الأحد، 21 أبريل 2013

المدرسة الجماعاتية بين الحاجة والعوائق


المدرسة الجماعاتية بين الحاجة والعوائق
تدشين مدرسة جماعاتية بجماعة أزغار بإقليم سيدي سليمان

 مصطفى لمودن 
أمام أزمة المدرسة القروية وما تعرفه من مشاكل متعددة كما هي عليه الآن، يرى البعض أن المدرسة الجماعاتية يمكن أن تكون بديلا، وهي "مجمع" مدرسي يضم أقساما كثيرة وبقية المرافق ومطعم وكذلك أماكن للمبيت ومكتبة وسكنيات..الخ، فيها يمكن العمل مع المدرس المتخصص في مادة معينة.. ويتم التعامل مع التلاميذ بأسلوبين، هناك من يقضي فيها أسبوعا ليرجع بعد ذلك إلى أسرته في نهاية الأسبوع.. والفئة الثانية توفر لها وسيلة نقل جماعي عبرها تعود كل مساء إلى المنازل، في هذه الحالة من الضروري تواجد المسلك الطرقي ووسيلة النقل المناسبة (حافلة)..  تعرض المدرسة الجماعاتية على المستوى الرسمي كبديل يحل بعض المعيقات، منها تشتت الوحدات المدرسية في البوادي، الهدر المدرسي، تعدد المستويات التي يدرسها مدرس (ة) واحد بسبب قلة التلاميذ أحيانا، الاقتصاد بالنسبة لتوظيف الأساتذة لأن عددهم بالمدرسة الجماعاتية سيكون أقل..
         لكن يجب ألا نغفل عن بعض سلبياتها؛ أهمها حجز التلاميذ الصغار في المدرسة التي تصبح عندهم بمثابة سجن، يسعون باستمرار إلى التخلص منه، المشكلة الأخرى هو إبعاد هؤلاء الأطفال عن حضن الأسرة وهم في سن صغيرة مما يسبب لهم مشاكل عاطفية ونفسية صعبة تتراكم مع الوقت وقد لا تظهر نتائجها السلبية إلا فيما كترسيخ الحرمان النفسي وظهور العنف كرد فعل عن الحرمان العاطفي، فأول مدرسة للطفل هي أسرته، وحين إبعاده عن هذه  المدرسة (الأسرة) التي لا تلقن المعلومات والقيم فقط، بل تبني المنظومة النفسية للطفل، ضمن الأسرة يجد الطفل الاستقرار والاحتضان.. فلا يمكن أن نعيد تجارب بعض الدول التي أبعدت الأطفال عن أسرهم لتنشئتهم وفق "مفهموم" محدد، وكانت النتائج كارثية كما وقع ببعض الدول مثل روسيا التي تبنت في بعض المراحل سياسة عزل الأبناء عن أسرهم.. 
 هذا هو أهم عائق لنجاح المدرسة الجماعاتية، وعليه من الأفضل إرجاع الأطفال إلى منازلهم وأسرهم، فالطفل في المرحلة الابتدائية يكون في حاجة لأسرته وأمه، ليبدو أن "المدرسة الجماعاتية" ليست كلها نجاح وحل و"ثورة" كما جاء على لسان النقابية فاطنة أفيد الكاتبة العامة للنقابة الديمقراطية للتعليم في برنامج "مواطن اليوم" بقناة ميدي 1 الفضائية ليلة الخميس 18 أبريل.. حيث أن نخبا تريد حل مشاكل المدرسة في القرى بخلق مشكل آخر أعوص. هذا بالإضافة إلى عوائق أخرى وهي غياب مساهمة بعض المتدخلين الآخرين كالجماعات المحلية وتوفير السيولة المالية الكافية لمثل هذا المشروع الذي يتطلب نفقات يومية، رغم أن الاستثمار في التعليم هو الأهم لأنه يهم المستقبل وبناء الإنسان... وغالبا للسبب المالي ما زال عدد المدارس الجماعاتية قليلا.. والأساسي في كل هذا النقاش هو عدم المزيد في إهمال بقية مدارس العالم القروي..

ليست هناك تعليقات: