قبل العطلة البينية تعيش المدرسة أيام
الدعم الخاص
تتعطل المدراس ابتداء من الأحد المقبل لمدة خمسة عشر يوما، وقبل هذه العطلة تعرف المدرسة المغربية أسبوعين للتقويم والدعم، الأول تقويم ودعم عام، والثاني دعم خاص.. في إطار الرغبة في انفتاح المدرسة على محيطها وعلى المجتمع أفضل أن أطرح على عجل ما يحدث في الأسبوع الثاني الذي نعيشه الآن..
من المفترض أن يكون قد مر أسبوع التقويم، حيث وضع المدرس (ة) مجموعة آليات لتقويم مستوى تحصيل الكفايات لدى التلاميذ في جميع المواد، كما أنه يكون على إلمام بمستوى التلاميذ ودرجة تحسنهم أو عدم حصول أي تقدم في مشوارهم الدراسي.. نظريا نكون أمام مسؤوليتين في الأسبوع الأول، تحديد مستوى التلاميذ بدقة، ويكون ذلك عبر التمارين، أي الأسئلة والأجوبة، وهو ما يبدو مجرد امتحانات كما تطالب بذلك الوثائق المنظمة للسنة الدراسية، وهو أمر مطلوب للتقويم، لكن على المدرس أن يبحث عن "مرونة" مناسبة تراعي الشروط التربوية والبيداغوجية للتلاميذ حتى لا يتحول الأمر إلى "كابوس" كما يحدث في "التعليم الخصوصي" حيث يفضل القائمون عليه نوعا من "الضجيج".. والمستوى الثاني من المسؤولية هو أنه عبر هذا التقويم وعبر ملاحظات المدرس (ة) طيلة الأسابيع السابقة لمستويات التلاميذ يبني محتويات "أسبوع الدعم الخاص".
فماذا يعني أسبوع الدعم الخاص موضوع هذه الورقة (أؤكد؛ أكتبها على عجل)؟
إنه فترة زمنية قبل كل عطلة بينية يكون الغرض منه (أسبوع الدعم الخاص) هو القيام بكل ما يمكن من أجل "إنقاذ" فئة من التلاميذ، وإلحاقها بركب الآخرين. لهذا لا يوجد بالمراجع المقررة أي إشارة إلى الكيفية ولا مقترح جذاذات، وهنا تظهر عبقرية المدرس (ة)، حيث يترك له وحده المجال ليكون الربان "المنقذ"..
فكيف يكون الاشتغال إذا؟ هل يكون عبر مراجعة الدروس السابقة وتكرارها؟ هل يكون بإبداع دروس مركبة تدمج فيما بينها لتغطي أسبوعا فقط؟ هل يتم إبداع دروس خاصة لا تهتم بالمقرر ولكن تعالج صعوبات جمة تحول دون التلقي أصلا؟ وماذا يقع مع الفئة الأخرى التي تكون قد تحصلت على الكفايات المرجوة أو قاربتها؟ هل يمكن إشراكها بدورها؟
أولا بعد تحديد الفئات التي تعرف مشاكل في الدراسة، وتحديد نوعية تلك المشاكل، أفضل حسب تجربتي واجتهادي معالجة الخلل الأساسي والعويص، والذي قد يكون صعوبات في التمكن من اللغة مثلا، بحيث لن تحصل مستقبلا لمن هو في مثل هذه الحالة أي تعلمات تذكر وهولا يتوفر على أهم مقوم وهو اللغة..
وحسب نوعية "الإعاقات" الموجودة، أسهر على تقديم ما هو بسيط ونافع لكل حالة أو للحالات المتقاربة، فقد أقدم درسا في الحروف وتهجيها وإعادة كتابتها للبعض الذين أركز عليهم أكثر ولو كانوا في مستويات أعلى كالمستوى الرابع وما بعده.. وأعتبر مثل هذا الاختيار أهم شيء في عملية الدعم، وغالبا ما أتوصل إلى نتائج سارة، حيث يستطيع هؤلاء وبفرح غامر القراءة والكتابة (الخط)والدخول إلى "الصف" من جديد بعد سلك طرق مختلفة في دمج الحروف والكلمات ليكون لها معنى (بدوري أسعد معهم كثيرا).
في مثل هذه الحالة على المدرس (ة) أن يقوم بكل ما يلزم حتى لا يشعر هؤلاء بالدونية أو بالخجل أو يؤنبون أنفسهم.. في نفس الوقت يمكن الاستعانة داخل الحجرة بالتلاميذ "المتفوقين" على المساعدة وفق شروط مضبوطة..
كما يمكن في هذه المرحلة (أسبوع الدعم الخاص) العودة إلى ظواهر لغوية أو غيرها تعرض لها التلاميذ في مستويات أدنى، لكنهم إما نسوها أو لم يتملكوها بما فيه الكفاية، وهنا يستفيد الجميع رغم التركيز على الفئة المستهدفة في هذه المرحلة..
لا يهمني شخصيا في هذا الأسبوع احترام حصص استعمال الزمن، ما يشغلني هو معالجة الاختلات القائمة..
وحتى لا يشعر "المتفقون" بالإهمال وبالفراغ إما أن يساهموا بدورهم في مساعدة زملائهم وفق شروط محددة، منها تنفيذ شغل واحد بشكل جماعي وبتعليمات موحدة وفي وقت محدد.. أو أن تتضمن تعلمات التقويم بعض الإشارات التي تهم هذه الفئة "المتفوقة" والتي يكون المدرس (ة) على علم بأنها تصعب على الفئة المستهدفة بالدعم الخاص بشرط ألا تستحوذ على حصص زمنية مهمة وتكون مكملة أو هي امتداد للدعم نفسه، وكيفما كان الحال فهو فقط أسبوع واحد، ضمن أربعة أسابيع طيلة السنة..
الدعم الخاص" تتطلب جهدا ذهنيا وحضورا فكريا وطاقة كبيرة لدى المدرس (ة) كي يربح رهان إصلاح الأعطاب ودمج قلة من التلاميذ في المسار الدراسي..