كشف قائمة لجزء من المستفيدين من رخص النقل
هل هي بداية الطريق نحو المساواة في المواطنة؟
مصطفى لمودن
بنشرها لقائمة طويلة لأسماء المستفيدين من الريع المخزني تكون حكومة بنكيران قد وضعت خطوة نحو الاتجاه الصحيح، فنحن نعترف بجرأة وصلاحية مثل هذه المبادرة، ولولا "حركة 20 فبراير" المجيدة، لما وصل حزب "العدالة والتنمية" لما وصل إليه لما جرت الانتخابات، وما كانت لتحل الحكومة ويعدل الدستور وتجرى انتخابات سابقة لأوانها.. لقد كانت في الأفق "تهيئات" أخرى في اتجاه آخر، ينعثه بعض السياسيين بمحاولة "بنعلة" المغرب.
ما ظهر الآن عبر كشف لقائمة المستفيدين من مأذونيات النقل يواسطة الحافلات هو فقط جزء من السطح البارز لكتلة الجليد الضخمة، من الامتيازات والريع غير المشروع، والنهب الذي طال واستمر في نهش خيرات المغرب طولا وعرضا..
لقد ظهر في القائمة المعلنة "فنانون ورياضيون وأعضاء عائلات كبيرة ومقربون من هذا وذاك.."، منهم من يتوفر على أكثر من رخصة، كلهم يحصلون على مداخيل سمينة شهريا وهم لا يقومون بأي شيء.. ينامون ويستيقظون ويمدون أياديهم لصنابير المال الذي يوفره لهم آخرون، يكدون ويعملون بحق..من أجل هؤلاء النوام.
من المحصلين على رخص حافلات النقل ومن أشهرهم الآن الفقيه الزمزمي صاحب فتاوى التحريم والتحليل، ومنهم أحمد السنوسي (باز)، ولاعب الكرة السابق صلاح الدين بصير (2)، يوسف شييو (2).. والمفاجأة العجيبة هي حصول منسق "حزب اليسار الأخضر" محمد فارس (طبيبب)بدوره على رخصة كار… والقائمة طويلة منها كذلك "شركات" لا يعرف لمن هي، وفي القائمة كذلك أسماء مبهمة وغير تامة ك"كحل العيون"..
ويبدو أنه لهذا الغرض وغيره وقفت "بعض النخب" ضد "حركة 20 فبراير"، التي تحتج بقوة ضد الفساد والريع، ولنفس الغرض سبق أن هرع بعض المتزلفين من "وجوه معروفة" إلى بنكرير لما كانت هناك حملة انتخابية يقودها فؤاد عالي الهمة في شتنبر 2007 وهو من المقربين لمطبخ صناعة القرار، ومن ضمن من حضر حينذاك من لهم رخص.
وما تزال هناك قوائم أخرى خاصة بمقالع الرمال والأحجار والصيد في أعالي البحار.. وكيف وزعت الضيعات الفلاحية العمومية رغم ما يقال عن دفتر التحملات، وقبل ذلك كيف دفعت هذه الضيعات دفعا نحو الإفلاس.
أما كيف وزعت سابقا المناصب والجماعات المحلية والمقاعد في المجالس المنتخبة والغرف المنتخبة فتلك كارثة أخرى قادت بلادنا نحو الافلاس.
وما تزال إلى الآن وزارة الداخلية تحتفظ لوحدها بالقائمة الطويلة والعريضة للمستفيدين من رخص النقل الخاصة بالسيارات الصغيرة، وهي تعد بالآلاف.. وقد كانت هذه الرخص في الأول تعطى للمعوزين حقا، من قدماء المحاربين والمقاومين واليتامى.. لكنها مع الوقت تحولت إلى رشاوى ومنح بدون موجب حق وريع يوزعه المخزن (السلطة) على المقربين والوجوه التي حصلت على صيت إعلامي.. الخ.
لقد علمت السلطة الكثير من الناس الريع والتواكل والكسل والتملق والتزلف.. لنيل "المنى"، تعود الكثيرون على أن "الخير كل الخير" يأتي من السلطة المحتكرة لكل شيء، الغنى يأتي منها دون أي جهد.. ألم يدعو وزير الداخلية الأسبق إدريس البصري إلى منح العائدين أحياء من حجيم سنوات الرصاص رخص نقل؟ بينما نفس السلطة مارست شططها المعروف عبر تاريخ المغرب الحديث، إلى أن هبت "المصالحة والإنصاف"، وجاء الوقت لتوقيف هذا العبث ليكون المواطنون سواسية..
مطلوب الآن تصفية كل "الريع" المنتشر في المغرب، مع مراعاة ظروف المحتاجين حقا من أرامل وأيتام صغار بدون دخل، لكن ليس عبر "الريع" بل بواسطة مسطرة قانونية يتساوى فيها جميع المواطنين، فلا مجال ولا معنى لأن تميز الدولة بين مواطنيها، ولا حق ولا صواب مع كل من استفاد ويستفيد من الريع.. وليتم تنظيم قطاع النقل بشكل آخر، عبر دفتر تحملات، والمساهمة في الإنتاج الوطني وأداء المستحقات الضريبية وتوفير الخدمات المناسبة للمواطنات والمواطنين.
أدعو لوضع قانون عادل يحاكم بموجبه كل من يسئ إلى المغاربة عبر التمييز يبنهم في نيل البعض "الامتيازات" الخاصة بدون حق.
_____________
استدراك: اعتبر اللائحة بمثابة قائمة للعار والفضيحة..