفُقاعة الأخطر: العقار، ثم أخرى في البورصة. كل ذلك هدم الإقتصاد الأمريكي، وبدوره سيُدْخل في دوامته كل الغرب.

    س ـ هل تَنبَّأَ أحد بكل ذلك؟
    ج ـ نعم، الألماني:
 كُورْتْ رِيشْباشير ( 2007 ـ1918) المعروف كثيراً لدى الأوساط الإعلامية الأنجلوــ ساكسونية، والذي  كنتُ قد استشهدتُ به في أحد مؤلفاتي سنة 2002، يُعتبرُ من المتنبئين بالأزمة، وكان قد اعتمد غالبيةُ المحللين على المدرسة النمساوية :
 لُودْفيكْ فون ميزس ( 1881ـ1973 ) وفْريدْريش هايْكْ ( 1889ـ 1992 ) الحائز على جائزة نوبل للإقتصاد سنة 1974، والذي مَنَحَ الدور الرئيسَ لِلْقرض ولِلنقد، لكن تلاعُبَ الدولة بهما يُضَلِّلُ النشاط الإقتصادي.

    س ـ كيف ذلك؟
    ج ـ تعتمد الأبناك المركزية على نِسَبِ فوائد جد منخفضة مظهرياًّ ثم تعمل على ضخ سيولة مالية هائلة، وهذا يخلق  فَقاقيع مُضارباتية " (بالُونات مُنتفخة بالريح !) إنه الإستثمار السيّء، غيرُ المُنتج، الذي يُغَيِّبُ حقيقةَ الطلب. نُضيف إلى هذا "التَّغْليط حالَتَيْ : الإكْتئاب والرُّكود الإقتصادِيَّيْن، مِمّا يَقودُ إلى كارثة حَتْمية، يَتَفسّخُ إزاءَها النظام النقدي، ما عدا إذا تَمَّ التراجع المُسْبق عن هذا البذخ المالي.
*******

أَنْجَزَ الترجمة : جواد المومني
في : پــــــــــيرپــــــــــينـــــــيان/فرنسا ، الإثنين 6 فبرايرـــ شباط 2012