الأحد، 27 يونيو 2010

في لقاء احتضنه فضاء الخزانة العلمية الصبيحية بسلا.


في لقاء احتضنه فضاء الخزانة العلمية الصبيحية بسلا.
عبد اللطيف اللعبي:
نهدف من خلال النداء الثقافي إلى صياغة كتابة أبيض حول الثقافة و التعليم يكون بمثابة ميثاق وطني للثقافة.

سلا: عبد الإله عسول

 شدد المبدع والمثقف المغربي عبد اللطيف اللعبي على ضرورة الإعتراف بالحق الإنساني للشعوب في حفظ الذاكرة، أو ما أسماه بالحق في الذاكرة، أو الحفاظ على أضعف الإيمان في الحق في الذاكرة، حتى لا تمسي الأجيال الصاعدة محكوم عليها بغسل الذاكرة.
وقال اللعبي الذي كان يتحدث في إطار اللقاء الثقافي "أربعاء المعرفة " المنعقد في  16 يونيو 2010 بالخزانة الصبيحية، الذي دأبت "جمعية سلا المستقبل" على تنظيمه كل شهر،"أن مشروع النداء الثقافي الذي اقترحه، يروم جمع أكبر عدد من التوقيعات لمواطنين، أدباء، فنانين، سياسيين، وجمعويين… وتنظيم نقاش واسع حول المشهد الثقافي الراهن من خلال فتح موقع إلكتروني لهذا الغرض، وإحالة خلاصات هذا النقاش على لجنة علمية لصياغة كتاب أبيض حول الثقافة والتعليم بالمغرب، يكون بمثابة ميثاق وطني حول الثقافة يتشكل من عشرة نقط -مبادئ".
و أضاف اللعبي: " إن أهم شيء تحكم في صياغة مشروع النداء، كان هو الحرص على فتح نافذة أمل لتفاؤل العزيمة –حسب تعبير غرامشي- كخطوة أولى في طريق إصلاح الثقافة والتعليم، لأنه لا يمكن التحرك في ظل الخطابات التشاؤمية، العدمية والتي تدفع إلى اليأس والأفكار المتطرفة أو الإنتحار الجماعي والفردي بأشكالهما المتنوعة…".

كما تحدث الأستاذ اللعبي على أهمية المبادرات والاجتهادات في ميدان الثقافة، الفن والتربية بالرغم من قساوة الوضع الاجتماعي، السياسي والأخلاقي … وأعطى مثالا عن هذه المبادرات، بالحديث عن " موسيقى الشباب الحالية " التي فرضت نفسها وخلقت جمهورها عبر التراكم والبذل…
يذكر أن اللقاء الذي سيره ذ. سعيد الرهوني، تميز بحضور بعض أصدقاء اللعبي خصوصا من رفاق دربه اليساري وزوجته جوسلين، إضافة لرئيس "جمعية سلا المستقبل" إسماعيل العلوي الذي وعد بمساندة النداء وتقديم مشاريع  قوانين تهم أجرأته، ووضعها رهن  إشارة الفرق البرلمانية ومنها على سبيل المثال خلق مركز وطني للفنون والآداب، وإطار مؤسساتي يكون من مهامه تنظيم زيارات لمن أسماهم شهودا على العصر؛ من مثقفين، علماء، سياسيين… الخ إلى فضاءات  المؤسسات التعليمية، دور الشباب، السجون ..".
ـــــــــ
 للاطلاع على نداء اللعبي بالفرنسية راجع الإشارة جانبه

في حوار مع عمار حمداش الباحث السوسيولوجي جهة الغرب مجرد مضخة لخلق الأثرياء على حساب السكان


في حوار مع عمار حمداش الباحث السوسيولوجي 
جهة الغرب مجرد مضخة لخلق الأثرياء على حساب السكان 

حاوره  حميد هيمة
يعتبر الباحث السوسيولوجي عمار حمداش، أستاذ جامعي بكلية الآداب بابن طفيل، أن جهة الغرب جهة نافعة بامتياز، لأنها ظلت مجالا لتكوين الثروات ولخلق طبقات من المستفيدين والأثرياء، عبر آليات سياسية وقانونية  وإدارية وأشكال من الفعل الثقافي والتأطير الاجتماعي، التي تجعل من الشرائح الاجتماعية الدنيا تعيش أوضاعا غير مريحة وترتاح لما هو غير مريح.
ـ سؤالالفيضانات تتكرر سنويا في جهة الغرب الشراردة بني أحسن بالنظر لخصوصياتها الطبوغرافية وللتقلبات المناخية، الأمر الذي يطرح عدة أسئلة في شأن تهيئة وإعداد المجال بالجهة المذكورة؟
ذ. عمار حمداششكرا. ما ينبغي التأكيد عليه، بداية، هو هذه العلاقة التي يتم إغفالها في غالب الأحيان؛ ما بين الفيضانات في جهة الغرب، ومابين إعداد المجال وتدبير شأن التواجد البشري بهذا المجالالموسوم بتكرار مثل هذه المعضلة. وهذا مدخل مهم جدا لتناول الموضوع. لماذا؟ لأن أغلب المهتمين بالفيضانات على صعيد الجهة عادة ما يثيرون الأضرار الاقتصادية، التي تشكل طبعا عبئا على الاقتصاد الوطني كما على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لسكان الجهة، علما أن هذه الأضرار متفاوتة من حيث المعنيين بها؛ فهناك الفلاحون الكبار غير المقيمين بالجهة في الكثير من الحالات؛ و يشكل هؤلاء قوة ضغط أو لوبي قوي من أجل الدفاع عن مصالحهم، ويثيرون في غالب الأحيان الموضوع من زاويته الاقتصادية، مثلالتدخلات التقنية ذات الطابع الهيدرولوجي التي لا تشمل كثيرا من الفلاحين الصغار والفلاحين بدون أرض… أما عندما ننتقل إلى مستوى إعداد المجال وتهيئته بما يضمن للساكنة استقرارا آمنا، وفي نفس الآن يؤمن لهم موارد العيش اللازمة والكرامة البشرية، فيمكن القول آنذاك أننا سنفكر في وضع الفيضانات ليس في بعدها الاقتصادي الضيق، وإنما في بعدها الاجتماعي بمكوناته المختلفة.
ـ سؤالفي هذا السياق المرتبط بالانجازات الهيدرولوجية في الجهة، أنجزت الدولة " سد الوحدة "، لكنها لم تنجز السدود الصغرى المبرمجة في إطار هذا المشروع، كما علق إنجاز قناة " واد اصطناعي " لتصريف جزء من حمولة نهر سبو إلى نهر أم الربيع… الخ. في نظركم ما عوامل عدم إنجاز هذه المشاريع في جهة الغرب؟
ذ. عمار حمداشيستحسن النظر إلى هذا الأمر بالعودة إلى اللحظة الاستعمارية، لأن تدبير وضع المياه في الجهة مرتبط بالتدخلات التقنية والاقتصادية للاستعمار، ابتداء من عمليات تجفيف "المرجات" ومواقع تجمع المياه، وعمليات تصريف التدفقات المائية الوافدة على سهل الغرب… فتحققت بذلك العديد من المشاريع والانجازات الهيدرولوجية من بينها مد قنوات تجفيف المرجات الكبرى لبني احسن، وفتح قنوات جانبية لتصريف المياه الفائضة خلال المواسم المطيرة، وحفر وتقويم مجاري الأودية التي كانت تزيغ عن مجاريها مثل وادي بهت، لربطها بالمجرى المائي المركزي بسهل الغرب أي نهر سبو… في هذا السياق، سيتم تشييد " سد القنصرة "على وادي بهث، وبعدذلك تجهيز مناطق للسقي، وإعداد مجالات سقوية.. ستستمر وتتطور مع مرحلة الاستقلال، حيث تم إعداد ثلاثة أشطر كبرى للسقي بالجهة… ليتوج ذلكبالمشروع الأكبر المتمثل في " سد الوحدة "؛ باعتباره منشأة مائية تسعى لتحقيق أهداف متعددة، من أهمها حماية المنطقة السهلية من الفيضانات، إضافة إلى تحقيق الأمن المائي، وتوفير موارد مائية قابلة لاستخدامات مختلفة… إلا أنه للأسف، تبعا لما يقوله بعض المختصين، لم يتم استكمال الإنجازات التقنية – الهيدرولوجية المرتبطة ب" سد الوحدة "، وهذا شأنيمكن أن يوضحه أكثر المختصون… أما فيما يهمنا فإن السؤال هو: كيف يمكن إعداد مجال تتدفق في كل مناطقه وأرجائه المياه بشكل مناسب، بما يوفر موارد يمكنها أن تحسن من مستوى عيش السكان؟ هذا للأسف هو ما يشكل وجه العطب بهذه الجهة، وما الفيضانات، بل والجفاف كذلك، إلا مناسبة لتعرية هذا العطب.. علما أن المتضرر الأول من الآفات والكوارث الطبيعية – كما هو معروف- هم المستضعفون والفقراء…
ـ سؤاللكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: لماذا لم تنجز هذه المشاريع؟
ـ ذ. عمار حمداشهناك عدة تعثرات كبرى في المسار التنموي فيما يتعلق بالانجازات الاقتصادية والزراعية والصناعية في جهة الغرب، كان من المفترض، بل من المفروض، أن يتحقق هذا المسار التنموي منذ عقود. للأسف الشديد، ما تزال المرجعية الاستعمارية صالحة للاستدلال على ما كان من الممكن لدولة الاستقلال أن تنجزه. تلك المرجعية الاستعمارية تكشفت عن إنجاز الاستعمار لمخططات تقنية وسوسيو-اقتصادية كان من الممكن أن تتطور أكثر وتحقق نتائج أهم، لو تم إدماجها في إطار سياسة وطنية للتنمية تحقق طموحات الساكنة المحلية أو القروية من لحظة الاستقلال. لكن عدم تطوير مثل هذه المشاريع المتصلة بالتنمية القروية، عمق من التفاوتات الاجتماعية داخل جهة الغرب بين نخبة اقتصادية تتحكم في الموارد الأساسية المتوفرة بالجهة، وهي في الغالب نخبة غير مقيمة بالغرب بل بالمدن المركزية الكبرى، وبين عموم ساكنة الجهة، التي تنتمي في غالبيتها إلى فلاحي الجماعاتالسلالية، أو فلاحي الأراضي الجماعية..
ـ سؤالكأستاذ باحث مسكون بقلق سؤال علم الاجتماع القروي، ما الإجراءات التي تقترحها  في إطار التهيئة المجالية، لمواجهة التحدياتالطبيعية ( فيضانات ، جفاف ) وللنظر في السؤال الحارق للتنمية بالجهة؟
ـ ذ. عمار حمداشللأسف، سنعود مرة أخرى إلى المرجعية الاستعمارية؛ فقد كانت هناك مشاريع للتنمية القروية وبعض مخططات التعمير وإعداد المجال القروي. ويمكن أن نستحضر، هنا، التجربة الرائدة التي انطلقت خلال العقد الرابع من القرن العشرين؛ هي ما يعرف بتجارب التحديث القروي" البيزانا ". هذه التجربة، ساهم فيها " جاك بيرك " كصاحب تجربة إدارية وخبرة سوسيولوجية، وكانت بمثابة مخطط مندمج للتدخل التنموي بالوسط القروي، يسعى إلى تأهيل الساكنة القروية ضمن إطار يتكامل داخله الإنتاج الفلاحي والخدمات الاجتماعية والتربوية الإدارية الأساسية والسكن القروي اللائق… نحن، إذن، أمام تجربة كان بالإمكان أن تفرز نتائج متميزة على صعيد استنبات عدد من المراكز الحضرية الصغرى ذات الوظائف الاقتصادية والاجتماعية المندمجة والمؤهلة بشكل يتناسب مع ظروف العصر، كما كان لها أن تنفتح على ممكنات أخرى للتنمية لو تم تطويرها. مثل هذه التجارب انقطع حبلها منذ خمسينيات القرن المنصرم. وما نزال في وضعناالراهن بحاجة إلى استلهامها من أجل استنبات تجارب جديدة ومتقدمة تليق بمغرب القرن 21.
ـ سؤالفي نظركم، لماذا لا يثمتل المسؤول المركزي مثل هذه التجارب التنموية المندمجة؟
ـ ذ. عمار حمداشلا أظن أن الأمر يتصل بغياب مختصين أكفاء وأطر مؤهلة…الخ.
ـ سؤالفهل هي، مثلا، مشكلة إرادة سياسية؟
ـ ذ. عمار حمداشالأمر في جوهره كذلك، إن الأمر يتصل في عمقه بمشروع للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، يستدعي من المعنيين بالأمر اتخاذ قرارسياسي ما أحوجنا إليه الآن قبل أن تستفحل بعض الانعكاسات الاجتماعية السالبة الملحوظة يوميا من حولنا. وفي هذا الباب، تكفي الإشارة إلى عدم توفر مخططات التهيئة والتعمير خاصة بالعالم القروي المتروك لشأنه، كما لو أن التعمير شأن حضري- على علاته- لا يهم الساكنة القروية في شيء. إن مشاهد التعمير والعمران بالوسط القروي تظهر بنفس الصورة التي كانت عليها منذ عقود، كدواوير وسكن هش بأدوات محلية لا أثر للتقنيات والأدوات الحديثة في تخطيطها وإنجازها، و كأن الدولة لا شأن لها بتأهيل هذا المجال. وهنا يمكن التفكير في بلورة العديد من المشاريع المندمجة، في ارتباط بإعداد المجال الجهوي، كخلق مراكز قروية صغرى مؤهلة ومتنوعة الوظائف، مندمجة في وسطها ومتخصصة ومتكاملة مع غيرها على الصعيد المحلي والجهوي. الشرط هو أن تجمع مثل هذه المشاريع بين المطلب الاقتصادي والمطلب الاجتماعي، الذي يؤهل المجال المحلي ويحقق الإضافة الاقتصادية والاجتماعية على الصعيد الجهوي في أفق خلق التراكم المطلوب على المستوى الوطني. مثل هذه المشاريعغائبة، و ينبغي أن نضعها في أولويات إعداد التراب. وكان قد أشار إليها الحوار الوطني حول إعداد التراب لسنة 2000. لكن الكثير من التوجيهات والتوصيات المنبثقة عنه بقيت حبرا على ورق.
ـ سؤالجهة الغرب مجال المفارقات بامتياز، حيث يتعايشبهدوء" الغنى الطبيعي والفقر الاجتماعي المدقع. كيف تفسرون هذه المفارقةالتي تسم الجهة؟ 

ـ ذ. عمار حمداشهي مفارقة مغربية تسم مجال جهة الغرب بشكل ملحوظ ، كما هو موسوم التراب الوطني باختلالات مجالية كبرى. لماذا ؟ بكل بساطة، لأن جهة الغرب جهة نافعة بامتياز. نرجع مرة أخرى إلى اللحظة الاستعمارية، فحتى قبل أن تستكمل السيطرة الكولونيالية على المغرب، كانت العين واليد الاستعمارية ممدودة على خيرات المنطقة. وقد ظلت جهة الغرب مجالا لتكوين الثروات ولخلق طبقات من المستفيدين  والأثرياء، وما أثقل هذا الوضع المشبع بالاختلالات الاجتماعية هو غياب سياسة للموازنة الاجتماعية تعمل على استرجاع ما تذره الجهة من خيرات لفائدة السكان القرويين بالجهة عبر خدمات للسكن والصحة والتعليم، وهي المؤشرات التي تحتل من خلالها الجهة مرتبة متأخرة حتى عن المتوسط الوطني أحيانا. أيضا، مجال الغرب، كما أشرت إلى ذلك سابقا، يتسم بطغيان الأراضي الجماعية المرصودة كاحتياطي في التوازنات الاجتماعية والسياسية. هذا العقار الاحتياطي يدبر من لدن السلطات الوصية، في الكثير من الأحيان، بعيدا عن الحاجيات الأساسية للساكنة القروية. وفي هذا الباب، أرى أنه من الأولويات التعامل بجرأة مع المسألة العقارية للأراضي الجماعية، حتى نتجنب الكثير من تفاعلاتها السالبة الجارية والمتزايدة بها حاليا.
ـ سؤالهناك من يقول، من نافذة السوسيولوجيا، على أن الوضعالقائم في منطقة الغرب مرتبط بتوازنات ماكرو سياسية، باستحضار الخطاطة ذات الصلة بالموضوع التي اجترحها جون واتربوري؟ 

ـ ذ. عمار حمداشنعم، ما تزال هذه الخطاطة التحليلية صالحة إلى حد بعيد. إننا ننتج عبر آليات سياسية متعددة شرائح واسعة ترتاح إلى وضعها غيرالمريح. هناك آليات سياسية وقانونية وإدارية وأشكال من الفعل الثقافي والتأطير الاجتماعي، التي تجعل من الشرائح الاجتماعية الدنيا تعيش أوضاعا غير مريحة وترتاح لما هو غير مريح. أظن أن هذه الحالة، لا تخدمأحدا الآن. يقتضي الأمر، بشكل موضوعي، حسم الموقف في اتجاه النهضة بأوضاع المغاربة عموما، حتى لا ننتج ليس فقط ما يحمي المغرب سياسيا فقط؛ و إنما حتى نحمي الوطن وأهل هذا الوطن. وذلك لا يتحقق ّإلا بمشاريع حقيقية للتنمية.
ـــــــــــــــــــ
 نشر بتنسيق مع ذ. حميد هيمة

الثلاثاء، 22 يونيو 2010

النحل بين العسل وإمكانية القتل


النحل بين العسل وإمكانية القتل
 
انتشرت بشكل ملفت تربية النحل بمنطقة الغرب، وتوضع خلايا النحل في صناديق خشبية مكعبة، ويتم تكاثرها عبر تقسيم هذه الخلايا، وبذلك يرتفع عدد الصناديق المحتوية للخلايا خاصة في الفترات التي يكثر فيها الغذاء، ويحرص مربو النحل على نقله ليلا من مكان إلى آخر، بحثا عن الأعشاب المزهرة، لكن تواجد النحل في أماكن تكثر فيها الحركة سواء من طرف الإنسان أو الحيوان، يحول صانعات العسل إلى كائنات عدوانية، تلسع كل من تجده أمامها، وهو ما قد يسبب الموت أو حصول مخاطر صحية، كما حدث يوم الأحد 16 ماي المنصرم، بدوار العبيات، جماعة أولاد احسين، سيدي سليمان، حيث هاجم النحل عبد الله ح. وابنه، وحسن ك. وآخرين، وقد نقل بعضهم على عجل إلى مستشفى سيدي سليمان لتلقي العلاج، بينما نفقت بغلة في الحين… وتحدث لنا عدد من المواطنين عن إخلائهم لحقولهم وعدم تمكنكم من العمل بها، خوفا على أرواحهم، خاصة في الأماكن التي تكثر بجانبها صناديق النحل، وعند توجيه سؤالنا عن خطر النحل لأحد مربيه، أكد عبد السلام. ش. فعلا ذلك، وأضاف بأنه يوما اضطر إلى منح سائق آلة حصاد كسوة خاصة حتى يقوم بعمله، بينما أكياس القمح بقيت هناك، ولم يتم نقلها إلا بعد نزول الظلام، خوفا من النحل الذي يغطي المنطقة.   
  
د. ياسر محمد اكميرة  
أجاب د. مجمد ياسر اكميرة عن سبب عدوانية النخل وخطورته وكيفية التعامل مع لسعاته، فقال:" باختصار عندما تلذغ النحلة تترك شوكتها مزروعة في الجلد، هذه الشوكة متصلة بجيب يستمر في التقلص تلقائيا لضخ السم، تزداد عدوانية النحل في أوقات بعد الزوال وإذا تم الهجوم على خليتها أو الاقتراب منها كثيرا، وفي حالة وجود رائحة غريبة، قوية، وإذا كانت تعاني من نقص في التغذية أو تشعر بالعطش، وإذاكانت الخلية بدون ملكة….في حالة اللسع يحصل التهاب ؛ انتفاخ الجلد واحمراره، ألم شديد… حينها ما العمل؟
يجب سحب الشوكة دون الضغط على جيبها لكي لا يضخ المزيد من السم، وضع شيء ساخن جدا على موضع اللسعة، يمكن بعد ذلك سكب الماء البارد عليه ثم الخل أو وضع مرهم خاص… في حالة وجود حساسية من لسعات النحل معلومة لدى الشخص أو في حالة الإحساس بضيق في التنفس يجب زيارة الطبيب على وجهالاستعجال"
النحل لا يوفر العسل الذي فيه شفاء للناس فقط، بل يمكن أن يتحول إلى خطر داهم، وخلايا النحل لا توضع فقط بجانب الحقول ووسطها،  بل أحيانا حتى فوق الأسطح بالمدن، لذا يجب التدخل لمعالجة الأمر، وليس ترك الحبل على الغارب خدمة لفئة قليلة من بعض مربي النحل، ولا أحد يهتم لتبعات ذلك، منه منع فلاحين من حقهم المشروع في العمل بحقولهم ورعي ماشيتهم.


الاثنين، 14 يونيو 2010

الإتحاد المحلي للكنفدرالية الديمقراطية للشغل بسلا ينظم مسيرة الغضب بشارع محمد الخامس بالقرية.


 الإتحاد المحلي للكنفدرالية الديمقراطية للشغل بسلا
ينظم مسيرة الغضب بشارع محمد الخامس بالقرية.

سلا:عبد الإله عسول
وسط إجراءات ومراقبة أمنية مشددة، انطلقت صباح يوم الأحد 13 يونيو الجاري، ومن أمام مقاطعة احصين، المسيرة التي دعا إليها الإتحاد المحلي للكنفدرالية الديمقراطية للشغل (كدش) والتي حضيت بترخيص السلطات، بحضورما يقارب 200مشارك ومشاركة (حسب تقديرات الجهة المنظمة)، أغلبهم من المنتمين للمركزية النقابية ذاتها، ومناضلين من تجمع اليسار الديمقراطي…
ووسط شعارات من قبيل"علاش جينا واحتجينا…المعيشة غاليا علينا."… و"الحكومة آش دارت للعمال …مدونة للاستغلال.." وبلافتات كتب على واحدة منها "النقابة الوطنية للتعليم بسلا تشارك في المسيرة الاحتجاجية ضد سوء التدبير بالنيابة "، جابت المسيرة شارع محمد الخامس الشعبي، إلى الملتقى مع شارع مولاي رشيد، والنهاية أمام البنك الشعبي.
وتميزت المسيرة بإلقاء كلمة للإتحاد المحلي، ذكرت بمحطة التأجيل بعد تدخل وزير الداخلية الذي وعد باستجابة الدولة لمطالب الطبقة العاملة، لكن حوار الحكومة كان لامسؤولا وينم عن جهل كبير بمدى صعوبة واحتقان الوضع الاجتماعي للجماهير الشعبية وللشغيلة، وطالبت الكلمة بالاستجابة للمطالب المشروعة وعلى رأسها الزيادة في الأجور والترقية الاستثنائية وضمان الحريات النقابية..

في ندوة سياسية للحزب الاشتراكي الموحد بسلا: محمد الساسي، يطرح أرضية لبناء الحزب وشعارا للمرحلة.. محمد بولامي،الإصلاحات الدستورية مدخل أساسي لإصلاح الدولة والمجتمع مصطفى الشافعي، سنوات التسعينات كانت تتميز بمناخ حامل لبوادر الانتقال الديمقراطي


في ندوة سياسية للحزب الاشتراكي الموحد بسلا:
محمد الساسي، يطرح أرضية لبناء الحزب وشعارا للمرحلة..
محمد بولامي،الإصلاحات الدستورية مدخل أساسي لإصلاح الدولة والمجتمع
مصطفى الشافعي، سنوات التسعينات كانت تتميز بمناخ حامل لبوادر الانتقال الديمقراطي
 
مصطفى الشافعي، محمد غفري، محمد الساسي، محمد بولامي.
سلا:عبد الإله عسول
شكل مطلب الإصلاحات الدستورية، وأزمة الانتقال الديمقراطي بالمغرب، أهم خلاصات الندوة السياسية التي نظمها فرع الحزب الاشتراكي الموحد بسلا، يوم الخميس 10يونيو 2010، بمقر الكنفدرالية الديمقراطية للشغل.
وكان أول متدخل في الندوة محمد بولامي، عضو المكتب السياسي للحزب، والذي تطرق إلى ثلاث  سمات تميز الوضع السياسي الراهن، وهي أزمة الإنتقال الديمقراطي، أزمة اليسار وأزمة البديل، وأكد على أن إعادة القوة  لليسار يبدأ من تطوير تحالف اليسار الديمقراطي، وتجميع أكبر كتلة للتغيير تشمل طبقات البورجوازية الصغيرة والوطنية، الجماهير الشعبية، والإسلاميين الديمقراطيين.
من جهته قال محمد الساسي، عضو المجلس الوطني للحزب، إن مداخلته تشكل ملخصا لأرضية سيطرحها على اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني المقبل، والتي عنونها "بإعادة بناء الحزب من تحت"، قسمها إلى قسمين، قسم أول بمسمى مؤتمر في قلب الأزمة، وقسما آخر بمسمى إعادة بناء الحزب من تحت كمحاولة لإيجاد جواب عن الأزمة..
وعدد الساسي ثلاث اختيارات أمام الحزب وقوى اليسار عموما، منها الخيار الانتخابي والذي يحتاج إلى الديمقراطية والمصداقية، أو خيار نفض اليد عن اللعبة الديمقراطية وما قد يؤدي إليه ذلك من عزلة، وخيار ثالث يتعلق بإعادة بناء قوة الحزب وهويته وخلق التراكم، لإسترجاع الكتلة الناخبة لليسار في حدود ربع مليون ناخب (ة)..
وسجل الساسي أن شعار لامخزنة الاقتصاد، السياسة والثقافة تشكل أهم مرتكزات النضال من أجل التأسيس للانتقال الديمقراطي.
أما مصطفى الشافعي، عضو المجلس الوطني، فأكد أن مناخ سنوات التسعينات كان مناخا حاملا لبوادر الإنتقال الديمقراطي قبل أن يتم  الحد منه، بعد ما تم عقد صفقة سياسية غير متكافئة مع جزء من القوى الديمقراطية… وشدد الشافعي في آخر مداخلته على ضرورة توضيح أطروحة الحزب السياسية، للجماهير الشعبية، حتى تتمكن هذه الأخيرة من اقتسامها معه.

الكونفدرالية الديمقراطية للشغل تنظم "مسيرة الغضب العمالي والشعبي"


الكونفدرالية الديمقراطية للشغل تنظم "مسيرة الغضب العمالي والشعبي" 

إعداد مصطفى لمودن 

حرص المنظمون تسميتها ب"مسيرة الغضب العمالي والشعبي" حسب نداء توصلنا به، وقد دعت المركزية النقابية الكونفدرالية الديمقراطية للشغل إلى النزول تنفيذا لقرارات أجهزتها التنظيمية خاصة المجلس الوطني في اجتماعه بتاريخ 17 أبريل 2010، وقد كان مقررا تنظيمها في 9 ماي، لكنها أجلت إلى 13 يونيو، وجرت مسيرات مماثلة في عدة مدن باستثناء التي منعت منها كما حصل في العيون وعمالة مولاي رشيد بالدار البيضاء وطنجة والعرائش ووجدة…   
انطلقت مسيرة سيدي سليمان ابتداء من العاشرة صباحا من أمام دار الشباب، لتتوجه إلى شارع محمد الخامس، ومنه إلى شارع الحسن الثاني، لتنعرج بعد ذلك وصولا إلى إحدى  البنايات  حيث أصبحت تتوفر على مقر جديد عوض الذي كان بحي اخريبكة.
 حمل المشاركون في المقدمة لافتة تذكر أن المسيرة "احتجاجا على التعامل الحكومي اللامسؤول مع مطالب الطبقة العاملة"، ولخصت لافتات مطالب بعض القطاعات النقابية المنظوية تحت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، فأصحاب سيارات الأجرة الكبيرة يطالبون بالحد من النقل السري، وتوفير محطات التوقف، وتخفيض الضرائب، وتعميم رخصة الثقة. وموظفو قطاع المالية ينادون بتحسين ظروف العمل وتوفير الموارد البشرية الكافية. وهناك مطالب عامة تهم جميع القطاعات كتحصين مكتسبات أنظمة التقاعد والحماية الاجتماعية والحريات النقابية، واستنكار النهب والفساد المالي واستغلال النفوذ… ولم يفت المنظمين للمسيرة الدعوة إلى التعبئة الشاملة لتحصين الوحدة الترابية، والتضامن المطلق مع الشعب الفلسطيني، كما عبر المتظاهرون والمتظاهرات عن مطالبهم من أجل تحقيق تنمية حقيقية بسيدي سليمان… وقد رفعوا شعارات مختلفة، منها ما له علاقة بقضايا داخلية، كانتقاد التدبير الحكومي، والإلحاح على حوار فعال، والاستجابة للمطالب النقابية، والتي يمكن أن نستخلصها من نص رسالة موجهة من الكونفدرالية الديمراطية للشغل إلى الوزير الأول حول "الحوار الاجتماعي"، تحمل تاريخ 19 ماي، تقول:
"ندعوكم إلى تفاوض جماعي جاد للاستجابة للمطالب العمالية ذات الأولوية، ويتعلق الأمر ب:
1ـ الزيادة في الأجور في الوظيفة العمومية، والجماعات المحلية، والمؤسسات العمومية، والقطاع الخاص. 
2ـ تطبيق السلم المتحرك للأجور والأسعار.
3ـ الترقية الداخلية: تنظيم ترقية استثنائية ومراجعة منظومة الترقي.
4ـ الجماعات المحلية: الحفاظ على المكتسبات، ومنها الترقية بالأقدمية 5 سنوات بدل 10
5ـ تعميم الاستفادة من التعويض عن العمل بالمناطق النائية.
6ـ احترام الحريات النقابية والتصديق على الاتفاقيات الدولية.
7ـ مراجعة النظام الضريبي.
8ـ معالجة ملف المطرودين النقابيين من العصبة الوطنية لمحاربة أمراض القلب والشرايين
9ـ تسوية وضعية عمال النقل الحضري بالدار البيضاء فيما يتعلق بالضمان الاجتماعي.
10ـ السهر على تفعيل اللجن الإقليمية وتتبع تسوية النزاعات الاجتماعية المعروضة عليها.
11ـ السهر على المفاوضات الجماعية في كل القطاعات وتتبع تنفيذ التزاماتها.
12ـ التقاعد: الحفاظ على المكتسبات والإعفاء من الضريبة." 

وجاء في نفس الرسالة كذلك التذكير "بالانكبابالجدي" على معالجة الأوضاع "عبر تفاوض جماعي ثلاثي التركيبة وفق ما تنص عليه المعايير الدولية"، والمقصود بهم؛ الحكومة والنابة والمشغلين الخواص.  

كما جاء في رسالة أخرى موجهة من نفس النقابة إلى وزير الداخلية "حول الحوار الاجتماعي" تحمل تاريخ 19 ماي "بخصوص الوضع الاجتماعي وما يعرفه من اختلالات عميقة تمس التماسك المجتمعي، الذي اصبح يقتضي تدخلا مسؤولا يسهم في تخفيف ما يعرفه المغرب من توترات، بما يحفظ الأمن الاجتماعي ويضمن الأمن العام" كما جاء في نفس الرسالة، وبعد التذكير بقرار تأجيل مسيرات 9 ماي "بناء على تدخلكم يوم الإثنين 3 ماي 2010 بغاية إيجاد الصيغ الكفيلة بتجاوز هذا الانحباس" تخاطب وزير الداخلية بجملة مطالب أخرى، فتقول الرسالة:" إن المكتب التنفيذي إذ يثير انتباهكم إلى هذا الوضع المقلق، يطرح عليكم مجددا ما شاب الانتخابات المهنية من تزوير في القطاع الخاص،  وبشكل فاضح في الجماعات المحلية من تضيق وحصار على العمل النقابي ومس بالحريات النقابية وتدخل أجهزة الأمن والسلطات والنيابة العامة والقضاء إلى جانب أرباب العمل، ومتابعة العمال وتكسير العمل النقابي، إلى جانب غياب لجن البحث والمصالحة على مستوى العمالات والأقاليم، أو عدم جديتها، كآلية لفض النزاعات وتطويق التوترات الاجتماعية خدمة للاقتصاد الوطني، وحماية لحقوق الأجراء".  

عودة إلى مسيرة سيدي سليمان لوحظ حضور بارز لمنخرطي الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين، وكذلك ممثلين عن أحزاب تحالف اليسار (الحزب الاشتراكي الموحد، المؤتمر الوطني الاتحادي، حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي)، وإلى جانب العلم الوطني رفع "علم" يحمل صورة تشي كيفارا، كما شارك الأطفال بدورهم في المسيرة، ولوحظ في بعض اللحظات حملهم للافتات قد لا يستوعبون ما تحمله من شعارات ومطالب..  
بهذه المسيرة أكدت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل استمرار تواجدها بسيدي سليمان، رغم عدم خروجها للشارع في مسيرات فاتح ماي المنصرم، واكتفاءها بتجمع خطابي بالخزانة البلدية، ويبدو أن التشتت النقابي البارز على الصعيد الوطني قد أثر على مختلف النقابات، خاصة في ظل غياب أي تنسيق أو عمل مشترك للدفاع عن مطالب الطبقة العاملة.
التساؤل المطروح، هل سترفع الكونفدرالية الديمقراطية للشغل من سقف احتجاتها أم ستركن إلى الهدوء خاصة مع حلول العطلة الصيفية ورمضان، وهل ستستجيب الحكومة لمطالب هذه المركزية النقابية وتتحاور معها أم ستخطو إلى الأمام دون الإصغاء إلى مختلف الاحتجاجات القائمة هنا وهناك؟  
مطالب:

************************
 
أ

الأحد، 13 يونيو 2010

لماذا تعثر المشروع الملكي لتأهيل وزان؟


لماذا تعثر المشروع الملكي لتأهيل وزان؟ 
 
وزان:محمد حمضي
* كلام لابد منه 
 عندما تجوب شوارع وأزقة وزان هذه الأيام، تحس أن هناك غضبا مكتوما اتخذ من قلب الساكنة مستقرا له… عيونهم تحولت إلى مدافع لكن على من سيطلقون نيرانها؟ المؤكد أن صيف دار الضمانة هذه السنة ستكون حرارته على غير عادتها… ملفات كثيرة تم نبشها بعد أن تعثر مخططها الرباعي وحامت حوله  استفهامات عريضة بعد أن تشعب الحديث عن نقطه السوداء… وأصبح ورش تأهيل المدينة مثل فطائر" البغرير" مليء بالثقب والنقط السوداء التي اتسعت وتمددت رقعتها كنقط الزيت لتصل إلى مناطق كان السفر فوق  تضاريسها إلى حدود الأمس القريب شبه محرم…
   لجان من المفتشية العامة لوزارة الداخلية ترابط بالمدينة لتقف على حقيقة الوضعية، فالأمر يتعلق بالملايير من المال العام الذي رصد لجبر ضرر وزان بعد نصف قرن من اعتقالها في الدهاليز المظلمة لزمن الرصاص… لجان تستمع لأكثر من جهة ومتدخل … تزور الأوراش التي انطلقت بعد تعثر تجاوز السنة، وتتساءل عن سر توقف الأخرى …
   أبناء وزان حيثما وجدوا في ربوع العالم أثلج صدرهم قرار البحث والتقصي، ويضمون صوتهم إلى كل الأصوات الشريفة والنزيهة التي تطالب بالذهاب بالبحث إلى أقصى مداه حتى تعود للدولة هيبتها، وللإدارة الترابية مصداقيتها، ويكون لقرار ترقية مدينتهم إلى عمالة معنى… أبناء دار الضمانة يضعون أياديهم على قلوبهم خوفا من أن يكون ما يجري مجرد بالونات اختبار أطلقتها جهة هي وحدها عليمة بخلفيتها… أو مجرد اهتزازات تحدث في عين المكان… أو مجرد حبات أسبرين لتهدئة الأجواء المشحونة وامتصاص الغضب المكتوم… تخوفات يدعمها تزامن وتطابق ما جاء على صدر الصفحة الأولى لجريدة وطنية، والبيان الذي وزعه على نطاق واسع فرع حزب وطني!
  
الحديقة التي حرمت منها طفولة وزان
   *الحكاية من البداية 

بعد اعتلاء الملك محمد السادس العرش وإطلاقه ورش المصالحة والإنصاف، لم يخالج ساكنة وزان قيد أنملة من الشك بأن جبر ضرر مدينتهم يوجد على رأس جدول أعمال ملكهم، وأن المدخل إلى ذلك يمر عبر زيارة ملكية لدار الضمانة لتفنيد الخرافات، وإعطاء الانطلاقة لمسلسل تنمية المنطقة، وبالفعل كان الحدث تاريخيا بما يحمله من دلالة رمزية عندما زار الملك وزان في شتنبر2006، زيارة تلتها أخرى في نفس السنة،  ترتب عنها ترقية وزان إلى عمالة ومصالحتها مع جهتها(الشمال) الطبيعية والتاريخية والثقافية، وتخصيص ميزانية استثنائية لتأهيل المدينة، وهو التأهيل المعروف بالمخطط الرباعي الذي وقعه أكثر من متدخل تحت أنظار الملك.
  المعطيات التي توفرت لدينا في حينه، هو أن الغلاف المالي المخصص لهذه الأوراش يناهز 20مليارا سنتيم، وأن المخطط يتضمن  تهيئ 14 مشروعا؛ المحطة الطرقية، دار الشباب، الساحات العمومية، الحدائق العمومية، دار الفتاة، المركب الثقافي، المركب التجاري، شارعي محمد الخامس والمسيرة الخضراء، ملتقيات الطرق والشوارع، مداخل المدينة والطريق السياحية، المجزرة البلدية، إنقاذ المدينة العتيقة، ترميم البنايات الآيلة للسقوط، وأخيرا تهيئة 11 حيا بالمدينة القديمة، ويتوزع المتدخلون لإنجاز هذا المشروع  بين المجلس البلدي والمجلس الإقليمي ومؤسسة العمران.
  هذا المخطط كان مقررا أن ينطلق سنة 2007 لتوضع اللمسات الأخيرة عليه سنة 2010، وهو ما لم يحصل، بل أن جل هذه المشاريع ظلت معطلة لأسباب يصعب الجزم فيها لكثرة تضارب تصريحات الذين يوجدون في علاقة تماس بالموضوع.. إلا أن المؤكد هو أن ما سيحدث ما كان ليحدث لو أن مختلف مسا طير الصفقات والدراسات والمتابعة تمت بالشفافية المطلوبة والقوانين الجاري بها العمل، وهي قواعد العمل التي تم تغييبها يقول  أكثر من مصدر ورفعت في شأنها تقارير إلى الجهات المختصة لمباشرة التحقيق. 
 
المنصة القروية بساحة الاستقلال

  الحديث اليوم عن التجاوزات "الخطيرة"كما سمتها بعض الجرائد الوطنية! كما أن حرارة الاهتمام بالملف المفجر أخيرا لا يعفينا من العودة إلى الحديث عن ملابسات مصادقة المجلس البلدي السابق على هذا المخطط الذي جاء في أكثر من محاوره  مشوها، مضفيا على المدينة الطابع القروي، وقد تجلى هذا بشكل بارز للعيان في الشكل الذي كان سيخرج به مشروع تهيئة ساحة الاستقلال، وساحة 3 مارس، وحديقة للأمينة، وشكل مصابيح الإنارة العمومية التي لم نعد نعثر على مثيل لها إلا في الأسواق القروية، والزحف على الأرصفة في وقت أصبحنا نلمس في كل مدن المغرب التي شرع في تأهيلها اعتماد سياسة توسيع الأرصفة على حساب الشوارع، وهو ما يعني تزايد الاهتمام بالراجلين لمحاصرة حرب الطرق التي تزهق عشرات الأرواح يوميا… ومما لا شك فيه أن سبب مصادقة كل مكونات المجلس السابق (حتى لا يزايد أحد على السكان اليوم) يعود إلى افتقارهم إلى نظرة شمولية، متكاملة ومتناسقة لمختلف مجالات المدينة، ولوظائف ساحاتها، وتقاطعهم في حرب المواقع وجهلهم لمضمون وروح الديمقراطية التشاركية التي تفتح المجال للفعاليات المدنية للدلو بدلوها في كل ما يتعلق بقضايا الشأن المحلي، بعد أن وصلت الديمقراطية التمثيلية الباب المسدود. كما أن ضخامة الاتهامات التي ضربت نيران ألسنتها أكثر من جهة لا يسمح اليوم بإحداث تغييرات كبرى في المشاريع التي انطلقت أو ستنطلق دون الرجوع إلى المجلس البلدي ليقول كلمته.
  

ساحة الاستقلال في أبشع صورها
 * ما قبل النهاية

   ولأن الذي يحب ملكه هو الذي يقول له الحقيقة،فإن الحقيقة  التي لا يتيه عن عنوانها من يمتلك ذرة من المواطنة، أو  يقبض على حبة رمل من العشق لدار الضمانة،هي أن ملف المشروع الملكي لتأهيل وزان قد عرف عدة تجاوزات وانزلاقات صاحبته من البداية إلى اليوم مما يتطلب أن يكون البحث عميقا وتنشر خلاصا ته على نطاق واسع، وهو ما سيساهم في مصالحة المواطنين مع صناديق الاقتراع التي هجروها رغما عن إرادتهم.