La dépression, c’est quoi ?
Par Dr Mohamed Yasser GMIRA
ما هو الاكتئاب؟
أصبح مصطلح اكتئاب مألوفا عند كل الناس، لكن هناك خلط على مستوى الفهم بين الكآبة التي تعتبر رد فعل إنساني عادي على أحداث محزنة ، والاكتئاب كحالة مرضية تتحكم فيها ميكانزمات بيولوجية تغيب في الحالات العادية. إدراك أن الاكتئاب هو مرض شيء مهم جدا، ومن أهم تمظهراته، حالة الكآبة التي يعرفها الجميع من خلال تجاربهم الشخصية. و لهذا قد يبدو للأشخاص المحيطين بمريض بالاكتئاب من أقارب وأصدقاء أن تخطي هذه الحالة أمر بسيط، فيعتقدون أنه ليس على الشخص سوى أن يعمد إلى تسلية نفسه أو إلهائها …. و لكن قليل من المكتئبين المرضيين من يمكن أن يقبل نصيحة صديق أو قريب، و لهذا يبقى احتمال التحكم الواعي في الحالة النفسية و مساعدة الذات أمر بعيد المنال.
الأعراض الأساسية للاكتئاب :
· المزاج العكر
· فقدان الاهتمام بالأشياء المعتادة
· العياء و نقصان النشاط
· عدم القدرة على التركيز
· نقصان تقدير الذات وعدم الثقة في النفس
· الميول إلى اتهام الذات في مختلف الأخطاء و السلوكات
· النظر إلى المستقبل بتشاؤم
· اضطراب النوم
· فقدان الشهية
ليس بالضرورة أن تكون كل هاته الأعراض مجتمعة، بل يكفي أن تدوم اثنين أو ثلاث منها لمدة زمنية معينة (أسبوعين مثلا) حتى يصبح أمر الإصابة بالاكتئاب احتمالا جديا يجب أخذه بعين الاعتبار أثناء التشخيص.
أنواع الاكتئاب :
هي كثيرة، لكن في البداية من المهم أن نميز بينها حسب مصدرها.
يمكن للاكتئاب أن يأتي كرد فعل على صدمة عاطفية أو نفسية قاسية (فقدان شخص قريب مثلا) فيكون بذلك انفعاليا أو نفسي المصدر؛ كما يمكن أن يأتي بدون سبب محدد ظاهر (ولكنه موجود) فيكون بذلك داخليا أو ذاتي المصدر.
باستثناء المصدر يمكن لنوع المزاج العكر لدى مريض بالاكتئاب أن يكون محددا لنوع مرضه، حيث أن المريض يمكن أن يشعر بالحزن، أو بالقلق، أو بالكرب، أو باليأس،….
هناك نوع آخر يتمظهر بطريقة مختلفة تماما عما سبق ذكره؛ فلا نلاحظ عند المريض مزاجا عكرا بالدرجة الأولى بل إحساسا بمشاكل في الجسم ، إحساسا بمرض عضوي. قد يقضي الأشخاص المصابون بهذا النوع من الاكتئاب سنين طويلة متنقلين بين الأطباء باحثين عن سبب علتهم دون جدوى…. يمكن أن نسمي هدا النوع بالاكتئاب المقنع.
الاكتئاب بطبيعته حالة مؤقتة إذ أنه يمر عاجلا أم آجلا، لكننا لا يمكننا التنبؤ متى سيحدث هذا بالضبط وبالتالي لا يمكننا وقاية المريض من الأخطار التي قد يتعرض لها خلال فترة مرضه، التي تتسم بمعاناة نفسية لا نظير لها قد تؤدي بصاحبها إلى التفكير في الانتحار أو الإقدام فعلا عليه. لهذا تبقى مساعدة الطبيب النفسي أمرا أساسيا جدا، ليس فقط للأسباب التي ذكرتها و لكن كذلك لأن المريض قد يعرف حالات عود فيما بعد، ولتفادي ذلك أو النقص من احتمالها تبقى عيادة الطبيب ضرورية.
إذا كان لديكم شك في أنكم تعانون من الاكتئاب، فلا تحاولوا أن تعالجوا الأمر بأنفسكم ! استشيروا الطبيب !
ملاحظة من المشرف: مساهمة مشكورة من طرف الدكتور محمد ياسر اكميرة، بالمناسبة نوجه الدعوة لكل من له اقتراح، أو رغبة في المشاركة، فالأبواب مفتوحة