‏إظهار الرسائل ذات التسميات استطلاع. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات استطلاع. إظهار كافة الرسائل

السبت، 14 أغسطس 2010

مستوى الرشاشات والمراحيض بالشواطئ المغربية تمارة أسوأ نموذج


مستوى الرشاشات والمراحيض بالشواطئ المغربية 
تمارة أسوأ نموذج

 لعل كثيرا من الناس لا ينتبهون لواقع المراحيض والرشاشات العمومية بالشواطئ المغربية، ويتم التركيز على رمال الشاطئ ومستوى ارتفاع الأمواج وحضور النظافة والأمن والمنقذين.. لكن حينما تحل الرغبة في استعمال المرحاض إن وجد، أو لما تنتهي فترة السباحة في الماء البحري، ويريد المصطاف إزالة كل ما علق بجسده في عين المكان عبر الاغتسال تحت رشاشات بماء صافي، يتفاجأ بالوضعية غير المناسبة لهذه المرافق؛ أولا بعدم تجهيزها بما يناسب، رشاشات مكسرة وماء يسقط عوديا من أنابيب مثبتة على الجذران، مراحيض ممتلئة قذارة تنبعث منها الروائح الكريهة كحالة "شاطئ الأمم" بسلا، مسارب المياه العادمة  مغلوقة والماء يكوّن بحيرة داخل الرشاشات كحالة شاطئ "واد مرزك" بنواحي الدار البيضاء… أما الأسوأ منها جميعا فهو الرشاش الوحيد بشاطئ تمارة.
 الرشاش والمراحيض في مكان مناسب قريبا من رمال الشاطئ، أول ما يواجه المرتادين كتابة الأثمنة بعشوائية لا معنى لها في مكان كان يمكن أن يكون كل ما فيه متناسقا…  
 
تجد بداخله رجلا جالسا على كرسي يضع أمامه علب السجائر وأوراق التنظيف.. مسترخ مائل إلى الوراء يعطي الأوامر لطفليه الصغيرين، فهما من يتكلف بكل شيء، يبدو من ملامحه أنه متعب وحزين وعليه ثقل هموم العالم… ولعل أكثر ما يتعبه ويضايقه تقديم الشروحات المتوالية لكل من يلج المكان، مستفسرا عن حالة مزرية، عن غياب الماء في المراحيض والدوش، عن إهمال واضح من قبل السلطات المعنية، عن فوضى عارمة في اتخاذ القرارات على مستوى تمارة، حملها الرجل إلى حميع المسؤولين ونحن نتحاور معه، محاولين تقصي الأمر في أغرب حالة واجهتنا على مستوى عدد من الرشاشات المماثلة التي أتيح لنا زيارتها…
ـ كل من أراد دخول المراحيض عليه أداء 3 دراهم عوض اثنين كما هو مسجل على الحيطان.
ـ استعمال المرشات مقابل خمس دراهم.
ولكن كيف يمكن ذلك بدون ماء؟
الجواب هو إصدار أمر من القائم على الرشاشات لأحد أبنائه كي يمدك بسطل ماء…
 سطل ماء واحد مقابل خمسة دراهم، يملأ طفل السطل من حاوية تقف بجانب الدوش، وهي ممتلئة بماء مجلوب من جهة أخرى…
تفاصيل القصة البئيسة كما يرويها الرجل:
عند بداية فصل الاصطياف، وبعد أدائي ثلاث ملايين سنتيم لاستغلال المراحيض والدوش، امتنعت "ريضال" )شركة الماء والكهرباء… بالرباط)عن تزويدي بالماء ووضع عداد جديد، المبرر هو أن المحل في ذمته مليون ونصف متأخرات استهلاك الماء عن السنة المنصرمة، لأن المستغل في السنة الماضية لم يزل العداد ـ حسب ما يقول الرجل ـ وبقي الماء يضيع إلى أن وصل إلى مليون ونصف المليون سنتيم… ولم يجد أمامه من حل كي يسترجع جزء مما دفع غير كراء حاوية يجرها جرار، تكلفه 700 درهم للمرة الواحدة… المشكلة لها بعد آخر أكثر مأساوية، فعندما طلبنا من المشرف على المحل الإدلاء باسمه كي ننشره، رفض بتأدب وقال بأن ذلك "ممنوع"، لأنه ليس هو من "تسلم" الصفقة من البلدية، بل رجل آخر، ما هز ما حط، تسلم من هنا على الورق، وفوت إلى طرف ثان بمقابل 3 ملايين سنتيم، وانتهى الأمر بالنسبة إليه وبالنسبة للسلطة المحلية! وهذا نموذج عما يجري في كثير من الصفقات العمومية بما فيها عمليات البناء والترميم… 
  

وهكذا أصبح الرجل معلقا في انتظار استرجاع جزء مما دفع من مال، والمصطافون يقتصدون بالرغم منهم في استهلاك سطل من الماء، والسياحة التي يتغنى بها المسؤولون في كف الاستهتار بالمسؤولية…  
بقي أن نشير إلى أن أنظف رشاش وأرخصه يوجد بأصيلة، ثمن الدخول ثلاث دراهم، نظافة واضحة رغم ضيق المكان… أما أكبر نسبة من الرشاشات المتوفرة فتوجد بشاطئ "عين الدياب" بالدار البيضاء، ثمن الدخول خمسة دراهم…وب"واد مرزك" يستعملون مياه جوفيه من عين المكان…
هذه الرشاشات التي قد لا يهتم بها البعض هي مورد رزق لعدد من الأسر التي تحصل على مداخيل من ذلك، ثم تلبي حاجة ملحة للمصطافين، وهي ضرورية بيئيا وصحيا وتجلب مداخيل للجماعات المحلية.. 
شواطئ مغربية خلابة:
  
أصيلة
مولاي بوسلهام
 
المهدية
شاطئ الأمم
تمارة
  
عين الدياب (الدار البيضاء)
واد مرزك

الأحد، 10 فبراير 2008

حامة مولاي يعقوب السياحة الداخلية المهملة


حامة مولاي يعقوب 
  السياحة الداخلية المهملة
   أيمنا تفجر ينبوع ساخن من باطن الأرض كان يطلق عليه المغاربة حامة  مولاي يعقوب، إلى أن ظهر الإعلام فانتشرت الأخبار، وكثر تنقل المواطنين بفعل تنوع وسائل النقل الحديثة، فلم يعد مستساغا تسمية كل العيون الساخنة بذلك النعت، ما نقصده في هذا الاستطلاع الذي أعددناه هو حامة أخرى صغيرة الحجم من حيث تدفق الماء بالمقارنة مع نظيرتها المشهورة والمتواجدة بضواحي فاس، بدورها قديمة وهي  تعرف إقبالا من طرف عدد من المواطنين، وفي نفس الوقت تعيش إهمالا غير مبرر كما سنعرض لذلك بالصور.
 
حامة مولاي يعقوب في طريق مكناس مرورا ب"عين الجمعة" في فج بين هضبتين
توجد العين المعنية بجماعة "عين الجمعة" إقليم مكناس الإسماعيلية، وهي على بعد سيدي سليمان بما يقارب 20 كيلومترا في اتجاه مكناس طبعا، في قاع فج بين هضبتين، الجماعة القروية المذكورة تقوم كل سنة بكرائها لمن رغب في ذلك، وطبع ايكون هدفه هو الربح ولوكان بسيطا، بها مسبحين صغيرين، واحد للرجال والآخر للنساء، يتدفق الماء الساخن بحوالي 10 ليترات في الثانية، وهو يخرج ساخنا من باطن الأرض، مع ملوحة واضحة، وهو يحتاج إلى تحاليل مختبرية لتحديد نوعية المعادن ومستواها الذائب في الماء.  
إذا كان التوجه إليها يتيح فسحة للتجوال، فإنها كذلك لها فوائد صحية معروفة كالمداواة على الأمراض الصحية وتحسين الدورة الدموية… 
 
الصبيب المائي الساخن بمسبح الرجال
المسبح في 4 أمتار على 3
 
مخرج الماء، ويلاحظ كيس للإغلاق، كما أن كل الأوساخ تعود مباشرة إلى الحوض المائي
لكن أي زائر لهذه العين يشعر بمستوى الإهمال الذي تعانيه، سواء من عدم وجود الماء والكهرباء، انعدام المرافق وكل مستلزمات الاستقبال الضرورية، حتى موقف السيارات ضيق جدا بجانب طريق خطرة منحدرة لها قارعة واحدة بسبب مجاورتها لحافة من جهة، وحائط منحدر من جهة أخرى، يتحمل الإهمال طبعا الجماعة القروية التي توجد الحامة على ترابها، ونعني بها الجماعة القروية "عين الجمعة"، ثم بقية السلطات من عمالة، وجهة، ووزارة السياحة… 
وإذا كانت كل هذه الجهات عاجزة عن تحسين الخدمات هناك، يمكن تفويت ذلك للقطاع الخاص على أساس استغلال عائدات الحامة لفترة زمنية معينة. 
  
البيوت القليلة المقابلة للحامة
 
السلم المؤدي إلى المسبحين في أسفل الوادي
 
الباب الأول تدخل منه النساء والثاني مدخل الرجال
فضاء مغري للزيارة لكنه مجرد خلاء
 
الإقامة الفاخرة بجانب الحامة وهي خارج كل تصنيف!

    إن الحامة المذكورة لو أصلحت بشكل مضبوط، سواء بتوفير كافة المرافق، وبناء مسابح في المستوى المطلوب، فإنها بذلك ستنمي مداخيل الجماعة، وتوجد مناصب شغل، وتكون متنفسا لعد من الأشخاص والعائلات، حيث سيتشجع الجميع أكثر لزيارتها، وربما قضاء ليلة هناك، وهي في مفترق طرق حيث يتعدد مصدر زوارها، سواء من سيدي سليمان، ومن قرى جنوب مكناس، وحتى من سيدي قاسم.
 
المرحاض بدون باب وبلا تنظيف
 
مقابل المرحاض شبه مغارة نثنة يقصد منها مستودعا للملابس
    لا يجب أن نهتم على المستوى الرسمي بالعشرة ملايين سائح أجنبي الذين ننتظرهم كي يدخلوا المغرب سنة 2010، وقد وصلنا لحدود هذه السنة إلى استقبال 7 ملايين حسب الإحصائيات الرسمية، كل ذلك يجب ألا ينسينا حاجة المغاربة بدورهم في الاستفادة من الخدمات السياحية المتنوعة، بحيث ليس من قدرة الجميع الإقامة في أفخم الفنادق والإقامات التي تهيئ أساسا للسائح الأجنبي، وفي انتظار أن يتوفر أغلب المغاربة على مدخول يخولهم تنظيم سياحتهم وبرمجتها حسب قدرتهم ورؤيتهم، يمكن أن نشجع سياحة متوسطة، تعتمد توفير بعض الإقامات التي تناسب القدرة الشرائية للمغاربة في عدد من الجهات، سواء بالشواطئ أو بالجبال أو بالمدن العتيقة وبعض المناطق السياحية المطلوبة، ونسعى لتبديل عادات البعض، حيث تعتبر المواسم التقليدية وزيارة الأضرحة نوعا من السياحة التي ما تزال قائمة، رغم عدد من سلبياتها الثقافية والاجتماعية، ونحن لا ندعو هنا إلى إلغاء هذا المظهر الاحتفالي، ولكن لا بد من تنظيمه بدوره، وإدخاله ضمن المنتوج السياحي، فهل فعلا لدى المسؤولين عامة رؤية لاستفادة كافة المغاربة من حقهم في الترفيه والتجوال وتبديل أجواء عملهم ومسكنهم ولو لفترة وجيزة؟  
                مصطفى لمودن