لماذا كل هذا
الجحود ولمصلحة من يا جريدة "المساء"؟
مصطفى لمودن
في زاوية
"مع قهوة الصباح" التي لم تنقطع عنها جريدة "المساء" طيلة شهر
الصيام! جاء في سياق الحديث عن بلاغ الديوان الملكي في شأن
سحب العفو عن الإسباني مغتصب الأطفال، ذكر في صيغة الجمع لغياب "كومة
الأحزاب"، "ومعها شلة من الجمعيات.." التي اختارت دس رؤوسها في
الرمال كما جاء على لسان الجريدة، وأضافت" لم نسمع أو نر أي مسؤول حزبي خرج
إلى العلن ليضم صوته إلى صوت الذين وقفوا في عدد من المدن المغربية احتجاجا على
الغموض الذي ظل يكتنف تمتيع الاسباني بالعفو..". سبحان الله!
إما أن الجريدة أو من كتب تلك الزاوية لا يتابع،
وخاصة ما نشرته أهم المواقع الالكترونية في المغرب، وإذا كان لا يتابع فتلك معضلة
لا يجب أن يتصف بها أي منتم للصحافة.. أما إذا كان الغرض هو التجاهل والطعن في
مصداقية جميع الأحزاب جملة وتفصيلا، والتشكيك في مناضليها، فتلك طامة كبرى لا ندري
ما الهدف أو الجهة التي تخدمه.. فهل اتصلت الجريدة بجميع مسؤولي الأحزاب لتستقصي رأيهم؟
ولتجد أنهم مجمعون على الصمت.. على الأقل نبيلة منيب الكاتبة العامة للحزب
الاشتراكي الموحد أدلت بأكثر من استجواب حول ذلك، ولم تكتفي بالاستنكار والإدانة،
بل طالبت بمراجعة مسطرة العفو وباستقلالية القضاء، فهل هذا لا يعجب المسؤولين عن "المساء"؟
كما بادرت جمعيات حقوقية لإصدار بيان أو الدعوة
لوقفة يوم السبت بالرباط.. من المفترض أن يكون الإعلامي الحقيقي محايدا، ينقل الحقائق
والأخبار أولا، كما تحدث آخرون في نفس القضية من مشارب مختلفة كحالة فؤاد عبد
المومني الذي دعا بالصوت والصورة إلى توقيع عريضة قصد تقنين العفو.. إن الأحداث
تسارعت بقوة منذ ظهور خبر العفو، ولإصدار بيان حزبي من طرف الأحزاب الديمقراطية
يتطلب ذلك اجتماعا مسؤولا بكامل النصاب القانوني والمناقشة وإبداء الرأي، لأنه
بهذه الطريقة تعمل الأحزاب الحقيقية، وهذا ما وقع إذ أصدر "تجمع اليسار
الديمقراطي" ومن ضمنه الحزب الذي تنتمي إليه نبيلة منيب بيانا في شأن القضية
التي استحوذت على الرأي العام..
أسأل هيأة تحرير
جريدة "المساء" باعتبارها منبرا مسؤولا و"مستقلا"، ما الغرض
من الانتقاص من جميع الأحزاب في مثل هذه القضية رغم أن هناك استثناءات؛ لماذا
تطعنون في النخبة المناضلة وتتجاهلون من لا يصمتون على أقل تقدير؟ إن
"الفراغ" الذي ترغبون فيه لا يخدم حتى نشر وانتشار الإعلام المسؤول ويفقده
مصداقيته..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق