الاثنين، 24 سبتمبر 2007

لنتجنب حوادث السير بالمدينة الأطفال أول ضحاياها


         لنتجنب حوادث السير بالمدينة
                               الأطفال أول ضحاياها
   
 


   الصورة عن حادثة سير وقعت يوم الأربعاء 5 شتنبر 2007، بين حي السلام وحي رضا،  حيث صدمت سيارة خفيفة شابا في مقتبل العمر، ارتطم رأسه بزجاجها الأمامي، أول "الإسعافات" جوقة المستطلعين!  بعد ذلك حضرت الشرطة، ثم سيارة الإسعاف، نقل الضحية إلى المستشفى المحلي، ثم إلى القنيطرة في حالة غيبوبة حسب آخر الأخبار التي أتوفر عليها.
    بكل تأكيد أُعد المحضر، وستقول المحكمة كلمتها في النازلة، ونتمنى للشاب الضحية الصحة والعافية….لكن هل سنبقى نتفرج لنحصي الحوادث ونعدد الضحايا؟ خاصة أن عددا من الشروط أصبحت "مواتية" لوقوع المزيد من الحوادث بعد تعبيد بعض الشوارع بالمدينة في بداية الصيف الحالي، فقد كان سائقو الدراجات والعربات الآلية في السابق يسيرون على مهل حفاظا على آلياتهم من العطب، بسبب كثرة الحفر (أنظر مقالا سابقا  في قضايا المدينة)،أما الآن فيلاحظ أن بعض المتهورين يسيرون بسرعة غير مقبولة داخل المدار الحضري، كما أن بعض الراجلين لا يعيرون اهتماما لحركة السيارات، وكأنهم يعترضونها عمدا.
     لكننا نخشى أكثر على الأطفال الصغار وهم متوجهين إلى مدارسهم، ومنهم من يضطر لقطع مسافة طويلة للوصول إلى مدرسته، خاصة من يقطنون حي السلام، أو رضا، أو أكدال، والبعض من  حي المسيرة "بام"، يدرسون في مدرسة أبي بكر الصديق أو  آمنة بنت وهب أو القدس بالحي الإداري، أو حتى بمدرسة الغماريين… في غياب مدرسة عمومية بقرب من مساكنهم، بينما تعرف مدرسة الشهيد رشدي عبد الكريم (قرب بام) اكتظاظا  مستمرا…أي أن المدينة تعرف توزيعا غير مناسب للمؤسسات التعليمية، وإجحافا في حق الأحياء الجديدة… وفي هذا الصدد فقد قامت ودادية حي رضا ـ والتي أتحمل مسؤولية بمكتبها المسيرـ بمساع لدى عدة أطراف معنية محليا وإقليميا وجهويا ووطنيا، ببعث رسائل مضمونة الوصول، أو تسجيلها لدى مكاتب البعض الآخر، كما نشرتُ شخصيا ذلك في جريدة "الزمن المغربي" المحلية، عندما كنت أشارك بالكتابة فيها، وذلك بالعدد السادس، في أبريل 2006، كما أُدرج مقترح تشييد مدرسة بهذه الأحياء بعد ذلك ضمن إحدى دورات المجلس البلدي، وهناك حديث قيل بشكل رسمي في إحدى دورات المجلس البلدي السابق عن تحويل اعتمادات مخصصة لمدرسة بهذه الأحياء إلى جهة أخرى…علما أن هناك أكثر من بقعة تنتظر تشييد مدرسة عليها، كما انتهزتُ فرصة تواجدي للقيام بتغطية إعلامية لآخر منتدى جهوي للتربية والتكوين (أنظر نص ذلك بهذه المدونة)، المقام بإعدادية السلام يوم الجمعة 6 أبريل 2007 ، لأطرح على هامش الملتقى المشكلَ على مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، السيد محفوظ بوعلام،  باعتباره المسؤول عن أول إدارة معنية جهويا بخريطة التمدرس، وذلك بصفتي الجمعوية المشار إليها أعلاه، وبعدما شرحت له الوضعية باختصار، وأضفت له أن هناك فعلا انتشارا ملحوظا في هذه الأحياء للتعليم الخصوصي يحل جزءا من المشكلة، لكن ذلك يحتم على المسؤولين توفير الخيار الآخر للأباء، أي التعليم العمومي، فسمعتُ منه ردا مفاجئا ، يدعو إلى الانخراط في التعليم الخصوصي!…لهذا لا نتفاجأ إذا رأينا يوميا كبارا من أقارب الأطفال يرافقون أبناهم ذهابا وإيابا إلى هذه المدارس خاصة المتواجدة بالحي الإداري، مخافة أن يُدهسون في الطريق الوطنية العابرة للمدينة، وهذا ما قد يزيد من نسبة حوادث السير، مما يقتضي تحمل الجميع لمسؤوليته.
                  مصطفى لمودن