تازمامارت(*)(+)
محمد رحو
منها تغار الأحجية
طقوس القرون الكهفية!
منها تغار
فهل لمخالب الحصار
ألا تغار
من مخالبها الخفية!؟
هي لغز يفضي للدمار
هي صحيفة وحشية لا مرئية
هي يومية المحو حد الافناء
هي جدول السحق حد الابادة
هي قصيدة تقضم مخيال الشعراء
حيث لا يملك القراء
إلا أن يتقبلوا الأعذار
كلما "ضبطوا" شعراءهم
في وصف مراياها
تباعا يندحرون!
و من ترى يملك أن يصف
جحيم جحيم الجحيم!
من يستشرف تخوم الذهول
ولا يعترف أن باطن المشهد
من ظاهر الشهادة أفظع!
أولائك ضحاياها
على سرير من ثلج يبيتون
على فحيح من جمر يصبحون
من خلف أسوار لا ترى
من خلف مسافات تنسف التصورا
كانت تصلنا الحشرجات الناتئة
ويلذعنا شيء ما
لكأنه شقيق النشيج
نرف السمع قليلا
ويلف المدى السكوت
وتسحبنا حدائق الغفوة
فنبحر خلف ساق امرأة
تستوطن الشاشة الصغيرة
والشهوة الكاسرة الكسيرة
ولا ندركها
ولا ندرك أن خلف المسافات/الأسوار
بشر مثلنا
يجوعهم "بشر"!
يمرضون و لا أثر
لطبيب يعارض العلة
يعوون ولا ممر
لأنين الروح المجروح
ملء قلاع العزلة
ما أقساها من رحلة
تحت كتائب الكبت
فوق عقارب الصمت
بين مضارب الموت
هناك
حيث للشمس أسماء النسيان
حيث لشعاعها البكر
قشعريرة الفقدان!
هناك مسكن الآلام
هناك مدفن الأحلام
هناك بصمت كانوا يقبرون
لا صلاة للجنازة
ولا من يشيع الجنازة
سوى حرس يسحبون الجثث
مرحين نحو ما انتشر
من أشداق الحفر!
هناك معجم يجسم روح العبث
هناك جسم يمحي و روح تتحدب
هناك أخي الانسان يصلب!
هناك لم يبسم القمر منذ الأزل
هناك رمس الأمل
هناك وطني الذي لم يكتشف
مغارته تطفل السائح
هناك وطن اغترابي الفادح!
--------------
(*)تازمامارت ..معتقل سري بالمغرب خلال
عقود الرصاص.
(+)الى ضحاياها..الناجون والأموات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق